أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - عبّاس ودحلان .. وسياسة تكسير العظام















المزيد.....

عبّاس ودحلان .. وسياسة تكسير العظام


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إرتبطنا فى باكورة شبابنا بالمقاومة الفلسطينية و تعلقت قلوبنا بها بعد هزيمة 1967 كطوق نجاة فى أحلك اللحظات، توزعنا على فصائل المقاومة الفلسطينية حيث كانت الجبهتين الشعبية والديموقراطية هى القاسم الأعظم بين اليساريين، بينما كانت منظمة فتح بذراعها العسكرى "الصاعقة" تحظى باحترامنا وتقديرينا جميعا، كنّا نتلقى أشعار المقاومة من الأرض المحتلة عبر مجلة "الآداب" البيروتية فنحفظها وتلتهب بها قلوبنا فتنتقل عبر أقلامنا الى مجلات الحائط، درويش وسميح وتوفيق زياد وغيرهم، إستمعنا ورددنا أغانى الشيخ إمام ومارسيل خليفة وفيروز وأشعار مظفر النواب ونتابع مجلتى الحرية والهدف، حيث كان الألم طريقنا للنشوة.
فى مارس عام 1975 تجمعنا بعدد كبير فى مقر منظمة التحرير الفلسطينية بسبورتنج على الترام لنحيى ذكرى يوم الأرض، وبعد جلسة حماسية تخللتها أشعار وأغانى المقاومة، وباندفاع الشباب قررنا أن نخرج فى مسيرة رغم علمنا بحصار المقر من قوات الأمن والمخبرين، كان أغلبيتنا من شباب جامعة الأسكندرية والشباب الفلسطينى، وبمجرد خروجنا الى الشارع بدأت حفلة من الضرب والسحل بدون تمييز، ولكن بعد إشارة معينة إتجه الضرب فجأة الى الزميل "عصام البرعى" زعيم طلاب كلية الهندسة وأحد القياديين فى الحركة الطلابية، وكان المقصود فى هذا اليوم تلقينه درسا أو إحداث إعاقة جسدية به، فجأة قفز شاب قوى البنية من بين المتظاهرين ليلقى بجسده على عصام متلقيا كل الضرب عنه، عرفت هذا الشاب فيما بعد، كان محمد دحلان.
ما ذكرته ليس إنحيازا لدحلان ولكنه سرد للآمانة التاريخية فقط، فقد تغير الرجل كثيرا ولوثته ألاعيب السلطة رغم قربه الشديد من ياسر عرفات الذى كان يعامله بمثابة الإبن ومن بعده محمود عباس " الذى كلفه بتشكيل جهاز الأمن الوقائى فى غزة" ورغم ذلك فقد إنحاز لمجموعة شباب فتح ومن بينهم مروان البرغوثى ضد الحرس القديم وعلى رأسه عرفات تحت شعار إصلاح وضع فتح الداخلى، وكان أشهر ما قامت به هذه المجموعة فى 2004 ضد عرفات نفسه وقد وقف عرفات ضد تعيين محمود عباس لدحلان فى منصب وزير الأمن الداخلى فى حكومته ولكن عرفات رضخ أخيرا لإصرار أبو مازن، وللحقيقة فقد تم تشويه الرجل بأكثر مما ينبغى أو يستحق، وجهت إليه إتهامات عديدة وصلت الى حد إتهامه بالعمالة لإسرائيل " والمعروف أنه قضى خمس سنوات فى السجون الإسرائيلية من 1981 – 1986" وإعتباره رجلها الأول فى صفوف فتح معتمدين على ضلوعه بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأوامر من عباس، وكان وراء هذه الحملة تحديدا حركة حماس التى وضعته كمرمى لنيرانها وكان من وراء القصد تشويه فتح، واختارت لحملتها الرجل الذى كان أكثر جذرية فى عداؤه لها، وتولى إبّان رئاسته لجهاز الأمن الوقائى التنكيل بالحمساويين فى غزة، يقول الصحفى الأمريكى "ديفيد روز" فى صحيفة "فانيتى فير" الأمريكية فى 2008 (ما من أحد يبغضه أعضاء حماس مثل محمد دحلان رجل فتح القوي المقيم في غزة فقد أمضى دحلان لذي شغل إلى عهد قريب منصب مستشار عباس للأمن القومي عقدا ونيف من الزمان في صراع مع حماس )، وقد إستطاعت حماس " ومن ورائها الإخوان المسلمين" فعلا أن تشوه دحلان ليس فى غزة ولا الضفة فقط لكن فى معظم الدول العربية.
