أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - اعداء الكرامة والثقافة والعلوم














المزيد.....

اعداء الكرامة والثقافة والعلوم


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5359 - 2016 / 12 / 2 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما ترى بعينيك بلادك تهوي الى القاع على يد عقليات متحجرة مريضة لا تعرف الا القمع والكبت والتدمير يصبح الحل الوحيد امامك اما السفر اذا كان هذا الخيار متاحا، او السكوت والموت غما وفقرا ومرضا، او الاعتراض علنا ليكون مصيرك مثل مصير مئات الألاف من المساجين والمعذبين والمقتولين والمطاردين الذين لا يجدوا لهم ناصرا، ولا يتذكرهم حتى بني جلدتهم الذين اثروا الصمت، او ان تتسلق كالطفيليات على تلك النبتة الفاسدة المتغولة التي تمتص خيرات البلاد وتمرضها وتقضي على اي امل لها في الاستمرار والنمو والتطور.

60 الف شاب مسجون رأي لأنهم طالبوا بالعيش في وطن صحي يعمل على صالح مواطنيه، او طالب في لفتة انسانية بمنع التعذيب، او عمل في المجال الحقوقي فأصبح من المطاردين المتهمين في شرفهم ونزاهتهم، يتم التنكيل بهم في كل صباح ومساء، ويفقدوا حقهم الانساني في العيش بأمان، هؤلاء لا يجدوا في الوقت الحالي اي صدى لتضحياتهم ولا يدري بهم الا القلة القليلة من اصحاب الوعي والضمائر الحية، والذين يعمل النظام الحالي في كل يوم وبكل ما أوتي من جهد على تقليص اعدادهم او ابادتهم اذا امكن، فالبقية التي تمثل الغالبية العظمى من هذا الشعب، لا يعنيهم من الأمر الا ركوب الموجة والبحث عن طرق ملتوية للثراء او للبقاء على قيد الحياة في بلد لا تسمح الا ببقاء الغشاش والنصاب والبلطجي والمحتكر الذي يتاجر في القوت او الذي يتاجر في ادوات التغييب من مخدرات وفن هابط واعلام مخصص لغسيل العقول.

هذا النظام لم يتحمل ان تقوم انسانة نبيلة مثل آية حجازي بعمل مبادرة تحمل اسم "بلادي" لتأهيل وتعليم وايواء اطفال الشوارع، فسجنها وزوجها ونكل بهما ومازال ينكل بهما، لم يتحمل ان يقوم انسان حر مثل جمال عيد بانشاء مكتبة تحمل اسم "الكرامة" تثقف اطفال الأحياء الشعبية وتفتح اعينهم ومواهبهم على الفنون الراقية، نظام ضد كل ما هو جميل وراقي وانساني، ضد كل العقول التي تحاول ايجاد قبس من الضوء في تلك العتمة، ضد كل انسان يريد ان يحي الأمل ويقول ان هذا البلد قادر على الحياة والمواصلة على الرغم من كل ما هو فيه من كوارث.

هذا النظام لا يحاسب احد على الفضيحة العلمية التي تسبب فيها الاعلان عن جهاز "الكفتة" ويحاسب من احتج على هذا الدجل من منطلق الأمانة العلمية، فيسجن الدكتور محمد فتوح عام، ولا يمس المروجين لهذا الغش سوء.

نظام ينكل بهشام جنينة لأنه تحدث عن الفساد من منطلق انه يقوم بمهام وظيفته التي من المفترض ان تكون حجر عثرة في وجه الفساد وليس مليء اوراق توضع في الادراج لحين الحاجة اليها.

نظام ينكل بمنى مينا ويهددها بالويل والثبور وعظائم الأمور لمجرد انها تحدثت علنا عن ازمة الأدوية والمستلزمات الطبية التي يعرفها القاصي والداني، نظام لم يتورع عن سجن نقيب الصحفيين ليعلن للعالم بكل وقاحة ان مصر تعيش "أزهى عصور الحريات" نظام لا يكتفي بإيذاءك مرة لأنك رفعت رأسك او عارضت او صرخت ولكن لابد ان ينكل بك ويطاردك وحتى شفير الهاوية، فهؤلاء لا يرحمون ولا يغفرون وليس لديهم رادع من انسانية او ضمير او قانون او حتى دين.

هذا النظام يقول لك في كل صباح انه لا وجود لك ولا حياة ولا حقوق ما لم تكن فاسد عديم الشعور مغيب تفكر فقط في كيفية سرقة واستغلال من حولك ممن لا يملكون مواهب الغش والفساد، او فليسرق كلٌ في موقعه وليغش كلٌ في مكانه حتى ينهار هذا الصرح الهش المبني على الخداع والذي تلتصق لبناته بفعل الخوف وسلاسل القمع.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاح .. أم افقار؟
- مصر في المزاد
- العائشون في الوهم .. نظرة من الجانب الأخر
- من الذي يريدها سوريا؟
- مواطن عادي .. في دولة العسكر
- سارق الأحلام
- الأخ الأكبر يعد انفاسك
- الرؤوس التي قد اينعت .. وحان وقت قطافها
- حوارات .. غير بنّاءة
- الذين فجروا في الخصومة
- النقطة البيضاء في الثوب الأسود
- هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة
- المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق
- العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - اعداء الكرامة والثقافة والعلوم