أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - لماذا تخدشون حيائي؟!















المزيد.....

لماذا تخدشون حيائي؟!


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 21:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالأمس كنت أتسوق بأحد المحال، وكنت أجر أمامي عربة المشتروات، وإذ بأمامي أثنان من كبار السن رجل وامرأة، ربما زوج وزوجة، وربما أصدقاء، ولكنهما كانا يسندان علي عربة المشتروات لكي يحفظا توازنهما.

فجأة، وجدت الرجل أبطأ في خطواته، أو بمعني أصح توقف عن المسير، أنا بالتالي دوست فرامل، لئلا أصدمهما بعربة مشترواتي التي أجرها، ودون توقع، وجدت الرجل يشد المرأة ناحيته، من ياقة الجاكيت الذي ترتديه، ليُقربها من وجهه.

تسمرت مكاني، توقفت ليس لأُقحم نفسي في خصوصياتهما، لأن إذا أنا عملت ذلك، سأكون قليلة الأدب والحياء، ومن حقهم أن يشتكوا عليّ، هذا هو النظام عندنا!

جذب الرجل المرأة ناحيته، ولف ذراعه حول كتفيها وقبلها، وإلي هُنا إنتهي المشهد، وبدءا يُكملان مسيرتهما وأنا خلفهما.

من داخلي أنا سعدت جداً، بما شاهدته، من هذا الرجل تجاه زوجتة أو خليلته، وبالمناسبة لا يعنيني في شئ مدي العلاقة بينهما، أو نوعيتها، أنها شي خاص بهما وليس أنا!

أنا دائما سعيدة، بأن أشاهد مشاعر الحب، ولمسات الحب الرقيقة بين البشر، أنها علامة جيدة علي أن المجتمع سويّ، مجتمع ليس عنده كبت جنسي، أو خزعبلات عقائدية، أو ثقافات متخلفة.

من داخلي سعدت جدًا بهذين الأثننن، أنهما لا يمثلان علي بعضهما، ولا يحاولان إظهار مشاعر كاذبة لمن حولهما.

سعدت بحبهما، الذي لم يذبل برغم مرور السنين، والشعر الأبيض، وتجاعيد الجلد، والركب المخلعة، والأيدى المرتعشة.

نظرت حولي، لأرى هل من شخص شعر بأن حياؤه اتخدش؟!

حمدت ربنا علي سلامتهما، لأنهما لا يعيشان في مصر، أو أي بلد إبتلي بالأفكار السلفية والوهابية، التي تريد أن تعكر صفو الحياة القصيرة التي يحياها الإنسان!

حمدت ربنا أن المعاول لم تسقط فوق رأسيهما، أو تقطع رأسيهما، لأن في الواقع ما فعلاه، ليس خدشًا للحياء، بل فعل فاضح في مكان عام!

حقيقي حمدت ربنا، بأنني أعيش في مجتمع ليس متخلفًا، مجتمع محترم، يحترم خصوصيات الناس، طالما لم يضروه في شئ!

في إعتقادي، أن الشخص الذي يتضرر من مشاهدة منظر كهذا الذي رأيته أنا بالأمس، هو شخص مريض تعشعش في نافوخه أفكار وخزعبلات متخلفة، الشخص الذي عنده كبت جنسي، يريد أن يمارس كافة غرائزه، لكن المُهم أن تكون في الخفاء، وينظر إليك وكأنه برىء، براءة الذئب من دم يوسف ابن يعقوب، انه يدين الآخرين ويُظهر نفسه علي أنه أشرف الناس وأطهرهم، أنه يعيش في الخفاء مثل الخفافيش، ويطلع علينا بحنجرة عفنه تنطق بالعفن الموجود بداخله، أنه سعيد بأنه لم يخدش حياء الناس كما فعل الأديب العظيم نجيب محفوظ!

أنا لا أخدش حياء قُرائي بأن أذكر اسم أو أسماء من يفتحون علينا حناجرهم بمثل هذا التخلف، والجوع الجنسي الذي يتضورون فيه، فيجعلهم يقرءون كلمة، أو يشاهدون منظرًا، فيبدءون من داخلهم في إعداد مشاهد وأفلام جنسية من تأليفهم واخراجهم، لكي يصطادون بها من يريدون، وخاصة المفكرين والكتاب والأدباء والفنانين.

حقيقي حمدت ربنا، بأنني أعيش في مجتمع راقٍ متقدم، لا يطالب بمحاكمة الناس علي أفكارهم، مجتمع لا يطالب بمحاكمة الكُتاب والأدباء علي كتاباتهم وابداعاتهم، مجتمع لم ولن يسمح لأي شخص بأن يتطاول أو يتحرش بأحد الشخصيات المبدعة، أو الشخصيات المهمة عالميًا، وخصوصا الحاصلين علي جوائز عالمية علي إبداعاتهم في أي مجال من المجالات.

