أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهامي سلامه - الكنيسة القبطية والعمل السياسي















المزيد.....

الكنيسة القبطية والعمل السياسي


الهامي سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 5360 - 2016 / 12 / 3 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن دعوة قداسة البابا تاوضروس الثاني للمسيحين للخروج لتأييد وزير الدفاع السابق عند زيارته لأمريكا, والردود المهينة لقداسته لاتخاذه هذا الموقف, الا أحد المواقف التي فجرت داخلي غضب واحراج , كان لا بد من التنفيث عن ذلك من خلال هذا المقال, ليس فقط بسبب احساسي بالخجل من الاهانات التي انهالت علي رمز ديني له قامته لدّي ولدى كل المسيحين - لا يدان علي ذلك احد لانه لا مجال للتأييد المقدس فيما هو غير مقدس, ولا يمكن انكار حق الرافضين لموقف قداستة من ان يتعاملوا معه كما يحدث مع احمد موسي, ومن يقبل التدخل في العمل السياسي, عليه ان يقبل قيمه التي لاحصانه ولاحترام ولاقدسية لإحد فيها- ولكن ايضا من منطلق رفضي دولة دينية ووقوفي بجانب دولة مدنية وعلمانية لادخل للدين فيها, لا في رؤية الدولة لواجباتها ولاعلاقاتها, ولا في علاقة المواطن بنظام الدولة, لذلك يصبح موقفي الرافض لإحزاب الاسلام السياسي العلنية او السرية, هو موقفي من مجلس الاساقفة (الاسم الدنيوي للمجمع المقدس عندما يعمل اعمالا لاعلاقه لها بالمقدس الموكل اليه).
بالرغم من تماثل الادوار ما بين الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية ومجلس الاساقفة في تاثيرهم علي العمل السياسي للجماهير المنتمية لهم, وعلي الطموح في ترسيخ اسس الدولة المدنية علي اسس علمانية, ولكن ادعي ان تدخل مجلس الاساقفة في العمل السياسي يفوق في تاثيره الاحزاب الدينية الاسلامية بحكم القدسية التي يحملها اتباعه بالنسبه له, حتي مع اختلاف مستوياتهم الاجتماعية, علي غير الاحزاب الدينية الإسلامية التي تنحصر في الاغلب ما بين جماهير العشوائيات والارياف وليس لتصريحات قادتها قدسية تصريحات الاساقفة او غيرهم من رجالات الكنيسة, كما ان كونها واجهة غير معلنة للعمل السياسي يصعب توجيه النقد لها, والاهم فقدهم السند الفكري النابع من رؤية دينية والأسس العلمية للعمل السياسي والاقتصادي بحكم طبيعة دراساتهم وميولهم وعدم انتماؤهم لإي احزاب كل هذا يفقدهم المصداقية في ارائهم السياسية والاقتصادية ويخلق من الشخصنة الفكرية مقدس ويصبحون البوق المقدس الواجب طاعتة, لإعلام احمد موسي ومن علي شاكلته من مدّاحي ومبررتية النظام.
في السابق كانت علاقة الكنيسة بالعمل السياسي اكثر استقلالية من اليوم , ولا ننسي تصدي وصمود قداسة البابا شنودة الثالث في مواجهة محاولات نظام السادات,اقحام الكنيسة المصرية في قضايا خلافية لصالحة لفرض التطبيع مع إسرائيل, علي الكنيسة المصرية او محاولة فرض قانون الردة في السبعينيات او تعدي ممثلي السلطة التنفيذية علي حقوق من تمثلهم الكنيسة, اي يمكن القول ان مؤسسة الكنيسة ظلت صلبة في المواقف التي تخصها, ولكن هذا لم يمنع ان يكون لها مواقف مؤيدة من قبيل المجاملة او الفهم الخاص لبعض مواقف النظام, ولكن مايحدث الان هو انهيار كامل لاستقلالية مجلس الاساقفة, الذي اصبح يري نفسه انه أحد هيأت النظام, لايختلف في ذلك عن الازهر الذي يعين رئيسه وميزانيته تعتمد علي الدولة او الاحزاب التابعة للنظام.
