أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - محنة الأطفال..اوجع محن العراق وأخطرها - لمناسبة يوم الطفل العالمي















المزيد.....

محنة الأطفال..اوجع محن العراق وأخطرها - لمناسبة يوم الطفل العالمي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 11:47
المحور: المجتمع المدني
    


محنة الأطفال..أوجع محن العراق واخطرها
لمناسبة يوم الطفل العالمي
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اوصت في العام 1954 بالقرار 836 بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل،وفي العشرين من تشرين الثاني 1989،اعتمدت الجمعية العامة هذا اليوم يوما عالميا لاعلان حقوق الطفل ،وقدّم العالم ،بضمنه العراق،تعهدا للأطفال (بان نبذل قصارى جهدنا من اجل حقوقهم في البقاء والنماء وفي التعلم والتحرر من العنف وسوء المعاملة..).
والمفارقة، أن الذي حذّر منه الأعلان تجسّد في اطفال العراق بأبشع صوره .صحيح ان اطفال العالم لاسيما في البلدان النامية يتعرضون الى العنف والتشريد وسوء المعاملة والحرمان..غير ان ما تعرّض ويتعرّض له اطفال العراق ما حصل في تاريخ الطفولة في العالم..ولنا على ما نقوله اكثر من شاهد.فاطفال العراق هم الوحيدون في العالم الذين استلبت منهم حقوقهم وحياة الطفولة بمرحها وبهجتها والعابها واغانيها على مدى 36 عاما متواصلة!
وكان اخطر خلل سيكولوجي حدث لأطفال العراق المولودين عام 1980 وما بعده ان تشكلت لدى هذا الجيل (يؤلف حاليا بحدود 70% من المجتمع العراقي) صور ذهنية ومعتقدات ومدركات مشوهة بخصوص نفسه والآخرين والعالم والحياة. ففي السنوات الثمان للحرب العراقية الايرانية تشكّل لدى الأطفال مفهوم ان العالم عدائي وان الآخرين يريدون افناءه ،ليعزز لديه ثقافة الخوف في زمن (جمهورية الخوف).وبمشاهدته لجثث قتلى الحرب بدءا من برنامج (صور من المعركة) في الثمانينات،الى مشاهد التفجيرات اليومية في المدن العراقية التي تستهدف المدنيين،الى بشاعة جرائم قطع الرؤوس..كان نتيجتها ان تراجعت (قيمة الحياة) التي كانت مقدسة.
وكنّا نأمل أن تنتهي استلابات الطفولة بسقوط الدكتاتورية ويعود للطفولة عالمها الذي يشبه عالم العصافير،لكن ما حصل لهم في الزمن الديمقراطي كان افضع وأبشع.ففي مقالة سابقة لنا ،وثقنا فيها ان وزارة العمل افادت بوجود اربعة ونصف مليون طفل فقدوا والديهم او احدهما،فيما اضافت السنوات الست الأخيرة ما لا يقل عن مليوني طفل يتيم او يزيد حين تكتمل معركة تحرير الموصل.وما لا يدركه كثيرون ان الطفل يتيم الحرب لا يعرف من قتل أباه فيما يتيم الأحتراب الطائفي يعرفه..ما يعني انه نشأ فعلا عند اكثر من مليون طفل دافع الأخذ بالثأر ولن يخف دافع الانتقام لدى هؤلاء اليتامى ما داموا أحياء.
شهادات عالمية
افاد السيد مارزيو بابيل، ممثل اليونيسف في العراق من دهوك ان الأطفال الذين نجوا من النزاعات ووصلوا بر الأمان " يواجهون الآن تحديات جديدة،وان اليونسيف لا تستطيع أن تتقبل معدلات الوفيات المرتفعة بسبب ظروف البرد القاسية،ولذا هناك حاجة لتجنيد المزيد من الموارد، وإيجاد استجابة أسرع، وذات أهداف واضحة للوصول إلى الفئات الأكثر هشاشة لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال". وذكر جيفيري بايتس "ان المساعدات الخاصة بتوفير ملابس الشتاء للأطفال لا تكفي، وانه لن يحصل قرابة 250,000 طفل مهجّر على ملابس الشتاء هذا العام ما لم يتم تأمين أموال أضافية".
وفي تقرير جديد اصدرته منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) ان" 3,6 ملايين من اطفال العراق - اي طفل من كل خمسة اطفال في البلاد - معرضون لمخاطر الموت والاصابة والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف المجموعات المسلحة".
