أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - طارق سعيد أحمد - من سيحكم العالم؟.. ورطة يسعى إليها هؤلاء














المزيد.....

من سيحكم العالم؟.. ورطة يسعى إليها هؤلاء


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 20:47
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تتحرك أفكار الكاتب جزائري "جاك آتالي" في كتابه "غدا .. من سيحكم العالم؟" في اتجاهات متعدده يحوم حولها الغموض الآتي بطبيعة الحال من عالم طرح الأسئلة الكبرى، والمرتبطه بالنظام العالمي الذي يعيش الإنسان تحت هيمنته يؤثر فيه ويتأثر به.
الكاتب يتطرق لعدة مناطق سياسية، اجتماعية، إنسانية بالفعل تشغل الكثير من المفكرين على مستوى العالم، لكن الذي يقدمه "آتالي" في كتابه الذي ترجمته سونيا محمود نجا والصادر مؤخرا من المركز القومي للترجمة يجمع ما بين طرح الإشكاليات السياسية العالمية، وتحليل للمشهد السياسي العالمي ببساطة، وعمق فكري مراهنا بذلك على وصول كتابه إلى العالم، لكل إنسان طموح ينتظر مستقبلا جديدا.
يتنبأ "آتالي" بالكثير من التفاصيل التي تستقر قبل ظهور حكومة عالمية، والتي يراها ستأتي عقب فوضى اقتصادية، ونقدية، وعسكرية، وبيئية، وديمجرافية، وأخلاقية، وسياسية عارمة، وهناك احتمالات ضعيفة في أن تظهر إلى الوجود تداركا لحدوث هذه الفوضى، ومن ثم تبدو للعيان باعتبارها علاجا للصدمة بعد الإنهيار، ويتوقع البعض أن يكون ظهور تلك الحكومة متدرجا في خضم الفوضى عن طريق الكثير من الاحتمالات منها على سبيل المثال وليس الحصر تراكم وتداخل العلاقات إلى درجة التشابك في أمور عدة تنسجها دول، ومؤسسات، ونقابات، وأحزاب سياسية، ومنظمات غير حكومية، وأفراد، وهي قد تتسم بالشمولية أو بالديمقراطية وفقا للطريقة التي سترمي بها ركائزها التي سوف تتحدد في مجتمع بعينه له ظروفه وسياساته، من هنا تظهر أهمية سرعة التفكير في أمرها قبل أن يدركنا الوقت ونصبح أحد تروسها، دون أن نشعر وتتحكم فينا دون أن نشارك في تكوينها.
يتوقف الأمر على أن نتخيل حكومة ديموقراطية كوكبية في عالم مثالي.. ولما لا؟، عالم ينعم فيه كل فرد بحق التنقل والتجول بحرية من وإلى أي مكان في العالم، نتخيل حكومة بها برلمان، وأحزاب، وإدارة، وقضاه، وقوات شرطية، ومصرف مركزي، وعملة نقدية موحدة، ونظام حماية اجتماعية، وسلطتان إحداهما مكلفة بنزع السلاح، والأخرى مهمتها مراقبة أمن الطاقة النووية المدنية، بالإضافة لكيان معارض متكامل يضم عددا من كل الشرائح البشرية، هذة الحكومة المأمولة لن تكلف إلا بما فيه الصالح العام"للكوكب"وتكون منوط بها مساعدة أشد الناس ضعفا، وقهرا، وتقوم على حماية هويتهم، وثقافتهم، والتأكد من أن كل أمة وكل مساحة قارية تحترم حقوق كل مواطن ينتمي للبشرية.
"آتالي" يؤكد في كتابه الأخير "غدا.. من سيحكم العالم" تاريخيا أن هناك في القرن الثامن عشر محاولات عديدة كان منها فردية لصياغة لغة كونية يتحدث بها العالم بعيدا عن اللغات الأصلية واللهجات، فظهرت مشروعات عدة للغة العالمية، ففي عام 1879 ظهرت لغة "volapuk" الفولابوك" وهي لغة ابتدعها قس ألماني يدعى "جوهان مارتن شلييار"، وكانت مستوحاة من المفردات الإنجليزية، وقواعد اللغة الألمانية، وقد عرفت هذة اللغة انطلاقة سريعة وانتشرت بين الأوساط المثقفة، ثم انهارت بعدها بذات السرعة خلال عشر سنوات فقط من ظهورها، وكان سبب ذلك انعدام الفعالية الوظيفية، والإصلاحات الدائمة التي كان يتم إدخالها على قواعدها، خصوصا أنها كانت مزجا متنوعا من اللغات.
