أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - وقفات لابد منها حيال جنس ادبي مهدور الدم















المزيد.....

وقفات لابد منها حيال جنس ادبي مهدور الدم


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 16:08
المحور: الادب والفن
    


الاقوال التي عفا الزمان عليها كالتي تناولته خزامى البياتي في ديوان ضوءالقمر للماغوط ،والتصريح بشعر منثور ونثر شعري كما يقول انيس المقدسي وليس للخلط مع الشعر الحر. المكان اليوم كما كانت تفعل نازك الملائكة بالاصرار على التفعيل ان التزام وحدة البحر او تنوع البحور ولا من يلتفت بجدية للعقيم من النقاش الذي اشبع عن المستورد من الفرانكوفونية اوالانكلو سكسونية، اما من الاوراد والبند والنفريات والبسطاميات والقوما والمواليا .....الخ اليوم قصيدة النثر جنس قائم له قواعده اقر في اتحادات الادباء العرب ويتعاطاه عدد لايستهان به .وما نراه من خلط مع الخواطر والومض المقطوع والقص السردي والنثر تجارب لاحداث. للنقد وان كنا نعاني من خلل مقيت به الا انا الغالب من الرصين يميز الغث من السمين . كتاب سوزان برنار واسهامات ادونيس وانسي الحاج وجماعة كركوك من فاضل العزاوي الى سركون متى ودراسة عزالدين المناصرة وعزالدين اسماعيل واحسان عباس وكتابات جبرا ابراهيم جبرا وكتابات ومناقشات عبد القادر الجنابي وما قدمته مجلة شعر ومجلة الكلمة وحتى اهمية كتاب الشعر الحر لمانسيل جونز؛ ماعاد كل ذلك هو ما يشكل المشهد النظري لقصيدة النثر. الذي ليس بالعارف لا يميزها عن الشعر الحر وعن النثر باشكاله . اليوم نميز بين قصيدة النثر الكتلوية والعنقودية ، بين الرص القبلي والنص السليقي بين اسلوب سطري واسلوب مقطعي . حتى البحث بموسيقى الايقاع مااصبح من المستساغ بعد شيوع الجنس وممارسته بالشكل الواسع المنقطع .اما دعوات كالتي اطلقها صاحب القصيدة الخرساء سبق اليها ت، س، اليوت وباءت بالفشل لا تداخل بين جنس واخر ولا تزاحم ولا كباش كل من الموزون وقصيدةالنثر له غائيات وسوق وتاريخ ويؤدي رسالة للادب مغايرة ليتطور الموزون يعود للبحور اما يتشظى تفاعيل يكتب بتشتيت ام بنظام تلك من ما يناقش اذا عنيناه اما قصيدة النثر المهم ان لا نقع بشباك الخداع ونخلط بين الاجناس الاصل هوالبروس نعم كتب الدين والشطحيات والصوفيات قدمت من ما هو شبيه قصيدة النثر ولكن ما متداول على طريقة الماغوط اوادونيس اوانسي الحاج او فاضل العزاوي اوعبد القادرالجنابي هوقصيدة نثر يتعاطاها الكبار امثال سعدي يوسف وله المبدع فيها والمتعثرفي جنسه كما في الموزون فليس الجميع السياب والبياتي. وهنا الحال في مقامي بين من يسير على نفس الدرب وليس مع من له خط مغاير . سناخذ في تناولنا هنا النموذج المنتخب وهو الشاعرة المشروع ميادة المبارك نعمل على التعرف على ما تنهج في الشكل والمضمون ونعمل ادوات الدرس المتاح وفق مدرسة نتبعها ادواتها كل ما قدم اهل النقد في العالم من الشكلانية واللسانيات والبنيوية والتفكيكية والاسلوبية .... مراجعنا لا حصر لها كل التراث البلاغي البياني والاعلام من الجاحظ الى الجرجاني الى قدامة وابن رشد وابن حزم مارين على طبقات ابن سلام الجمحي وابن جني .....