لقد شهدت فتح مجموعة إنشقاقات من قبل لم تؤثر عليها كثيرا من أشهرها إنشقاق مجموعة "أبو نضال" صبرى البنا عام 1975 تحت مسمى "فتح – الخط الصحيح"، أمّا الإنشقاق الثانى فقد حدث فى عام 1983 وقاده "أبو موسى" سعيد مراغة ومعه أبو خالد العمله، ولكن الذى يحدث حاليا يعتبر زلزالا مقارنة بتلك الإنشقاقات، فرغم إتفاق أوسلو وفشل ما تلاه من مفاوضات قى تحقيق أى تقدم على الأرض باتجاه تحقيق حلم دولة للفلسطينيين سوى سلطة بائسة منزوعة الصلاحبات فى الضفة ما أدى الى ترهل فتح لعجزها عن تحقيق مشروعها وعدم قدرتها الرجوع الى خندق المقاومة وتخبط أداء السلطة ما فتح الطريق الى مزيد من الأزمات الداخلية والتفسخ، وكان موقف عباس الثابت هو مزيد من المفاوضات بين طرفين غير متكافئيين ودعوته المتواصلة لعدم عسكرة الإنتفاضة دافعا الى مزيد من التنازلات وابتعاد الحل مع حماس لتتحول السلطة فى النهاية الى مجرد شكل كاريكاتورى يؤمن لنخبتها السياسية مزيدا من الوضع الإقتصادى المريح ومزيدا من المكاسب الشخصية مانتج عنه إستمرار التفسخ والصراعات الداخلية، ومنذ تولى عباس قيادة السلطة والمنظمة والحركة بعد رحيل عرفات فى 2004 عمد الى إستبعاد مناوئيه فى الحركة حيث قام بإقصاء فاروق قدومى كرئيس للدائرة السياسية ومن مركزية فتح وزاد التفاقم بعد تجدد الخلاف بينه ودحلان، حيث عمد عباس الى إبعاد الأخير أيضا وتحريك ملفات فساد ضده وعمد فى الأخير الى طرده من حركة فتح بتأييد من المحكمة الدستورية مع العشرات من المؤيدين له، وأدّى ذلك الى تذمر واسع فى صفوف أصدقاء وأنصار دحلان، ومع إقتراب ملف رحيل عباس والتجهيز لخلافته فإن الرجل إزداد تصلبا وتوترا وإمتلأ بالهواجس من المحيطين به وكان آخرهم "سليمان فياض" رئيس وزرائه السابق و"ياسر عبد ربه" صديقه وأمين سر المنظمة، بينما الخلافات داخل الحركة تتصاعد ومرشحة لمزيد من الصراعات.
يتميز محمد دحلان بدهاء كبير وقدرة عالية على المناورة فقد إستطاع رغم كل المحاولات أن يستعيد علاقاته بحماس وتحولت من أشد المناصرين لخلافته، كما أن المخيمات الفلسطينية بالضفة "بلاطة والأمعرى وجنين" تؤيد فى أغلبها محمد دحلان ويتمتع بتأييد واسع بين الفتحوية فى القطاع " إستطاع بسهولة إجتياح القسطل أحد قيادات حماس فى إنتخابات 2006 فى غزة"، بينما هو "لأسباب تكتيكية" لم يعلن حتى الآن نيته الترشح للرئاسة، الآّ أن مروان البرغوثى ما زال يشكل الرقم الصعب الذى يجمع عليه أغلبية فتح والقوى الوطنية الفلسطينية "رغم وجوده بسجون الإحتلال حتى الآن" ويعتقد الكثيرين أنه بقليل من الضغط على الجانب الإسرائيلى يمكن إطلاق سراحه، مروان يتمتع بشعبية طاغية وملفه لا يشوبه فساد بالإضافة أنه تم إعادة إنتخابه لعضوية مركزية فتح وهو بالسجن، كما يوجد عدد من المقربين من عباس يطمحون لكرسى الخلافة على رأسهم صائب عريقات الذى تمت ترقيته لأمين سر منظمة التحرير " بديلا لياسر عبد ربه" و "أبو علاء" أحمد قريع، بينما مازالت مصر والإمارات والأردن تميل لترشيح محمد دحلان فى الوقت الذى بدأ فيه أبو مازن يعلن ميله أكثر لمحور قطر أنقره لقناعته أنهم يملكون أوراق الضغط على حماس.
رغم أن الجميع يعلم بخطوات التقارب بين حماس ودحلان الاّ أن الطرفين يتكتمون حتى الآن تلك الخطوة لإدراكهما صعوبة قبول أطراف داخل حماس بالتحالف مع عدوهم التاريخى ولعدم إثارة أطراف عربية وإقليمية ولخشية دحلان أن يؤثر ذلك بالسلب على علاقاته داخل فتح، لكن توجد خطوات عملية تؤشر الى تطور علاقة دحلان بحماس أهمها إفراج القاهرة عن الحمساوى "زكى السكنى" بوساطة من دحلان بالإضافة لإشادته بحماس فى لقاء له مع قناة دريم المصرية، يتواكب ذلك مع تخفيف حماس ضغوطها على أنصار دحلان فى غزة، وربما تهدف حماس من تطبيع علاقتها مع دحلان تليين موقف القاهرة ضدها وتحسين وضع المعبر والضغط على أبو مازن لتقديم تنازل فى ملف المصالحة معها، ظهر ذلك فى رد الفعل المتشنج من فتح تجاه المؤتمر الذى دعا له "المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط" بالقاهرة تحت عنوان "مصر والقضية الفلسطينية" وقامت برفض المشاركة فيه أو الإعتراف بنتائجه لتسرب بعض المعلومات اليها أن عقد هذا المؤتمر ما هو الاّ وسيلة لدعم لمحمد دحلان، لكن الشاهد فى النهاية أن أبو مازن لا يزال يمسك بأوراق ضغط قوية داخل حركة فتح ربما تساعده على تجاوز أزمة الخلافة وتصدير أحد أعضاء الحرس القديم المقربين له كصائب عريقات لتولى منصب الرئاسة، ولكن الأوضاع بعد المؤتمر لن تكون فى أى حال كما سبق ويخشى البعض أن يتسبب ذلك فى نشوب عنف داخلى فى فتح .