اي يمكن القول ان الكنيسة انتقلت من طور المجاملة لطور الاحتواء والاندماج في النظام واصبحت تقف في مواجهة حتي المنتمين اليها اذا تناقضت قضياهم مع مصالح النظام, ولا يمكن ان ننسي تصريحات اسقف نقادة عن مسؤولية المسيحين عن الحوادث الطائفية او التهاون في حق رهبان وادي الريان او انكار مسؤولية الجيش عن مذبحة ماسبيرو التي لازالت شواهد قبورهم تقول انهم ضحايا الجيش, متناسيا انها عرضت علي الملأ واستمعوا لتحريض احدي مذيعات الدولة للمواطنين بالخروج للدفاع عن الجيش في مواجه المسيحين, وعدم ادانة موقف الامن فيما يحدث مع المسيحين من قبل الجماعات السلفية وعدم حدوث اي تقدم في مفهوم المواطنة فيما يختص بالمواطنين المسيحين, ولاننسي موافقة مجلس الاساقفة علي قانون بناء الكنائس الذي رفضته القوي المدنية والقانونية, او الصمت علي قتل المجندين المسيحين او انتحارهم كما يقول النظام, بل ادعي ان الكنيسة اصبحت تعادي حتي ذاتها فإذا كانت الجماعات السلفيه تقوم با لتهجير الاصغر للمسيحين من قراهم فأن الكنيسة تقوم التهجير الاكبر لهم حيث لايوجد كنيسه ليس بها اعلان وتسهيلات عن كيفيه التقديم للهجرة العشوائيه لامريكا او الهجره العاديه , اي انها تقوم بنفس الدور الذي تقوم به داعش في سوريا والعراق ولكن بطريقه سلميه بدلا من المساعدة في الصمود في وطنهم وارضهم في مواجهه محاولات تفريغ الوطن من المسيحين, يضاف الي كل السابق عدم حدوث اي تقدم في التعليم او الثقافه بما يساعد علي خلق ثقافة مدنية علمانية شعبية.
اذكر في مؤتمر تنحية الإخوان الذي حضره شيخ الازهر والبابا ووزير الدفاع السابق تسألت هل حضور البابا برغبته ام أُقحم حيث حضوره ليس اكثر من شو اعلامي – سمعت ولا ادري صحة هذا انه تم استدعاؤه من الدير بطائرة عسكرية ولم يكن حضوره برغبته - ليس هو طرف فيه حيث انه يمثل يمثل المسيحين الأرثوذكس دينيا دون ان يمثلهم سياسيا, قد يكون هناك مبرر لوجود شيخ الازهر نظرا لخروج وزير الدفاع علي نظام اسلامي ومطلوب ان يثبت من خلال ممثل اكبر هيئة اسلامية انه مسلم وموحد بالله وليس ضد الاسلام السياسي, ولكن لتصحيح مساره.
وهذا الإقحام المؤسسي للكنيسة ادعي انه وضع الاقباط علي اسس طائفية في مواجهة قوي الاسلام السياسي, حيث تم الخلط مابين موقفهم كمواطنين مستقلين, لهم الحق في الخروج علي النظام وبين ان يكون هذا من خلال موقف ديني مؤسسي, وادعي ان الاحداث التي تلت ذلك من حرق كنائس وممتلكات, كانت ستصبح اقل حدة لو لم يعطها وجود البابا في مؤتمر وزير الدفاع طابعا طائفيا.
اما اذا انتقلت لآخر المواقف التي أشرت اليها في مقدمة المقال - دعوة المسيحين للخروج في امريكا للترحيب بالسيسي- فأنني أدعي انها قمة تراجيديا انهيار مصداقية المؤسسة الكنسية, حيث تعبّر عن انانية دينية, وضيق مجال الرؤية السياسية والاجتماعية حيث لم ير قداسته سوي ان وزير الدفاع السابق تخلص من حكم الاخوان, ولم يلتفت ان الكثيرين علي المستوي العام من المؤيدين والمترددين في معارضة النظام قد حسموا موقفهم ورفضوا سياسات السيسي فيما يتعلق ببيع الارض وعدم حسم مشكلة ما اطلق عليه الارهاب في سيناء, الذي علي اساسه فُوض وزير الدفاع في يوليو والانهيارعلي المستويات الاقتصادية والسياسية وقهر الداخلية للمواطنين, وحصار النقابات والكثير من الاجراءت التي تدل علي فاشية النظام , وعدم وجود اي تحسن في علاقة المسيحين بمؤسسات الدولة والرضوخ للسيد الخليجي, وارتفاع الدين العام, والملفت ان الاستجابه لتلك الدعوه لم تكن بالمستوي اللائق بصاحبها قد لايكون للاسباب العامة السابق ذكرها, او لانها جاءت في فترة عودة السلطة التنفيذية سابق ممارساتها في استخدام ورقة المسيحين لالهاء المواطنين واللجوء للحالة القبلية التي يجسدها بيت العائلة بديل عن القضاء.
