أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سامي فريدي - الامبريالية السعودية.. ح5















المزيد.....

الامبريالية السعودية.. ح5


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 5358 - 2016 / 12 / 1 - 12:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


سامي فريدي
الامبريالية السعودية ح5

السعودية والبنك الدولي..
تذكر الأدبيات السعودية أنها خامس دولة ممولة في البنك الدولي، وهو أمر يرتبط بعائدات النفط وعضويتها الرسمية في شركة أرامكو. مؤسسة النقد الدولي والبنك الدولي اللذين شهدت تحولا فاعلا مع أواسط السبعينيات، لمواجهة الظروف والتطورات الدولية المفاجئة، والمحتمل تهديدها للأمن والاقتصاد الغربي.
وكان الأمر سيكون مختلفا اليوم، لولا طروء حرب تشرين وملابساتها السياسية والاقتصادية على الوضع العربي وسوق النفط الغربية. فكان الشقاق العراقي السوري أول مخلفات الحرب، الى جانب دخول مصر وسوريا مشروع التسوية وخلافات الحدود مع دولة اسرائيل.
وشهدت الثمانينيات وما بعدها نمزا مضاعفا في الميزان التجاري بين العرب والولايات المتحدة ومحورها الغربي، وبشكل مانت المساعدات والقروض الامريكية سمة عامة للعلاقات المصرية الامريكية، وبشمل خلخل الاقتصاد المصري ورهن العملة المصرية بالمتغيرات الامريكية.
ورغم ان البلدان الخليجية ليست في حاجة لقروض خارجية، فهي ساحة مفتوحة للاستثمارات المعولمة ونشاطات الشركات الغربية التي تتعامل بالدولار الامريكي في السوق المحلية، ناهيك عن ارتباط البنوك الخليجية وودائعها بالبنوك الغربية.
وبشكل او اخر، كان معظم البلدان والحكومات العربية يستلمون منحا ومساعدات امريكية وغربية، منتظمة او وقتية، ومنها العراق وسوريا.
ومع النصف الثاني من عقد السبعينيات، ظهرت البذور الحقيقية لكل ما تبلور وازدهر مع أواخر القرن، وصولا لهيمنة التيار السلفي والنظام الرجعي العربي واطباق السياسات الامبريالية على خريطة الشرق الأوسط.
وكان لكل من مؤسستي النقد والبنك الدوليين الدور الرئيس في ترسيم وتوقيع السياسات والاملاءات بعد مصادقتها من قبل مجلس الامن الدولي.
فالحصول على قرض او جدولة ديون صار مرتهنا بتطبيق اجراءات الخصخصة واختزال الدعومات الحكومية للسلع الاساسية، تقليل تدخل الدولة في السياسات الاقتصادية والمالية، منح القطاع الخاص فرصة اكبر في المشاركة والاستثمار، السماح لشركات اجنبية استثمارية العمل في السوق المحلية او امتلاك فروع ووكلاء اساسيين فيها، وليس اخيرا بفسح مجال لممارسة الدمقراطية واعتماد صنادبق الانتخاب وحرية الصاحافة والحياة السياسية والمعارضة السلمية. فالتسمية الحقيقية للمؤسسات الاقتصادية الغربية يتصل بالعنوان الرئيسي لادارة روزفلت :(التنمية الدولية والديموقراطية وثقافة الحوار!).
يذكر ان من وظائف مؤسسة النقد الدولي الرئيسة، مراقبة الاقتصاديات الدولية واحتمالات تهديدها للاقتصاد الغربي والامريكي،اضافة لوضع السياسات المالية والاقتصادية الدولية والكفيلة بدعم وحماية الدولار الأمريكي كعملة معتمدة في سعر الصرف الدولي، في مواجهة الجنيه السترليني والين الياباني والمارك الألماني والدينار العربي واليورو الأوربي .
لقد منح النقد الدولي نفسه حق الاشراف والمراقبة والتوجيه والمحاسبة على السياسات الاقتصادية والمالية للدول – رغم أنفها! وبغير مبرر شرعي!-.