الخ ومن كولريدج الى وايتمان وادغار بو واليوت وباوند مارين على جينيت ورولان بارات وتودوروف وكرستيفا وبالطبع برنار والعرب الكبار .كتابات روبرت بلان وهنري ميشو وبودلير مالا رمية مع رامبو حتما والعشرات من المرجعيات كما نظن ونعتمد ومن العرب ما هو العلم امثال ادونيس وانسي الحاج وفاضل العزاوي حتى الفياض والعنوز لا يوجد كبير في قصيدة النثر بل هناك النص العظيم . وليس المقياس كم نشر الشاعر ومدى شهرته وذيوع اسمه بل جودة شعره وانطباق معاييرالنقد التي في المنهجي نتبعها . فيما نحن نطرق من دروب نجد ميادة من مسلك قصيدة النثر لا جدال لدينا تجيد الكتلة والسوق السردي البناء لا الهدام ان كان ذاك من المحاسن اومن المساوئ ذلك سنتعرف علية عبر تناول ليس خزع من قصائدها كما فعلنا مع المصاروة وان عدنا وتناولنا لها الديوان الكامل الذي هو سلاف الا ان المصاروة لا تعد عينة متميزة من عيون قصيدة النثر فهي نظامة غنائية ترحل الى البعيد وتعود لجوار اصولها لانقول ذاك من الجيد اومن الحسن ولكن لن تصلح ان تكون من المقاييس كما هو د. محمد الاسطل وان له ديوان واحد .بل قد نعتمد من لا منشور ورقي واحد له علمنا د رب الادب والفن ان من الكبار من مات نكرة من الغافل عنهم كل طارق درب وبعد عقود وسنين يكتشف انه من الكبار بل منهم من عد من العظماء ذاك ديدن ما تعلمناه فلن نعر بالا بالذي طبع اكثر من عشرين من ديوان وكتاب ففي كل ما كتب قد لا نجد ضالتنا ولا بقصيدة واحدة وهناك من لم نطلع الا على بضعة قصائد له بثت هنا اوهناك نراه فاق فيما جادت قريحته بعض نتاجات الرموز الكبار . لا نقدح باحد ولا نشيد باحد نحن قراء ولنا بعض الدراية ويقع تحت ايدينا كم هائل من المراجع فلا نؤمن بنقد يعتمد النت او ما يخطر على البال او مجاملة او مسايرة اومحاكاة لاحد كان من كان. شينوار ابراهيم اطلعنا على كتاباته وجدنا فيه ملامح لا توجد عند المئات من الاسماء الرنانة وجدنا الصورة والاستعارة والتشبية ونقاء المفردة والحداثوية والتناول العصري وروح التطور وليس للرجل الديوان المطبوع في العربية كحال المعداوي شاعرالمغرب الذي له ديوانه اليتيم وليس هو من طبعة ووزعه وبعد ان بلغ من العمر الكثير. فلا يستهين امثالنا بالنصوص ولا نلتفت للاسماء الا فيما ندر او من نعرف لطول التعاطي مع ما يكتبون فاصبح لدينا ما يكتبوه عليه بصمتهم التي نعرف ونميز . ولت ايام الرد الذي قامت به خالدة سعيد الناقدة اللبنانية سورية الاصل زوجة ادونيس في يوتوبيا المدينة المثقفة بالر د على ما شنته الملائكة على التى قالت عن ضوء القمر شعر . نحن اليوم ندرس التبئير وجيولوجيا النصوص ونخوض فيما وراء معنى المعنى ونحفر وندخل الصورلوجيا ونقتفي الانثروبولوجيا والسايكولوجيا وفنية عمق التصوير ودالاتنا ليس المعطى المباشر ولذلك فالمدلول حتى الناص لم يتوقعه. وهو حال تواتر الحدوث فالحالة الشعرية الصادقة هي ما استدعت ايعازها