أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علوان - أسطورة شارلي شابلن















المزيد.....

أسطورة شارلي شابلن


قاسم علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


مثل أي عبقرية كبيرة، أو أية أسطورة في بداية صيرورتها، كذلك كانت بداية شارلي شابلن، وهذا ليس مع السينما تحديدا، أو مع الفن بشكل عام، بل مع الحياة بكل قسوتها..! فقد كانت بدايته بداية استثنائية وشاقة في نفس الوقت، مثلها مثل بقية الأساطير...! في طفولته البائسة تلك كانت أمه تعيله وشقيقه من عملها كمهرجة في المسرح بعد وفاة والده في أحد الفرق المسرحية المنتشرة في لندن آنذاك مع مطلع القرن الماضي، وهي مهنة اعتيادية لامرأة نصف غجرية، أو من أصل يهودي كما يرتاب بذلك معظم كتّاب سيرته ويميلون الى تأكيده، وكانت تصطحبه معها أثناء عملها.
في أيامها الأخيرة كانت تعاني من نزلة رئوية حادة في صدرها وحنجرتها، وهي مضطرة للعمل لكي تقيم أود طفليها, كما يرد ذلك في مذكراته، أو عند كل من كتب سيرته، مارتن أسلن مثلا. وعندما تفقد صوتها وهي على المسرح تؤدي وصلتها، ظن الصبي في بداية الأمر وهو يراقبها من خلف الكواليس أن أمه تبتكر مشهدا كوميديا جديدا عندما رآها وهي تحاول النطق ولا تستطيع، أدرك بعد لحظات معاناتها وتذكر مرضها فدخل المسرح مرتجلا أي شيء رقصا أو غناءا لكي يدخل البهجة في نفوس المشاهدين، أو لينقذ مهمة أمه المريضة. أندهش مدير المسرح من قابلية هذا الصبي على الارتجال والتمثيل، فوافق على أن يستمر بالعمل في مكان أمه ويتقاضى أجرها الى أن توفيت. هذه هي بداية عمله في المسرح..!!
وهكذا أستمر بالعمل ليسد رمقه هو وشقيقه الأصغر... ومن ثم ليحترف التمثيل على المسرح بعد ذلك، ويسافر الى أمريكا مع فرقة كارنو اللندنية الشهيرة في عام 1910 ليقدم عروضه هناك حيث الرخاء الذي يحلم به الجميع. هذه هي سفرته الأولى، وكانت على ظهر سفينة رخيصة تقل المهاجرين الذين يبحثون عن عمل، وسوف ينقل هذه التجربة في هذه الرحلة بعد سنين في فلمه (المهاجر1923) أما الرحلة الثانية فقد كانت بعد سنتين من ذلك التاريخ، وأيضا مع نفس الفرقة ولكن على ظهر سفينة مريحة وفي درجة أرقى من الرحلة الأولى بكثير، ليستقر هو وفرقته للعمل هناك متجولا في المدن الأمريكية بتقديم مشاهد كوميدية راقصة (فودفيل) كما هو شائع آنذاك .
في ديسمبر عام 1913 أعجب بأدائه القائمون على ستديو كيستون ومخرجه المعروف آنذاك ماك سينث، فعرضوا عليه عقدا للعمل معهم في السينما وبأجر قدره 150 دولار أسبوعيا، يقابل أجره في المسرح والذي كان 50 دولار أسبوعيا أيضا، تردد في قبول العرض لأنه لم يقتنع بمستقبل العمل مع هذا الفن الجديد وربما الطارئ..! لأنه هكذا كان يراه.. صرعة ربما مؤقتة...! حسم أمره بعد ذلك ووافق على العمل معهم بشرط هو أن لا يترك عمله في المسرح مع فرقته .. فوافقوه على شرطه. ورغم أن ذلك الأجر كان رقما كبيرا ـ كما يذكر مؤرخ السينما الأمريكية آرثر نايت ـ حتى ذلك التاريخ على ممثل كوميدي يعمل في فرقة إنجليزية تقوم بجولة في الولايات المتحدة الأمريكية...!
في بداية عام 1915 أي بعد مرور سنة تقريبا على التاريخ السابق تعاقد معه أستوديو ايسناي بأجر أسبوعي قدره 1250 دولار..!! وفي السنة التالية يتعاقد مع شركة أخرى بأجر قدره 10,000 دولار أسبوعيا وبعلاوة سنوية قدرها 150,000 دولار...!! وعندما بلغ شابلن 27 عاما أي بعد مرور خمس سنوات على عمله في السينما أي في عام 1917 وقع عقدا مع (فيرست ناشيونال) بمبلغ مليون دولار لتقديم ثمانية أفلام في ثمانية عشر شهرا. وكانت الأفلام أما من فصل واحد أو فصلين أي بكرة واحدة أو بكرتين.
