ملك الاخوان المسلمين بمصر و.. ملك السعودية !

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 12:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تناقلت وسائل الاعلام مشهد التفاف عدد كبير من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين – المحظورة شكلا – وقوفا .. حول مرشدهم العام الجالس علي كرسي عرشه .. وهم يتقدمون واحدا تلو الآخر لينحني كل منهم علي يد جلالة المرشد العام – الكريمة - مقبلا اياها ..
وقد كتب عدد من الكتاب معلقين مستنكرين ذاك المسلك المهين لكرامة الانسان .. انحناء انسان أمام انسان آخر وتقبيل يده .. !
ولكن الأمر لم يعدم وجود من يبرره لهم ، ويدفع عنه القبح ويجمله .. في مقال بقلم " بن منصور " صحفي وأديب كل العصور.. في مصر .. الذي كتب تبريره بأكبر صحف الدولة يوم 27/12/2005 ، وفي اليوم التالي راح يداهن الجماعة ويجاملها ساعيا الي بعث الطمأنينة في نفوس المصريين - المرعوبين من قدوم التتار - من ناحية الاخوان المسلمين ، بشكل يدعو للدهشة ، فهو معروف بأنه رجل وجودي ولا شأن له بالأديان .. ، ولا أحد من الاسلاميين أو غيرهم يصدقه مهما تظاهر بغير ذلك ، حتي عندما يذهب لتأدية شعائر دينية اسلامية ، ولكنه وبعد أن بلغ حوالي 80 من عمره يصر علي أن يمضي في مداهنة الحكم - ولم يشبع نفاقا للحكام لمدة نصف قرن..!! ، و ينافق كل من يتسلق نحو السلطة ويراه قد اقترب من الحكم .. حتي آخر نفس في حياته .. ..
وملك السعودية ( الملك عبد الله ) الذي تولي العرش مؤخرا .. كان قد أصدر أمرا ملكيا باعفاء أبناء شعبه من عادة وتقليد الانحناء وتقبيل أيادي الأمراء أو الملك ..
بالطبع لأنه قد رأي في ذلك اهانة لكرامة الانسان وتقديس غير جائز للأمراء أو الملك....
بينما ملك الاخوان المسلمين في مصر .. تلك الجماعة التي تتيع السعودية ، في شريعتها ، ومذهبها الاسلامي المتشدد وحتي في شعارها - السيفان المتقاطعان - لا يزال يجيز هو والملحن الصحفي " بن منصور " عمليةانحناء أفراد الجماعة أمامه وتقبيلهم ليده الكريمة جدا .. ولا يري حرجا من ذلك ولا اهانة لكرامة الانسان .
فتري من نصدق ؟! ملك السعودية وخادم الحرمين ؟.. أم نصدق مهدي مصر المنتظر – كاره الهرمين وعدو السياحة " الشيخ مهدي عاكف " وتابعه الملحن الصحفي " بن منصور "..!!!
وقد ذكرني هذا الموضوع بوا قعة حدثت وقتما كنت شابا في حوالي العشرين من عمري وأعمل موظفا باحدي القري ، ودعيت لحضور حفل ريفي لاستقبال أحد مشايخ الصوفية .. فعندما وصل الشيخ انزعجت من رؤية الجميع ينحني أمامه ويقبل يده .. ولم أجد مبررا لذلك فسألت مستنكرا – بعد انتهاء الحفل – عن الداعي للانحناء وتقبيل يد الشيخ ؟!..
فرد أحدهم قائلا – مبررا – " ان سيدنا الشيخ يقول انه لا يعتبر يده ضمن جسده عندما يقبلها أحد المريدين .."
فلم أقتنع بذلك التبرير ، وسألت : وما لزوم تقبيل اليد أصلا .. ؟!
فرد آخر : انه حب من الاخوة في سيدنا الشيخ فهو رجل بركة ، ومن أولياء الله ..
وكنت أظن أن هذا التقليد القديم القبيح والمهين قد اختفي من ريف مصر ..
ولكنني فوجئت به لا يزال موجودا وبالعاصمة – القاهرة - ..(!!!) والصحف تنشر نفس المشهد ..!
والفارق بين ما رأيته بالريف المصري (100 كيلومتر جنوب القاهرة ) وأنا شاب صغير وما يفعله الاخوان المسلمون الآن بالعاصمة هو : أن من رأيتهم ينحنون ويقبلون يد الشيخ كانوا كلهم ريفيون بسطاء ، أغلبهم أميون لا يعرفون القراءة أو الكتاية ويرتدون الجلباب والعمامة .... أما المشهد الاخواني بالعاصمة وبعد انصرام 5 سنوات من القرن الواحد ولعشرين ، وبعد أن دخل التليفزيون والدش والكمبيوتر في كل قرية .. فان كل من ينحنون ويقبلون يد الشيخ من جماعة الاخوان المسلمين لا يوجد بينهم فرد واحد أمي ، وجميعهم يلبسون البدل والكرافتات
لأنهم أطباء ، ومحامون ، وصحفيون، وأساتذة جامعات ، ورجال أعمال ...(!!!).
فمتي يستحي فضيلة المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر ويختشي ويمنع ذاك التقليد المهين المشين ..؟! أم أنه ينتظر مرسوما ملكيا خاصا بجماعته يأتيه من العاهل السعودي ؟! كي لا نري ذاك المنظر القبيح بالصحف مرة أخري ..!!
عوضك الله خيرا يا مصر .. عوضك علي الله ..!
وأتذكر أنه في المشهد الأول بالقرية كان الريفيون البسطاء بعدما يتبركون بالانحناء وتقبيل يد سيدهم الشيخ ، وسماع موعظته الدينية ، وبعد سماع التواشيح الدينية ، والتمايل في حلقات الذكر .. كانوا يسعدون بأكل الفتة ...
وكان محمد صلعم ، قد امتدح الثريد ، وأثني عليه بالقول : " الثريد سيد الطعام ".. والثريد هو : الفتة ..
وهذا دليل علي أن صلعم كان يحب الفتة حبا جما ..
والله .. لو كف الاخوان المسلمون في مصر عن أكل الفتة .. وأقلعوا عن ادمان الثريد .. فسوف يصلح الله حالهم وسوف يصلح حال مصر علي أياديهم .. فهم من خيرة أبنائها ، وأكثرهم جدية والتزاما ..
نعم .. فليس من الأمانة أن ننكر أنهم من خيرة صفوة أبناء مصر وهم أكثر جدية وانضباطا والتزاما من أخوتي و أحبائي " الاخوان اليساريون " بكافة طوائفهم .... – مع شديد الأسف -
ولكن مصيبة مصر وفجيعتها في أبنائها جماعة الاخوان المسلمين تكمن كلها في أنهم : يحبون الفتة !
وعلي العلم يقدمون : الباذنجان (!)
فسحقا للفتة ..
ولعنة الله علي الثريد ، والباذنجان .
ألهمك الله الصبر يا مصر .. وعوضك خير العوض

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات