أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الرديني - عساها -ابختج- ياعديلة














المزيد.....

عساها -ابختج- ياعديلة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 07:15
المحور: المجتمع المدني
    


زارني امس ابو الطيب بعد انقطاع دام اسبوعين ،فليس كعادته ان يغيب طويلا عني وكان يردد دائما ان لم ارك يوما احس اني اضعت شيئا ما.
جلس على الاريكة وهو يجر حسرة طويلة،مرت فترة صمت قصيرة كنت اشعر خلالها انه يريد ان يقول شيئا.
سالته عن سبب غيابه فجرّ حسرة اخرى وقال:
القلب الملعون يلعب معي لعبة "غميضة جيجو" فقبل يومين زادت دقاته حتى وصلت الى 160 ضربة بالدقيقة اي ضعف المعتاد،كنا آنذاك في طريقي لأطلب دوائي المعتاد من الطبيب، رحب بي كعادته وسألني لماذا وجهك ابيض بهذا الشكل على غير العادة. لم اكن اعرف ذلك وقال لي ضاحكا :دعني افحص قلبك ربما وقعت في الحب وحين وضع سماعته على صدري حتى رأيته يصفن طويلا ثم يعاود الفحص ورأيته بعد اقل من دقيقتين يركض نحو الهاتف ليطلب سيارة اسعاف ووجدتني في حيرة ماذا يريد مني هذا الطبيب، سمعته يقول:
ان ضربات قلبك تجاوزت الحد المسموح ووصلت الى 160 دقة في الدقيقة ويمكن ان يتوقف في اي وقت.
وحسبت انه يبالغ ولكن حين وصل رجال الاسعاف احسست ان الامر جديا.
في داخل سيارة الاسعاف سألت المسعف:لماذا لم تشغّل الونان فقال ان حالتك لاتستدعي ذلك.
وسرعان ما وجدت نفسي ممددا على سرير ابيض وقد احاط بي طبيبان وثلاث ممرضات ،احسست بدوار واغمضت عينيي وتركت جسدي لهم.
لا ادري كم من الوقت مضى ولكن حين استيقظت وجدت امامي ممرضة شقراء طويلة بل فارعة في الطول حتى ظننت انها عانس فمن يستطيع ان يتحمل كل هذا الطول وسمعت صوتها الذي كان يشبه صوت حفيف الاشجار في فصل الربيع.
قالت:
سلامتك لقد ارجعنا نبضك الى وضعه الطبيعيه ولكن الغريب انك تشعر بالام بسب هذه الزيادة.
كنت اريد ان اقول لو عشت في العراق لعرفت السبب ولكني سكّت على مضض.
حسبت اني في فندق فاخر حين نقلوني الى غرفة بيضاء وستائرها بنية مطرزة باشجار قصيرة تبدو وكأنها مثمرة بحبوب خضراء تشبه الى حد كبير حبات الفاصوليا الخضراء.
تركتني وحيدا لا اعرف ماذا افعل ،كان الوقت يقترب من منتصف النهار حين استأذنت احداهن في الدخول لتقدم لي قائمة بالطعام الغداء الذي اريده وبعد ان اخترت السمك مع الرز الذي احبه كثيراوانا غير مصدق ،عضضت على شفتي العليا لأحس باني لست في حلم وجاءت نفس المرأة لتأخذ القائمة ثم ناولتني قائمة اخرى وكانت لوجبة العشاء.
هل يريد هؤلاء ان يصيبوني بالجنون ،وهل انا في مستشفى ام في فندق سياحي.
تذكرت بوابة مدينة الطب في اول ايامها وكيف تربعت عجائزنا امامها ليبعن "الشيش" من مختلف الاحجام ويعرضنها للمريض الذي يحتاج الى دواء سائل فصيدلية مدينة الطب لايهمها الامر.
وجاءني طبيب عرفت منه انه اخصائي بالقلب واخبرني بان احدى الممرضات ستأتي لرؤيتي ومعها جهاز تخطيط القلب. غادر هو وجاءت ممرضة ولكنها لاتحمل معها جهاز التخطيط وغطت على فضولي حين قالت بانها مناوبة هذه الليلة وستقوم على رعايتي حتى الصباح.
وسالت نفسي بحنق : الا يوجد مريض غيري في هذه المستشفى وكم عدد الاطباء الذين يعملون هنا ويزورون المرضى كل ساعة او ساعتين.
من المضحك اني اخبرت صديقة لي بذلك فردت نحن في بغداد نتوسل بالطبيب ليأتي لفحص المريض ويقبل يعد ان نضع في جيبه "المقسوم"
جاءت ممرضة اخرى لتفحص الضغط ودقات هذا القلب الملعون.
وبعدها جاءت الممرضة المختصة بتخطيط القلب.
ولم يمض وقت طويل حتى جاء طبيب آخر ليقول ان وضعك الصحي قد تحسن كثيرا ولكنك ستبقى معنا ليلة اخرى زيادة في الاطمئنان،هززت رأسي فقط ويبدو ان الحزن بان على وجهي حين تذكرت الحمار وهو يتجول في احدى ردهات مستشفى حكومي في بغداد وقطة تنتظر عند باب احدى الغرف علها تد شيئا تأكله وسائق دراجة نارية يقود دراجته في ممرات المستشفى بحثا عن مريض يريد زيارته.
وياليتني اكتفيت بذلك بل اطل علي وجه عديلة بنت حمود بوجهها "المفلطح" وهي تعود الى كرسي الوزارة بامر قضائي.
سيدخل جميع مرضى عديلة الجنة بدون سؤال وهناك سيجدون من يزورهم من الاطباء كل ساعة او ساعتين.
عساها "ابختج " ياعديلة.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات المالكي المتقاطعة
- ايتها المرجعيات كفاكم استهتارا باطفالنا
- يارجال المرجعيات كفاكم استهتارا باطفالنا
- اين الله
- المخدرات من طهران الى البصرة وبغداد
- ازيلت بكارة العراق ايها الناس
- عراقيون احفاد الماموث
- اللطم يحمينا من السرقة
- العثور على سوبرمان -مخنث- بالعراق
- هل العراق ولد سز ام بنت سز؟
- واسفاه على بعض العراقيين
- الطوفان جاي ياعديلة ديري بالك
- هل يتظاهرون ضد -بورش- الجعفري
- ايهم اشرف انتم ام هذا الفلبيني
- حكومة ام روضة اطفال
- متقاعد آخر زمن
- وظائف شاغرة في جامعات العراق
- اقوى وزير تربية بالعالم
- حفل فضائي لرئيس الوقف الشيعي
- انهم يعفطون


المزيد.....




- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الرديني - عساها -ابختج- ياعديلة