فيما يقوم البنك الدولي بتقديم قروض بعيدة الأجل مقابل فوائد وشروط سياسية واقتصادية تشكل تدخلا في الشؤون الداخلية للبلدان بحسب بنود لوائح الأمم المتحدة. ولتمرير أو تسويغ تلك الشروط للدول الفقيرة والمعوزة تذكر عبارة : لغرض الانماء والتطوير الاقتصادي ودعم الاصلاحات السياسية التي مفتاحها الدمقراطية والانتخابات والشفافية الحكومية والغاء التدخل الحكومي في الاقتصاد-(مشروع الخصخصة والعولمة).
بعد الحرب العالمية الثانية طالب الاتحاد السوفيتي المنتصر في الحرب إلى جانب الحلفاء، بحصته من البلدان والأراضي التابعة لنفوذه. وبناء عليه جرى تقسيم اوربا إلى غربية رأسمالية- أمريكية، وشرقية- اشتراكية، لتتبعها تقسيم بلدان العالم الثالث بحسب أجندة واتفاقات مشتركة.
وظهرت للوهلة الأولى، ان بلدان الاستقطاب السوفيتي تعتمد النهج الاقتصادي الاشتراكي السوفيتي وما يدعى بالاشتراكية العلمية كليا أو جزئيا وبما ينسجم مع ظروف البلد. وكان لابد في مقابل ذلك، ان يكون للغرب نهج اقتصادي ونظريات رأسمالية محددة تترجم رؤيته السياسية والاجتماعية تضاهي او تنافس الفلسفة الاشتركية الانسانية.
وفيما كان النهج الاقتصادي الاشتراكي يعتمد على استقراء الامكانيات والمستلزمات المحلية للبلد وبناء اقتصاد وطني يعتمد على قدراته الذاتية وتنميتها للمشاركة الاقتصادية في سوق التبادل الاقتصادي الاشتراكي (الكوميكون)، اعتمد النهج الرأسمالي في الاقتصاد على التبعية المباشرة والمطلقة على المركزية الرأسمالية الامبريالية، وبشكل يخدم متطلبات القوة العظمى أولا، مقابل مكاسب محلية مادية أومعنوية.
فالنهج الرأسمالي لا يسمح ببناء اقتصاد وطني متكامل ومستقل وقادر على الاعتماد على قواه الذاتية، ولكنه يجعله تابعا، ويجري وضع سياساته وأولوياته من قبل القوة الأعظم.
تلك التبعية الاقتصادية والسياسية والتدخل الأجنبي المباشر، كانت السبب وراء ظهور حركات وطنية وحدوث ثورات جماهيرية تطالب بالاستقلال والسيادة الوطنية وطرد الأجنبي، كما حصل في كثير من بلدان العالم الثالث.
وكان كثير من الجمهويات الحديثة العهد، يتخذ النهج الاشتراكي اسلوبا للحكم والادارة في السياسة والاقتصاد والتعليم والمجتمع والصحة. وكان من أثره، ظهور بون جذري في المالية والاقتصاد بينها وبين الدول الغربية والنظام الراسمالي، ينعكس مباشرة على اليات التبادل والتجارة الدولية – بضمنها سوق النفط-. بينما قارب -بالمقابل- بين الأنظمة الجمهورية الحديثة – بلدان العالم الثالث- وجعلها أقرب للمعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفيتي – روسيا اليوم-.
لماذا ارتبط أسمها بـ(النقد) وليس بشئ آخر، كالبوليس الدولي مثلا!. أليس المال هو عصب الحياة وشريان النمو والتطور في كل نشاط بشري على الارض؟.. هكذا يكون المال هو مبدأ ومادة الشرّ والدمار، لكنه ليس ضرورة لبناء الخير والحب والسلام بين الأفراد والشعوب.
من هنا، من بؤرة المال، ينفذ الشيطان والنظام الرأسمالي، لاستعباد الفرد والجماعة والمرسسة والدولة والمجتمع العالمي بأسره. وهذا هو عالم اليوم وما يحفل به من انحطاط واضطراب وضياع قيم ومقاييس وبشر.
ورغم أن البلدان كلها عرضة للتدخل، فأن بلدان العالم الثالث، وهي بلدان ضعيفة اقتصاديا غير مكتملة البناء والاستقلال الذاتي، هي الهدف الأول لمناورات النقد والبنك الدوليين.
وقد انتهت كثير من تلك البلدان – النامية- ضحية التدخل السياسي والعسكري والابتزاز الاقتصادي والمالي، وأغرقت تحت طائلة الديون وأعباء الفوائد، حتى انهارت واستسلمت فريسة للديون والقروض والمساعدات السنوية والتدخلات الخارجية.. أما البلدان الي حفظت نفسها وحافظت على شئ من مقدراتها الاقتصادية فقد انتهت تحت طائلة العقوبات والاحتلال العسكري المباشر كالعراق وليبيا.