ولكن سرعان ما ظهر مشروع للغة أخرى وكانت الفرص مهيئة لها ، ونجاحة أفضل من سابقتها فقد توصل طبيب رمد من مدينة "بياليستوك" يدعى "لويس لازار زامنهوف" يتحدث اللغة العبرية، والبولندية، والروسية إلى إيجاد لغة كونية أطلق عليها اسم"الإسبرانتو" كتب بها مخترعها "زامنهوف" قصيدة شعر، وترجم بها آيات من الإنجيل، بل وترجم رواية للروائي"ديكنز" رائعته "معركة الحياة" وكان ذلك عام 1891، وفي عام 1894 ترجم "زامنهوف" مسرحية"هاملت" لشكسبير وكانت آخر مترجماته بالغته الجديدة.
ومن السعي لخلق لغة "كونية" توحد البشرية بشكل فردي كان هناك سعي من دول كبرى لخلق سياسات شمولية للهيمنه على أكبر قطاع من كوكب الأرض، ويؤكد"آتالي" في الفصل العاشر والأخيرمن كتابه"غدا، من سيحكم العالم؟" الصادر مؤخرا عن المركز القومي للترجمة أن بدون حدوث أزمة كبرى خطيرة تفكك الأمم والمجتمعات المتماسكة بسياستها وعاداتها وتاريخها لا سبيل إلى ظهور حكومة "فوق قومية" للعالم، ولن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية، ولا الصين، ولا الهند، ولا البرازيل، ولا اليابان، ولا أوروبا، ولا أولئك الذين يمكن أن يرغبوا في المنافسة الإمبراطورية المهيمنة، ولديهم جميع المقومات التكنولوجية، المساعدة في إيجادها، فلم يكن للأقوياء في الوقت الراهن قط أسباب تدفعهم للرغبة في تغير أي شيء في النظام العالمي القائم رغم التباهي الدائم من قبل الدول بما لديها من امكانات، وحتى إذا راودتهم اليوم الرغبة في ذلك فإن قدراتهم على إتيان الفعل تتناقض شيئا فشيئا إثر المنافسة الشديدة المستمرة التي أرهقت تلك الدول القوية.
أما القوى الجديدة فهي لم تر يوما استحقاق لها في اقتصاد العالم، وفي هيئات العالم الموجودة على الساحة، وترجع خشيتها من احتمال وجود حكومة "فوق قومية" وأن مثل هذة الحكومة ليست إلا سبيلا لإخفاء محاولة حفاظ القوى المضمحلة على هيمنتها، ولكن هذا لا يمنع وجود إمكانية التفكير في استراتيجية تقود العالم إلى سيطرة متعلقة على مستقبله.. لخير هذا العالم.. ولما لا؟
هامش: "جاك آتالي" ولد في الجزائر عام 1943، وتخرج بتفوق في المدرسة العليا للهندسة في فرنسا عام 1963، حصل على درجة الدكتوراه في الإقتصاد، كما حصل على دكتوراه فخرية من عدة جامعات أجنبية، عمل طيلة عشر سنوات "1981إلى 1991" مستشارا لرئيس الجمهورية الفرنسية"فرنسوا ميتران"، يصنف إعلاميا باعتباره واحد من أهم مئة مفكر في العالم.



هامش: "الإسبرانتو" هي لغة تكونت من ثلاثة وعشرين حرفا ساكنا وخمسة أحرف متحركة وحرفين نصف صائتين ونظمت مفرداتها ست عشرة قاعدة نحوية، وهي لغة من تسعمئة مفردة معظمها مأخوذ من اللغات الهندية الأوروبية.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الأديان.. وحكاية النبي الكذاب
- الخطاب الشعري عند نجيب سرور.. الشاعرية المتوحشة
- -قلق غزالة- إنعكاسات على مرآة الشعر
- خطابات ضد الحرب يرسلها العجوز-تيتزيانوتيرتساني-
- التحدي لمجابهة التطرف.. رؤية ثقافية
- تحريض
- حواري مع الأديب عمار علي حسن
- تذويب الثورة 2
- حواري مع الدكتور شاكر عبد الحميد
- خام الكوميديا السوداء.. وأشياء أخرى
- تذويب الثورة -1-
- الدراكولا ترامب و موت السياسة The Darakula Trump and the dea ...
- الزمن = الماضي + المستقبل


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - طارق سعيد أحمد - من سيحكم العالم؟.. ورطة يسعى إليها هؤلاء