أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - أسباب وجذور تخلفنا















المزيد.....

أسباب وجذور تخلفنا


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 21:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- لماذا نحن متخلفون (43) .

أعزف عن الكتابات السياسية فى الحوار المتمدن ليكون إهتمامى بها فى حياتى الإجتماعية كشكل من أشكال التعبير عن الغضب والإستياء ومشاركة الآخرين همومهم ودردشاتهم .. يأتى عزوفى عن الكتابات السياسية والإقتصادية لأنه مفيش فايدة , قد يرى البعض تعبيرى هذا عدمى تشاؤمى ولكن هكذا واقع الحال .
لا يأتى تشاؤمى وإحباطى من فراغ أو من حالة نفسية مزاجية عدمية تعترينى بل من رؤية فكرية ترى أن تقدم وصلاح الأمم يكمن فى محتواها الثقافى والفكرى , فالثقافة هنا ليست شيوع قراءة الكتب بل منهجية تفكير ومعالجات وأداء عند التعاطى مع أمور الحياة , لذا بدون تطوير وتهذيب وتعديل الثقافة ستكون كافة محاولاتنا لإصلاحات سياسية وإقتصادية هى محاولات ترقيعية أو كمن يحرث فى الماء , ليمكن تشبيه ذلك بمحاولة أحدهم إطفاء حريق بمنزله ليقوم بسكب المياه على الأماكن المحترقة غافلا إغلاق مفتاح الغاز أولا , فهكذا حال معالجاتنا للأمور السياسية والإقتصادية والإجتماعية حتى لو بدا أن هناك علمية وموضوعية فى المعالجة , فالثقافة قائمة تقدم المزيد من النيران .
أعنى بالثقافة منهج التفكير والسلوك ومعالجة الأمور كما ذكرت لتشكل الثقافة الدينية المحتوى الرئيسى والوحيد لثقافتنا ومعارفنا , فلا وجود لثقافات أخرى حاضرة إلا كقشور ورغما عنا , فجذور وأصول الثقافية الدينية هى الحاضرة المهيمنة المؤثرة على نهج تفكير البشر وسلوكهم لتنتج حالة أصيلة من التخلف لاسبيل من النجاة منها إلا بإزاحة هذه الثقافة جانباً وإحلال ثقافة علمانية حداثية تنويرية علمية بديلاً عنها .
دعونا فى هذا البحث نلقى الضوء بإيجاز على معظم منتجات ثقافتنا المتخلفة , وسأقدم نظريتى ومادتى بإيجاز من أجل تنشيط العقل النقدى لدى القراء وإضافة المزيد من الدلائل على تلك الثقافة المُنتجة للتخلف والجمود .

* ثقافة النقل قبل العقل .
قد نتصور أن النقل قبل العقل هو نهج إسلامى سلفى ولكن فى الحقيقة هو منتج أصيل وطبيعى للدين بل لكل الأديان والمذاهب بلا إستثناء وإن تفاوت التعاطى مع هذا النهج , فالدين عبارة عن نقل رؤية وفكر وتفسير وسلوك القدماء للحياة والوجود لنحظى على الجمود والتخلف فلا تطوير ولا تحديث ولا مراعاة أن هناك مياه كثيرة مرت فى النهر .
الخطورة والمصيبة أن نهج النقل قبل العقل صار منهجية وأسلوب حياة مجتمعية فى شتى مظاهر الحياة بعد أن تم تعطيل العقول وإزدرائها ليصل الحال بنقل تجارب ورؤى الآخرين فلا نخضعها للعقل والتحليل والنقد .

* العقل التلقينى وثقافة الكتاتيب .
ثقافة النقل قبل العقل أنتجت العقل التلقينى لتتمظهر فى ثقافة الكتاتيب , فمعظم أفكارنا جاءت من التلقين وتقبل الأمور كما هى من مُلقن سواء أكان هذا المُلقن أب أو شيخ أو كاهن أو مدرس أو أستاذ فى الجامعة لنتلقى معارفنا وعلومنا بثقافة الكتاتيب أى تلقى المعلومة وحفظها وترديدها كالببغاوات لتعم هذه الرؤية حتى فى مدارسنا ومعاهدنا العلمية , فالطالب يتلقى ويحفظ ويصم ويردد المعلومة العلمية كماهى فى جامعاتنا أو قل كتاتيبنا , فلا إختبار للمعلومة ولا تجربتها ولا معاينتها ولا تمحيصها بل تلقيها كما هى ليتم إفراغها فى ورقة الإمتحان , وبالطبع لن ينتج هذا وعى أو منهج علمى ليستحيل معه الإبداع والتطوير والإنتاج فقد إعتدنا ثقافة الكتاتيب .

