أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر الداوودي - فساد السلطة , بين القاع والعلم !!















المزيد.....

فساد السلطة , بين القاع والعلم !!


عمر الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 5360 - 2016 / 12 / 3 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسبب خطأ من احدهم اصابني غبن وظيفي فاحش , لاحظ بأني اسميه خطـأً واسمي الخطأ بأنه فني - رغم يقيني بأنه عمدي وجاء عن سابق اصرار وترصد والسبب في هذا التزويق من قبلي لهذا الخطأ الذي لا يُغتَفَر هو اني مؤمن بقانون الجذب - بسبب هذا الخطأ الفني ولأن الغبن الملحوق بي هو فاحش وجسيم الأضرار فقد قمت بمراجعة الدوائر الرسمية والتقيت ببعضهم ممن له شأن في تلك الدوائر وبقيت يومين في تلك المدينة الكبرى , والتقيت الكثير من الناس ممن هم في اعلى الهرم في المجتمع وممن هم في وسطه وممن هم في ادنى القاع ,هناك التقيت برجل اتوسم فيه ان يصلح الكثير في مجتمعنا الآيل الى السقوط اكثر مما هو عليه الحال الآن ,كانت رؤيته مفعمة بالتفاؤل بينما كان يمر على بعض الحوادث في مجتمعنا مرورا تشعر فيه بأنه يتلوى ألما وهو يتناولها بالحديث , اللقاء كان قصيرا ولكنه كان يسأل عن الكثير في نواحي الحياة في مجتمعنا وكأنه يبحث عمن يقدم له رؤية تكون فيها اشارة الى بعض الحلول او لربما كانت الحلول حاضرة لديه ولكنه يتمحصها اكثر قبل انزالها لأرض الواقع , صديقي الوسيط صدق في كل كلام قاله عنه وهو الذي يكلمني عنه منذ سنة من الآن , اتفقت رؤيته مع رؤيتي بضرورة الأيمان بقانون الجذب , قانون الجذب ببساطة يقول بأنه يجب على الإنسان ان لا يستسلم للإنهزام ابدا ولا يهرب أمام التشاؤم مطلقا وبأن يسير نحو الأمل وان بدا كبصيص خافت , هذا النوع من الساسة يذكرني ب(علي عزت بيكَوفيتش ) وب(غاندي) وب(فاروق الحريري) وبكل رمز وبكل رمز وطني لدولة ولشعب من الشعوب ,في ظرف نصف ساعة ترسخت لدي القناعة بأنه يمثل الأمل وبأنه فنار مومض على الساحل القريب البعيد وسيشكل في النهاية بوصلة لسفن وقوارب المجتمع المنكسرة الأشرعة او حتى منعدمة الشراع اصلا ,,حين اودعته ومضيت في سبيلي مع صديق عمري الذي لا نمل بعضنا ابدا اقترحت عليه ان نسير في السوق الشعبي لبعض الوقت , المجتمع في العاصمة يبدو منحسر الرأس ومنحسر المؤخرة كذلك بينما تتغطى بقية اجزاء جسده تغطية مناسبة رغم عدم الحاجة الى تغطيتها اصلا في وقت تحتاج المؤخرات للتغطية , شيخ مسن في السبعين يدفع عربة حمل ينقل عليها بضائع ينقلها كحمال بأجرة زهيدة ورسم بقوامه المنكسر وهو يدفع العربة بقوة زاوية حرجة اخرى من ملايين الزوايا الأخرى في حياتنا , لم يقو على الأستمرار وبدأت عربته بالتدحرج نحو الوراء حالها حال بقية عربات حياتنا التي تتدحرجت نحو الوراء لضعف قوة من يضطلع بدفعها ,لم اتمالك نفسي فالحمال لم يستسلم وقوم قوة نزول العربة عليه وتماسكت قدماه على الأرض وبدأتا تخطوان نحو الوراء القهقرى لهذا تدخلت لأشاركه الدفع وكذا فعل معي صديقي الذي ينتمي لعائلة من طبقة ثرية ينتهي نسبها بأحد ابرز امراء الكرد القدامى فدفعنا العربة نحو الأمام مع الحمال الى ان استقرت في سيرها ليشكرنا الحمال بصوته الواهن كوهن عظامه , (انظر يا صديقي , هكذا تسير عجالة الحياة نحو الأمام , ان ساهم ابن الأمير مثلك وابن طبقة وسطى مثلي مع الحمال في دفعها ) ,, اعجبت عبارتي هذه صديقي الأمير , واستمررنا نمشي في السوق , المشاهد غريبة , زبائن يشترون البسة وحاجات بمئات الدولارات وعلى قارعة الطريق قرب افخم المحلات تفترش فتاة الأرض وتبيع الجواريب وقد كسرت الحياة عينيها اللتان كانت مغرورقتان بالدمع !!,, اردت مساعدتها , ولكن كيف تساعدها ؟ فهي نفسها ترفض التسول لهذا اخترت ان اشتري منها بضاعتها المتكونة من حوالي عشرين زوج جوراب !! , وهكذا اشتريت منها الجواريب وطلبت منها الأحتفاظ بالباقي ,, ولكن هل اغتنت ؟ هل انها لم تعد بحاجة الى افتراش قارعة الطريق مجددا ؟! , لا , طبعا , الحلول المجزأة هي ابرة مسكن لإزالة الألم لدقائق من عمر الشقاء في حياة الناس , الحل كامن في ازالة الجذور المتعفنة المتعشعشة في حياة مجتمعنا الموبوء ,, لا يُعقل ان تكون الدولة بأناسها وبأرضها قابعة على بحار من النفط بينما تتلوى بطون الفقراء جوعا وحاجة ,, إنك ان سرت اليوم في مفاصل المجتمع والتقيت الناس فلن تجد كلمة مديح واحدة لرجل السلطة ولساسة السلطة , الغالبية تنتقد وتسب وتشتم بأقذر العبارات المسؤولين الذين يتمكيجون ليظهروا بأبهى جمالهم ورونقهم واناقتهم امام الشاشات , 90% من الناس يسبونهم ويتوعدونهم بالسحق تحت الأقدام وبقيت فقط نسبة ال 10% , وهؤلاء قم بتقسيمهم الى نصفين , 5% منهم هم رجال السلطة الفاسدة توزعوا على مفاصل الدولة وعلى مفاصل الحياة ومهمتهم هي ايضا سب وشتم الساسة ورجال السلطة !! ولكن بغية استدراج المنتقد الشعبي البسيط والمتذمر من الحياة الصعبة لكي يسجل لنفسه نشاطا لدى دوائر الأمن !! , ولكن ألا تلاحظ معي بأنه ومن حيث لا يدري انما هو مساهم في تسريع سقوط الفاسدين ؟! , مهلا , ان هذا يعني ان السلطة الفاسدة نفسها تعلم بأنها ليست سلطة قانون وانما سلطة السطو المسلح ,, انها تخشى ,, والخشية لم تأت من فراغ , وماذا عن نسبة ال 5% المتبقية ؟! هؤلاء مرضى , وبعضهم مات ويموت في اليوم الف مرة , لا ارادة بقيت لديه , يأس من الناس ومن السلطة وحتى من نفسه ,, وماذا بعد ؟! هكذا يسألني اصدقائي ومعارفي , يتهمونني بأني اعرض صورة المشكلة دائما دون عرض صورة الحل ,, في الحقيقة هناك حلول , ولكنها تحتاج الى البحث ثم التفعيل ثم التطبيق ثم مراقبة التطبيق ثم سحق الفساد والفاسدين الى الأبد ,, يعني لا يُعقل ان يكون هناك أناس بحجم الجبال يجلسون في بيوتهم , من امثال تلك الشخصية الفذة الذي كان يعاني الزكام من دون ان تهب الغالبية المتذمرة من اجل الشد على يديه كي يعود ليقودهم نحو الحل , ولا يُعقل ان يُقال له (اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ,, ساهم بدفع عجلة حمال , ساهم في الحل بكلمة , بصوت , لا تمنح صوتك للفاسدين , فكر فيما سرق ويسرق منك يوميا وعلى مدار الساعة , حينها سترى ان هناك حلول وسترى بأن خوفك من السلطة الفاسدة هو عبارة عن سراب بينما خوف السلطة منك هو رعب حقيقي , من تراهم وتعتبرهم في القمة انما هم قمامة سلطة الفساد ولا سند تجعلهم يمثلون العلم بينما انت الذي اوهموك بأنك القاع تمثل قمة السلطة , رعبك منهم سراب ورعبهم منك هي الحقيقة , هناك فنار مومض وقادم بقوة وانت وسفنك المنعدمة الشراع تسير نحوه .



#عمر_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا قتلوا جالينوس
- الشروال كوردي والطاقية كوردية ولكنك أعمى وأحمق !!
- مرة اخرى , كفري مدينة بحجم العالم ولكن !!
- الحصان الأصيل كان يجر عربة بيع النفط !!
- الادعاء العام في اقليم كردستان ...الى اين؟!
- نحن شعب ال(لا) المختار !!
- ساحر فاشل
- الدولة المارقة ,دولة سارقة !!
- ترفس حافية القدمين !!
- شبيك لبيك ...الغبي بين يديك !!
- احب الجميع واكره نفسي !!
- قوجه شاوول ...وحجي احمد آغا...وبيع الرصيف في المزاد العلني!!
- الطائرة الماليزية ...اين هي؟!
- حلبجة,, جريمة جسيمة وعقوبة هزيلة !!
- حلبجة وخمس حكايات...
- حيطان وحيتان !!
- الحرب جنون ولكنها تعقل المجانين احيانا !!
- اعتلال التلال
- مجتمعنا يفرقنا !!
- في الحقيقة والواقع...لم تعد هناك حقيقة ولا واقع !!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر الداوودي - فساد السلطة , بين القاع والعلم !!