لعبقر وابولو عبر الاراكل والدفع للقول ان استلهامات من الميتافيزيقيا تقف خلف نتاجات بعض الشعراء نحن لن نساير تلك الاقوال ولكن نؤمن بالكثير مما قال فرويد ويونك وادلر وفروم ودوركهايمر وبافلوف وعلوم الدماغ والاعصاب التي مصادرها لا تعد ولا تحصى بذلك نستعين وبالميثولوجيا والفلكلور وكل ما متاح من منتج بشري قد نسترجع بعض من نصوص اوروك وبابل وطيبة والمأدبة وفيدروس وكتاب الاموات والملاحم السنسيكريته والاوردية والصينية وقد نعتمد الكلمات والاشياء لفيكو ودراسات جينيت وطروحات تشومسكي. لا نتوقف اما م مقدسات ففي الادب والنتاج البشري المقدس ما نتذوق ويلاقي الاجماع وان كان الامتاع الفردي لا يقدح ذلك بالنص ولا يقلل من الناص ما عاد للجنس قيد تناولنا قضبان لا فولاذ ولا خيزران ولا جدران والا كوى نحن في الفضاء الرحيب تتنوع المخلوقات فيه وتتباين تجمعها الارض والماء والهواء والله مهما اطلقت عليه من اسماء . في مثل هذا المناخ وفي طقوس تلكم طقسها لا تقليدية والا تابوهات ولا طوطمية فيما نرجع الية ونعده من المصادر المعتمدة . لا يعني الخبط العشواء بل العكس تمحيص وتدقيق فقد وفرت التقنيات لنا ادوات لم تكن حتى الامس متاحة لنفحص ونسبر ونمتحن النصوص ونقارن ونمخرعباب بحار اللغة بمعاجمها والدلالات بمعطياتها .طلبنا من ميادة بعض النصوص ولكن قد ليست جميعها نعتمدها قد نرجع الى نصوص نحن ننتقيها واستعنا بملفها الشخصي منها ومن ما نقدر عليه من تكوين خلفية عن ما نعالج من نصوص وتلك متطلبات مدرستنا لا نجد المبرر لعرضها هي لنا لنستعين بها في الواقع ان عبد القادر الجنابي وجبرا ابراهيم جبرا وادونيس وانسي الحاج مكانتهم توازن مكانة كبار النقاد في العالم الذين بهم نستعين بالذات ونحن نتناول قصيدة النثر . لم نضع قوانين ولا معايير تقييس فهذا الجنس من الادب ليس له ذلك ولكن المتبحر والمتعمق والذي حفر فيما لا حصر له من نصوص المئات ممن يتعاطى هذا الجنس لديه الحدس واليقين والقناعة على ما يقدم عليه النصوص من نتاجات التي نعاجهاليست اعتباطيةوانما تبعا لما نحن نراه ينفع في تقديم رؤية عنها للمتلقي وهو بغيتنا وتلك من اصول منهجنا لا يملى علينا اعتماد النص الذي يرغبه الناص ولا سلك طريق يرجوها قد نعالج النفسي هنا واللساني هناك وقد نستنبط من الوحدات الصغرى دالة او من الوحدات الكبرى بل لنا ما نراه في تفسير ما تعنيه الدلالة واين تكون الصغرى والكبرى فالدالة في قصيدة النثر في التاصيل والتبئير والحفر والتسبير والتنظير ليس لها المكان المحدد قد نجدها في عتبة العنوان وهذه الاخرى احيانا تكون داخل النص وليس فيما به يوسم وعليه فان التعرف على المداليل امر شاق في هذا الجنس كما انه هو بذاته جنس ليس من الاجناس التي يعتقدها المستطرق والعابر والحدث انه يسير انه الجنس البالغ التعقيد يحتاج فيه المتعاطي مع السليقة والموهبة والكارزما الى بيادر من المعرفة لشتى العلوم والمعارف والمفاهيم والالمام الموسوعي بما في بطون المعاجم واللهجات التي تحيط به. وبفلكلور بيئته واساطيرها