أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إبراهيم ابراش - استبصارات من وحي رحيل فيدل كاسترو














المزيد.....

استبصارات من وحي رحيل فيدل كاسترو


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 12:18
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في التاريخ قادة عظام يبنون أوطانا ويصنعون أمجادا لشعوبهم تستمر في حياتهم وبعد مماتهم ، لذا تبقى في الذاكرة الوطنية ومن حق الشعب أن يُخلِد ذكراها ويجعل منها قدوة للأجيال ، في المقابل يوجد في كل الشعوب (قيادات) عابرة لا يترك رحيلها أثرا ، لا على واقع حياة الشعب ولا في الذاكرة الوطنية ، وإن تركوا أثرا فذكريات مريرة عن ما ألحقوه بشعبهم من خراب ودمار ، إنهم الذين صَيرتهم الصدفة أو أطراف خارجية إلى مواقع القيادة والحكم .
فيدل كاسترو أحد القادة العظام ، صحيح أنه لم يجعل كوبا دولة عظمى أو دولة رفاهية ، وصحيح أن بلاده عانت الويلات نتيجة الحصار الأمريكي الذي أعلنه الرئيس الامريكي أدوايت أيزنهاور عام 1959 ومحاولات الغرب تخريب البلد بكل الوسائل ، ولكن كاسترو حافظ على وحدة بلاده واستقرارها وحقق تنمية شمولية تتناسب مع معطيات بلاده وإمكانياتها دون اعتماد على المعونات الخارجية ، فقضى على الأمية وجعل التعليم والصحة مجانيا ، والأهم من ذلك حفظ كرامة شعبه وبلده ، وقد رأينا كيف نعاه زعماء العالم بما فيهم زعماء الغرب .
بالرغم من التباعد الجغرافي والتباين السياسي والثقافي إلا أن دولنا العربية عرفت أمثال كاسترو ،فكان الزعيم جمال عبد الناصر الذي عاداه الغرب وشن العدوان الثلاثي على بلده عام 1956 في محاولة لإسقاط نظام حكمه ، وحرض عليه إسرائيل والأنظمة العربية المحافظة ، إلا أنه صمد وانتصر سياسيا وأخلاقيا بالرغم من الهزيمة العسكرية عام 1967 ، مما أكسبه احترام العالم وجعل من مصر دولة مركزية ومحورية تستحق أن تقود الأمة العربية .
أيضا نذكر في هذا السياق الزعيم صدام حسين الذي حول العراق لدولة تتبوأ مكان الصدارة عسكريا وصناعيا بين دول الشرق الأوسط ، وحافظ على وحدة الدولة الوطنية ووحدة الشعب ، وكان حاجزا أمام الأطماع التوسعية لدول الجوار ، ومصدر قلق دائم لإسرائيل . ولم يسقط صدام حسين ونظامه بسبب أوضاع داخلية أو تمرد الشعب عليه بل نتيجة مؤامرة وعدوان أمريكي شاركت فيه للأسف أنظمة عربية وإسلامية ، والكل يشاهد اليوم حال العراق وحال العرب بعد صدام حسين .
وفي فلسطين كان الزعيم الراحل ياسر عرفات ، صحيح أنه لم يحرر فلسطين ولكنه أسس حركة تحرر وطني استنهضت الحالة الوطنية وحافظت عليها في مواجهة محاولات صهيونية مستميتة لشطب الشعب الفلسطيني من الوجود ، وحولت القضية الفلسطينية من قضية لاجئين لقضية سياسية لشعب يناضل من أجل تقرير مصيره الوطني ، واستطاع الرئيس أبو عمار كرئيس لمنظمة التحرير أن يفرض القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية ويقنع العالم بعدالة هذه القضية ، وتم اغتيال أبو عمار على يد الإسرائيليين بتواطؤ أمريكي عربي وبعض الأطراف الفلسطينية .
قد يقول قائل إن كل ما ذكرت من قادة كانوا يحكموا بلادهم حكما عسكريا دكتاتوريا ولم تعرف بلادهم الديمقراطية .. نعم هذا كلام صحيح ، ولكن هل كانت بقية أنظمة الدول العربية وغالبية أنظمة دول العالم الثالث ديمقراطية ؟ وهل كانت الأنظمة العربية التي ناصبت جمال عبد الناصر العداء أنظمة ديمقراطية ، وهل كانت الأنظمة العربية التي أرسلت طائرتها وجيوشها لإسقاط نظام صدام حسين ، أنظمة ديمقراطية ، وهل واشنطن والغرب يؤمنون وجادون بأنهم كانوا يريدون دمقرطة كوبا والعالم العربي ؟.