وتستمر المتوالية الهندسية مع أجور هذا الرجل عندما عمل مع ماري بكفورد ليكون أجره مليونا دولار سنويا...!! كما ذكر كل تلك التفاصيل المؤرخ المذكور أعلاه في كتابه (قصة السينما في العالم من الفلم الصامت الى السينوراما) ولم يكن قبل ذلك يكتب أسم الممثل على لافتات السينما وإعلاناتها، هو الوحيد في ذلك الوقت الذي كانت تعلن الشركات ودور العرض على أن (شابلن هنا...!) وبعد مرور سنتين على عمله في السينما أصبح أسمه يتردد في كل مكان، وملأت الأسواق دمى ولعب للأطفال تمثل شارلي شابلن...! وبذلك يكون نظام النجومية قد بدأ العمل به مع ظهور شارلي شابلن على شاشات السينما. كما أنه يقول في مذكراته(أصبحت النقود بالنسبة ليّ مجرد أرقام لم أستطع لمسها أو التعرف إليها أو أحفظها في محفظتي، كما كنت أحلم بها سابقا، فقط هيّ محشورة في دفتر الشيكات بشكل غير مرئي) .
ونفس الموقف المتحفظ الذي أتخذه من صناعة السينما في بداية الأمر، يتكرر معه بعد احترافه العمل في السينما الصامتة، فيتخذ نفس الموقف من موضوعة الصوت عندما ظهرت السينما الناطقة، فقد رفض استخدام الصوت المصاحب للصورة وأعتبر ذلك مأخذا على فن التمثيل الصامت الذي لم يبزه أحدا فيه أمام الكاميرا، أو في عدم حاجته لصوت يرافقه ويفسر عمله في ذلك الوقت. إضافة الى فشل كاميرات السينما وقتها بنقل العروض المسرحية الى الشاشة من على منصة العرض المسرحي، إذ كانت تلك أحدى المشكلات الرئيسية التي واجهتها السينما. ولكنه في نهاية الأمر رضخ الى شروط المنتجين أو الأمر الواقع، فكان أول فلم ناطق له هو (الدكتاتور العظيم1940) وكان استخدام الصوت فيه كما يبدو خجلا ومحدودا.
أما فلمه الناطق الثاني هو (مسيو فيردو1947) المعد عن مسرحية (عدو الشعب) للنرويجي هنريك أبسن. فقد كان فلما مذهلا، أولا على صعيد استخدام الصوت في السينما، إذ تجلت فيه ابتكارات مدهشة لشابلن المخرج في توظيف هذه الوسيلة ـ أي الصوت ـ التي رفضها قبل ذلك، فها هو يستخدمها الآن كما لم يستخدمها أحدا مثله من قبل. أنه لم يكتفي بتوظيف شريط الصوت كناقل للحوار، بل أضاف إليه استخدامات أخرى تظهر للمرة الأولى في السينما مثل الصوت الداخلي أي المونولوج مرة، وأخرى التعليق على الصورة من خارج الكادر، وثالثة الصوت الذي يناقض الصورة أي لينقل معنى آخر مختلف عن ما تتضمنه. واستخدامات أخرى لا يتسع لها المجال هنا والتي تحتاج الى دراسة متخصصة في هذا المجال. كما انتهت في هذا الفلم شخصية الصعلوك المتشرد بملابسه الرثة وقبعته وعصاه الشهيرتين، والتي ألفناها معه في أفلامه السابقة، فقد ظهر في هذا الفلم بشخصية مختلفة تماما. وقد كان فيه أمينا لواقعية أبسن التي أشتهر بها هذا الكاتب، وربما هو هذا السبب الذي جذبه لهذا العمل ليعده للسينما. وثانيا النجاح الكبير الذي حققه هذا الفلم في كل أنحاء العالم، فغالبا ما كانت تصاحبه عندما يعرض التظاهرات الصاخبة التي تندد بالاستبداد والظلم الاجتماعي. وقد ضلّ ممنوعا من العرض في بعض الولايات المتحدة الأمريكية الى زمننا هذا. وكان عندما عرض في ولايات أخرى كانت تخرج الجماعات الدينية المتشددة منددة به تطالب بحرقه علنا، وهذا ما أستمر الى سنوات طويلة، كما أوشكت أن تطوله حملة السيناتور ماكارثي سيئة الصيت الشهيرة لـ (لتحقيق بالنشاطات المعادية لأمريكا) سيئة الصيت لولا هربه الى بريطانيا، والتي طالت الكثير من الفنانين والأدباء والمفكرين والمثقفين آنذاك من الأمريكيين وغيرهم من المقيمين فيها. ويجدر بالذكر أن الفلم عرض في بغداد في منتصف سبعينات القرن الماضي ولقيّ نجاحا كبيرا.



#قاسم_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنما العراقية.. من اين الى أين...؟
- أزمة هوية الحكومة العراقية المقبلة
- مشروع الدولة القومية والعولمة
- الدستور في ثقافة المجتمع المدني
- محاكمة صدام.. ديمقراطية مية بالمية...
- الانتخابات العراقية المقبلة
- منظمات بلا حدود..!!
- القوى الديمقراطية والخيار الصعب
- أفق العلاقات العراقية الكويتية... من ما قبل اعلان الاستقلال ...
- هيمنة فكرة التسلط
- النهوض السياسي الجديد.. والجامعات العراقية


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم علوان - أسطورة شارلي شابلن