أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - مأزق العولمة اللبرالية أم مأزق مناهضي هذه العولمة ؟















المزيد.....

مأزق العولمة اللبرالية أم مأزق مناهضي هذه العولمة ؟


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارني مقال الدكتور برهان غليون المنشور في صحيفة الوطن السعودية بتاريخ 28/12/2005 تحت عنوان – مفاوضات هونغ كونغ ومأزق العولمة اللبرالية – لدرجة أنني خرقت وعدا أبرمته مع نفسي بألا أرد عليه أو أتعرض لذكر اسمه, والقصة لمن يهمه الأمر من القراء الأعزاء بدأت بعد مقال له بعنوان - تحرير الديمقراطية من الفلسفة اللبرالية شرط تعميمها- والذي عارضته فيه بمقال تحت عنوان – ربط الديمقراطية بالفلسفة اللبرالية شرط تعميمها – وتتمة للحوار وجهت إليه بعض الأسئلة كنت أطمح أن تكون مدخلا لحوار غني وطويل فجاءني الرد كما يلي – رد نهائي وختامي على اللبراليين العرب - وحقيقة قمت بعدها بنشر مقال بعنوان – اللبرالية والشيوعية وما بينهما - هو استمرار للسجال دون ذكر الاسم, والآن أعود للموضوع لأسباب عديدة أهمها أننا في مرحلة جديدة تتطلب إنتاجا فكريا جديدا لا يتم الوصول إليه إلا عبر الحوار, وأنا هنا لا أدعي أبدا أن أفكاري نهائية, لا بل أنا على استعداد لمراجعتها من خلال السجال وما تبينه الوقائع والتطورات اللاحقة, وانسجاما مع هذا الفهم أعتبر أن الفكرة مجرد أن خرجت من بين يدي الكاتب تصبح لها شخصيتها الاعتبارية المستقلة وهي ترقص في السوق بناء على هذه المواصفات وباستقلال عن كاتبها, يعني بصريح العبارة أنني أحاور فكرة الدكتور مع أنني أحترم فكره وشخصه, وله الحق أن يجيب أو لا يجيب, وإذا أجاب فأتمنى أن يكون أرحب صدرا من السابق.
يقول الدكتور ((والواقع أن العولمة الليبرالية تنشئ مجتمعا رأسماليا على مستوى العالم، لكن من دون أجندة اجتماعية وسياسية شبيهة بأجندة الدولة "الوطنية"، أي من دون إيجاد فكر التضامن والآليات السياسية التي تضبط نشاط هذا المجتمع وتشذب تجاوزاته وتفرض عليه معايير إنسانية، كما كانت تفعل الدولة الوطنية في عصر الرأسمالية الكلاسيكية.))
فكرة الدكتور تشير إلى أن الرأسمالية فترة نهوضها الأولى هي غير الرأسمالية المتوحشة كما يسميها أنصار مناهضي العولمة, وهنا مربط الفرس, فالعولمة اللبرالية من وجهة نظري هي خطوة كبيرة إلى الأمام قياسا بما يسميها الدكتور – الرأسمالية الكلاسيكية – مع أنها لا تخرج عن قاعدة الرأسمالية وسمتها الأساسية الربح وزيادة معدل الاستغلال إلى أقصى حد للطبقات الشعبية, لكن جديدها هو إصرارها على العمل تحت يافطة الديمقراطية ونبذ العنف وترك السوق مفتوحا للمنافسة الحرة بعد أن أحالت العالم كله إلى قرية واحدة, سيرد علي أنصار مناهضي العولمة, على العكس صفة العولمة اللبرالية الجديدة هو العنف وفرض سياستها بالقوة وهاهي الوقائع تفقأ العين في أفغانستان والعراق, وأنا أجيب, بأن عصرنا الحالي عصر الإنسان وحقوقه. وما راكمت الحضارة في هذا المجال يساعدنا تماما في إيقاف ولجم استعمالها للقوة, فلولا جهادية الملا عمر وبن لادن الإرهابية لما استطاع الأمريكيون غزو أفغانستان, ولولا حماقة صدام حسين لما تمكنت القيادة الأمريكية من احتلال العراق. وعلى نفس الأرضية لو كانت حركة مناهضي العولمة على أرضية حقوق الإنسان ومن داخل العولمة ذاتها لكان عملها أجدى بالتحالف مع كل القوى والأحزاب والمنظمات البيئية والنقابات من أجل إجبار تلك العولمة أن تأخذ الوجه الإنساني كما يريد الدكتور ومن اجل أن تنقص من استغلالها للمنتجين الحقيقيين. ولكنها بالشكل الغوغائي الحالي والداعي إلى عولمة بديلة يخدم بالضبط سياسة اللبرالية المتوحشة أو اللبرالية اليمينية كما يسمونها. التاريخ له منطقه ولا ينفع في هذا المجال الحماس لقضية الفقراء والمظلومين الذين ينتجون ولا يأخذون من إنتاجهم سوى القليل, ولا اعتقد أن رجلا في التاريخ كان يحب الفقراء أكثر من لينين فقد كانت أحلامه أن يحول النقد الأساسي في العالم وهو الذهب إلى مراحيض لعامة الشعب, ولكن ذلك الحماس وحده اضر بقضية الطبقة العاملة الروسية في النهاية.