مقابل هؤلاء يوجد أشخاص صَيرتهم الصدفة أو التوازنات والحسابات الخارجية في موقع القيادة ، قادة ألحقوا الويلات بشعوبهم ودمروا اوطانهم وجعلوها أرضا مباحة للدول الأجنبية . هؤلاء يبددون ما أنجزه الشعب تحت قيادة الأولين،حيث يقبلون ما رفضه الأولون حتى وإن كانت حكومة هزيلة على بقايا أشلاء وطن ، ويدمرون مؤسسات هي ضمانة استمرار الدولة الوطنية .
هذه (القيادات) ومهما كثر عددها وتعاظم مالها المشبوه لا تنشئ و لا تؤسس دولة وطنية ولا ديمقراطية ولا تقوم العلاقة بينهم وبين الشعب على علاقة ولاء لفكر وطني أو قومي ، بل تؤسس على التبعية المالية أو المذهبية وبالتالي على علاقة خضوع وتبعية كتلك التي تنشأ بين السادة والعبيد ، السادة يستمرون متسيدين على مريديهم وعبيدهم ، والآخرون يسترون عيوبهم وأخطائهم دون أن يجرؤوا على نقدهم أو مناقشة نهجهم .
لا شك أن لكل مرحلة رجالاتها ولا يمكن استنساخ قادة زمان غير زماننا ، ولكن من المهم استلهام الدروس والعبر من تجربة القادة العظام وإعادة قراءة أسباب عظمتهم وأهمها أنهم كانوا قريبين من نبض الشعب ومتفاعلين مع معاناته ، أيضا الاستبصار بأسباب تآمر الأعداء عليهم بعيدا عن التبريرات التي زعمها الأعداء وانكشفت مؤخرا.
لا شك أن هؤلاء القادة لم يكونوا ملائكة ، ولم يكونوا منزهين عن الخطأ ، إلا أنهم لم يفكروا بسلطة أو جاه ، ولم يساوموا على استقلالية القرار الوطني . أيضا من المهم الاستفادة من الأخطاء التي ارتكبوها فهم بلا شك لم يكونوا منزهين عن الخطأ ، سواء اخطاء تجاه شعوبهم أو تجاه جيرانهم ، إلا أن محاصرتهم والتآمر لإسقاط أنظمتهم وتدمير بلدانهم لم يكن بسبب أخطائهم بل بسبب منجزاتهم التي تعارضت مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا ما بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة شنغهاي
- المؤتمر السابع لحركة فتح وتحدي تصويب المسار
- قراءة استردادية لوثيقة إعلان الاستقلال
- حركة فتح بين المصادرة والاستنهاض (3) فزاعة حماس وفتح وقطع ال ...
- رئيس أمريكي مختلف واستراتيجية ثابتة
- حركة فتح بين المصادرة والاستنهاض (2) كعب أخيل حركة فتح
- حركة فتح بين المصادرة والاستنهاض (1) حركة فتح انطلقت من عين ...
- وعد بلفور : ملابسات صدوره وإستراتيجية مواجهته
- الأمر أكبر واخطر من خلافة الرئيس
- حول التجربة السياسية المغربية مرة أخرى
- فقه المراجعة عند الجماعات العقائدية : الإسلام السياسي نموذجا
- اليونسكو تؤكد على الحقيقة والرواية الفلسطينية
- مبادرة الرباعية العربية واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني
- أصوليات زمن العولمة
- ليس خوفا من هزيمة حركة فتح بل خوفا على الوطن
- ما وراء ، ومَن وراء تضخيم الخلاف بين الرئيس ومحمد دحلان ؟
- شكرا شعب فلسطين
- هل تعي الاحزاب الفلسطينية ما هي مُقدمة عليه ؟
- أين فصائل العمل الوطني والإسلامي مما يجري في الضفة الفلسطيني ...
- حركة فتح والانتخابات والمسؤولية الوطنية


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إبراهيم ابراش - استبصارات من وحي رحيل فيدل كاسترو