لايمكن تفسير موقف مجلس الاساقفة, (المجمع المقدس سابقا عندما يتعامل مع امور ليست من اختصاصه), في تأييده لحكم السيسي, اما انهم ينتمون للطبقة الحاكمة او يخشون بطش الحاكم او يرون فيه فقط انقاذهم من حكم الإخوان او هم مع الفاسدين الذين اعاد النظام الحالي تدويرهم واخرجهم من رعب استمرارية الثورة واعاد لهم الثقة والنشاط السياسي والاقتصادي اذا جاز لنا التعبير عن نوعية نشاطهم.
عموما ايا كانت اسباب تأييد مجلس الاساقفة للنظام, فهي خروج واضح علي الرؤية التي جسدها السيد المسيح. حيث مملكته ليست من هذا العالم, وقوي الشر لن تقوي علي الكنيسة بدون دعم بشري, حيث ملعون من يتكل علي ذراع بشر, والانحياز الاساسي هو للفقراء, ولكني أدعي أن موقفهم الآن, لا يختلف عن كهنة اليهود الذين وقفوا مع ممثل الدولة الرومانية في مواجهة مسيح الفقراء.
واذا كان انقاذهم من حكم الاخوان احد اهم الاسباب التي يرددها مجلس الاساقفة وخلفة ابناء الطاعة في تأييدهم للسيسي. وهنا يمكنني ان اقول انه جانبهم الصواب, لأن مايحدث الآن اخطر من ذلك بكثير, حيث في الوقت الذي يتم ضرب القوي المدنية بعنف ويمارس النظام الادوات الفاشيه للحكم في مواجهه القوي المدنيه والحركات الشعبيه , هناك السلفية التي استفادت من مأذق النظام مع فصيل من الحركة الإسلامية, وأُعطيت لهم كامل الحرية, مع أن افكارهم وجماهيرهم هي الحاضنة والقوي الفاعلة لكل فصائل الإسلام السياسي بما فيه دولة داعش التي هي مرحلة متقدمة من مراحل تحقيق الدولة الدينية, اي اننا في وهم من يتعاطي مسكنات لعلاج سرطان متفشي, ومن يقولون ان الجيش قد حمانا مما يحدث في سوريا, فقد ضلله الاعلام, لأن مايحدث هناك هي انتفاضة الحركة السلفية الاسلامية الشعبية في مواجهة نظام الحكم في سوريا, علما ان بها الكثير من العسكريين السابقين, اي يمكن القول انه الامان الذي اعطاه السيسي اليوم هو امان واهم لأن لحظة إشتداد عود تلك التنظيمات, ستكون انتفاضتهم ولا ننسي جمعه قندهار, ومقدار الحشد الذي تم حشده ومالم نره اليوم سنراه غدا اذا استمر النظام في نهجه في عدم وضع اسس دولة مدنية حديثة. ولعل التركيز علي مفردات مثل تنطيم داعش او قيادت اجنبية او قوي ارهابية هي ايضا من هذا القبيل التضليلي.
موقف القوي السلفية من النظام الآن كمن يضحك في كمه, حيث خلف صمتهم وحيادهم في القضايا السياسية, هناك فهم وإدراك وتحليل صحيح لمأذق النظام مع الإخوان المسلمين واحتياج النظام لهم, كواجهة اسلامية ثقافية وسياسية, ليس فقط لينفي عن نفسه تهمة معاداة الإسلام لدي القاعدة العريضة من مؤيدي الإسلام السياسي, ولكن ايضا لان معركتهم ليست مواجهة تجاوزات نظام هم يرفضون الاسس التي بني عليها, ولكن مع تحقيق كامل اجندتهم السياسية البعيدة المدي, في بناء وترسيخ افكار الإسلام السياسي مابين جماهير العشوائيات والقري ومناطق الصعيد التي تتطلب عدم استفزازهم للنظام , والمتتبع للأحداث في سوريا والعراق وليبيا, يدرك ان تلك الجماهير هي حاضنة ومفرخه مقاتلي داعش وجمهور دولة داعش.