وكشف التقرير الذي صدر تحت عنوان "ثمن باهظ للاطفال" ان عدد الاطفال المعرضين لهذه المخاطر ارتفع في الاشهر الـ 18 الاخيرة بـ 1,3 ملايين طفل."
وتظهر النتائج التي تمخض عنها التقرير ان 4,7 ملايين من هؤلاء الاطفال - ثلث اطفال العراق - باتوا بحاجة الى معونات انسانية فيما تواجه الأسر ظروفا حياتية متدهورة نتيجة العمليات العسكرية التي جرت في الفلوجة والجارية الآن في الموصل.
وينبّه بيتر هوكنز، ممثل يونيسيف الاقليمي في العراق،الى ان "اطفال العراق وضعوا في خط النار، وهم يستهدفون بشكل متكرر وبلا رحمة"، مناشدا الاطراف كافة توخي ضبط النفس واحترام وحماية الاطفال"،وداعيا الى "المساعدة في منح الاطفال الدعم الذي يحتاجونه لكي يتماثلوا من اهوال الحروب ولكي يتمكنوا من المساهمة في بناء عراق يسوده الرخاء والسلام."
ويقول تقرير عالمي إن 1496 طفلا اختطفوا في العراق في الاشهر الـ 36 الاخيرة، اي بمعدل 50 طفلا في الشهر الواحد، وانه اجبر الكثيرون منهم على القتال او تعرضوا للاعتداء الجنسي، و"ان 10 بالمئة تقريبا من اطفال العراق - اي اكثر من 1,5 مليون طفل - قد اجبروا على الفرار من مساكنهم نتيجة العنف منذ بداية عام 2014 ولمرات متكررة في بعض الاحيان،وان الحروب تسببت في اعطاب واحدة من كل 5 مدارس، مما ادى الى فقدان 3,5 ملايين طفل تقريبا لفرص التعليم".والى ذلك يذكر هوكنز "إن اختطاف الاطفال من بيوتهم ومدارسهم ومن الشوارع اصبح ظاهرة مخيفة،وان هؤلاء الاطفال يجري انتزاعهم من اسرهم ويتعرضون لابشع اشكال الاعتداء والاستغلال."
ألم نقل ان محنة اطفالنا لا تشبهها محنة!،وانها أوجع محن العراق وأخطرها.والمفارقة التي هي من نوع شرّ البلية ما يضحك ان رئيس مجلس النواب العراقي دعا بمناسبة يوم الطفل العالمي قائلا:(إن أطفال العراق تعرضوا لشتى أنواع الظلم والقهر وغياب الحقوق، مؤكدا أن مجلس النواب داعم لكل التوجهات التي تسعى الى منح اطفال العراق حقوقهم، وحريصون على استكمال كافة التشريعات التي يمكن أن تتيح الفرص لإعادة تأهيلهم عبر النظم والمناهج التي تعزز حقوق الاطفال وتغير واقعهم الحالي). والواقع ان ما قاله هو مجرّد كلام واسقاط فرض،فحقيقة مجلس النواب هو انه منشغل بمصالحه وخلق الأزمات،والانغماس بحياة مرفّهة في عمان وبيروت ولندن،وجميعهم لا يندى لهم جبين ولا يخجلون ان تساعد منظمات عالمية اطفال العراق،فيما لم يتبرع أحد منهم ولو براتب شهر واحد..بل ان بينهم من دنت نفسه على سرقة ما جاد به ضمير العالم لأطفال العراق!.
نعيد نفس خاتمة ما كنّا كتبناه قبل عام:
اللعنة منّا عليكم..مباشرة وبالوجه..وأخرى مؤجلة..تأتيكم من جيل الأطفال هذا يوم تغادرون السلطة والدنيا.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب..قراءة في سماته الشخصية ومخاطرها على امريكا والعالم
- ومضات..تنبؤات قاسم حسين صالح -بقلم طه جزاع - جريدة المشرق
- من سيفوز..هيلاري ام ترامب؟.تحليل سيكولوجي
- المؤتمر الدولي العربي الرابع عشر للطب النفسي (تغطية علمية)
- منع الخمور..الطريق الى المحظور - تحليل سيكولوجي
- الارهابيون..من جنسيات وخلفيات مختلفة الى جماعة جهادية.كيف حص ...
- حسين المظلومين و(حسين) الفاسدين
- الارهابيّون..من جنسيات مختلفة الى جماعة جهادية..كيف يحصل هذا ...
- الأرهابيون..من خلفيات مختلفة الى جماعة موحدة..كيف يحصل هذا؟! ...
- العراقيون والفيسبوك الذي خذلوه - تحليل سيكولوجي
- لنتقن الدعاية ونحذر الشائعة
- ثقافة نفسية(300) الخوف الاشراطي
- النازحون ..والدعم النفسي المفقود
- (رحمة)..في فوق مستوى الشبهات..ليست مريضة نفسيا!
- مسرحية الفساد..في حديث جهينة!
- تفسير حلم المشي في الشارع!
- يتباهى بالعقل الايراني ويتجاهل العقل العراقي!
- العراق على كف عشيرة!
- قصيدة عارية!
- تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - محنة الأطفال..اوجع محن العراق وأخطرها - لمناسبة يوم الطفل العالمي