رأسمالية الدولة الوطنية من منظور مختلف:
يقول الدكتور في مقاله أيضا ((إلا أن ترهل الكتل الدولية التقليدية التي كانت تعبر عن مصالح الدول النامية، كحركة باندونج وعدم الانحياز ومجموعة 77، والوحدة العربية والوحدة الإفريقية وغيرها من التجمعات الإقليمية، بالإضافة إلى تشتت رأي البلدان الصغيرة وحاجتها الماسة إلى معونات الدول الأخرى، تمنع المجتمعات الفقيرة من بلورة استراتيجية عولمية بديلة عن الاستراتيجية الليبرالية السائدة التي تستجيب لمصالح الدول الصناعية الرئيسية.))
ألا تمت هذه الفقرة بصلة لفكر المنظر الاقتصادي سمير أمين وتجاوز الأطراف للمحيط ؟ وحتى إلى نظرية لينين التي عفا عنها الزمن – ضرب الإمبريالية من الحلقة الأضعف – تكملة هذا التنظير هو فهم الدكتور وحنينه بنفس الوقت إلى حركات التحرر ودولها الوطنية الرأسمالية وما قدمت من خدمات لمواطنيها بقوله: ((وبقدر ما تقلص الأجندة الجديدة من دور الدولة ومن مواردها أيضا وتساهم في تعميق اتجاهات الفساد داخل النخب الحاكمة المقطوعة عن مجتمعاتها، تهدد بإلغاء المكتسبات الاجتماعية الكبيرة الماضية التي لم تكن الدولة الوطنية إلا عنوانها، والتي كان هدفها إخضاع الرأسمالية الاقتصادية إلى ضوابط يحددها مفهوم الوطنية نفسه، بما يعنيه من الحفاظ على التضامن والانسجام المجتمعي الداخلي وتأكيد الحريات الفردية والجمعية وإقامة العدالة القانونية.))
ومع أنني لا أقلل من قيمة وأهمية منجزات الدولة الوطنية في فترة صعودها وما قدمت من خدمات اقتصادية وما حققت من عدالة نسبية في التوزيع, ينطبق هذا على كل حركات التحرر إلا أن المثل الشعبي عندنا يقول (ما هنيال الحبلت وجابت, هنيال السلمولا ) أي العبرة بالنتائج , وفي هذه الحالة إن مقارنة إلى ما انتهت إليه مصر الناصرية قياسا بالمغرب الملكية, وسوريا البعث قياسا بالأردن الملكية, لن يكون لصالح الدكتور برهان, وإذا صح أن كان للدولة وتدخلها الاقتصادي دور ايجابي في الماضي فهو ينتفي في ظل الظروف الحالية, وأي تدخل اقتصادي لها يعني تسهيل النهب وتشديد القمع تحت مسميات عديدة, نعم أنا مع دولة لا علاقة لها بالاقتصاد وتقديم الخدمات للناس, أي أنني مع خصخصة القطاع العام لهذه الدول, يجب أن نترك ذلك الدور
الاقتصادي الايجابي لحركات المجتمع المدني من أحزاب وهيئات وجمعيات وتجمعات يكون لها دورها الخدماتي على الأرض من جراء تجمعها مع بعضها اقتصاديا وأي دور اقتصادي للدولة أن لم يكن بمبادرة هذه الحركات وبمراقبتها هو بالنهاية تسهيل للنهب من خلال الدولة لعامة الشعب.
كما أنني أعتقد أن هذه الدول تعاني من عدم احترام للإنسان وحقوقه أكثر مما تعاني من الفقر مع أن هناك ترابطا بين الجهتين إذا فهمنا أن حقوق الإنسان أصبحت تعني الحد الأدنى من الضمانات الصحية والاجتماعية وهذا ما تقدمه البلدان الرأسمالية "المتوحشة" لمواطنيها أما مصر الناصرية وسوريا البعث والصين الشيوعية فما زال أمام مناضليها الكثير لكي يعامل في سجون هذه البلدان السياسيون المعارضون - والذي لا سلاح لهم سوى رأيهم وينبذون العنف بكافة أشكاله – معاملة المجرمين العاديين.



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال الخارجي للعراق أرحم من كل الاحتلالات الداخلية العرب ...
- لكلٍ منطقه في الدفاع عن قناعاته
- دفاعا عن اعلان دمشق
- تحديات تواجه لجنة العمل الوطني الديمقراطي قي اللاذقسة
- في مسلسل نزار قباني حضرت السياسة والأيديولوجيا , وغاب الشعر ...
- مؤتمر - يكتي الأخير - بين القديم والجديد
- الديمقراطيةوالاصلاح السياسي - وموقع اليسار منه - في العالم ا ...
- ملاحظات على مسرحية التغيير السوري - كما تراها هيئة تحرير الر ...
- قراءة ثانية في رواية - موت مشتهى -
- اصلاح هيئة الأمم المتحدة ضرورة تاريخية للجنس البشري
- أيهما أكثر اثارة : مسرحية اخلاء غزة أم الكتابة عن المسرحية ب ...
- شرط الحوار ان يكون شفافا وبعيدا عن لغة الغمز والتخوين رد على ...
- الدكتور شاكر النابلسي ملكيا اكثر من الملك
- التجمع اللبرالي الديمقراطي – عدل – ولد ميتا
- اللبرالية والشيوعية وما بينهما
- أيهما سينتصر على الآخر , الارهاب ام حقوق الانسان ؟
- أسئلة تنتظر الاجابة من د . برهان غليون
- حزب البعث السوري يعمق فلسفة الشرعية الثورية
- ربط الديمقراطية بفلسفة الليبرالية شرط تعميمها رد على د . بره ...
- مهمات اليسار الراهنة في العراق الجريح


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - مأزق العولمة اللبرالية أم مأزق مناهضي هذه العولمة ؟