أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الكرد والإيديولوجيات والاستراتيجيات














المزيد.....

الكرد والإيديولوجيات والاستراتيجيات


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 02:17
المحور: القضية الكردية
    


على مدى التاريخ، كان الكرد ضحية أيديولوجيات دينية؛ فلسفية؛ سياسية، صدرت إلى مجتمعنا، قسرا أو تقبلوها رهبة، أو تدويرا ومرقت بليونة، وسادت في البدايات بالعموميات، وتغلغلت في ثناياه، فتزايد تمسك الكردي بها وعلى مراحل، فآمن بها وبصدق، أنقى من ملهمها، ودون تدوير عميق للمجالات العقلية، إلى درجة أصبح يتوسع فيها ليشبع ذاته منها، ويستورد ملحقاتها وثانوياتها، ويتعمق في خصوصياتها، لكن حتى عندما أضفى عليها تأويلاته، لم يتمكن الخلاص من نتائجها الكارثية، فعلى منصاتها تحطمت أحلامه، وضاع مستقبله، وأصطدم بسلبياتها، وكانت من إحدى أسباب تخلفه الاجتماعي والسياسي والحضاري، وعدم بلوغ غاياته.
والإيديولوجيات التي نبعت من أحضانه، فلسفية، أو دينية كالروحانية الزرادشتية والمانوية، أو تلك التي لم تبلغنا آثارها، وكانت تعوم بها المدارس المعروفة في التاريخ، كمدرسة حران وجنديسابور وآمد ونصيبين وأربيل والمدائن، الذين وردتهم أسمائهم على صفحات التاريخ القديم، وضاعت بعد الغزوات الإسلامية الأولى، وكانت هذه المراكز العلمية والأدبية تتبع إيديولوجيات تلاءمت وإقامة كيانات وحضارة، وأسندت بنيانها وعلى مدى قرون متتالية، مثل الحضارة الساسانية المندثرة، بعد أن هشمت معالمها، ودمرت تحت سلطان القوة، لتحل محلها الغازية، والغريبة عن ثقافة ومفاهيم المجتمعات الزراعية، والمتضاربة للذات الكردية وثقافتهم.
ظل الصراع بين القديم والجديد مستمراً، ونتجت عنها ثورات فكرية، دينية أو فلسفية، وهي ما أدت إلى انتشار المذاهب الصوفية بين الكرد، حتى أصبحوا يعدون من أحد أكثر الشعوب تخريجا للمشايخ الصوفية، وكانت الإيديولوجيات، القديمة والحديثة، سببا في صراعات واسعة بين المجتمع الكردي ذاته، لإيمانه المطلق مع الرفض المطلق لنفس المفاهيم. والشعب الكردي لا يزال يعيش المجالات الفكرية ذاتها، فليس عبثا، وفي هذه الفترة المصيرية، بل ومنذ قرابة قرن من الزمن، تتم تصدير الأيديولوجيات الطوباوية، أو استيرادها، ترافقها المفاهيم الساذجة، والأجندات العبثية؛ مع واجبات وفروض عليهم تنفيذها، في الوقت الذي نجحت فيه الشعوب المجاورة وعلى بنية الوعي القومي بدون الاستماته على تلك الإيديولوجيات.
علينا ألا ننسى أننا وعلى مدى قرن كامل نواجه سلطات، ذات خبرة طويلة في العبث والتلاعب بإرادتنا، تعرف وبخباثة كيف تسخر قدرات الشعب الكردي لمصالحها، وأحد أبسط طرقها، تسخير الأحزاب الكردية، لتنهش في أحلامه وأهدافه، وتحرف نضاله، بوضع الثانويات من الأمور في مقدمة الأولويات، وتصعد من خلافاتهم، أو تسعر الاختلافات بينهم على أمور كانت فيما مضى بحكم التوافق الكردستاني:
1- تم زعزعة الإيمان بالوطن القومي الكردستاني، بين شريحة واسعة من الحركة الكردستانية، عن طريق نشر مفهوم الوطن المتكون على نهج الأممية من الماركسية إلى الإيكولوجية.
2- وتم التخطط لتغيير علم كردستان الواحد، وإدراجه ضمن صراع الأحزاب، والخلط بينها وبين رايات الأحزاب. والصراع لا يزال جاريا، وهي من أحد أسهل الأساليب التي تفاقم من الخلافات بين الكرد، وتخدم الأعداء.
3- والعبث: بالقوة الخام الكردية الهائلة، وهدرها على الخلافات الساذجة، الحزبية، تحت يافطة الاستراتيجيات والإيديولوجيات، مع التغاضي عن جغرافية كردستان السياسية والديمغرافية والطبوغرافية، والتلاعب بالمصطلحات القومية وتاريخ الأمة الكردية.
