أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الكولونيالية وسياسة الابارتهايد والتمييز العنصري















المزيد.....

الكولونيالية وسياسة الابارتهايد والتمييز العنصري


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 23:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكولونيالية وسياسة الابارتهايد والتمييز العنصري
الابارتهايد والتمييز العنصري ظاهرة ظهرت نتيجة الاستعمار الاستطاني العرقي و الاضطهاد الطبقي, وتمثل الظاهرة أكثر اشكال التوحش واللاانسانية وأكثر اشكال العنصرية الاضطهادية المستهدفة للافراد والجماعات والشعوب.
صاغت وعززت المواثيق والقوانين الدولية بعد الحرب العالمية الثانية, مبادئ ونظم لحماية الشعوب والجماعات والافراد من السياسات الاستعمارية والابادة والتمييز العنصري والابارتهايد.
الابارتهايد هو الفصل العنصري بين الاجناس,أعتبر ابارتهايد من أسوء وأبشع اشكال العنصرية . مارس النظام الكولونيالي سياسة الابارتهايد في الشمال الافريقي في المجالات الترابية و الاقتصادية والاجتماعية, السياسة التي فصلت بين الامازيغ , الامة الاصلية وبين دعاة العروبة, سياسة الابارتهايد والتمييز العنصري الضامنة لدعاة العروبة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية واللغوية و اقصاء الامازيغ, الامة المحلية من هذه الحقوق, (( المغرب النافع والمغرب غير النافع)).
تطابقا مع هذا التوجه تعتبر جريمة ابارتهايد والتمييز العرقي في الشمال الافريقي فعل اللاانساني يرتكب بهدف اثبات ودعم سيطرت وهيمنة "العرق العروبي" على العرق المحلي, واضطهاد الامازيغ بشكل منظم, من حرمانهم من الحقوق الحياتية, سواء بارتكاب اغتيالات او اعتقالات وتعذيب والتطاول على حريتهم و كرامتهم على اساس عرقي, التهميش الاقتصادي والاجتماعي والاقصاء السياسي والثقافي واللغوي على اساس عرقي, هذه التدابير ترمي للعزل العنصري (الغيتو) وخصوصا بعد الاحتقلال (منطقة الريف والجنوب الشرقي).
بالملموس فالابارتهايد والتمييز العنصري في الشمال الافريقي خيار سياسي وايديولوجي تبنته السلطة الكولونيالية بعد انسحاب دولة الحماية, والواقع الملموس يأكد هذا التوجه الابارتهايدي في ممارسات السلطة الكولونيالية ( العزل, الاقصاء, التهميش, الاستبداد ...) والمنتج لايديولوجية الكراهية لايمازيغن و معادات الهوية الامازيغية لمنطقة الشمال الافريقي, واعتبار ايمازيغن (الشعب الاصلي المحلي) مجرد (((اقلية))) عرقية اجنبية في وهم سماه الاستعمار(((الوطن العربي))), المستعمرة العروبية, و لا خيار لهذا القوم (((اقلية))) اما الابادة البيولوجية و اما الابادة الهوياتية, اذابة ايمازيغن في الهوية العربية الخالدة والمقدسة, وهذا الفعل الاجرامي اللاانساني, حسب الاجرام الابارتهايدي العروبي مكافحة للمؤامرة الدولية ضد (( خير امة اخرجت للناس)).
الخلفية الاسطورية للعقل العربي أسست ايديولوجية التمايز العرقي و الطبقي, عزل وتهميش للمناطق المحافظة على الهوية, اقصاء الثقافة واللغة الامازيغيتن والاستبداد المطلق ضد الامازيغ ومصادرة املاك ايمازيغن, وتصنيف الموقع الطبقي من يحق له ان يملك ومن لا يحق له ان يملك, من المستغل ( الكسرة ) ومن المستغل (الفتحة), ( المكانة في النظام الانتاجي للمجتمع والعلاقة بوسائل الانتاج), هذه السياسة العرقية الطبقية ستكون البنية الاساسية للاضطهاد القومي والطبقي وبناء الايديولوجية العرقية الشمولية المطلقة التي هيمنت في المجتمعات الشمال الافريقي كلها حتى اليوم بدعوى خرافية تفوق العرق العربي و حمايته من المؤامرة الدولية.
شاركت الحركة الثقافية العروبية المخزنية بنشاط في الحملة الاعلامية العنصرية ضد الامازيغ و الهوية الامازيغية بخلق اختلاقات و اكاذيب من حجم الخيانة والعمالة والانفصال, وكل النشاطات المؤدية الى المؤامرة العالمية ضد العروبة والاسلام المقدسين, هذه التهم التضليلية هدفها خلق مبررات لسياسة الابارتهايد, سياسة اللاتساوي بين الامازيغ والعرب في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية واللغوية و سياسة تفضيل العرق العربي السلطوي عن العرق الاخر المدان ب((الانفصالية والخيانة والعمالة و ...)).