والملفت اذا كان للنظام واعلامه مصلحة في ادانة الإخوان, في اعمال القتل والارهاب نظرا لانهم العدو الاساسي بالنسبة له, ولكن الكثيرين من المحسوبين علي القوي المدنية سقطوا في هذا الخلط, وهم لايدركون انهم يتعاونون ويقفون مع النظام في دعم الاتجاهات السلفية الإسلامية, الذين لايمكن تبرأتهم في الكثير من احداث العنف التي تحدث سواء في سيناء او غيرها, ليس فقط بالمشاركة الجسدية لأتباعهم ولكن أيضا من خلال الرؤية الفكرية, حيث العمل السياسي لديهم هو الشهادة والقتال والقتل, ويجب ألا ننسي او نتناسي الحشد السلفي في جمعة قندهار, الذي ارعب الجميع, بينما الإخوان اكثر برجماتية,واقل عقائدية وينتمون للعمل السياسي اكثر من الاستشهاد, وهذا ليس دفاعا عنهم, ولكن محاوله كما اتصور لتصحيح مفهوم يحاول اعلام النظام من خلاله ان يعطي الاتجاهات السلفية السلام الاجتماعي وحرية الحركة وشرعيتها في المجتمع, والملفت ان العمليات التي تحدث في سيناء لا يتم ذكر الأسماء او الانتماء السياسي, ولكن يوضع تصنيف ارهابي دون ذكر خلفيته السياسية او تاريخها الفكري وادعي ان نسبه الافراد الذين ينتمون للاتجاهات السلفية ليست بقليله.
والملفت سواء كان صحة ما أدعية من عدمه, ولكن النظام لم يتخذ ابسط الإجراآت لإيجاد واقع بديل لما خبرناه سابقا, وكان مسؤول عن توحش وتغول قوي الإسلام السياسي, ولكن المفارقة ان ما يُتخذ هو اجراآت امنية هي ضد القوي المدنية المعادية, أساسا لفصائل الإسلام السياسي, بل هو يتعاون مع السلفية في ترسيخ وضعهم كما يحدث في محافظات الصعيد وعودتهم للخطابة في المساجد, ويضاف عدم اتخاذ اي اجراءت ليصبح المناخ التعليمي والثقافي والاقتصادي والسياسي يساعد علي خلق مواطن اقل حساسية للتأثر بأفكار الإسلام السياسي.
وأري أن مسلك نظام السيسي, يؤكد إما ضعفة او تواطؤه مع قوي الإسلام السياسي, وأن خلافه مع رئيس حكومته في ذلك الوقت, كان لصراع اقتصادي وسياسي بين مؤسستي الجيش وتنظيم الاخوان وليس لخلاف فكري.
ادعي ان الرؤية السابقة من جهة مواطن معارض سواء كانت صحيحة ام خاطئة, ومن المؤكد ان هناك وجهات نظراخري سواء معارضة او مؤيدة بناء علي حيثيات اخري, تؤكد ان ما يحدث اكثر تعقيدا من ان يتصدي له بالرفض او التٌـأييد المنتمين لمؤسسة الكنيسة, التي حدد السيد المسيح طبيعة عملها في قوله مملكتي ليست من هذا العالم ولديها الكثير من المهام سواء خلف او خارج جدران الكنائس في تصحيح العلاقة ما بين المواطنين المسيحيين وعقيدتهم وربهم, كما انها ليست جزء من النظام وليس من متن اعمالها العمل السياسي والاقتصادي وهم ليسوا مؤهلين علميا او سياسيا لذلك بحكم ان محور دراستهم سواء الدنيويه او اللاهوتية ولم يكن اي منهم في يوم من الايام ناشط سياسي او مدني, وهم من الشريحة العمرية التي تربت في عصر حكم العسكريين علي سطحية التفكير ومعاداة القراءات خارج ما يدرّس في المدارس او الجامعات, ولذلك فأن رؤيتهم ومواقفهم في الامور السياسية والاقتصادية لا تختلف, عما يردده العامه علي المقاهي وفي الميكروباصات والتكاتك او السيسي ولكنها تحت غطاء روحي وقدسي بالنسبة لمريدهم, الذين لايدركون أن الروح القدس لا يعمل ليرشد في قضايا دنيوية تتناقض مع قول السيد المسيح مملكتي ليست من هذا العالم واعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله, ولعل فشلهم في تقييم الامور الدنيوية في كثير من التجارب السابقه يؤكد ذلك.
ولذلك اري ان مأذق الحركة السياسية مع تدخل مؤسسة الكنيسه في العمل السياسي, أن جماهيرها يخلطون مابين عمل الروح القدس في مجلس الاساقفة في الامور الروحية ورؤيتهم السطحية في العمل السياسي التي يلعب فيها إعلام أحمد موسي دور أساسي, اي يمكن القول ان الكنيسة تضفي القدسية ووجوب الطاعة علي ماهو ليس مقدس اي يمكن ان يطلق عليه ترسيخ الجهل المقدس في الامور السياسية التي اختلف حولها اهل الاختصاص.
