أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - يقال أنّه الحبّ














المزيد.....

يقال أنّه الحبّ


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 13:19
المحور: الادب والفن
    


كانت تعيش في القاع بينما يتحدّث بعضهم بأنّها موهوبة. تنظر إلى الفتيات في الثانوية، تسأل: لماذا يعرفون كلّ هذه الأشياء عن الحبّ؟
لا أعرف ماذا يقصدون. لا أتحدّث مع أفراد عائلتي حول هذا الأمر، وعندما رأيت الدّورة الشّهرية لأوّل مرّة أصبت بالفزع، ولم أخبر أحداً، ولم يخبرني أحد أن كلّ الإناث محكومون بتلك العادة. كم كنت أخاف أن أكون حاملاً، وتعتقد عائلتي أنّني فتاة غير شريفة وتقتلني.
صديقتي تركت الثانويّة، تزوجت أستاذ الرّياضيات. يقول الطّلاب أنّ بينهما علاقة حبّ. كنت في مرّة أستمع لها وهي تتحدّث. سألتها: وهل ستفرّطين في دراستك؟ لم تتمالك نفسها من الضحك، وهل يمكن أن يأتي العريس اللقطة في كلّ لحظة. كل المتعلمات عوانس، ولا أريد أن أصبح عانساً.
كانت تتمنى أن تشعر بمشاعر صديقتها، لكنّها لم تفهم ما قالت. والدتها تقول لها لا تسلمي نفسك لرجل. متى ذاق مرّة سوف يتخلى عنك. ماذا تقول أمي؟ أشعر بالخجل عندما تحدّثني عن الرّجل.
هي لا تعرف لمسة الرّجل، ولا لمسة الحنان. هي شيء ثابت يتحرك دون وعي، لكنّها ترغب أن تكون مثل النّاس.
أنهت دراستها الجامعية، وبدأت تنتظر فارس الأحلام، ولم يأت حتى أصبحت في الثلاثين، التقت بالصدفة بابن الجيران الذي يكبرها بعدة سنوات في منزلهم عندما كانت تزورهم. تحدّث لها بكلام لم تسمعه من قبل، وفي أوّل موعد لها معه لم يكن بينهما حديث. كان لقاء جنسياً لم تخطط له، لم تستطع مقاومته فقد كانت الرّغبة في هذا الحدث مكبوتة منذ سنوات طويلة، ولم يتمّ التمهيد للموضوع من قِبلهِ. هذا ما حدثتها أمّها عنه، عليها أن تستعدّ الآن للموت من أجل هذا الفعل.
تقول لنفسها: عليه أن يتزوّجني، وكلّما ذهبت إليه من أجل التّفاهم يكون اللقاء جنسياً، ولا يتحدثان عن موضوع الزّواج، وبعد عام أعلنا خطوبتهما بعد أن انتشر خبر الحبّ في الحي.
كتبت في مذكراتها: أشعر أنّني لا أحبّه، بل أنظر إليه بعين الحقد. إن كان الحبّ هو ما نفعل فإنّه شيء مخيف، لكنّني سوف أتزوّجه من أجل الفضيحة.
منذ أن تزوّجا وهي تفكّر بالخلاص منه. لا تشعر أنّها أمام إنسان، لكنّها لن تفعل سوف يكون لها أطفال.
لم تعد تريد الاقتراب منه، تشمّ منه رائحة نساء أخريات، وتنبّهها صديقتها فتدّعي أنّها واثقة منه.
تعود إلى ذاتها: ما جرى معي حتى الآن هو اغتصاب متكرّر، أنا ضحيّة اغتصاب، لكنّني غير قادرة على الإفلات من تلك العلاقة لأسباب كثيرة: إنّني مقيّدة بالحفاظ على سمعتي، وعدم تسبب الألم لعائلتي، وعدم وجود دخل مادي أستطيع أن أعيل فيه ابني. لا طريق أمامي سوى السّكوت. لا أعرف كيف أدافع عن نفسي.
الموضوع لم يعد في تلك الحدود. بل أصبح يجلب النّساء، ويطلب منها أن تحضر معه لأنّه يحب أن يعيش مع أكثر من امرأة، وأنّ الأمر طبيعي عندما يكون الجنس جماعياً إلى أن تزوّج فتاة في عمر السّابعة عشرة، وأرغمها على العيش معها في المنزل، وكان يمارس الجنس مع زوجته الثانية أمامها. في الحقيقة هو لم يرغمها، ولم يسأل رأيها. هو يعرف أنّ ليس لها حيلة في الموافقة، أو عدمها.
كتبت في مذكراتها: هل ما يجري معي هو أمر عادي؟
لو كنت أستطيع أن أسأل أحداً عن الأمر؟
أشعر بالقرف، لكنّه يقول أن الأمر ممتع وعليّ أن أسعده، وأنا مستسلمة لا أفعل شيئاً.
لم تنفعني تلك الشّهادة الجامعيّة. العالم يسير من حولي عادياً، فقط حياتي غير عاديّة . أصبحت في الخامسة والأربعين ولا أفقه شيئاً.
سألت ابنها الفتى ماذا عليها أن تفعل، وإن كان يوافق على الرحيل معها إلى مكان ما، وعندما وافق قالت له: دعنا نختبئ في الحديقة لنرى إن كان سوف يفعل شيئاً يؤذينا به.
عندما أتى صاح باسمها، ولما لم يرها ضحك بصوت عال: ليتها لا تعود وتفسح المجال لي لزوجة ثالثة.
انسلّ الابن وأمّه وخرجا بهدوء ، أخذا وجهة الشّرق، وسارا في طريق مستقيم.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العضّ على أصابع النّدم
- التّحكّم بمصير النّساء
- كلام عبثيّ خارج الحدود
- ألبوم الصّور
- ثقافة الزّيف، والنّفاق
- أعود إلى زمني
- اعتذار
- عتاب
- لا تنتظر موعدنا الليلة
- المرأة تسمع بأذنيها، والرّجل يرى بعينيه
- الفكر الدّيني والقومي في سوريّة
- كلّ ذلك الألم
- هل كان عمر متين مثلي الجنس؟
- تزوير التّاريخ في سوريّة
- مناضلات بفساتين سهرة حمراء
- آثار هجرة العائلة السّورية
- رويدة -6-
- رويدة -5-
- رويدة-4-
- رويدة -3-


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - يقال أنّه الحبّ