أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(1) ...... نحو دورة نهوض فكرية عراقية تاسيسيه ثانية:














المزيد.....

كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(1) ...... نحو دورة نهوض فكرية عراقية تاسيسيه ثانية:


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(1)
نحو دورة نهوض فكرية عراقية تاسيسيه ثانية:
قد يكون هذا العنوان مفاجئا للبعض، ذلك لان الحياة الفكرية العراقية تعاني من نمط غريب من الخنق على يد جماعة من بقايا النزعة الحزبية الايديلوجية المنهارة والمتراجعة تاريخيا، فهؤلاء يرفضون او هم لم يتربوا على مبدأ ومنطق، اخضاع الحزب وعمله لمشرحة المقتضيات والمصالح الوطنية، او استعمال الفكرة التي اسس عليها الحزب طبقا للشروط والمكونات البنيوية العراقية التاريخية.
وتعود اصول هذا التناقض الفاضح، الى الامراض القاتلة التي رافقت التاسيسأت الاولى للتيارات الوطنية الحزبية منذ الثلاثينات، وهي التي كانت وراء هزيمة الحزب الشيوعي، واندحار مشروعه التاريخي، ماقد بدأ يتجلى خصوصا ابان ثورة تموز 1958 وتسبب الى حد بعيد، في تعريض الحركة الوطنية وسندها الحركة الشعبيه، وزخمها الهائل، للتراجع والانكسار، وعلى الرغم من توالي الهزائم والنكسات، فلقد ظل التيار "الحزبي الايديلوجي" الغالب، والمهيمن على مقدرات الحزب، متمسكا بنفس نزعته، عامدا باصرار، الى فرض تفسيراته المضللة والمراغة على الاحداث والوقائع والظواهر الوطنية، الى ان تضخم مظهر افتراقه عن نبض الحياة والحركة الشعبية، وتحول الى قوة كابحة لاي محاولة من شانها الايحاء بولادة فرص، او احتمالات ايقاف المفعول المعيق والمخرب لسطوة "الحزبية المستعارة " بدل المحركات الحقيقية للتاريخ العراقي المعاصر.
وقد ظلت الحالة المذكورة مستمرة ومسببة للكثير من مظاهر الاعاقة والشلل في الحياة السياسية العراقية، ليس فقط لان النمط الحزبي، ومن يمثلونه مازالوا، واستمروا يمارسون سياستهم واساليبهم المعروفة، بل ولان الحياة الفكرية في العراق، ولاسباب تاريخية موضوعية، لم تعرف دورة نهوض تأسيسية ثانية، بعد تلك التي عرفت وقتها في الثلاثينات تحديدا، صعود "الوطنية الحزبية"، وبرغم تراكم الاسباب الهائل، الا ان حركة الافكار ظلت حتى في حال الإعتراض، تتمسك بنفس الارضيية، متخذة وجهة التياسرفي الغالب، ومحيلة الصراع الى " الايديلوجيا" نفسها، والى تكرارالتمسك باسبقية الحزبية على الوطنية، التي هي الاصل الذي ينبغي محاكمته والانطلاق من بوابته، قبل الامل في الدخول الى اي تاسيس انقلابي وطني تاريخي.
يتصور " الايديلوجيون" بان الافكار التي يتعاطونها "هم يستعملون تعبير : "يؤمنون بها،وهذا مستحيل ومتوهم بحكم كونها منقولة ومستعارة" هي الواقع، مايجعل تسلطهم وحتى استهانتهم بالوقائع من قبيل التصرف الروتيني، غير ان تقصد ملاحقة هذا المظهر يمكن بالمقابل ان تاخذ شكلين ووجهتين، الاول ايديلوجي من ذات الترسانة، والثاني وطني تتحكم به مقتضيات اخرى مختلفة، ومن سوية مغايرة كليا، ولان حديثنا هنا لايتبنى الموقف الايديلوجي المضاد ل "الايديلوجي"، فهو يذهب لتطبيق علم الاجتماع في تعيين اشكال ومسببات تكون الممارسة الايديلوجية من قبل فئات اجتماعية من المتعلمين، صادفوا ظروفا مستجدة على الصعيد العالمي، مع تداخلاث ووطأة الحضور الإستعماري، والاستقطاب الدولي ، وزخم الرفض المجتمعي العراقي الحاد الواسع على الاحتلال، مع هيمنة الفراغ التمثيلي الوطني، وغياب الحركة المناسبة القادرة على تأطير الحركة الشعبية، ماحفز الفئات المتعلمة الجديدة، وبالأخص المنحدرين من فئات مهمشة ومبعدة بالاصل من التمثيل، او الحظوة الاجتماعية، كي يصعدوا سلم المكانة الإجتماعية والجاد وان بثمن باهض، ومصاعب هي من طبيعة واقعهم.