ومن المؤكد ان السابق لا يضع فقط الحركة السياسية بشكل عام في مأذق ويضعفها بحكم ان هناك جزء من الجماهير يصبح موقفة طائفيا غير مستقل, لايمكنه الخروج علي مجلس الاساقفة الذي يري ان ابن الطاعه تحلّ عليه البركة, وحتي المستقلين سياسا عن مجلس الاساقفة يتم تسفيه و التشكيك في مصداقيتهم بحكم منطق التعميم الذي نعانيه. وفي الاغلب ينحاز المغرضون في التفسير للجانب الذي يريدونه حيث ينحاز اتباع الاتجاهات الاسلامية السلية لتسطيح موقف المسيحيون ويعتبرونهم فاقدي الاهلية.
وموقف مجلس الاساقفة من العمل السياسي لا يختلف كثيرا عن الجماعات السلفية, كلاهما يحكمهما الانتماء الديني اكثر من الانتماء الاقتصادي للطبقات الشعبية, كما ان كلاهما يتعاملان مع جماهيرهما ككتل بشرية بلاعقل, حيث هناك من يفكّر ويلقي بتعليماته لجماهير تقدس ما يلقي اليها ولكن يبقي فارق اصيل مابين مجلس الاساقفة والسلفية الإسلامية التي تدافع عن موقف أصيل فكريا يرتبط بنص ديني مما يُخرجها من دائرة الطبالين والزماريين التي يمارسها مجلس الاساقفة الي دائره الايدلوجيين من خلال قيمها الدينية وحتي اذا مارست غير ذلك فهي تمارسه من منطق التقية.
وختاما أري منعا لأي اقحام سياسي مستقبلا لمؤسسة الكنيسة ؤتجنبا للتورط في مواقف غير ما نراه ولتجنب ان تصبح الكنيسة واتباعها جزء من صراع ستكون هي ضحيته, وتجنبا من ان يصل هؤلاء الذين وقفنا ضدهم للحكم يوما ما, ونصبح اعداء لنظام حكمهم, علما ان الاستقرار السياسي لم يعد كما كان هو الاساس في مصر بعد فتره الاحداث السابقه , لأنه حتي المؤسسة التي نحتمي بها من المؤكد ان الكثيرين من افرادها هم سلفيون, بحكم مناخ المجتمع وحتي لا يحدث مثلما حدث مع الكنيسه في فرنسا وروسيا عندما تورطا في العمل السياسي وكانتا ضد الثورة. فأنني ادعو ان يعقد المجمع المقدس تجنبا اي مشاكل سياسية وألا يصبح عرضه لمزيد من الاهانه هو واتباعه ان يعلن انه قرر الا يعمل بالعمل السياسي وان يصبح شعاره لتكن مشيأتك يارب وليس مشيأتنا كما علمنا السيد المسيح .
بعض كتابات سابقه للكاتب حول هذا الموضوع
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501878 اقباط ام اعباط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245197 الي القسيس المحمول علي اكتاف البلطجيه
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=183192 الكنيسه المصريه والسياسه1
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=187567 الكنيسه المصريه والسياسيه 2
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=157601 المجمع المقدس والحركه السياسيه المصريه



#الهامي_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ مقدم لسيادة النائب العام المصري في واقعة سحل مواطن
- أقباط ام أعباط
- الافق السلفي للمؤسسة العسكرية المصرية
- المصير
- الدولة المدنية مابين الفاشية الدينية وحكم الجنرال
- سبحان من اقام المبعوث علينا
- يسار الاحزاب المصرية والفاشية العسكرية والحالة الراهنة
- الجيش والفاشية والمستقبل
- الافق السياسي لإحزاب اليسار
- المرحلة الانتقالية والمستقبل
- نداء الي فضيلة سمو فضيلة الشخ د. سلطان القاسمى حاكم إمارة ال ...
- الثورة المصرية مابين انقلابي فبراير 2011 ويوليه 2013
- قراءه لمجموعة “اين الله- للكاتب كرم صابر
- رساله 2 الي مرفت سلامه
- الي مرفت سلامة
- أديب علي مذبح نفاق القمص@
- قوي 25 يناير بعد عامين
- مهانة عمال الاقصر في ظل حكم الاخوان
- فلنناضل معا لإنقاذ السياحة من الهجمة الإخوانية المقبلة
- لا لدستور الاخوان المعيب


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الهامي سلامه - الكنيسة القبطية والعمل السياسي