أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عادل أداسكو - لا أمازيغية بدون ديمقراطية














المزيد.....

لا أمازيغية بدون ديمقراطية


عادل أداسكو

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 01:09
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


سمعت من داخل الحركة الأمازيغية من قال " أن ما يهم هو أن تستعمل الدولة اللغة الأمازيغية كيفما كانت طبيعة النظام السياسي، وأنه إذا طلب منه الاختيار بين دولة ديمقراطية ودولة أمازيغية ولو كانت دولة الطالبان فسيختار الدولة الأمازيغية".
هذا الكلام مرفوض لأنه يتعارض كليا مع أسس وتوجهات الخطاب الأمازيغي ومع روح الحركة الأمازيغية التي هي حركة ديمقراطية مبنية على قيم العقلانية والنسبية والحرية والتعددية واحترام الاختلاف.
ومن صرح بالكلام الغريب المذكور أعلاه وقع في خطأ مزدوج عندما اعتبر أن الدولة الديمقراطية لا تقبل الأمازيغية أو لا تستعملها، بينما كل دولة ديمقراطية لا تستحق هذه الصفة إلا إذا قبلت بكل مكوناتها.
والخطأ الثاني هو اعتباره أن دولة أمازيغية مقبولة لديه حتى ولو كانت دولة مثل دولة طالبان. وهذا معناه أن ما يهمه هو اللغة فقط مفصولة عن قيمها الثقافية، وبهذا المعنى يمكننا أن نقبل دون تردد دولة تحكمها جماعة العدل والإحسان إذا قرر استعمال الأمازيغية حتى ولو كان ذلك في إطار استبدادي تسلطي.
لا بد من التذكير أن الحركة الأمازيغية جزء لا يتجزأ من القضية الديمقراطية في بلادنا وفي كل بلدان شمال افريقيا، حيث لا تفصل بين الحقوق اللغوية والثقافية وبين جميع الحقوق السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، كما نعتبر أن اللغة الأمازيغية مرتبطة ارتباطا عميقا بالقيم الثقافية الأمازيغية. وبهذا المعنى لا توجد دولة ديمقراطية تتنكر للغة الشعب الأصلي وثقافته، كما لا توجد أمازيغية بدون جميع الثوابت الديمقراطية التي تضمن الكرامة لجميع المواطنين على قدمي المساوات.
قراءتنا للوضع الراهن للحركة الأمازيغية بالمغرب تدعونا للتحذير من اختلاط المفاهيم على الشباب، حيث يجب أن نؤمن بمبدأ أساسي أنه "لا أمازيغية بدون ديمقراطية"، كما أنه شعار ينبغي أن يكون للمرحلة الراهنة، وليس فقط شعار للاستهلاك في اللقاءات التي تجمع مكونات الحركة الأمازيغية.
ليس منطقيا أن نعزل الأمازيغية بأي شكل من الأشكال عن قضية الديمقراطية، كما أن مفهوم الديمقراطية قد وصلنا جاهزا، حيث لم نعش التحولات والتطورات الفكرية لهذا المفهوم، بمعنى أن "إيمازيغن" لم تتح لهم الفرصة بسبب الاستعمار لتطوير فهمهم الخاص لديمقراطية حقيقية، ونتيجة لذلك هناك سوء فهم كبير وخلل في فهم واستيعاب أهمية الديمقراطية كأساس ومدخل لتوفير الشروط المناسبة لأمازيغية تستمد روحها من قيم "تيموزغا"، ونتيجة لهذا الخلل في الفهم، نجد مجموعة من الفاعلين في الحركة الأمازيغية جعلوا من قضية الديمقراطية قضية ثانوية في معالجتهم وطرحهم الخاص للقضية.
من المفروض التأكيد على أن تكون الديمقراطية أولا وأخيرا، انذاك يمكن أن نضمن أن تكون الأمازيغية في مكانتها التي تستحق، ولن يتجلى ذلك إلا باستكمال المشروع الديمقراطي، وضرورة الانفتاح على الشعوب الأخرى، بالإضافة إلى صياغة خطاب أمازيغي موحد ينسجم وخطاب الحركة الديمقراطية في طرحها لقضية الحريات، وقولبتها في قالب يجعل جوهرها الحقيقي بناء نظام ديمقراطي يتسع للجميع.
كما نؤكد على ضرورة وأهمية أن يكون "ايمازيغن" ديمقراطيين فيما بينهم، فالأمازيغية أصبحت في حاجة ماسة لديمقراطيين حقيقيين، فلا يمكن بناء ديمقراطية بدون ديمقراطيين، حيث أن واقع الحركة الأمازيغية وما تعانيه من تعثرات ومشاكل راجع في جانب منه إلى الإقصاء المتبادل بين مجموع الفاعلين لمجرد الاختلاف حول الرأي، وفي تجاهل تام لقيمة الايمان بالتعدد والاختلاف.
هذا بالإضافة الى تشخيص التصورات والافكار، وبشكل أساسي إلى الخلط بين الرأي السياسي والفكر السياسي واختزال الثاني في الأول، حيث أصبحت السياسة طاغية على الكل، وهذا من شأنه أن يجر الكل إلى الحضيض.



#عادل_أداسكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد مقاطعة الانتخابات بالمغرب؟
- الفتنة هي احتقار المواطنين والقفز على القانون
- لمادا الإسلاميون المغاربة يكنون للحركة الأمازيغية الضغائن وا ...
- هل يبقى القانون الجنائي سيفا مسلطا على المغاربة؟
- لماذا أصبح الإرهاب إسلاميا فقط في العالم كله ؟
- الحق في التنمية حق أصيل لكل انسان
- لن نتنازل عن مكتسباتنا وأولها حرف تيفيناغ
- لا لمصادرة الرموز الأمازيغية
- عن مسيرة -توادا نيمازيغن- 20 أبريل
- المرأة الأمازيغية «تمغارت»
- تافسوت ن إدوسكا
- حول التصريحات العنصرية للمقرئ أبو زيد
- الحملات الخاسرة للإسلاميين ضد الأمازيغ
- والقافلة تسير ...
- حركة -تمرد المغربية- حتى لا نكون مجرد تقليد
- شباب -تاوادا- استقلالية تضامن وتفاعل
- متى يقوم وزير التربية الوطنية بإيقاف مهزلة الكتابة بالأمازيغ ...
- من 16 ماي 1930 إلى 16 ماي 2003
- أبعاد وتحديات الحملة ضد أحمد عصيد


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عادل أداسكو - لا أمازيغية بدون ديمقراطية