هذا أو هؤلاء، الذين سمحت لهم الدولة، من خلال أجهزتها، بأن يفتحوا حناجرهم القذرة، بالتطاول علي الكاتب الكبير نجيب محفوظ الحائز علي جائزة نوبل العالمية في الأدب!

هؤلاء الذين سولت لهم أفكارهم الشاذه، أو هكذا اعتقدوا أنه بإمكانهم استخراج جثة الكاتب العملاق نجيب محفوظ وصلبها خلف القضبان، والحكم عليه وعلي إبداعاته الأدبية بالحرق، لأنها تؤجج أحاسيس ومشاعر هذا أو ذاك المكبوت جنسيا والذي تعشعش في رأسه أفكار عقائدية خاطئة.

هذا أو هؤلاء، الذين يريدون تدمير أي شئ حضاري وإبداعي، في مصر أو أي مكان في العالم، مثلما فعلوا في وقت من الأوقات بالمُناداه بتدمير الآثار الفرعونية التي هي حضارة، ومصدر رزق لمصر، وريادة حضارية للعالم كله، أنهم طالبوا في وقت من الأقات بتغطية هذه التمائيل، ربما اعتبروهم نساء، والنساء في معتقداتهم عورة ولابد من تغطيتهم!

من الآخر، هذا أو هؤلاء النوعية، الذين ينتمون إلي العصر الجاهلي، الذين يتمتعون بهذا الشذوذ الفكري، يجب التصدي لهم، ليس من خلال الإعلام والإعلاميين والكتاب فقط، ولكن لابد من التدخل الحاسم من جهة الدولة، لحماية الإبداع بكل صوره وأشكالة القديمة والحديثة، يجب أن تتدخل الدولة لحماية المفكرين والأدباء والكتاب لأنهم ثروات بشرية يجب الحفاظ عليهم، أنهم ثروات مادية وثقافية.

نعم يا هذا ويا هؤلاء، لقد خدشتم حيائي، عندما تطاولتم وجرحتم هذا الأديب العملاق العالمي، الذي لم يخدش حياءكم كما تدعون عليه!

الكاتب الكبير نجيب محفوظ، أثري الأدب بكتاباتة الرائعة الإبداعية، ومازالت للآن الأفلام المأخوذة عن رواياته، التي يهاجمونها الآن، تعتبر مصدر إثراء للأدب والفن، مازالت الأفلام المأخوذة عن روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ تستحوذ علي أعلي مشاهدات بالرغم من مرور سنين طويلة علي إنتاجها، هذه الأفلام تستحوذ علي أعلي المشاهدات ليس علي مستوي مصر فقط، بل علي مستوي العالم العربي كله.

مَنْ مِنا سواء من الأجيال الحديثة أو القديمة، لم يستمتع بمشاهدة الأفلام المأخوذة عن روايات هذا الأديب العملاق، الغالبية العظمي من الناس الذين ينتمون إلي الرقي الثقافي والفكري، لا يملون من مُشاهدة الثلاثية (بين القصرين وقصر الشوق والسكرية)، لم يملوا من مشاهدة السراب، واللص والكلاب، وثرثرة فوق النيل والعديد من هذه الأفلام الجميلة.

مازال أيضا الكثيرين، مما يستمتعون بالقراءة، تحتل كتب هذا الرائع أولويات قراءاتهم.

حقيقي أنا حزينة لما يحدث لمصر وفي مصر، والذي يحزنني أكثر، هو تهاون الدولة في حماية مصر، من أمثال هؤلاء الذين يريدون أن يشدوا الدولة إلي عصر الجاهلية!



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوفوديفيتشي
- الشحاتون يُقاضون مُصَممّي الأزياء
- كلبة البيه
- ادخلوا الجسمانية بهدوء ووقار
- السيسي هو السبب!
- ديانتك إيه .. يا هذا؟!
- عيد التركي
- دير سُليمان ذات الألف عام
- ليه العربية؟!
- حلم الملك سُليمان
- هل أصحاب الياقات البيضاء أفضل؟
- إوعيَ تقرب مِنْ إسرائيل!
- حرقوا سابا .. قامت الكاتدرائية
- مام .. مام ..!
- أنا والسيجارة
- د. زويل المصري العربي المُسلم!
- كاتدرائية و جامع
- الست سعاد و الدكتورة سعاد
- السير فارس ملك القلوب
- سيدتنا التي في زوول


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - لماذا تخدشون حيائي؟!