أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - حِكاية طِفلة وشَيخُ القَبيلة















المزيد.....

حِكاية طِفلة وشَيخُ القَبيلة


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 10:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه السطور هي اشبه بلمحات مقتطفة من قصة طويلة، واقرب ما تكون مناجاة لعقول البعض الذي لا زال يغط في السبات منذ السنه الثانية قبل الهجرة حيث عقد قران الجلاد مع الضحية، انها مجرد مقتطفات مبنية على وقائع تاريخية ، والتي تتمحور حول فاجعة تتكرر مئات المرات يوميا بين ظهرانينا، انها لمحة عن اول عملية اغتصاب لطفلة تم تدوينها عبر التاريخ ولا زالت مستمرة، الطفلة التي تبقى قداستها في نظر الأسوياء أعلى بكثير من كل القداسات.
واليكم الاحداث البارزة والمهمة في القصة وكيف جرت الامور فيها، ولنطلق عليها عنوان : عِرس الحميراء وشيخ القبيلة!!
منذ اليوم الاول الذي دخل فيه شيخ القبيلة وهوفي منتصف العقد السادس من عمره- الى حياة هذه الطفلة المسماة-حميراء- وحياتها انقلبت رأسا على عقب، من طفلة بضة سحنتها ممتزجة بالحَمار والبياض تلعب بدميتها المصنوعة من القش او بقايا الاقمشة، الى ام الرعية وزوجة لشيخ القبيلة، لما يفترض انه نبي اخر الزمان وسيد المرسلين، وهذا ما كان يقوله ويردده دائما هو والرعية!!!
وعلى ما تتذكر وعلى لسانها، فانها قالت انه من يوم رأها شيخ القبيلة، بادر وبشهوة غريبة وطلبها من اباها المغيب المغشي على عينيه، لان قوانين مكة الخاصة بالاحوال والجنسية والاحكام الشرعية، لم تكن تمنع ذلك، لان شيخ القبيلة هو نفسه الذي سنها وشرعها!! والادهى من كل ذلك انه جاء متمما لمكارم الاخلاق، هكذا قالت امها ام رومان لها وكانت بهذا مصدقة، الطفلة المسكينة لم تكن تعي شيئا، وليس لها على حل الالغاز مقدرة، لانها لم تنتسب لاي مدرسة بعد لصغر سنها، واستمر الجميع يتحدثون حولها ولا زالوا مستمرين، أما هي فقد استمرت في لهوها، منشغلة فقط بتسريح شعر دميتها التي اسمتها فلة او باربي بالاجنبية، منغمستا بتلوين شفاهها بالاحمر والازرق والزهري الاصفرالغير متناسق، الا انها كانت تسمع بين الحين والاخر الزغاريد، ولكنها لم تكن تعير اهتماما، الا انه وبعد هنيهه جائت النسوة وحملنها الى ركن في خيمة أبيها، وشرعن ينزعن عنها ثيابها الطفولية الملونة وألبسنها النقاب الاسود، ثم نقلنها االى غرفة من طين فيها حصير واحد وليس لها نوافذ، واقعدنها فوق الحصير على انه السرير، الطفلة المسكينة المطيعة تسمرت في مكانها بحسب اوامر ام رومان والدتها، ولم تكن تعرف او تتخيل ماذا ينتظرها، كانت لاتزال تحمل دميتها الصغيرة ومنهمكة بتقليم اظافرها بين اسنانها الصغيرة المتفرقة لانها لم تكن قد اكتملت بعد!!!
كان صوت الزغاريد خارج الغرفة وفي باحة قصر سيد القوم كما اخبروها، يمتزج مع صوت رشاش المورتر والاعيرة النارية والدفوف والاقدام التي تضرب الارض راقصة"الدبكة العربية الميجنا" ... فجاءة وبينما هي مع دميتها ملتهية، والعودة الى الارجوحة متمنية، فتح باب جناح اقامتها في القصر، ولاح من خلاله ملامح رجل مترهل ذو ضحكة خبيثة، تكشف عن اسنان متكسرة في مقدمتها نابان كبيران ، والبقية فقدهاعلى جبل احد في واحدة من مغامراته الكثيرة!!!الطفلة حميراء لم تشح نظرها عنه جانبا، لانها صغيرة جدا فمن اين لها ان تعرف ماهو الخجل، اقترب منها الرجل الكهل شيخ القبيلة، وكانت تعرفه منذ مولدها صديقا لوالدها، وكثيرا ما كان يداعبها، وحاولت ان تشم من بعيد رائحته المعتادة، لكن رائحته هذه المرة كانت رائحة على غير العادة، غريبة تختلف عن سابقاتها، ربما انها اشبه ما تكون شبيه برائحة عاد وثمود بعد الصاعقة، المهم انها رائحة لم تكن عليها متعودة، دخل عليها بعدما احكم غلق الستارة واطفئ كل مصادر الانارة، عوا شيخ القبيلة كالذئب طوال تلك الليلة، ولعواءه كانت تعوي الذئاب التابعة له خارج وداخل المدينة، وفي اليوم التالي كانت الكدمات تملئ جسد الطفلة حميراء،وخاصة بين الافخاذ والارداف النحيلة، وهذه لم تكن المرة الاخيرة ليتم علاجها، وانما تكررت هذه الحالة كل ليلة على مدى أشهر وثلاث سنوات طويلة، وبعد معاناة واكتساب الخبرة، رمت الطفلة حميراء بدميتها جانبا، وصارت تسرح شعرها بنفسها ولكن بطريقة غريبة كالمجنونة، فتضع الاحمر والازرق والزهري وجميع الالوان المتوفرة في اسواق الكعبة، على خدودها بصورة غير متجانسة ! حتى ان مشيتها تغيرت !وصارت لدى الجميع امهم ومعروفة، فالطفلة حميراء لم تعد طفلة بريئة، ولانها تعلمت الدرس واللعبة بفترة قصيرة وسريعة، صارت تسير في طرقات مكة والمدينة مع الوصيفات متبخطرة، علهم يصطادون احد الشبان من ذوي الوجوه المليحة، ومنادية باعلى الاصوات:
