أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يعقوب يوسف - مصائب قوم عند قوم فوائد .... ام فوائد قوم عند قوم فوائد















المزيد.....

مصائب قوم عند قوم فوائد .... ام فوائد قوم عند قوم فوائد


يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)


الحوار المتمدن-العدد: 5357 - 2016 / 11 / 30 - 22:06
المحور: مقابلات و حوارات
    


مصائب قوم عند قوم فوائد .... ام فوائد قوم عند قوم فوائد
في خبر غريب من نوعه يحلم به الكثيرين ويتمنون ان يحدث (وما نيل المطالب بالتمني) لكنه هنا حصل من دون تمني ولا حتى حلم به أحد وحصل أيضا وحتى من دون ان يدفع أحدهم مبلغا من المال مقابل ذلك كشراء بطاقة يانصيب او لوتو مثلا، ولأنه غير واقعي فإنه لم يكتب حتى في قصص الف ليلة وليلة او كليلة ودمنة المكتوبة على لسان الحيوانات.
ولكنه في عصر التكنولوجيا وليس في عصر العجائب، تفاجأ أهالي قرية اسبانية صغيرة
(قرية سيريثالز ديل كونداو)عدد سكانها 80 شخصا بهبوط الملايين عليهم جميعا فردا فردا وبالتساوي ليتحولوا الى نادي أصحاب الملايين وذلك بعد وفاة أحد الأثرياء، والذي أوصى بجزء من تركته لأهل قريته.
إنه الملياردير الإسباني أنتونينو فيرنانديز (99 عاما) الذي أوصى قبل وفاته في أغسطس الماضي بمنح جميع سكان البلدة التي وُلد فيها، 210 ملايين دولار أميركي تقريبا.
وبلغ ما حصل عليه كل فرد من أفراد القرية بعد تقسيم المبلغ نحو 2.5 مليون دولار(العائلة المكونة من خمسة افراد مثلا ستحصل مجتمعة على 12.5 مليون دولار)
تفاجأ أهالي القرية بوصية فيرنانديز، الذي هاجر إلى المكسيك عام 1949 عندما كان يبلغ من العمر 32 عاما.
حيث ولد فيرنانديز في عائلة فقيرة جدا وأنه عاش فيها أياما صعبة وسط عائلة من 16فردا ضمنهم والديه، واجبر في حينها على ترك الدراسة في سن 14، لعجز أبويه عن تحمل تكاليفها.
واستطاع فيرنانديز بعد هجرته أن يحقق نجاحا كبيرا في إدارة إحدى الشركات المتخصصة في إنتاج المشروبات ألكحولية ، والتي لاقت قبولا واسعا في الولايات المتحدة والمكسيك (خاصة بيرة كورونا اللذيذة المشهورة عالميا).
ولم يكتف فيرنانديز بذلك بل أوصى ببناء مركز ثقافي جديد، إلى جانب مؤسسة تنموية غير ربحية لخدمة أهالي القرية (عدد موظفيها نحو 300 موظف).
لقد حاول هذا الرجل ان يحقق العدالة الاجتماعية والمساوات في حدود قدرته والتي لم تتمكن الأنظمة الديمقراطية والاشتراكية معا ان تحققه لمواطنيها، لان الفائدة ستعم القرية ذاتها بل والمنطقة برمتها من خلال مشروع المركز الثقافي والتغييرات التي سيحدثها أبناء القرية أنفسهم.
ولكن هل تمكن او بعبارة ادق سيتحقق ماتمناه ؟
اما الاعلام العربي وكعادته السلبية في نقل الاخبار وتحت عنوان مصائب قوم عند قوم فوائد، ولا اعرف لماذا المصائب فهل كان موتا غير طبيعي أي عن عمر صغير اوحادث مؤسف أومرض او ان يتسبب موته في كارثة عائلية كأن يترك ارملة وايتام دون معيل او مصدر عيش، او ان يُقتل وليتمكن ورثته الشرعيين من تحقيق مآربهم، هذا كله لم يتحقق في قصتنا هذه، إذن كونها مصيبة لا اعتقد ذلك او ربما أراد الاعلام الاثارة في نشر هذا الخبر انطلاقا من المقولة المشهورة (يكون خبرا إذا عض انسان كلب).
فقد توفي فيرنانديز عن عمر 99 سنة رغم المعاناة التي عاشها في ثلث حياته الأولى، إلا أنه أراد ان يحول مأساة حياته الأولى الى سعادة للآخرين وتحويل نجاحاته في مسيرة حياته الجديدة مصدر سعادة وفائدة للآخرين وربما نجاحات لهم ان عرفوا التصرف او على الأقل هذا ما تمناه لهم. وعليه فلقد نال الشهرة والثناء والحب بعد مماته وهي من أعظم الامنيات التي يتمناها الانسان وبالتالي فان حدث كهذا لا يطلق عليه سوى
فوائد قوم عند قوم فوائد
المهم ومن هنا ابدأ مقالي هذا وتمنياتي ان أجد ثمانين كاتبا ادبيا بعدد الورثة ليكتبوا لنا مسيرة هؤلاء فردا فردا فنحن الان امام ملحمة تاريخية ستحدث اذا ما اريد نشرها.
يجب ان نقسم تحليل الحدث الى قسمين الأول يمثل احلام هولاء الورثة من لحضة سماعهم الخبر ولغاية تحقق استلام هذه المكافئة او اليانصيب والتي غالبا ما تتغير والثاني بعد استلام المبالغ وما ينوي كل فرد من تحقيقه فعلا في مسيرته الحياتية.
لأننا سنرى حتما ثمانين قصة تمثل في حقيقتها العقلية البشرية كلها تقريبا، فمنهم من كان يرغب في توسيع مسكنه لحاجته او ليتلائم مع أحلامه ومنهم من يرغب بإقامة مشروع تجاري او مشروع استثماري أكثر طموحا ومنهم من يريد تطوير مزرعته ومكننتها وربما استغلالها في مشروع صناعي ومنهم من سيترك قريته للمدينة بحثا عن طموحات العمل والاستثمار فيها ومنهم الكسالى والعجزة وكبار السن ممن سيقتنع بالبساطة فيعمل على ايداعها في المصرف والاكتفاء بالفائدة المتوقعة منها وغيرها كثير جدا.
كل هذا طبعا سيكون أحلام قبل استلام التركة والتي غالبا ما ستتغير بعد استلام الثروة، بل سنرى قصص جديدة للمحتالين واللصوص والاعيبهم والجاهزين او اللذين ينتظرون مثل هذه الاحداث عبر المشاريع الوهمية وأنواع الخداع الذي لا حدود لها خاصة مع البسطاء وطيبي القلب من اللذين يصدقونهم وكذلك لا تنسى المغفلين أيضا، وهناك من سينفق أمواله على اللهو والقمار وأصدقاء السوء.
وستبدأ رحلة المشاكل الاجتماعية والأخلاقية فمهم من ستكون هذه الثروة سعادة وانفراج لمشاكله المادية والعائلية وستعمل على لم الشمل وتماسكها وسترى من سيعجل بالزواج بهدف الاستقرار ومنهم من سيترك صديقه أو صديقته ليفكر بمشاريع أحلامه الجديدة، ولكن احقر ما قد يحصل عندما تقع الخلافات العائلية او الصدامات العائلية لتقرير طريقة استغلال هذه الثروة فمنهم الطماع الذي يريد استغلال العائلة كلها ومنهم من يرى في نفسه القدرة على السيطرة على الاخرين ومنهم على العكس أي من يعتد بشخصيته ويريد الاستقلال بمشاريعه وقد يجر هذا العمل الانشقاق العائلي وافتراق الزوجين او تمزق الاسرة كلها فتكون هذه الثروة نقمة وكارثة على من لا يعرف كيف يحكم عقله ويتصرف بها.
وهناك أيضا من سيعملون على إعادة الحياة من جديد الى روح فيرنانديز عن طريق السير في خطاه في تكوين الشهرة اوالثروة او كليهما.
يقول السيد المسيح (لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِه)ِ.
وبالرغم من ان المسيح أراد بهذا ابلاغ رسالة روحية وايمانية في تنبيه المسيحيين لما سيتعرضون له من اضطهادات وصراعات نتيجة ما سيحصل من انشقاقات وتمزق داخل العائلة الواحدة لاكثر من فكر او اتجاه وذلك عندما سيتحول فرد او اكثر الى المسيحية، ويرفضها افراد العائلة الاخرين وخاصة ان كانوا من ذوي السلطة حيث سيطاردون اخوتهم لدرجة القتل والتعذيب، وهذا ما حصل فعلا ويحصل لهذا اليوم.
إلا انه اعطانا لوحة فنية لواقع الحال الإنساني منذ الخليقة حتى يومنا هذا، فألحياة لاتسمح بالانطواء الانطواء والخنوع ولهذا أرادها نارا تتقد وسواء كان فيرنانديز يريد ذلك ام لا إلا انه ببساطة نفذ
(سنة الحياة)
اذن ربما سنشهد تاريخا صغيرا في ثمانين رواية