والاطلاع الموسوعي على ما قدم انسانيا دون التعين الاثني اوالانثروبولوجي من هنا تاتي جسامة مهمة الناقد لمثل هذا الجنس لان يكون انسوكلوبيديا وتحت يده تل من المراجع. اما المعروض في وسائل النشر الورقية او الالكترونية فهو الانشاء والتنضيد للكلمات وليس شق لعباب النصوص والخوض فيها فانتج ذلك ان يمر الطفيلي والمتسلق ومن لا موهبة له والمدفوع بعوامل ليس من بينها الادب واحتياجاته كالعقائد والنوايا والابعاد والاغراض الاخرى . على وجه العموم لا علاقة مقدما بما يسمى التقليلية في د راسة البروس ذلك ان كان تاثيلا فهو ما شاع في امريكا قبل قرنين وان كان ما يسود اليوم فهو من تسونامي الشان والزان اللذان يكتسحان اوربا وامريكا التجريبية منذ اواخر ستينات القر ن المنصرم لا علاقة لها بالبروس الذي قد يكون من القصير اوالطويل المكثف اوالمشتت الكتلوي اوالعنقودي واستعمل المصطلح والمقدرة في النقد تحكمه اصول وليس كل من هب ودب يستعير من هذا الجنس ويقعده على سرير بروكروس ويفتي كالحال في مضان الافتاء التي اضحت ساحة عارية بلا الاستار والوقار كل مفردة لها ما تعنيه في النقد اما في التسطير الانشائي لاتبقي و رقة في دفتر الامتحان لتحوز على من يستعين بالاشبار في التقويم . لنخوض في نصوص ميادة ازمعنا ان نسوق عينات من قصائد نثر للتوزين
.يقول كاندنسكي :
(حقل متعدد الألوان)
في حقل تنمو عليه أزهار متعددة الألوان بدلاً من العشب، جلس خمسة رجال جنبًا إلى جنب. على جنب منهم وقف رجل سادس./قال الرجل الأول:/"السقف ثابت. ثابت السقف. ثابت".بعد وقت قال الثاني:/"لا تمسوني... أنا أعرق... أعرق... نعم!"/وقال الثالث:"لا تعبروا الجدار!/لا تعبروا الجدار!/لا!"/أما الرابع فقال:/"فاكهة طازجة!"/بعد صمت طويل صرخ الخامس بصوت حاد:/"أوقظوه! افتحوا عينيه على سعتهما!/هناك صخرة تنحدر من الجبل./صخرة. صخرة. صخرة. صخرة! من الجبل! إنها تنحدر إلى الأسفل. اجعلوا أذنيه فضوليتين!/افتحوا عينيه على سعتهما!/اطيلوا ساقيه! اجعلوها طويلة! طويلة. ساقيه!"/أما السادس الذي كان يقف على جنب فصرخ بقوة وبحدة: "أصمتوا!"
ويقول روبرت بلاي:
(أغنية بينيلوب)
أيتها الروح الصغيرة، الصغيرة المتجرّدة أبداً/افعلي الآن ما أرجوك أن تفعليه، تسلّق/أغصان شجرة الصنوبر الشبيهة بالرفوف،/انتظري في الأعلى، متنبهة، مثل /حَرَس أو رقيب. لن يطول الوقت حتى يعود إلي بيته/يتعيّن عليكِ أن تكوني
كريمة. أنتِ لم تكوني/كاملة الأوصاف، بجسدكِ المُرْبِكِ/فعلتِ أشياء ما كان ينبغي/أن تناقشها القصائد. /ولهذا
نادي عليه من خلال المياه المفتوحة/والمياه اللامعة/بأغنيتكِ المظلمة، الطامعة،/أغنيتكِ غير المألوفة، الجيّاشة
مثل ماريا كالاس. /مَن الذي لن يشتهيكِ؟ /وهل يمكن أن تفشلي/في تلبية أيّة شهيّة شيطانية؟/سرعان ما سيعود من حيث يذهب، /مُسْمَرّ البشرة من فرط الغياب، توّاقاً/إلي دجاجاته المشوية. آه، ينبغي أن تُحَيّيهِ/ينبغي أن تهزّي أغصان الشجرة
لكي تلفتي انتباهه،/بحذر مع ذلك، بحذر، لئلا/يتشوّه وجهه الجميل/بالكثير من الإبر الساقطة.