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -روج آفا- يوتوبيا الأكراد فى سوريا
- صعود اليمين المتطرف فى الغرب..محاولة للفهم
- مرّة أخرى .. الصين دولة رأسمالية
- هل تختلف مواقف ترامب كثيرا عن سلفه أوباما؟
- حالات تعرض الكعبة للهدم عبر التاريخ الإسلامى
- حزب الرئيس .. القرار المؤجل
- -المشاغب- فتح الله محروس .. وداعا
- داعش...وما بعد الموصل
- دابق .. الأسطورة المؤسسة للدولة -داعش-
- البرجماتية السلفية ... النور مثالا
- الأزمة السورية الى أين؟
- مبادرة واشنطن.. -وطن للجميع- محاولة للإقتراب من طرح موضوعى
- بين إنقلاب تركيا وحريق الرايتستاج
- إشتراكية عبد الناصر .. رؤية شخصية
- ذكرياتى مع الراحلة العظيمة شاهندة مقلد
- شيخ الإسلام رجب طيب إردوغان يفتى بتحريم تنظيم النسل
- قراءة فى مشهد الإعتداء على السيدة المسيحية فى المنيا
- البونابرتية الجديدة والنظام المصرى
- تباين الإسلام السياسى بين المشرق والمغرب العربى
- ملامح الفاشية العربية ..أنظمة ومنظمات


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - عبّاس ودحلان .. وسياسة تكسير العظام