انا امكم وزوجة سيدكم ، والذي يقص علي كل يوم وكل ليلة، كيف غوت إمرأة العزيز يوسف والخديعة، وهي لا زالت تمضغ علكتها لتصنع منها بالونا" كبيرا مستمرةً ومسترسلة في كلامها:شيخ القبيلة يقول لي ان اكثر اهل النار من النساء! ثم بعدها تدخل الى بيوت ضراتها زوجات حبيبها الذي اختاره لها الهها، الواحدة تلو الاخرى...
مرحبا سودة بنت زمعة....مرحبا حفصة بنت عمر وصفية وريحانه ومارية.... مرحبا زينب بنت خزيمة وبنت جحش.... مرحبا أم سلمة وام حبيبة....مرحبا جويرية وميمونة بنات الحارث...مرحبا... مرحبا....مرحبا ربما اربعين مرة!!!
شيخ القبيلة لم تكن تفوته سابقا صلاة الصبح الباكرة، اما الان فصار يتأخر عن صلاة الفجر على غير شرعه وسنته ، وصار يطلب من حماه ابن ابي قحافة ان يؤم بالناس بدلا عنه لصلاة الصبح او الظهيرة، وعندما يظهر على صلاة العصر ليؤم الناس تكون اثار النوم لاتزال على عينيه باقية، ناسيا ان يتوضأ وهذه سابقة خطيرة!!!
استمرت الحميراء في تجوالها بالمدينة فدخلت صيدلية الجزيرة، ولكي لا يأخذ منها فوق التسعيرة، بادرته قائلة: انا الحميراء زوجة شيخ القبيلة هل من الممكن ان تعطيني حبتي فياغرا لان الكفيت قد نفذ...
ثم تمضي الى العسال وبنفس الوتيرة: اعطني اوقية عسل نحل غذائه ثمار الغابة لو سمحت!!! ثم تذهب الى نصب الانتصار في باحة فيلا القصر العتيق وتخاطب المهاجرين والانصار بضمنهم الصعاليك قائلة: ان شيخ القبيلة يقول: ان الفساد قد عم الأرض فهيا نقتل نعلا، ويقول ان فتح الله قريب، لذا سأمتطي الجمل واقود الملحمة، ويأمر ان لا تطع الكافرين ،وقال اوصيكم بسنتي من بعدي، فسلبنا ونهبنا واغتصابكم للنساء والاوطان لا ينتهي، ويقول انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون، رغم انف الدابة الملعونة، وانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، وكان ربه يسارع في هواه، وان للمتقين جنات وحور عين وولدان مخلدون وانهار عسل وخمور والبان، وهذا من احسن الاحلام التي زرعها في نفوس البلهاء!!!
مرت الأيام على عجل ورحل شيخ القبيلة، وبقيت بعده الحميراء بعد ان تخطت سن المراهقة، تتعلم فنون السياسة والانقلابات في معهد وجامعة المدينة القديمة ، ولا زالت تنادي انا حميراء سيد القبيلة، فهل نزلت بكن يا نساء قريش والمدينة لتلوموني، ما نزلت بي من مصيبة!!!
الى هنا انتهت الحفلة وبإمكانكم تكملة السهرة بالعودة الى (عندما كنت عائشة 1و2) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=475716
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=475832
عزيزي القارئ من خلال هذه الكلمات البسيطة والمختصرة ، بكل تأكيد تستطيع أن تعيد بناء هذا المشهد الذي حدث منذ ما يقارب 1450 سنة من جديد لو تركت العنان لخيالك، لترى وتتخيل تلك الأيادي الصغيرة وربما الناعمة للطفلة البريئة الحميراء وهي تسرح شعر دميتها وتناغيها جالسة على ارجوحتها، وتستغرب من حركة واهتمام النسوة بها.
هي فعلا لحظات تراجيدية اشبه ما تكون شبيه لتلك الطقوس الغريبة التي كان الوثنيون القدامى سواء الرومان او اليونان او الفراعنة....الخ، يقيمونها عند تقديم القربان البشري الى الاله، فما كانت عائشة الطفلة وزميلاتها الى يومنا هذا، وهي/هن تزف الى "أشرف خلق الله ومتمما لمكارم الاخلاق وهي في سنتها السادسة ولم تقيد بعد في المدرسة الابتدائية، الا بمثابة قربانا آخر يقدمه الانسان لإله من نوع آخر، اله ليس في كل شخصه ذرة من نبل أو حياء او رحمة!!! ويبقى ألأدهى والأمر هو أنك تجد بعض الجهلة والحمقى يدافعون بكل ما اوتوا من مفردات الكلمات عن مقترف هذه الجريمة الخسيسة التي لا يقترفها الا ذو نفس شاذة مريضة!!! تحياتي لكم.