* ثقافة وضع العربة أمام الحصان .
يسود نهج وضع العربة أمام الحصان فى تفكيرنا والمقصود أننا نضع الفكرة أولا كتابو ومقدس أمام العقل , فالعربة هنا تعنى الفكرة والحصان يعنى العقل , فبدلاً من أن يقوم العقل بإنتاج الأفكار ودراسة الفكرة المطروحة وتحليلها وتقليبها ونقدها تصير وظيفته البحث عن مبررات للفكرة , ولا مانع من ممارسة التلفيق والمراوغة لتمرير الفكرة لنجد هذا حاضراً فى البحث عن مبررات للتهافت والعجز الدينى وما يقال عنه الإعجاز العلمى فى القرآن , وليمتد هذا النهج التلفيقى فى التفكير لنبحث عن مبررات لأنظمتنا القمعية أو ما نتبناه من أيدلوجيات كالرأسمالية أو الإشتراكية أو الليبرالية أو الخلافة الثيوقراطية , فنحن ثبتنا الفكرة فى البداية لنجعل العقل يقوم بوظيفة التلفيق والتبرير بديلا عن دوره فى النقد والتحليل .

* ثقافة إزدواجية المواقف والفكر .
ليست إزدواجية المواقف والفكر حكراً على النخب والحكام بل نهج ثقافى وفكرى وسلوكى يسرى بين البشر فى مجتمعاتنا والأمثلة عديدة تلمح منها التناقض وإزدواجية الفكر والمعايير والمواقف , فمثلا نردد كالببغاوات إيماننا بحرية الفكر والإعتقاد وفى نفس الوقت نرفض من يرتد عن الإسلام للإلحاد أو لدين آخر ولا مانع أن نطالب برأسه لتجرأه على حرية فكره وإعتقاده .. نردد إيماننا بالحرية الشخصية ولكن لا مانع ان نتدخل ونقتحم حياة الآخرين بالتقبيح والإزدراء بل المحاكمة .. نلعن الغزو الأمريكى للعراق وفى الوقت نفسه نحتفل ونمجد الغزو العربى لبلداننا .. ثقافة الإزدواجية تجد حضورها أيضا لدى بعض المتفذلكين الذين يتكلمون فى العلم ونظرياته حيناً كمنهج تفكير ووعى وفى وجه آخر يرددون خرافاتهم البائسة .
منشأ إزدواجية المواقف والفكر جاء من الثقافة الدينية والدين ذاته حيث تجد التناقض ماثل أمامك , فهناك قول وتوصية بشئ ليناقضها بنهج وتوصية أخرى ( يرجى الرجوع لسلسلة مقالاتى تناقضات فى الكتابات المقدسة ).
الأمثلة عديدة على إزدواجية المواقف والمعايير والأفكار لتمد ظلالها فى كافة مناحى الحياة لينتج هذا النهج فكر وشخصيات غير موضوعية متناقضة غير مؤهلة لتقديم فكر واضح سليم ولا مواقف صريحة .

* ثقافة السوبر ماركت .
ثقافة السوبر ماركت هى من منتجات ثقافة الإزدواجية أو قل هو الوعاء النظرى والتنظيرى لها فعندما تتطلب الأمور التعاطى مع منتج معين من السوبر ماركت فلا مانع , أما إذا تبدلت الأحوال المزاجية لتطلب منتج آخر مخالف للمنتج الأول فى الطعم والذوق فليس هناك أى مشكلة , فعل سبيل المثال نستدعى نصوص لاإكراه فى الدين من رف ما وفى أحوال أخرى نمد يدنا لرف مقابل لنتعاطى مع قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر.
ثقافة السوبر ماركت تمد ظلالها ونهجها فلا تقتصر على التعاطى مع إرثنا الدينى المتناقض لتجده حاضراً فى كافة مناحى الحياة مثل لا مساس بالحريات السياسية ولكن فى رف آخر لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ,أو لا حرية تقترب من ثوابت وقيم المجتمع .