هذه الثقافة العروبية الرجعية المهيمنة تكرس البنية الكولونيالية وتعبر عن الوعي المغلوط في تجلياته الميتافزيقية, و هو ما يلاحظ حاليا في الخطابات العرقية-الاسلامية المنطلقة من اوكار الدناسة (المساجد), في ربط مآسات الامازيغ, بالعقاب الرباني ( زلزال لحسيمة 24 فبراير 2004, و الهزات الارضية, يناير 2016), تحميل ايمازيغن مسؤولية الكوارث الطبيعية, فمثلا الكتاني السلفي حذر الريفيين بقوله : " ألا من توبة نصوح و رجوع إلى الله قبل أن يحدث ما هو أشد من ذلك ", ويحيى المدغري خطيب مسجد بسلا ربط الزلزال بالعقاب الاهي, نتيجة فساد ومعاصي اهل الريف ايمازيغن.
ثقافة التمييز العرقي, الابارتهايدية تتمظهر في اشكال واساليب مختلفة مزيفة للواقع ومحرضة ضد العرق المضطهد والمقهور الامازيغي و ابداع اساليب سلوكية مهينة لكرامة الانسان الامازيغي, كتصنيفه من عنصر (( شلوح)) او (( البربر)) او احتقاره بخاصية ( البخل), هذا ما أشار اليه المقريني, احد العرقيين العروبيين الاسلاميين في بلاد الامازيغ ب(( العرق المعين)), هذه الثقافة الابارتهايدية المتجذرة في المدرسة العروبية من خلال الادبيات والخطابات و الهلوسات المنتجة لعلوية العرق العربي ودونية العرق الامازيغي, لتبرير الواقع المزري ل (العرق المعين), واقع الاصطفاف الطبقي وتوزيع الثروة, وباعتبار الامازيغ من (العرق المعين) الدوني حرموا من ارضهم وثرواتهم, ووهبت للعرق العلوي((خير أمة اخرجت للناس)) بارادة الوهية, كما حرم الامازيغ من الحرية والاستقلال لنفس السبب ( خلقوا لكونوا عبيدا للعروبة الاستعمارية).
ايديولوجية السلطة الكولونيالية, هي ايديولوجية عرقية, دينية, مهمتها نشر الحقد والكراهية ضد الامازيغ, وايجاد مبررات لحرمانهم من حقوقهم و شن حملات شوفينية وحشية ضدهم, و في حالات متكررة حصلت جرائم ابادة جماعية للامازيغ, ابشعها كانت مجزرة الريف (1958-1959)المغيبة عن الكراس التاريخي المولوي, والخالدة في الذاكرة الشعبية.
التطهير العرقي سياسة ضرورية للكولونيالية, تعد من الروادع الجزرية لضمان استمرارية وجود المصطنع ومن خلال هذا الوجود من جهة يتم الحفاظ على المصالح الاقتصادية للكولونيالية ومن جهة اخرى الحفاظ على مصالح الشركات فوق القومية (التبعية للاقتصاد الامبريالي).
رغم المواثيق الاممية (1963 و1973) المدانة لسياسة الابارتهايد والتمييز العرقي, الا ان القوى العظمى سابقا و حاليا تتعامل بازدواجية المعايير مع السلطات الكولونيالية والدول الممارسة لهذه الجرائم اللاانسانية, والنموذج ابارتهايد الشمال الافريقي الذي ظل الى حد الان معفي من الادانة الدولية نظرا للعلاقة السائدة بين الكولونيالية في الشمال الافريقي والنظام الامبريالي في اطار التبعية البنيوية, تبعية النظام الكولونيالي العروبي لعلاقات الانتاج الامبريالي.
القضاء على النظام الفصل العنصري والتمييز العرقي في شمال افريقيا لا يتم عبر النظام الامبريالي, بل تحسمه الجماهير الشعبية الامازيغية بنضالها الثوري المنظم, النضال الذي سيقودها حتميا للتحرر والاستقلالية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضامن المطلق مع كمال فخار و قاسم سوفغالم المضربين عن الطعا ...
- أهداف مصادرة اراضي ايمازيغن وتفويتها للخليجيين
- الخط الفاصل بين الاقلية والشعب الاصلي (الخاضع تحت السيطرة ال ...
- - طحن دين مو-, امازيغي مجرد حشرة
- الصهيونية والاسلاميون في المروك اية علاقة
- المعتقد الديني بين العاطفة والعقل لدى ايمازيغن
- مقاطعة نجوم ثقافة اغتصاب القصر
- انتخابات ام بيعة معاصرة
- الاسلاميون يحرمون المكونات التراثية الامازيغية
- الزنا الحلالية عند الاسلاميين
- 20 غشت 1953, حلقة من حلقات مخططات المؤامرة الاستعمارية
- جدلية التحرر الوطني-القومي والتغيير الاجتماعي
- الصحراء بين الهوية وتقرير المصير
- أنوال, درس من زمن العزة والحرية
- البورجوازية الفرنسية تضحي بشعبها من اجل مصالحها
- بين اشرف الخلق والاسوة الحسنة, نقطة استفهام
- من بول البعير الى رسم الهويات
- التقية مبدأ اساسي للزاوية بن كيرانية
- العداء للامازيغ وللامازيغية بين الاسلام والعروبة
- النضال الثوري التحرري وحده من سيغير الواقع الامازيغي


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الكولونيالية وسياسة الابارتهايد والتمييز العنصري