أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - المدنيون في حلب والمدنيون في الموصل














المزيد.....

المدنيون في حلب والمدنيون في الموصل


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 20:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الجانب الانساني والمأساة الانسانية والاهوال الانسانية هي واحدة في مدينتي حلب والموصل. ولا يمكن القبول بأية مزايدة سياسية على حجم الكارثة الانسانية في المدينتين. الا ان علو الاصوات وارتفاع طنين الابواق وكمية الحبر المسال على الاوراق الدعائية في الاعلام الغربي، واروقة المؤسسات السياسية وصناعة القرار في البيت الابيض الامريكي وقصر الاليزيه الفرنسي وبناية ١٠ داوننغ ستريت البريطاني هي الاجش والاعلى والاكبر على المدنيين في حلب. بينما يتحدث نفس الاعلام الغربي ونفس تلك المؤسسات عن مأساة المدنيين في الموصل، كحدث لابد منه وملازم للحرب على داعش وبصوت خافت الى الحد في بعض الاحيان، يمكن إطلاق او استخدام التعتيم الاعلامي على ما يدور من الويلات التي يعانيها سكان الموصل.

*****
"الحرب على الارهاب" و"حقوق الانسان" و"التباكي على المدنيين"، هي العناوين البارزة والمبررات الكافية لكسر انف مخالفي الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية في اي مكان من العالم. اليوم يتصدر "التباكي على المدنيين" عيون السياسيين والاقلام المأجورة في الغرب على المدنيين في الحلب. والسبب لان المنظمات الاسلامية الارهابية مثل "فتح الشام - جبهة النصرة سابقا" واحرار الشام والجبهة الشامية وحركة نور الدين الزنكي التي تذبح الاطفال، هي ادوات مطاوعة ومطايا امريكا – فرنسا - بريطانيا والمثلث الاقليمي المسعور تركيا – السعودية - قطر، وان الحرب المستعرة في حلب ستقلم اظافر تلك الوحوش. وعندما كان داعش يبسط نفوذه على الموصل وبقية المدن الغربية في العراق بعد ١٠ حزيران ٢٠١٤ رد داود احمد اوغلو رئيس الوزراء التركي الاسبق صاحب نظرية صفر مشاكل على، الصحفيين في سؤالهم حول الموقف من داعش، قال ان السنة يتعرضون الى ظلم طائفي. اي بلغة اخرى عندما تكون المنظمات الاسلامية الارهابية صديقة للغرب واداة لتمرير سياسته، يصبح البكاء حرقة على المدنيين "صدقة" و"عبادة"، اذا ما اصبحت تلك الاداة معرضة للسحق من قبل اعداء امريكا وحلفائها، وعندما تكون نفس تلك المنظمات عدوة للغرب، والاخير بنفسه يريد ان يقلعها لحسابات سياسية ومصلحية، فالبكاء على المدنيين بدعة، لان قتل المدنيين او تجويعهم او ارعابهم حدث عابر وعادي في كل الحروب.
*****
المعطيات والوقائع في الموصل وبعد اكثر من خمسة اسابيع من المعارك، تبين بالرغم من فقر وشحة توافر المعلومات حول سكان الموصل المحاصرين بين كماشة داعش والجيش العراقي، بان الحكومة العراقية والامم المتحدة والتحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية، لم تعد العدة ولم توفر الامكانات والمستلزمات على الصعيد العسكري من حيث فتح الممرات الامنة وتجنب الخسائر في صفوف المدنيين، وكذلك الدعم الطبي والخدمي سواء للمحاصرين من المدنيين في الموصل او من النازحين الهاربين من جحيم داعش وجحيم الحرب. وليس هذا فحسب بل ان حكومة العبادي ومنذ الساعات الاولى لأنطلاق معركة الموصل، دعت المدنيين بملازمة بيوتهم. ولكن الحقيقة توضحت الان بأن تلك الدعوة هي كانت تعبير عن فشل الحكومة باستقبال الهاربين من جحيم "قادمون يا نينوى"، وهو عنوان حرب التحالف الدولي على داعش في الموصل.
ان حكومة العبادي والتحالف الدولي غير ابهة بأمن وسلامة المدنيين ولا بالوقائع اليومية الحياتية للالاف من المدنيين. وان الارباك الذي يعم صفوف القوات العسكرية وعدم قدرتها على احراز نصر سريع على داعش، جعل من حياة المدنيين المحاصرين في الموصل والنازحين في قاع اولويات حكومة العبادي والتحالف الدولي.