ويقول ادونيس:
من قصيدةطويلة
(اول الجسد آخر الجسد)
جالسٌ قربها/والستار الذي نسجتْه تباريحُنا مُسْدَلٌ/قَامةُ الأفق مكسـورةُ الخصرِ،/والشمسُ تمضي الى نومِها.
مِشْطها، قلمُ الحبر، كرسيُّها، الفراشُ/على الأرض، أكداسُ أوراقِها -/كتباً ودفاترَ، بستانُ وردٍ/تتناثر أكمامهُ.
أتذكّر حتَّى كأني أرى الآنَ: ها بيتُها/يَتنهَّدُ، هَا شُرفاتُ النوافذ تُسلم أحضانَها/للمُريدِ المولَّه،/والشمس في أوّل اللَّيل،
تخلع آخر قمصانها./لا الزمانُ سريرٌ ولا الأرضُ نومٌ،/شجرُ الحبِّ عارٍ/والمكان الذي شاءه الحبُّ دونَ غطاءٍ.
أتُرَى، أيقظَ اللَّيلُ أحلامَهُ/وهي الآنَ تركضُ في شارعِ الشمسِ؟ ظَنِّي/أنّ هذي الشموسَ التي تَتَثاءبُ/فِي فلكِ الحبِّ
ليسَتْ على الأرض إلاَّ جراحاً./سأُغنّي لهذا المكان المُضاءْ/بحُطامِ المحبّين قبلي،/ليسَ هذا الوجودُ سوى فُسْحةٍ للغِناءْ.
ويقول فاضل العزاوي:
(هجرة الشاعر)
من وراء الزجاج الشفيف لنافذة الطائرة/شاهد الشاعر المصطفى/كل ما صنعته يداه قديما/يتبدد في الريح،
عاصفة تتعالى بأوراق أشجارها الهالكة/والمواكب في غيها/تتدافع طالعة من ضباب العصور ـ/بدويون من كل فج عميق،/سكارى بخمرة أسلافهم/تركوا في الصحارى جمالهم المنهك/وأحاطوا بسور الزمان الجديد/موقدين مشاعل نيرانهم/فوق أعلى الصخور./ في ممر الغزاة القديم/قبل ألف عام وعام/ركعوا ساجدين، مقبلين الأرض ثلاثا،
معلنين الولاء /باكين ونادمين على عصيانهم الناموس المقدس/لاطمين صدورهم بالسلاسل/ساكبين دموعهم الوثنية المالحة/فوق وجوههم الكالحة/ليغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم /
ويقول انسي الحاج:
(أخافُ أن أعرف )
أجمْلُه ما بين الجهل والمعرفة. أكثرُه ألَماً وأشدُّه اعتصاراً./لا أعرف ما ستقرّرين. عيناكِ اللتان في لون ثيابكِ ثابتتان في دوختي ثباتَ الحَيرة المنقِذة في العذاب./كذابٌ هذا الصقيع، كذابٌ ذلك البحرالتافه، كذابٌ أيُّ انهماكٍ كان: سوف أنساك. كذابٌ أنا، لو كان لي أنْ أنساكِ لما فعلتُ لأنّكِ، أنتِ أيضاً، لستِ لي. وكيف أنسى من ليست لي!/كان يكون مريحاً لو.
لكنّي كذابٌ أيضاً. أرْفُضُ هذه الراحة. يَحْدث ما يحدث وما لا يجب أن يحدث وما لا يحدث. أحبّيني لا لأني أُحَبّ، بل لأن عينيكِ تُحبّان طريقتهما في إحراقي./يوم ولدتِ كنتُ كبيراً. أمسِ كنت صغيراً يومَ كبَرتِ. ولولا الضوء لما رأيتُ من عمري سوى الرعشة. صغيراً كالبداية، وأنتِ كبيرةٌ ككلّ ما يجعل النهايات تبدأ من جديد
ويقول
شينوار ابراهيم
من قصيدة
(رشفة من شفة الفجر )
اسقني من قطرات حبّك/شفة خمر/عتيق دهرها .بكأس مشفوع/بهمسات/عبير العشق/تحملها أنامل
صنعتها السماء/بخيوط من الفجر.......دموع من أنين الروح/تسكرني/على ضفاف النظرات
تردد أنغاما/تداعب أنفاسي/حينها/تربّت على أكتاف/ليل لا ينام فيه القمر ...نرقص أيضا مع الشمس
بضيافة سماء تغزل صلوات/ساطعة .عاشقة .