ولا تذكر مثل هذه الحوافز عادة من بين الاسباب التي ادت لهيمنة " الحزبية الايديلوجية" منذ الثلاثينات في الحياة الوطنية العراقية، بينما اسبغت على ظواهر من قبيل دور اليهود او الاكراد والأقليات، اوصافا وتسميات مؤامراتية، مع انها مفسرة واقعا وبداهة ضمن مجتمعات تخرج من العثمانية لتغرق في الاصداء الحديثة الاوربية، مجتمعات تزدحم ليس با لتنوع الاثني والعقيدي وحسب، بل وبتهميش طويل يمتد لقرون لمكونات غير قليله الاعداد، وتمتاز بالحيوية والفعالية، بل والاصالة ضمن الحياة العامة، وهذه مع توفر طاقة وزخم رفض هائل سببه الاصطدام بين المجتمع وجوهر تكوينه، وبين ثقل وخطر مايعنيه ويهدف له الحضور الاستعماري، كان من شانها ان اوجدت وضعا استثنائيا، وفرصة سانحة كي تتمتع الفئات المتعلمة بمكانة لم تكن لتحلم بها، مايمنح حركة تشكلها وسيرورتها وخطابها " التضحوي / الايماني" تفسيرات اخرى غير تلك التي تردد عادة، من قبيل على سبيل المثال الحديث عن "التضحية في سبيل الشعب" او "ممارسات الايمان والصلابة"، وحقيقة بواعثها، ونسبة مايعود منهما لمايقال ويردد باستمرار، مقابل ماهو فعلي، وينتمي للحقيقة المعاشة، كما لتعقيدات الصراع والتحولات المستجدة في العراق والمنطقة والعالم.
ومع اننا نتحدث هنا بالاجمال، على امل التفصيل لاحقا، فان مانقصده ليس التعريض باي تيار او اتجاه بذاته، اي ان تناولنا ليس له الطابع الايدلوجي التنابزي، ومأنامل التوصل لنتيجة بشانه ينصب بالدرجة الأولى، على تلمس التناقضات بين العقل العراقي ان وجد،مقابل العقل الايديلوجي، واذا كان هنالك من تصادم وتفارق، او تناقض بين الاثنين، والاهم من ذلك اذا كان ثمة اضرار قليل او كثير وفادح، بالسيرورة العراقية الوطنية الراهنة والشاملة مبعثها طغيان الايديلوجيا على الوطنية.
وفد يسال والحالة هذه : ترى لماذا رضخ الواقع الفكري والسياسي الوطني العراقي بهذا القدر للايديلوجيا الحزبية، وهل الوطنية العراقية لها بالفعل مواطن يعتد بها من الاستقلال تماماعن هذا المنظور او المفهوم، سواء اكان قوميا بعثيا ليبراليا، او ماركسيا، ام ان هذا التجلي الذي استمر مهيمنا لعقود كان مجرد " ذاتية زائفة" وانتقالية طارئة فرضتها لحظة تاريخية؟
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1258 .... 1958 ... همس التاريخ الخفي
- الوعي - النهضوي- الكاذب .. واسلام الانهيار( 1/2)
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟ (2/2)
- (حقيقة دور-فهد- التاريخي(!!!! لاحزب شيوعي..ولا إشتراكية ديمو ...
- لماذا قتلتم ناهض؟ لماذا نزعتم روح الاردن؟
- (حقيقة دور -فهد-التاريخي!!!!) لاحزب شيوعي ولا إشتراكية ديموق ...
- البيان-الإمبراكوني- ..كتابٌ ليُصبح العراقيون اُمةً.
- قمةٌ حضاريةٌ كونيةٌ ما بينَ الهندِ والصينْ وصولاً لأوربا(3/3 ...
- -الإمبراكونيا-: وأمريكا كمشروع إبراهيمي عراقي محرف(2/3)
- -الإمبراكونيا- إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)
- نداء الى الوطنيين العراقيين ( ملحق): هل كان العراق موحدا عام ...
- نداء الى الوطنيين العراقيين: جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هو ...
- -نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ...
- بعد الإعتراف البريطاني: من يعيد الإعتبار للوطنيين العراقيين؟
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (2/2)
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (1/2)
- اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبرا ...
- متى تعود المرجعية للنطق؟ وماذا اذا نصبت ايران رئيس وزراء تاب ...
- هل سينتهي دورمسعود بارزاني؟: الوطنية والجزئية بظل - العملية ...
- النشوئية الجديده وهزيمة كلكامش ودارون ( الكون كصيرورة تحولية ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كيف ولماذا هزمنا امام صدام حسين؟(1) ...... نحو دورة نهوض فكرية عراقية تاسيسيه ثانية: