أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - من دخل عمان فهو آمن















المزيد.....

من دخل عمان فهو آمن


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 07:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تكون شهادتي مجروحة في سلطنة عمان ، لأني أكن لها كل الاحترام والتقدير لهذه البلاد ، وما امتلكه من علاقات متميزة مع ابناء شعبها الكرام ، لكن الحقيقة لا يمكن أخفائها بغربال ، فالحقيقة أثبت ان عمان شعبا وحكومة وسلطانا ، يد واحدة ، لإزدهار بلدهم ، والحفاظ عليه من تأثيرات التغيرات الاقليمية التي أصابت المنطقة بعيدا عن التحزب والطائفية والكراهية ، فهنئيا لعمان بجلالة السلطان قابوس بن سعيد ، الذي انطلق منذ سبعينيات القرن الماضي بالسلطنة إلى آفاق جديدة، وإبرازها تدريجياً على الخارطة السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية في العالم، حتى صارت سلطنة عُمان اسماً بارزاً، ومثيراً للجدل والتحليلات أيضاً ، وهنئيا لجلالته بهذا الشعب الكريم .
وبعد هذه المقدمة البسيطة نعود الى أصل موضوعنا وعنوانه ، فقد روت القصص العراقية القديمة الكثير من العبر والحكايات التي يمكن أن تكون دروسا لجميع الاجيال ، ومن أحداها تلك التي يرويها العراقيون عن أسلافهم ، وكيفية تعاملهم مع المشاكل الناجمة بين القبائل ، لوقف فتيل الازمة بينها ، بالحكمة تارة ، وبالدهاء والذكاء تارة أخرى ، وهناك شخصيات عراقية قديمة كان لها شأن كبير في هذا المجال وهو السيد نور الموسوي أو ما كان يلقب باللهجة العراقية ( بالفريضة ) والتي تعني الشخصية التي تقبل العربان كلمته ، وتعتبره كالسيف على رقبتها ، بحكم السمعة والحكمة والصبر والمعرفة التي تتمتع بها هذه الشخصية بالاضافة الى حياديتها التي تعتبر واحدة من أهم الصفات .
ويحكى أن مشاكل عديدة كانت تسود بين القبائل ، تعجز المحاكم عن الوصول الى قرارات بشأنها ، وكذلك سلطات الاحتلال البريطاني في ثلاثينيات القرن الماضي ، كون هذه القبائل قد تقبل القرار من وجهة نظر رسمية ، لكنها من الناحية القبلية تبقى هذه الازمة مشتعلة بينها ، حتى يأتي قرار ( الفريضة ) الذي يعتبر ملزما للقبائل المتخاصمة القبول به ان كان سلبا ام ايجابا .
وواحدة من أهم هذه المشاكل التي تحدث عنها تاريخ العراق والتي كان للسيد نور الموسوي ، الفضل الكبير في حلها ، كونه كان من أشهر ( الفريضة ) في العراق ، إضافة الى كونه رئيس عشيرة سيد نور المعروفة في العراق وله موقف ما زال يتناقله الاباء والابناء على حد سواء ، هو مساهمته المباشرة في حل النزاع الدموي الذي نشب بين عشيرتين في مدينة العمارة العراقية ( محافظة ميسان حاليا ) ، والتي عجز الاحتلال البريطاني عن حلها ، حتى تم القرار اللجوء الى السيد نور الموسوي ، الذي دعا من المتخاصمين التواجد بجوار تلة عالية يستطيع الطرفين المتخاصمين مشاهدته ، فوقف في أعلى التل ، ونزع غطاء رأسه أو ما تسمى باللهجة العراقية ( الغدره ) الخضراء ورماها على المحتشدين ، عندها فهم الجانبين بأنهم مخطئين في السير في طريق الدم والدمار ، وقرروا وقف عدواتهم فيما بينهم إكراما لهذا الشخص الجليل .
وقد يقول قائل ، ما اشبه هذا بذاك ، نقول التشابه كبير ، فعمان اليوم وبحكمة قيادته تلعب دورا مهما في معالجة القضايا الدولية التي تهم منطقة الخليج بالدرجة الاساس والعربية بوجه عموم , فجلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي استلم حكم سلطنة عمان منذ عام 1970 ساهم وبشكل كبير في نقل بلاده الى مصاف الدول المتقدمة بسياسته الحيادية وعدم التدخل بشؤون الدول الاخرى ، ما جعلها تلعب اليوم دور ( الفريضة ) لدى العرب ، فمسقط اليوم قبلة الباحثين عن صواب القرار لحل خلافاتها الاقليمية والدولية .
ولكي لا نذهب بالتاريخ بعيدا ، وحتى لا نطيل على قراءنا الاعزاء ، سنكتفي ببعض الامثلة لذلك ، فاليوم سلطنة عمان ، وبحكمة نهجها السياسي وحنكة قيادته ، ابعدت نفسها كل البعد ( والله يديم لها ذلك ) عن الصراعات الطائفية الاقليمية التي تشهدها المنطقة ، رغم ان تشكيلتها الاجتماعية ، هي عبارة عن لوحة فنية تتضمن جميع الوان الطيف المجتمعي ، وهي ميزة تحسب لها ، كذلك فان مسقط كانت وغير ذي مرة ساحة للوفاق اليمني في جميع مراحل صراعه على مر التاريخ ، وليست مغذية له كبعض الدول الاقليمية الاخرى ، لذلك فان الادارة الامريكية وعت الى مثل هذه الحقيقة وارسلت وزير خارجيتها جون كيري الى ( الفريضة ) في عمان لمساعدتها في حل الازمة اليمنية ، وكذلك ابعدت السلطنة نفسها عن التوترات السياسية والصراعات والتكتلات الخارجية، فضلاً عن عدم مشاركتها عسكرياً في عاصفة الحزم ضد انقلاب الحوثيين في اليمن ، ومؤخراً التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية رغم انتمائها إلى مجلس التعاون الخليجي ، مبررة ذلك ، بأن قوات السلطان المسلحة في الدستور العماني محظور عليها المشاركة بتجمعات أمنية خارج مجلس التعاون الخليجي، وفقاً لوزير الخارجية يوسف بن علوي، الذي أكد أن قرار حظر القوات موجود في الدستور العُماني.
ولم يكن حياد السلطنة طارئاً أو حديث عهد، فمسقط تمسكت بموقفها المحايد من الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، واستضافت المفاوضات التمهيدية لإنهاء الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988م، ليسجل التاريخ أن عمان قامت بدور محوري هام لتهدئة الجانبين خلال تلك الحرب، وقد ساعدها على ذلك علاقاتها الجيدة والمتوازنة بطرفي النزاع ، وكذلك كانت الدولة العربية الوحيدة التي لم تقاطع مصر السادات بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، من دون أن يؤثر ذلك على علاقاتها مع الدول العربية الأخرى.

كما لعمان دور كبير في التوصل الى الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة ، وكان مضيف ( الفريضة ) في مسقط مفتوحا لعدد من لقاءات اللجنة السداسية حول ازمة الملف الايراني ، حتى انتهت الازمة بالتوصل الى الاتفاق بينهما ، وتقريب وجهات النظر بين طهران والدول الغربية ، ناهيك عن ان عمان اول دولة رفضت استلام تعويضات الحرب من العراق واسقطت ديونها عليه .
إن سياسة سلطنة عمان الخارجية التي رسمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد ، كانت وما زالت سياسة واقعية ونموذجية، تتميز بالثبات وعدم التسرع ، فالهدوء هو السمة الطاغية على قراراتها في الكثير من القضايا التي تطلبت اتخاذ قرارات جماعية عاجلة بشأنه ، لتستحق وبامتياز ان تكون ( الفريضة ) التي يمكن اللجوء اليه عند اللزوم .



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد فوز ترامب – كذب الاعلاميون والمحللون وأن صدقوا
- الخمر وين .. والبرلمان العراقي وين !!!
- ولازالنا نقول .. نحن خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناس
- يا أيها العراق العظيم ، أبناؤك يذبحوك
- عندما يكذب أردوغان !
- باول وكيري غطاء لبالوعة واحدة
- أردوغان يستعين بالماسونية
- بين الإرهاب المصري والكباب التركي
- قولوا ما شئتم عن بوتين ... وموتوا بغيضكم
- العبادي - إجه يكحلها .. عماها ...
- اللي ختشوا ماتوا !!!
- في الازمة التركية الروسية .. عندما يكذب الرئيس !!
- العذر التركي أقبح من الذنب
- رسالة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
- محللو ( الصدفة ) السياسيين ، إلى أين ؟؟
- الفلافل .. ودورها في حياة العراقيين
- أمريكا ، لو ألعب ، لو أخرب الملعب
- شر بلية أمريكا ما يضحك
- بوتين يُفهِمُ الغرب لغتهُ
- ماذا بعد التغيير يادولة رئيس الوزراء


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - من دخل عمان فهو آمن