ويقول د. محمد الاسطل :
:من قصيدة
(عما قريب )
عندما تلبسين اكاليل الروح /سأهديك قرنفلا فضيا وقلبامن مداد/ها قدعلق القمر بشجرة الرمان
وتساقط المطر والزهر والوجدان/ترى كم نجمة تلألأت لهذا المساء؟!/ضفاف تطرزها الشقائق
وينفرط فيما بينناعقد ماء/الحدقتان ترتجفان وحيفا تنهل الدفء من خلج ناي /تيممي بالعشب يارفيقة
تيممي لتحرسك الجياد/للتو خلعت جسدي المجعلك على شبابيك الغياب/وسافرت نحوك كالغمام
السفوح المطرزه بالشقائق تتساقط بين ناظريك/هاك قصفة مني/قصفة تكسوها ظلال/ومن يدري؛
قد نكتب الصلصال ممدا كالبحر/ليبدأنا سفر التكوين من اول السطر؟!/كل ما اعرفها الان :/ان البحر الابيض يخضر في عينيك/انهما عالمان اسطوريان من سندس وريحان/لوزة لوزتان/وهاتان الحدقتان تغرقان اكثر في البياض/تحيران اللون وفرشة الرسام!
ما نلحظه في المنتخبات ان لا تشابه ولا مقاربة بل نضيف ان كل الشعراء ممن يمتلكون الكارزما من شعراء قصيدة النثر لا يكررون انفسهم. انه الخلق الجديد ان لم يكن في الشكلانية ففي المحتوى كما ان المحتوى تغيب عنه وحدانية الغرضية ولا زمانية مستشرية فيه وكنز من المفردات الحداثوية باستخدامات ليست تقليدية بلى هناك تناص قد نجد مع نصوص عالمية او كتب دينية كما لدى الحاج ولكن لا ﻻحد يشبه الاخر في المنظور والرؤية والتصوير والصو رة تلك مداخيل نوافذ شرعناها للولوج لنصوص ميادة التي تتسم غالبا بالقصر اوالمتوسطة الطول وبالكتلوية والسردية الشعرية مع مخزون مفرداتي هائل يرافقه استعمالات غير مطروقة .تاثيرات الرواد في التفعيل كالسياب في انتخاب مفردات تمسحها المعالجة النثرية في النص المعالج وهو ما سنعمل على تفكيكه للوصول الى مداراته ومبتغياته ومبتنياته لنكون صورة شمولية عنها ونختم ان اختيارها جاء لانها ذات بصمة مميزة الناقد والمتلقي الاريب يلحظانها ...



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على يمين القلب /نقود انثوية 6/فاطمة منصور
- على يمين القلب /نقود انثوية 5
- جمر الجوى
- فيديل ...
- اضاءات كيما لا تعتم الرؤية
- على يمين القلب /نقود انثوية 4/ايمان مصاروة
- على يمين القلب /نقود انثوية 3/رشا السيد
- زكام الاورال
- على يمين القلب /نقود انثوية /2 استدراكات
- تضور روح
- قنطرة لتجاوز الشباك
- اشتغالات النقد الثقافي .....الادب النسوي
- حبك اضناني
- اسهامات في الادب النسوي..... سلسلة 100مبحث ابحارات على شمال ...
- انقشع وسن وجدي
- تغربة بني عين 4-5
- تغريبة بني عين 4-5
- 3تغريبة بني عين
- تغريبة بني عين /2
- تغريبة بني عين


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - وقفات لابد منها حيال جنس ادبي مهدور الدم