أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت3














المزيد.....

حوار صامت3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5359 - 2016 / 12 / 2 - 15:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ح3
سؤال _ هل الجهل هو القاعدة الأساسية التي تتولد منها المعرفة؟
أنا _ الجهل ليس المضاد النوعي للعلم بمعنى أن الجهل هو الطرف المقابل للعلم، بل يبدأ الإنسان رحلة المعرفة من نقطة التساوي الصفرية التي لا تعني الإيجاب ولا السلب، لأن الجهل بمعناه الفلسفي تخلف المدرك العقلي عن أكتشاف ما هو مجهول وليس أفتراضه فقط، مثلا الطفل حينما يتعلم اللغة تدريجيا فهو لم يكن جاهل باللغة ولكنه غير مدرك لها بحدود ما، فلو كان قد عرضت على المدركات ولم يستطيع أن يتعلمها فهو هنا جاهل باللغة طبعا بالمستوى النسبي، والمعادلة المعرفية تبدأ من الصفر خط الشروع ثم التعلم ثم مرحلة ما بعد التعلم، أي فشل في هذه السيرورة الطبيعية يمكننا أن نسميه جهل، وهنا نعود لنؤكد أن الإنسان في لحظة واحدة وفي موضوع واحد ممكن ان يكون جاهلا وعالما به ما لم يحيط بالموضوع كاملا ومع ذلك يبقى هناك هامش ما للجهل بما لم يتعلمه أو عجزه أن يحيط به علما، فالمعرفة تولد من التعلم وليس من العلم.
سؤال _ هل ينسحب هذا التعريف لكل المتناظرات اللفظية والدلالية التي نتعامل بها ونعرفها كالليل والنهار والبرد والحر والوجود والعدم؟
أنا _ نعم لا تناظر بين الليل والنهار ولا بين البرد والحرارة، هناك عامل مشترك بينهما هو الذي يحدد الماهية التوصيفية مثلا البرد ليس فقدان الحرارة من الجسم بل عدم إمكانية الجسم أن يبعث بموجات حرارية تشعر المتحسس بها، الحرارة بالعكس تعني مزيدا من أنبعاث موجات حرارية أعلى من معدل التحسس الذي هو صفر فيشعر المستقبل الحسي أن هناك حرارة في الشيء، التناظر الضدي هنا بين القدرة وعدم القدرة على أشعار المتحسس، فيكون لدينا بارد وغير بارد، وحار وغير حار مع ملاحظة أن ليس كل حار هو بارد فالجسم الذي درجته واحد مئوي هو حار لكن أنبعاث الحرارة فيه ضعيف أما البارد فهو الذي درجة حرارته _1 وليس غير ذلك ونزولا إلى أكثر وبحسب ما يستطيع هذا الجسم البارد أن يعجز عن بعث حس ما للمتحسس المقياس.
أما بالنسبة للوجود والعدم فهذا موضوع أكبر ولكن وفقا لنفس نسق الفهم السابق، نقول عندما لا ندرك وجود شيء بالمدركات الطبيعية لا يعني عدم وجودها بمعنى عدم الوجود لا يساوي العدم، فغياب الشخص (س) في اللحظة (ص) لا يعني عدم وجوده مطلقا بل قد يكون في مكان أخر، العدم هو نفي مطلق للشيئية وحتى نفي كامل لتصوره أستنادا للمقدمات القياسية المخزنة في الذهن والتي بموجبها تعرف الماهية التوصيفية، العدم (ليس كمثله شيء) لأن أي ربط بقياس شيئي يعني أعطيناه وجود ما.
سؤال _ ألا يعني هذا الكلام أننا نعود للمضادات البسيطة أي الشيء ونفيه مثلا قوي وغير قوي وضعيف وغير ضعيف بدل القوي مقابل الضعيف؟، ألا يعني هذا أن النظائر الضدية التي نتعامل بها على أنها كذلك هي تحريف لفهم الماهية الوصفية؟
أنا _ نعم النظائر الضدية هي كما قلت التي تبدأ بغير، مثلا القوي هو كل من يملك القدرة والطاقة على أحداث تفوق مقابل الأخر بتوصيف معنى القوة الجسدية أو العقلية مثلا، ولكن عندما يكون الإنسان طبيعي بالمقياس العام أي لا قوي ولا ضعيف كيف يمكننا أن نصفه؟، هل نصفه غير قوي أو غير ضعيف؟، هذا تحديد مهم وأساسي، الضعيف هم من لا يملك القدرة على التفوق مقابل مساوي له، أي أن شخصين يمارسان رياضة المصارعة ويتمتعان بنفس المواصفات والقياسات، الذي يستطيع أن يبرز التفوق فهو قوي ولكن الأخر ليس ضعيفا بمعنى عدم أمكانيته أن يبرز نفس المستوى من التفوق قد يكون أقل بدرجة فهو غير قوي بالنسبة للشخص المتفوق ولكنه قد يكون قوي في مقابل شخص أخر، وهكذا في مفهوم الضعف.
