أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - حول رحيل كاسترو














المزيد.....

حول رحيل كاسترو


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 21:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


رحل كاسترو الرئيس الكوبي السابق الذي ناهز الـ 90 عاما من العمر. كان كاسترو من الشخصيات المعروفة والمثيرة للجدل في القرن العشرين، والذي قاد حركة تحرير كوبا من تحت سيطرة الامبريالية الامريكية والحكومة الباتيستية المستبدة في عام 1959. بعد سنتين تقريبا اعلن كوبا دولة اشتراكية في المعسكر السوفيتي والمتمثلة بالاقتصاد المخطط للدولة او ما يسمى برأسمالية الدولة. بعد اعلان كوبا دولة اشتراكية تابعة سياسيا للسوفيت, تحركت امريكا والغرب لفرض الحصار الاقتصادي والسياسي على كوبا وقامت بمحاولات عديدة لتغير السلطة في كوبا لتخليص دول جزر الكاريبي من الولائات للمعسكر السوفيتي. واستمرت كوبا بنهجها حتى اليوم رغم سقوط حكومات المعسكر السوفيتي واوربا الشرقية, واستمر الحصار حتى اليوم لاخضاع كوبا للسياسات الامريكية اكثر واكثر.
لا كوبا ولا كاسترو كانوا في يوم ما اشتراكيين في اي وقت اي الاشتراكية بمعناها العمالي والماركسي، ولكن كاسترو كان قوميا ووطنيا في بدايته ومزج افكاره القومية باليسار والاشتراكية السوفيتية وتاثر كثيرا بالاقتصاد المخطط للدولة، وحاول دمج افكاره القومية بهذا الاقتصاد المخطط تحت تسمية الدولة الشيوعية. والتي لم يكن هناك اي اوجه تشابه بين الاشتراكية العمالية وما يجري في كوبا تحت نفس التسمية الا الاسم، ولكن من الناحية السياسية والاقتصادية كانت تعبر عن نموذج لرأسمالية الدولة والتي كانت شائعة في القرن العشرين بعد التحولات السياسية والاقتصادية التي طرأت على الثورة الروسية. ولكن هذا النموذج من راسمالية الدولة كانت له فوائد اقتصادية واجتماعية للدولة الكوبية، اولا امم جميع الشركات الامريكية والغربية العاملة في كوبا وقطع يد امريكا من التدخل في كوبا عمليا. ومن ثم تحويل الاقتصاد والسوق نحو اوروبا الشرقية والدولة السوفيتية. واستطاع عن طريق هذا التحول جلب الراي العام الكوبي والطبقة العاملة الكوبية نحو سلطته. والتي تمتعت بالدعم الكبير نتيجة قضائها على الحكومة الباتيستية الموالية لامريكا والتي تحولت كوبا في ظلها الى احدى الولايات الامريكية، حيث انتشر فيها الجوع والبطالة والفساد واصبحت كوبا ولاية من ولايات القمار مثل لاس فيغاس الامريكية. والفائدة الثانية كان افق كاسترو القومي لان تصبح كوبا وشعبها تفتخر بأمجادها وتاريخها ضد الأستعمار الاسباني والامريكي في القرن التاسع عشر.
على الرغم من وجود الاهداف الغير عمالية في افكار فيدل كاسترو والدولة الكوبية ولكن ما حقق في ظل هذه الحكومة وهذا القائد جدير بالذكر والتقدير في عديد من النواحي. ومن حقنا نحن العمال والاشتراكيين ان نشير الى الجوانب الايجابية لهذا النظام الاقتصادي والسياسي مقارنة بما يجري حولنا في العالم وخاصة الدول الديمقراطية. نظام التربية والصحة مجاني ومتقدم ايضا ويخدم المجتمع بالتساوي. ومعدل الجريمة متدني الى درجة لا تقارن في اي مكان من العالم. وان كرامة الانسان محفوظة رغم كل الفقر والحرمان، وان المسكن والمأوى في متناول الجميع رغم افتقارها الى المواد الاولية في هذه الجزيرة الفقيرة والمحاصرة. كما وان مظاهر الدولة البوليسية والشرطة والسلاح مختفية تماما على الرغم من وجودها بشكل سري فقط. التخطيط الاقتصاد ونظام البطاقة التموينية للمواطنين هي شرط حصول المواطنين على احتياجاتهم والجميع يقومون بعمل ولكن ليس شاقا كما في البلدان الاخرى. وان الصناعات اليدوية البسيطة لا تزال رئيسية في مكان العمل وفي المصانع. وروح المشاركة والتعاون بين افراد المجتمع في درجة عالية مقارنة بالدول الديمقراطية والغربية مثل امريكا.
ان كل هذا موجود في كوبا بفضل فيدل كاسترو وحركته القومية والتحررية. ولهذا السبب يحترمه شعبه ويقدره رغم انهيار الاشتراكية والدولة السوفيتية قبل عقدين ونصف، وليس قمعه وديكتاتوريته كما تصفه البرجوازية الغربية. ان العالم قام بتجربة روسيا واوروبا الشرقية واليوم محاصرين بين السوق الحر وديمقراطيات الجوع وانعدام الخدمات الاجتماعية، وانتشار الجوع والبطالة وازدياد الحرب وانتشار العنصرية والقومية والفاشية ويحنون الى الماضي وتاريخه بعين الرحمة. ان كاسترو ونظامه على الرغم من اختلافنا معه وعلى الرغم من عدم التقارب بينه وبين النظام الاشتراكي العمالي، ولكن يستحق الدفاع عنه وعن انجازاته الانسانية وما قام به من اجل شعبه. ان هذا كان نسيم فقط للاشتراكية وحقق اشياء كثيرا للمواطنين الكوبيين، وتخيل كيف يكون النسيم الحقيقي للاشتراكية عندما يمس الحياة والمعيشة المواطنين وافاقه بشكل عملي وملموس وبارادته الانسانية.
اذا اردنا ان نقارن وان نختار بين جميع زعماء العالم البرجوازي ميلا الى الانسانية وسلك طريق اقل وحشية لاضطهاد الطبقة العاملة وخدم اكثر لمواطنيه، فسيكون فيدل كاسترو في مقدمة هولاء القادة على الرغم من كل تصوراتنا لنظامه ولرؤيته السياسية. وان التاريخ سوف يضعه في خانة المؤيدين للفقراء وليس للاغنياء.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نتوقع من الديمقراطية الغربية؟!
- الانتخابات الامريكية والانتخابات المجالسية.. في ذكرى ثورة اك ...
- نقد النقد للموقف من معركة الموصل
- حرب داعش والأرهاب العالمي
- صراع الاقطاب العالمية، وعملية تحرير الموصل!
- الاحتجاجات في كردستان.. وما العمل؟
- التقسيم بالاخلاق تشويه لصورة الصراع الطبقي
- استقلال افاقنا هو طريق الخروج من محتننا
- كيف نقضي على اللامركزية في الدولة؟!
- الحركة العمالية والقيادة الشيوعية في العراق
- الاكراد في سوريا بين كماشة مصالح الدول الاقليمية!
- منع البوركيني بين القانوني والسياسي!
- الاشتراكية هل هي حتمية ام ضرورة تاريخية؟!
- الفلسفة الماركسية ونظرتها للانسان!
- ماذا تقول لنا احداث العالم؟!
- اردوغان بين الحلم العثماني والفشل الذريع!
- احداث الكرادة ونتائج تقرير تشيلكوت
- الماركسية وطابع المرحلة
- قادة عكس التيار
- الفلوجة بين الاحتلال والتحرير!


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - حول رحيل كاسترو