* ثقافة الاستبداد
ثقافة الإستبداد ثقافة أصيلة لا تجد حضورها فى النخب الحاكمة فحسب بل داخل ثقافة الافراد ففى داخل كل منا مُستبد يمارس استبداده على من تطوله يده , لتجد المهمشين يمارسون إستبدادهم على أولادهم ونساءهم بالتحكم والهيمنة والقهر .
سبب أصالة الإستبداد فى الوجدان الإنسانى أن كل المشاهد التى يستقيها من التراث الدينى مشبعة بالإستبداد والقهر والإكراه فلا تكتفى الأمور بنصوص واضحة تعتنى بممارسة القهر على الآخر والمخالف والمرأة مثلا بل فكر الإستبداد فلسفة دينية تظهر ملامحها فى صورة الإله المستبد الذى يرفض بشدة من لا يؤمن به ليعد له عذاب أليم , كما يرفض أى دين الإيمان بالإله إلا فى نسخته المُعتمدة , وكلما تأملت فى القصص والفكر الدينى تجد الإستبداد واضحاً جلياً فجاً يُعلن عن نفسه .
تكون الإشكالية التى تقود للتخلف هو قبول وتمرير الإنسان الدينى لنهج الإستبداد بل إعتبار القهر ناموس حياة ليمارسه على الآخرين إمتثالا للدستور الإلهى , وتكون المصيبة الأعظم هو قبول البشر للطغاة والمستبدين فإذا كان الإستبداد فى نهج السماء فلنعتبر نهج الأرض هكذا أيضا .

* ثقافة الوصاية وإنسحاق ثقافة "إنت مال أهلك" .
ثقافة الوصاية منتج طبيعى لثقافة الإستبداد لتمارس حضورها فى كافة أرجاء المجتمع فلا تكتفى بوصاية النخب والطبقات والحكام بل يمارسها كل فرد فى المجتمع على من تطوله يده ليفرض رؤيته وفكره ومنظومته الأخلاقية والسلوكية على الآخرين , فالأب وصى على أولاده ونساءه مستمداً هذه السلطة والوصاية من السماء , ولا تكتفى الأمور بهذا الحد فلك أن تمارس وصايتك على الغرباء وحريتهم من منهج الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لتمارس قهرهم .. المؤسف والكارثة أن الجميع إستسلموا للوصاية ومنحوها المشروعية لتتواجد وتتفاعل لتنسحق وتتوارى ثقافة: " إنت مال أهلك تتدخل فى حياتى " .

* ثقافة عهرنا يتبرر بعهر الآخرين .
الثقافة الشائعة فى مجتمعاتنا التى تجد حضورها فيما يطلق عليهم متعلمين هى : ثقافة قبحنا وعهرنا يتبرر ويتوارى بقبح وعهر الآخرين ! لتتلمس هذا فى الحوارات بالحوار المتمدن سواء على شكل مقالات أو تعليقات , فالدينى يوارى التناقضات والنقد الموجه لدينه بإستحضار نقد وقبح مماثل فى الأديان الأخرى وكأن لسان حاله كلنا فى الهوا سوا أو يا عزيزى كلنا بشعون عاهرون .
لا تكتفى حضور هذه الثقافة فى الشأن الدينى لتجدها فى تبرير قبح مجتمعاتنا حيث ينتشر التحرش والإغتصاب الجنسى مثلا ليتم إستحضار الحريات الجنسية فى الغرب وما يواكبها من إغتصاب وكأن قبح الغرب إذا كان قبيحا مبرراً لقبحنا .
للأسف تتوارى فى ثقافة مجتمعاتنا البائسة الإعتراف بالخطأ والخلل والنقد ليتم مداراته بقبح الآخرين , لذا لا أمل الإنعتاق من بئر التخلف فى ظل منهجية فكرية وسلوكية تنهج نهج يا عزيزى كلنا بشعون ولا تعلن عن أننا بشعون أيضا .