ان تلخيص نشاطات النقد والبنك الدوليين بكلمة واحدة، هو فشل مشاريع التنمية وبناء الاقتصادات الوطنية، وبشكل جعل الهجرة والسعي نحو حياة أفضل عنوان ملايين السكان والقدرات الشابة من العالم الثالث نحو بلدان الغرب . ولو سمح للاقتصادات الوطنية بالنمو والحصول على بعض الدعم العالمي، بدون العقلية الاستعمارية والابتزاز الدولي والتبعية السياسية، لاختلفت صورة العالم اليوم.
الغريب أن تتحكم مؤسسة النقد الدولي التي يديرها رجال مال وأعمال غير رسميين، تحت اشراف موظفين من الادارة لأمريكية، بكل ما لها من قوة تتجاوز سلطات الحكومات وصلاحيات الأمم المتحدة؛ بل تجعل من الأخيرة ومجلس أمنها لعبة بيدها لتوقيع العقوبات واصدار قرارات الغزو العسكري وتصفية الحكام، دون تساؤل حقيقي من الأكادميين في العلوم الاقتصادية والسياسية ورجال الفكر والفلسفة، عن معنى الدولة والميثاق الأممي للامم المتحدة عن مبادئ الاستقلال وحرية المصير وعدم التدخل في الئؤون الداخلية.
فبينما تروج الرأسمالية للحرية والتحرر والأحرار في كل شعاراتها وادعاءاتها بدء بحقوق الانسان ومشاريع التبشير الديني ألى حرية الاقليات والرأي والمعتقد، يتم ترسيخ العبودية والاذلال وتجريد الفرد من كل حصاناته وحقوقه الانسانية البسيطة، وتحويله لمجرد سلعة استهلاكلية رخيصة تخدم صاحب المال والدورة الرأسمالية في الاقتصاد.
وتحت طائلة الحرية الرأسمالية، تمت رسملة التعليم والفكر الجامعي، واعتبار ماركس* وأتباعه وتشيفارا وأتباعه وكل فكر وطني قومي، مارقا مطلوبا وطريدا في العصر الأمريكي.
والسؤال هنا، وفي اطار الامن الامن القومي او الاقليمي، لو ان السعودية ومحورها النفطي المالي، اسست بنكا عربيا – شرقاوسطيا- لدعم المتطلبات والحاجات الاقليمية العربية، -خارج التبعية والسمسرة للغرب- لكان مردود ذلك افضل للجميع، وكانت صورة السعودية كبلد شقيق وصديق، - وليس متسلط او فوقي بذريعة الدين-. ولكان الامن الستراتيجي العربي يمنع الخلافات والصدامات العربية العربية، والاسلامية الاسلامية، مع احترام كل طرف لخصوصيات الاخر، والفصل بين الاولويات القومية الستراتيجية، والخصوصيات المحلية الداخلية.
البلدان المتجاورة تحتاج بعضها وتدعم بعضها افضل من الغريب والبعيد. ومصير الجوار واحد. ما من بلد ينهار ويسلم جاره. ولا بلد يزدهر ولا ينعكس ازدهاره على الجوار. لكن السعودية لها السبق، في شحذ سيوف الصراعات القبلية والثارات البدوية، معتقدة ان ال فلان هم الالهة الجديدة ولا ينبغي لهم منافس، هذا ما عملته في خدودها المعروفة اليوم رغم تمزقها الداخلي. وتحاول- بعناد- تطبيقه عربيا. والنتيجة تحول انهار الدم العربي لى بحار ومستنقعات، يسخرها الغرب والغريب لنفسه، فيما يتردى العرب والمسلمون في سفلين.



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية السعودية.. ح4
- الامبريالية السعودية.. ح3
- الامبريالية السعودية.. ح2
- الامبريالية السعودية.. ج1
- النفط.. الشيطان الثاني (2-2)
- النفط.. الشيطان الثاني (1-2)
- من الانكشارية البكتاشية الى الوهابية السعودية
- نمر النمر.. الحكم السعودي ينتحر!
- Organon
- أفلاطون ابن الإله..!
- سقراط نبيا!.
- التصوف
- المنفى هو الجسد..
- المنفى.. Exile
- من سرق الفردوس؟..
- ثلاثة في واحد
- المذكر والمؤنث
- التفرد والتعدد/ الروحي أو الجسدي
- ماهية اللغة..!
- واحد + واحد= ثلاثة


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سامي فريدي - الامبريالية السعودية.. ح5