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعجاز العلمى فى القرآن.... خيال ام عقدة النقص؟؟
- مِحنَةُ أُمَةٍ وإِلهُها...ووهمَ الإِعجازِ في كِتابِها
- الغيب لم يتطرق اليه الحِوار بَيّنَ محمد والكُفار- على ال بي ...
- حِوار.... عَبرَ ال BBC..... بَيّنَ محمد والكُفار
- حقيقة زائر الغار ووحيه لخير الابرار
- القَمَرُ خُسُوفاً والشَمسُ كُسُوفاً...وَمَا نُرْسِلُ بِالْآي ...
- عندما يغضب اله القران وهو الذي كتب السيناريو؟؟؟
- كَشْفُ سِرُّالأسْرَار فِي عَدَمِ ألإجًابَةِ عَلى دُعاءِ ألأب ...
- قال الله : إِنْ شَاءَ اللَّهُ...ذَلِكُمْ اللّهُ رَبُّكُمْ
- آدم الإنسان...باكورة ضحايا المؤامرة الالهية في الاسلام
- إنهم لا يريدونكم أن تستيقظوا !
- حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة
- أُمُ ألبَنِين... تُغَيِّرأقوالَها
- المُصطَفى العَدنان...مِنَ السِيرَة والقُرآن
- تَحَداهُمْ القُرآن... فَقَالُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِير ...
- سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 3
- اعادة نشر...اوطاننا مفجوعة بمرض عضال…. ينخر بها منذ زمان واج ...
- سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 2
- سِلسِلَة...مِنْ حَقِنا أن نَسأل 1
- الحَل هُوألإسلام....بِحاجةِ الصَحابة وخَيرُ الأنام


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - حِكاية طِفلة وشَيخُ القَبيلة