* ثقافة دفن الرؤوس فى الرمال والبحث عن شماعة .
يمكن إعتبار ثقافة دفن الرؤوس فى الرمال أى الإنصراف عن أخطائنا نتاج طبيعى لثقافة "عهرنا يتبرر بعهر الآخرين " كما يصح القول أن ثقافة دفن الرؤوس فى الرمال والبحث عن شماعة هى من انتجت ثقافة "عهرنا يتبرر بعهر الآخرين" فالعلاقة جدلية بالفعل .
ثقافة دفن الرؤوس فى الرمال والبحث عن شماعة لتعليق أخطائنا وإخفاقاتنا ثقافة سائدة تجد حضورها فى شتى مناحى الحياة يغذيها غرور أحمق ونرجسية لا تريد الاعتراف بأخطائها ليظل التردى والإخفاق حاضراً دوما ً.
تتولد من ثقافة "دفن الرؤوس فى الرمال" ثقافة "التميع" والتى تتلمس حضورها فى التنكر وعدم حسم الأمور , فداعش مثلا تجد الإستنكار سواء من مؤسسات إسلامية أو كُتاب أو عامة المسلمين , ليتم توصيف الدواعش بأنهم خوارج ليسوا مسلمين وأن الإسلام ليس هكذا , لتستمر ثقافة التميع ودفن الرؤوس فى الرمال فلا يذكر أحد لماذا هم خوارج , وماهى أخطائهم فى الفهم , ولماذا لا يمثلون صحيح الإسلام , وما هو الصحيح ليتم تحقيرم وإستبعادهم عن الإسلام .. لن تجد سوى التميع وعدم حسم الأمور ,فهكذا حال كل قضايانا التى نخجل منها .

* انعدام ثقافة قبول الآخر .
من أقبح وأسوأ وأخطر مظاهر ثقافتنا المنحطة عدم قبول الآخر , فهذا المنتج البشع أصيل من ثقافتنا الدينية أو فلتقل أنه مُنتج خاص بالأديان التى يُطلق عليها توحيديه , فالنص والفكر والفلسفة الدينية لا تقوم لها قائمة بدون حالة الفرز والتعالى التى تمنحها لمريديها .
لا تكتفى الأمور بالتعالى بل يصاحبها عنصرية قميئة تتكلل بعداء الآخر وإضطهاده لتحفل النصوص المقدسة بالكثير من مشاهد النبذ والعداء للآخر وتتولد ثقافة تسرى فى المجتمع لا تقبل الآخر ولا تحترم حريته وإعتقاده ولتتسع دوائر هذه الثقافة القميئة لتنال من أصحاب المذاهب فى ذات الدين كالصراع الشرس بين السنه والشيعة .

* ثقافة الكهنوت .
قد يتفهم البعض أن مفهوم الكهنوت يقتصر على أداء الكهنه فى المسيحية مثلا بإحتكارهم لمراسم العبادة والطقوس بينما ينعدم هذا فى الإسلام لأقول هذا مفهوم خاطئ وغير دقيق , فالكهنوت يعنى تعظيم فكر وأقوال الكاهن ورؤيته وتوجهاته لتستوى كافة الأديان فى حضور نهج الكهنوت وتصير ثقافة عامة لدي الدينيين بإعلاء وتمجيد وتوقير رؤى الشيوخ والقسس ولتمد هذه الرؤية الكهنوتية التمجيدية ظلالها فى كافة أرجاء المجتمع لتنال النخب وأصحاب الحظوة والسلطة هذه المكانة وما يتبعها من خضوع وطاعة وتسليم لتتوقف المياه فى النهر .

* ثقافة التقية .
من الإرث الثقافى الدينى جاءت ثقافة التقية التى تنصح بالخداع والغش والمَسكنه والكذب فى حالة الضعف , لتظهر قوتها فى حالة التمكن والتمكين والقدرة لتتوغل هذه الرؤية المزيفة البرجماتية فى العلاقات الإنسانية لتصيب المصداقية ووضوح المواقف والشجاعة فى التعبير فى مقتل , ليسود الزيف والنفاق والغش والكذب فى العلاقات الإنسانية وتقتل فى طريقها أى روح وفكر ثورى شجاع يواجه الأخطاء لترسى فكر النفاق والكذب .