سؤال _ من أنتقاله أخرى يا ترى ما تعريفك الخاص للثقافة؟، وهل هذا التعريف نهائي أي بمعنى أنه قياسي؟
أنا _ الثقافة لها مفاهيم وأطر جامعة وصفية أو ماهوية بناء على الزاوية التي ينظر منها المعرف، من هنا تعدد التعريفات والتوصيفات والتي قد لا تتفق على خط مشترك أو قاسم مشترك يمكن أن نعتمده كجوهر في تحديد الدلالة، على العموم ومن خلال فكرتي الشمولية عند النظر لأي موضوع بغية أكتشافه أجد أن تعريف الثقافة، هو القدرة على تجسيد المعرفة الذاتية (المتحصلة طبيعيا أو المكتسبة بالتلقي والتجريب) في معايشة الواقع بأفضل صورة وتطويره وإثراءه بالأفكار ليكون قادرا على مجاراة الزمن وأستحقاقاته، فكلما نجح الإنسان بزج المعرفة بجميع أنواعها في الواقع وبالتالي تأكيد على نتائج هذا الزج تحسينا أو تطويرا يكون بالضرورة كائن مثقف خدم المعرفة والواقع وذاته، وهذا ليس تعريفا قياسيا بل تعريفا وصفيا شموليا قابل للتطور والإثراء.
سؤال _ الثقافة التي لا تهتم إلا بكيانها الذاتي أو ما يسمى بثقافة النخبة قد تخرج من هذا التعريف الشمولي؟
أنا _ ليست هناك ثقافة نخبة وثقافة أجتماعية، بالحقيقة هناك مستويات تتعاطى مع الفكر والمعرفة حسب ما يمكنها أن تؤثر فيه، الثقافة النخبوية ثقافة صانعة وثقافة أسية بالرغم من تعاليها ولكنها تبقى ضرورية وملحة لبناء الثقافة الوسطى التي تلعب دور الحلقة الواسطة والرابطة بين المجتمع عرضا وبين الفكر والمعرفة والعلم طولا.
سؤال _ هل العرب عامة والعراقيون خاصة يتعرضون فعلا لما يسمى الغزو الثقافي الموجه لغرض غسل العقل العام من مفردات وقيم وإبدالها بوعي مستغرب؟
أنا _ الحقيقة ليس هناك ما يسمى بالغزو الثقافي وكل القضية أن الثقافة العربية بسبب بنيويتها الذيلية وتبعيتها للواقع السياسي والأجتماعي والسلطوي بقيت عاجزة عن رفد الفكر الإنساني بمنتج فكري معرفي وعلمي قادر على المنافسة، هذا أولا ثانيا عندما نقرأ الأدب والفكر والثقافة الإنسانية في جانب ذاتي يتقبل هذه القراءة وما ترسبه في العقل الواعي واللا وعي العميق لأنها لا تحتك ولا تتعدى على حدودنا وخطوطنا الحمر، هذا يساهم ويساعد القارئ العربي أن يقرأ وينحاز للأدب والفكر والثقافة الخارجية لأنها تمنحه مجال أوسع للحرية أو بمعنى أصح شعور بالحرية لأنه تتكلم عنه بصيغة البعيد، أما ما يسمى بالوعي المستغرب ألاحظ أن وعينا العام مصادر أو مأسور بالمقدس والمحرم لذا فأي وعي مضاف



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار صامت2
- حوار صامت
- صباحات جدتي وذكريات زمن جميل
- غائية الدين ونهاية الإيمان
- علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1
- معيارية الشرف بين الذاتي والجماعي
- قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح1
- قانون الحشد الشعبي الحق الذي يراد به الباطل. ح2
- أنا في ذاكرة الرب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح16
- حافية القديم وعارية
- الطفولة العراقية وتحديات البقاء
- الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس 2
- الدين والتجربة وظاهرة الإيمان بالمقدس
- عباءة البرد المخرقة في بلاد الله أكبر
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح15
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح14
- بين الإعلام والسياسة المطبخ هو الطائفية
- المتخيل والمدرك والمتوهم في السياسة العراقية
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح13


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - حوار صامت3