#يعقوب_يوسف (هاشتاغ)       Yaqoob_Yuosuf#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقيات حق المرأة في الإجهاض ... وحلم هيلاري كلنتون القديم ...
- لعبة ترامب وأزمة المسجد الأقصى في الانتخابات الامريكية .... ...
- الانفلات القانوني ودور الشريعة في التناقضات والصراعات الطائف ...
- الانفلات القانوني ودور الشريعة في التناقضات والصراعات الطائف ...
- الانفلات القانوني ودور الشريعة في التناقضات والصراعات الطائف ...
- من قصة أبو محجن الثقفي وأكذوبة تحريم ألخمر
- بمناسبة تحريم بيع وصنع واستيراد الخمور في العراق ....كل شيء ...
- لتاجر المفلس يراجع دفاترة القديمة كلمات استنكار في جريمة إست ...
- صالح مهدي عماش مثال من امثلة الاستهتار في حكم العسكر في العر ...
- هل حققت الثورات التي كانت تعد في السراديب المظلمة شعاراتها ا ...
- على هامش اليوم العالمي لمحو الامية ...تحرير طلبتنا من المناه ...
- علموه المحبة فاعطى الحياة للاخرين
- سيدنا رحمه لوالديك هات ايدك
- نظام المحاصصة ومآسي محاصصة المحاصصة في العراق
- كلب بن كلب .... الكلاب مقياس من مقاييس التفاوت الحضاري بين ا ...
- الارهاب من جديد
- اللي عندو سكن ما عندو وطن
- كان فعل ماضي في تعزية أهالي الكرادة الطيبين
- اعطني حريتي ... اطلق عقلي
- لماذا المتكلم ... اٍمرأة


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يعقوب يوسف - مصائب قوم عند قوم فوائد .... ام فوائد قوم عند قوم فوائد