أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طارق علي - فيدل كاسترو (١٩٢٦ – ٢٠١٦)














المزيد.....

فيدل كاسترو (١٩٢٦ – ٢٠١٦)


طارق علي

الحوار المتمدن-العدد: 5357 - 2016 / 11 / 30 - 23:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في السادس والعشرين من يوليو عام ١٩٥٣، قاد المحام الشاب الثائر فيدل كاسترو، مجموعة صغيرة من الرجال المسلحين، في محاولة للاستيلاء على ثكنات مونكادا في سنتياغو دي كوبا، بمحافظة أورينته. لكن الهجوم فشل وقُتل على إثره معظم المتمردين. وقد حاول كاسترو الدفاع عن نفسه، بخطابٍ متقن ومفعمٍ بالمراجع الكلاسيكية، وأقوالٍ من بلزاك وروسو، الذي انتهى بعبارة: «أدينوني، لا يهم، فالتاريخ سيبرّئني» وحظي بعدها على شهرة وشعبية واسعة.

أطلق سراح كاسترو في عفو عام خلال عام ١٩٥٤، وغادر الجزيرة ثم بدأ بتنظيم تمردٍ في المكسيك، ومكث لفترةٍ في مزرعةٍ كانت تنتمي إلى الثوري المكسيكي الأسطوري، إيمليانو ساباتا. وفي أواخر شهر نوفمبر لعام ١٩٥٦، أبحر اثنان وثمانون شخصًا من بينهم فيدل كاسترو وتشي غيفارا، من المكسيك على متن يخت غرانما، وتوجهوا لتلال المُشجّرة المستحيل اختراقها لسلسلة جبال سييرا مايسترا، في محافظة أورينته. نصب رجال باتيستا كمينًا لهم، وبلغ عدد الناجين اثني عشر شخصًا، هبطوا على جبال سييرا مايسترا، وبدأت حينها حرب العصابات. كان المقاتلون مدعومين من شبكة مدنية قوية، من الطلاب، والعمال، وموظفي القطاع الخاص، الذين أصبحوا العامود الفقري لحركة ٢٦ يوليو. بدأت جيوش حرب العصابات، في عام ١٩٥٨ بالانتقال من الجبال إلى السهول: وبدأت صفوف كاسترو باحتلال المدن في أورينته، في حين قام جيش غيفارا غير النظامي، باحتلال مدينة سانتا كلارا في وسط كوبا. في اليوم التالي، فر باتيستا ورفاقه من المافيا من الجزيرة، أثناء مسيرة جيش المتمرّدين، الذي استقبله الناس الآن كجيش تحرير، في جميع أنحاء الجزيرة نحو هافانا.

كانت شعبية الثورة، محط أنظار الجميع. فاجأ انتصار كاسترو القارّتين الأمريكيتين، وسرعان ما أصبح واضحًا أن ما جرى لم يكن حدثًا اعتياديًا. كما بدد كاسترو، أي شكوك حول نوايا الثورة، في خطابه الأول بهافانا، حين أعلن عن الاستقلال التام عن الولايات المتحدة، أمام مليون شخص في ميدان الثورة. جاء رد واشنطن ساخطًا ومتعجلًا، في محاولةٍ لتطويق النظام الجديد وعزله عن بقية القارة. أدى ذلك إلى ردٍ راديكالي من القيادة الكوبية، وقررت تأميم الصناعات التابعة للولايات المتحدة بدون دفع أي تعويضات. بعد ثلاثة أشهر، في الثالث عشر من أكتوبر عام ١٩٦١، قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع كوبا، وقامت بتسليح تسلح الكوبيين المنفيين في فلوريدا، وقاموا بغزو جزيرةٍ بالقرب من خليج الخنازير، لكن محاولتهم باءت بالفشل.

فرض بعد ذلك الرئيس كينيدي الحصار الاقتصادي الشامل على كوبا، مما دفع الكوبيين للاستعانة بموسكو. في الرابع من فبراير عام ١٩٦٢، أدان خطاب كاسترو الثاني في هافانا، وجود الولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية، ودعا إلى تحرير القارة بأكملها. بعد أربعين عاماً، أوضح كاسترو ضرورة هذه التصريحات:


في بداية الثورة.. قدمنا خطابين، أطلقنا عليهم الخطاب الأول والخطاب الثاني لهافانا. كان ذلك إبان المظاهرة التي جمعت أكثر من مليون شخص في ميدان الثورة. كنا من خلال هذه التصريحات، نرد على الخطط التي حاكتها الولايات المتحدة، ضد كوبا وأمريكا اللاتينية. فقد أجبرت الولايات المتحدة، كل دولة في أمريكا اللاتينية، على قطع علاقاتها مع كوبا. تذكر هذه التصريحات، أنه لا ينبغي تصعيد الصراع المسلح، بوجود الأوضاع القانونية والدستورية للصراع المدني والسلمي. كانت هذه رسالتنا، فيما يتعلق بأمريكا اللاتينية…

حين كان المقاتلون في جبال سييرا مايسترا، كان الاتجاه الذي اتخذته الثورة لا يزال غير واضح، حتى لكاسترو. إلى تلك اللحظة، لم يكن كاسترو اشتراكيًا، وكانت علاقاته مع الحزب الشيوعي الكوبي الرسمي، متوترة في كثير من الأحيان. لقد كانت ردّة الفعل من جارتهم الشمالية المزعجة والجبّارة هي ما ساعد على تحديد اتجاه الثورة. تباينت النتائج حينها؛ سياسيًا، أدى الاعتماد على الاتحاد السوفياتي، لمحاكاة المؤسسات السوفيتية، وكل ما ترتب على ذلك. واجتماعيًا، خلفت الثورة الكوبية نظامًا تعليميًا وخدمات صحية لا تزال موضع حسدٍ من كثيرٍ من دول العالم النيوليبرالية. التاريخ سيكون الحَكَم النهائي، لكن فيدل كاسترو قد صعد، بالفعل، في أنظار عدد كبيرٍ من أبناء أمريكا اللاتينية إلى مرتبة التي يحتلّها أولئك المحررون البارزون مثل بوليڤار، سان مارتن، سوكري، وخوسيه مارتي.

المصدر:فيرسو



#طارق_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة ذكاء....لا اكثر
- قلبي ينزف من أجل باكستان - ترجمة مازن كم الماز
- رسالة إلى مسلم شاب - ترجمة : مازن كم الماز
- محور الامل: فنزويلا والحلم البوليفاري
- اليسار المعادي للامبريالية في مواجهة مع الاسلام
- العملية: الحرية لإيران
- باسم "صدام الحضارات"


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طارق علي - فيدل كاسترو (١٩٢٦ – ٢٠١٦)