4- سذاجة الصراع على أفضلية التبعية للقوى الإقليمية واستراتيجياتها، من هيمنة الأجندات الإيرانية واللهث وراء استراتيجية الهلال الشيعي، إلى تركيا واستراتيجية الحلف السني، وبينهما غابت كردستان والنهج الكردستاني.
مفاهيم متشعبة الأطراف، يرافقها أخطبوط مرعب، قبض على أطراف عديدة من ضمن الحركة الكردستانية، إلى درجة جعل البعض يؤمنون بأن المطروح المعادي للقومية الكردية فكرة عالمية، وبإمكانها السيادة على الشرق الأوسط، بل والبعض يفرض نهجه كنظرية عالمية، ويشبهونها بالإسلام وسيادته على البشرية، وقد يكون لها صداها وإيجابياتها، فيما لو كانت على الشروط الكردستانية، حيث الاستقلالية من الإملاءات والأجندات الإقليمية. وآخرون ينادون بالديمقراطية شكلاً، وينتهكونها بأفعالهم وتعاملهم، وبين الطرفين خلافات تبتذل فيها الإيديولوجيتين، وليتهما خدمتا الحاضر والمستقبل الكردي، كما خدمت فكرة المذهب الشيعي بناء دولة الفرس، أو إيران لاحقاً، وسخرت العلمانية الكمالية في بناء الدولة الطورانية وبعدها تركيا.
لسنا ضد ظهور أحزاب كردستانية إيديولوجية، وطنية، أو قومية مثل غيرهم من شعوب المنطقة، أو تتبع استراتيجيات إقليمية أو عالمية، وبينهم خلافات متشعبة، وأن تكون في المنطقة الكردية أو في الأقاليم الفيدرالية أو في كردستان القادمة، أحزاب تهيمن وأخرى معارضة، حتى ولو كانت بسلطة مركزية، لكن شريطة ألا تسقط في الاستبداد، أو تفرض إملاءات المستبد، وتفضل استراتيجياته وأجنداته على الغايات الكردستانية، فخدمة الشعب الكردي أو الانحراف عنه قد يحدث بخباثة بسيطة من الأعداء، أو عن طريق نشر مفاهيم تندرج ضمن خانة الأيديولوجيات أو أفضلية الاستراتيجيات، فعلينا جميعا أن ندرك، وخاصة الأحزاب أو الأطراف الكردية المتصارعة، أن السلطات المستعمرة لكردستان لا تريد ولم ترغب يوما خيرا للشعب الكردي، ولا حتى لشعوبها، وهي ذاتها التي أوصلت المنطقة إلى الكوارث الجارية ودمرت شعوبها، ولن يتقاعسوا عن مساعدة كل فصيل يبعد الكرد عن قوميته، وعن النهج الديمقراطي، وتشويه سمعة الحركة الكردستانية في المحافل الدولية وأمام القوى الكبرى. فالحنكة تكمن في إيجاد تفاهم كردي على نقاط رئيسة، رغم الخلافات، والاتفاق على عدم التخوين أو التلاسن عند مجاراة القوى الإقليمية المفروضة التعامل معها على الحيز الاستراتيجي أو تقبل أيديولوجيته، وتسخيرها للقضية الكردستانية.


د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
26/11/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا محمية روسية بامتياز
- ترمب من إمبراطورية إلى إمبراطورية
- عندما يدرس ترمب المستنقع السوري
- إيجابيات الصراع الكردي-الكردي-2/2
- أين إيجابيات الصراع الكردي-الكردي- 1/2
- ترمب ما بين تركيا والكرد
- انتخبتُ هيلاري
- من شنكال إلى صلاح الدين دمرتاش - 2/2
- من شنكال إلى صلاح الدين دمرتاش - 1/2
- حروب عالمية بالوكالة
- ما لا تود المعارضة السورية استيعابته
- لا خيار لمرشحي رئاسة أمريكا سوى الكرد
- موصل ما بين كركوك وحلب
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء الحادي ...
- بلاهة التصعيد الأمريكي مقابل العنجهية الروسية
- لو أن المعارضة السورية
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء العاشر
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء التاسع
- عيوب الحوار العربي الكردي خلال الفترات الماضية - 3/3
- عيوب الحوار العربي الكردي خلال الفترات الماضية - 2/3


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الكرد والإيديولوجيات والاستراتيجيات