* ثقافة المؤامرة .
تنتشر فكرة المؤامرة فى ثقافة مجتمعاتنا لتخلق فوبيا وتوجس من الآخر ولا يكون هذا هدفها وغايتها فحسب بل لخلق شماعة نعلق عليها خيبتنا وإنتكاساتنا فهناك من يتآمر ويخطط للنيل منا .
فوبيا المؤامرة نتاج فكر دينى يُعلى من فكرة المؤامرة , فالآخرون يتآمرون للنيل من إيماننا وليصرفوننا عنه ولتتصاعد الفكرة فى الشيطان المكلف بالتآمر على إيماننا ليعيش المؤمن فوبيا المؤامرة ولتمتد هذه الصورة فى كافة مناحى الحياة , فالغرب الصليبى واليهودية الصهيونية والماسونية والإلحاد الشيوعى يتآمرون للنيل من إيماننا وسلامنا وثرواتنا وإستقرارنا .. فكرة المؤامرة حولت صراع عادى طبيعى إلى فوبيا وهاجس وتوجس وعداء ووسيلة لتخدير الشعوب عن مُستغليهم والإنصراف عن مواجهة الأخطاء .

* الثقافة القدرية العاجزة .
من سمات ثقافتنا العتيدة التسليم بالقدر وإهمال الأسباب الموضوعية للمشاهد الحياتية ليسود فكر ونهج وإعتقاد أن الأرزاق والمصائب والبلايا هى أقدار إلهية ليتم التسليم لهذه الخرافة بديلاً عن البحث فى أسباب الخلل والإخفاق والتردى والنجاح .
بالفعل يتفاوت هذا النهج بين البشر وإن لم تتحرر منه كافة شرائح المجتمع , فهناك دوما قوى خفية تتدخل وتصنع الأحداث ولكن هذا النهج الفكرى يصيب الإنسان بالجمود والتخلف فسيعزف عن البحث الموضوعى لأسباب الخلل والإخفاق والتردى والنجاح كما ذكرت مما يرسخ الجهل ومنهجية الإستسلام فلا تطور ولا يحزنون .

* ثقافة إن شاء الله وتوكلنا عليك يارب .
أكثر الأقوال الشائعة فى ثقافتنا البائسة مقولة "إن شاء الله" و "توكلنا عليك يارب" لتلوك هاتان العبارتان على ألسنة أفراد المجتمع بإسراف شديد وبدون وعى فى معظم الأحيان لتجدها حاضرة مثلا على لسان لاعبى الكرة بدوغمائية واسراف شديد وكأن الإله يتدخل فى ركل الكرة .
لا يأتى رفضى لهاتان العبارتان لعدم وجود إله بل لأن الإنسان الدينى تم إخصاءه ليفقد أى قدرة على دراسة موضوعية لمشاهد الحياة ومواجهة الأحداث والفعل والتأثير فاقداً أى قدرة على التحدى والإصرار فهناك مشيئة لا تريد ذلك .

ختاما هذه بعض جذور وأسباب تخلف مجتمعاتنا الحضارى والإنسانى وللسادة القراء تأكيد رؤيتى هذه من تأملاتهم الشخصية أو نقدها وتفنيدها , ليتبقى سؤال يصحب معه كل التشاؤم والإحباط : هل من سبيل للخروج من جب التخلف أم أن الأمور مستحيلة ؟ .. أتصور بالإمكان الخروج ولكن الثمن باهظ يطلب ثورة تنوير علمانية قبل تلك الثورات الخائبة التى يطلقون عليها ثورات الربيع العربى .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الحقيقة - تأملات وخواطر إلحادية
- مفاهيم وتعبيرات خاطئة-تأملات وخواطر إلحادية
- الإسلام الذى لا نعرفه-الأديان بشرية الفكر
- رباعياتى
- مفاهيم خاطئة شائعة-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- مزاج إله سادى-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- كيف تفسر هذه المشاهد-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- أسئلة مُحيرة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- حقيقة الأشياء-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون-الإنحياز الجمعى
- مائة حجة تُفند وجود إله-من 57إلى 61
- تأملات فى الإيمان والدين والإنسان
- تناقضات قرآنية – جزء ثالث
- تناقضات قرآنية - جزء ثانى
- تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون
- وهم المصمم العاقل..كون بلا عقل
- وهم المصمم العاقل..التصميم فاعل طبيعى
- لغز داعش ؟ ابحث عن المستفيد .
- تأملات شيوعية .


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - أسباب وجذور تخلفنا