ولا يمكن لرفع زعيق صوت المعركة وزعيق طبولها ان يحجب الوقائع المأساوية التي يعيشها سكان الموصل، من قطع المياه النظيفة وشحة الوقود والمواد الغذائية منذ اكثر من خمسة اسابيع، وانقطاع سبل الهروب الى مناطق امنة، وعلى صعيد النازحين فلا خيام كافية ولا وقود متوفر ولا امكنة تأويهم.
*****
المقارنة بين الاداء الروسي في حلب والاداء الامريكي في الموصل من الجانب الانساني اتجاه النازحين، فقد قررت القيادة الروسية ارسال مستشفيات متنقلة ومستلزمات طبية ومواد غذائية الى حلب، في حين ان الجانب الامريكي في الموصل، يفشل حتى اعلاميا بتسويق نفسه لتنظيف ساحته على الاقل من التواطؤ مع العصابات الاسلامية من التمدد في سوريا كي تصل الى العراق وتعلن دولة الخلافة الاسلامية. ان الوجه الانساني الامريكي "الطبقة السياسية الامريكية الحاكمة " كشف عن قباحته في معركة الموصل، ولا يشغل بال تلك المؤسسة سوى احراز نصر عسكري باي ثمن، كي تحوله الى نصر سياسي في المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة والعالم. اما على الصعيد الحكومي، فتجربة الحكومة السورية هي أكثر دينامية وحتى عمليه من حكومة العبادي، حيث تشكل في كل حي تحرره فورا الحكم المحلي الذي يتضمن الخدمات والنفوس والصحة للحيلولة دون ارتفاع نسبة النازحين واللاجئين، في حين ان حكومة العبادي تتفنن في عقد المؤتمرات الصحفية والزيارات الميدانية للتسويق الاعلامي وليس اكثر من ذلك.
*****
ان البعد الانساني لقضية المدنيين وخاصة النازحين او الهاربين من جحيم الموت، هي قضية لا تشمل الحكومة العراقية التي اثبتت الى الان فشلها كما بيناه، كما فشلت ايضا المنظمات التابعة للأمم المتحدة بالإيفاء بمسؤوليتها، بل تشكل الضمير الانساني لنا جميعا. ان التحرك الفوري تجاه توفير المستلزمات من الغذاء والدواء والملابس والخيام هي مسؤولية الجميع في المجتمع. ان اولى مخاطبينا هم المنظمات والاتحادات العمالية داخل العراق بتنظيم حملة لتوفير تلك المستلزمات وايصالها الى النازحين. ويجب علينا تشكيل الفرق واللجان في الاحياء والمناطق ايضا لتوفير تلك المستلزمات. ان الشعور بالمسؤولية تجاه النازحين يجب ان يتحول الى الوعي الاجتماعي داخل المجتمع، وهذه هي مهمة الشيوعيين بالدرجة الاولى واليساريين وكل القوى التحررية في المجتمع العراقي.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحشد الشعبي- ومستقبل التحالف الشيعي
- الاقاليم السبعة وموقف الشيوعيون
- تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل
- التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين
- سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري
- حثالة البرجوازية والموازنة
- هل هو التملق ام الخوف من الاسلاميين؟
- الاوغاد لا يقضون على داعش
- سكان الموصل ومصير دولة الاسلام الشيعي
- الاوضاع السياسية في العراق.. ملاحظات اولية حول تقسيم العراق ...
- فاشية الدولة التركية والاستحقاق السياسي في العراق
- انهم يذرفون الدموع على حلب! ما امس الحاجة اليوم الى اممية ما ...
- سمير عادل -عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العرا ...
- الطبقة العاملة وحرامية الخضراء ومناسبة العاشوراء
- تقسيم العراق نحو تقسيم الكعكة
- مجلس السياسات الاستراتيجية بين معركة الموصل وصك الاسنان
- مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية
- اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء
- عصابات العشائر وعشائر العصابات
- دفاعا عن ناهض حتر..في الدفاع عن حق الرأي والتعبير


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - المدنيون في حلب والمدنيون في الموصل