أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - أحب نفسك أوّلا














المزيد.....

أحب نفسك أوّلا


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 20:46
المحور: كتابات ساخرة
    


لو تأملنا الواقع الجزائري لوجدنا أنه من أصعب وأعقد العوالم على الإطلاق، حيث يجادل الكثير من متتبعيه أنه ضائع، ولضياعه هذا الكثير من الأسباب، حيث تتنوع بين تنوعه الثقافي، وتقلب مزاجه البراغماتي، وما بين تطرفه الأيديولوجي، وتشدده العقائدي.
ما ينسحب على العالم الجزائري هو ينسحب أيضا على الذات الجزائرية، فهي بين أمواج التيارات المختلفة منذ زمن بعيد، حيث يلتقي كل ما من شأنه أن يتخذ من الحياة عناوين مختلفة لعجائن وأصناف مغايرة بلا جدل.
لقد أحبّ الفرد الجزائري الخرافات، وهذا ما بيّنه الفيلسوف الجزائري المطرود مالك بن نبي حين كتب مقاله بعنوان: سوق البركة، أين تتغلغل التقاليد في العمق الجزائري لتصنع الكثير من الأحزان، ويجذب الكثير من معلقات التاريخ وآمال الوجود جنبا إلى جنب مع ثقافة الفناء.
من المهم للغاية أن نتذكر ما يصيب العصب الجزائري من توتر واضطراب، من يأس وبؤس، فالتشاؤم صار رقعة حلوى تؤخذ كل صباح، وتجتاح الأنفس كل مساء، وتزايد على التأثير في قرارات التبني لكل جزائري كل يوم وكل حين.
هي صلاة جزائرية خالصة، ثوابها لا يختلف عن تراتيل عقيدتها البعدية الغريقة في متاهة الوجود، غير خاضعة للمنطقيات وللنتائج الصارمة، ولا تستسلم للعبث بشكل كامل، فقط هي تتخذ خطوة اللحظة لتكون إما عبثية عاقلة أو عاقلة عبثية كل مرة وكل لهفة.
هي معلقة جزائرية مستوردة من الصين، علقها آخر أحفاد لويس الثاني عشر على أعالي رياض الفتح بالعاصمة، ليراها آخر فرد يقف أمام آخر بيت قرب الحدود مع بلاد الساقية الحمراء للذهب، فيستبشر خيرا من رمال حارة تغزوا بردها الليلي المتكرر.
هي بوصلة جبل "موطاس" أين غنّى على مرتفعاتها البطل "عقب الليل" تمجيدا لوطن مسروق من أهله، لتلد الجزائر من بعده في كل ثانية عقب ليل جديد يكون بمثابة حارس لمبادئ جزائرية خرجت جريحة من رحم القرصنة، التلفيق والتغليف بالوهم.
لقد وشمت تلك القتاة الأميركية على جسدها حب الذات أولا وقبل أي أمر آخر، وهي تحمل معاني جميلة للغاية، لأن الجزائري لا يجيد حب نفسه، فهو يحبها حبا أعمى وأصم، لتجده يسابق الزمن من أجل تجميلها بأسلوب الآخرين، فيصبح هذا التجميل المسروق سمّا ينهش تلك الذات الجميلة إلى درجة الغرق في مستنقع التقليد بالتقاليد وتيه في عصر الرقم والنغم.
السعي إلى التفوق والتميّز أمر مشروع، لكن عبر أساليب مستوردة وجاهزة غريبة عن الأرض الجزائرية هو أمر غير مشروع بلا جدل، ومع هذا فإنّ تنميق علقم الدمار الجزائري على الدوام يجد منفذه إلى العقل والوعي الجزائري بلا هوادة، فمتى يتعلّم الجزائري حب نفسه أولا، حبا عذريا مستقلا ونابعا من ذاته المستقلة والحرّة؟
الجزائريون يحبون على الطريقة الأوربية وبالتحديد! الكثير منهم يحبون على الطريقة الفرنسية، والبعض الآخر يحبون على الطريقة المشرقية وبالتحديد العربية الدينية، وبالبقية مشتتة بين الأناضول وصخب الحب الأميركي والشعباوية الأفريقية، لكن لم أجد حتى كتابة هذه الأسطر حبا جزائريا متفرّدا بلا مقبلات خارجية.
في زمن حتى الهند بنت أسلوب حياتها فيه وبه، في وقت حتى الأفريقي في أدغال بلاده المتشابكة وحتى القابع في معابد كوريا منعزلا عن بقية العالم أحبوا أنفسهم بأنفسهم، لم نتعرّف نحن كزائريين على أنفسنا، ولازلنا ننكر أو نتجاهل هذه الفضيحة الذاتية والجريمة الشخصية في شخصانية الجزائري، لنجد أنفسنا نردد تفاهات الحب دون أن نحب فعلا وقولا.
في مطويات التاريخ الكثير من قصص المحبة، ولكل أمة زخاتها المبدعة في هذا المجال، فمتى يكون الحب جزائريا؟

[email protected]



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاج السخافة بالرداءة
- دونالد ترامب رئيسا على طريقة أنا ربكم الأعلى
- في الجزائر المستقلة لا يزال هناك عبيد
- الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية
- هارب من شاطودف
- فلسفة البخار عندما ترغب في الإعتذار بدل سرد الأعذار
- الطرف الأيمن على العتبة اليسرى
- لم ندرك هذا سوى بعد ضياع كل الأمور، أدركنا أننا ندور خارج ال ...
- ذاك الذي اعتقد أنه من الآلهة، ذكّره الجزائريون بأنه بشر
- بعض توابل التفكير على الضمير قد تنفع صاحبه
- زحمة يا دنيا زحمة؛ زحمة وتاهوا الحبايب
- حريق على أعتاب دار التفكير إنتقاما من ذاته الموغلة فيه وتحرش ...
- -بريك-إقزيت- عنوان مسرحية خروج شكسبير بوند من إتحاد أوربا
- لا يمكننا شراء الجرءة
- أكتبُ ما يحلو لي رغم أن هذا يسبب لك مشكلة
- معاني أسماءنا المكتوبة على جبين نيويورك
- التفكير في الممنوعات طريق الحرير الجديد إلى الشهرة
- سرقة الزمن كأداة للاضطهاد الجماعي والبؤس الروحي بين أزمة الأ ...
- أورلاندو فلوريدا تذكرنا بالخفيّ من وجهنا
- بكلّ مودة ورحمة أحمل الثمن الاجتماعي وأتحمّله


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزوار محمد سعيد - أحب نفسك أوّلا