أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف العلوي - خطورة الاسلام في فرنسا وتأثيره السلبي على مستقبلها















المزيد.....

خطورة الاسلام في فرنسا وتأثيره السلبي على مستقبلها


يوسف العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 5350 - 2016 / 11 / 23 - 19:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اتطرق في هذا المقال للمشاكل التي يسببها الاسلام في فرنسا. سيكون هذا مقالي الاول من سلسة مقالات سأحاول فيها التطرق لعدة مواضيع اجتماعية يؤثر فيها الاسلام بالخصوص في فرنسا. سأحاول كذلك من منظوري الخاص والمتواضع أن أحكي بموضوعية ماذا يحدث وما قد يحدث في فرنسا إن لم يتم هناك تطهير وتنظيف ونقذ حقيقي للإسلام كديانة.

في مقالات لاحقة سأتطرق للحلول التي أظن أنه لابد من تطبيقها في عجل والا ستكون هناك عواقب وخيمة على الانسانية بجلها.

مشكلة الاسلام وتأثيره السلبي في فرنسا هو نفس المشكلة التي يسببها في دول متقدمة أخرى مع اختلاف بسيط قد يخص القوانين المعمول بها في كل دولة. بل إن فرنسا تعد من الدول التي أعطت مجالا واسعا من الحرية من أجل ممارسة الدين. لكن الواقع الحالي للمسلمين المقيمين في فرنسا يشير على أن فرنسا مع الاسلام سوف تعرف ازمة في السنوات العشر القادمة.

ما عرفه العالم العربي والاسلامي من اكتساح للعباية واللحي والتدين الغريب الذي لم يكن احد يتوقعه قبل استعمار القنوات الدينية الممونة من الشرق الاوسط في تسعينات القرن الماضي، كان هذا الاكتساح قد عم ايضا الدول الاوروبية بعد فترة من الزمن وخاصة دول كفرنسا و بلجيكا التي تأوي عددا كبيرا من المسلمين الذين حلوا هناك في الستينات و السبعينات من القرن الماضي.

من اجل ايواء اليد العاملة القادمة من المغرب العربي، قامت فرنسا ببناء مساكن وخصصت اماكن في انحاء باريس مثلا، والذي تعرف الان بالبونليو (نواحي). جلبت هذه اليد العاملة عائلاتها من بلدانها الاصلية. واعتقدت فرنسا في ذلك الحين ان المغاربيين سيقومون بعناء الاندماج كما فعله الايطاليون عندما فروا من حكم موسوليني وجاؤوا لفرنسا من اجل عيش أكثر امانا. لكن ما قد انفلت لفرنسا من معلومة في ذلك الحين هو أن العرب او المسلمين بصفة عامة (لأنه كان هناك بربر من بين اليد العاملة) لا يعرفون كيف يندمجون في مجتمع غير اسلامي يعتبر المرأة كالرجل ويأكل الخنزيرو يشرب الخمر ويكره الخمول ويحب العمل.

بل ان معظمهم لم يرد ان يندمج. زد على هذا الجهل الذي كان تعوم فيه هذه الفئة من العاملين حيث ان كثيرا منهم لم يعرف المدرسة لظروف مالية واجتماعية قاسية. بعد حلولهم بفرنسا قرر العديد ان يجلب معه زوجته الاولى او الرابعة واولاده فهذا حق انساني تضمنه اي دولة ديموقراطية. لكن ما حصل هو ان الاعانات المالية التي تضمنها فرنسا لأي مقيم او فرنسي الجنسية جذبت اعين هذه اليد العاملة من اجل ولادة أكبرعدد من الاطفال فهذا سيعينهم على بناء منازل في بلدانهم الاصلية وحتى اعانة عائلاتهم التي تعيش بعيدا عنهم.

فمن البديهي انه حين يكون للام والاب عشرة اطفال ويكون الاب خارج المنزل لفترة طويلة في اليوم من اجل العمل، ان يربى هؤلاء الاطفال تربية هزيلة على الاخلاق والاندماج في المجتمع خصوصا ان كان الابوين لا يقدران او لا يريدان الاندماج في مجتمع غريب عنهما. من هنا جاء أصل المشكلة فتربى اغلب ابناء المغاربيين على انهم ليس كالأخرين. من الطبيعي التنبيه على ان هناك حالات نجد فيها نجاح عائلات مقيمة في المهجر الا انه يبقى الميزان مرجحا أكثر للناحية الاخرى.

كبر هؤلاء الاولاد على فكرة انهم لن يكونوا ولن يعتبروا فرنسيين. بالطبع عانى البعض من العنصرية التي كانت وما زالت موجودة في فرنسا. لكن تعلمنا من آبائنا كيف نتقن دور الضحية ولم نتعلم دورا اخر أكثر فاعلية. تعلمنا كيف نبكي على تاريخنا وماضينا وحتى ونحن نجهله، ولم نتعلم كيف يمكن ان نخرج من أي كبوة كما يفعل الأوروبيون.

لم يخبر الاباء الابناء بأن وطنهم هو غير الوطن الذي فرووا او تركوه. لم يعلموهم بان وطنهم اليوم هو فرنسا وليس المغرب او الجزائر او تونس. تبعثرت فكرة الهوية عند هذا الجيل الجديد فلم يقدر ان يدرك بان من واجبه الاختلاط بمجتمع لا صلة له بما يقع في المنزل. لم ينجح هذا الاندماج خصوصا حين يقع اصطدام بين عادات المجتمع وعادات المنزل. فحين يفتخر الولد بوطن ابويه مع جهله التام بهذا الوطن ويذم في نفس الوقت وطنه الذي ولد فيه وترعرع ودرس وكبر فيه. يكون هنا مشكل كبير كان لابد معالجته عند الاصل.

لم يقدر معظم الشباب من الجيل الاول وحتى الاجيال اللاحقة من التمركز في اعلى مستويات المجتمع الفرنسي. هناك إحصائيات عملت في 2014 تدل على نسبة البطالة في الاماكن الحساسة (الاماكن التي يعيش فيها معظم السكان من أصول أجنبية مع اكثرية مسلمة) هي 24 % مما يمثل ضعف نسبة البطالة في باقي فرنسا. بالطبع لن نلوم الاسلام هنا بل يمكن ان نلقي اللوم على عدم تربية الاجيال المسلمة على الذهاب الى المدرسة وعلى التعليم العالي وعلى الاندماج الفعلي بوطنهم رغم اختلافه عن مجتمع آبائهم.

هنا تدخل التشدد الديني لكي يعالج مشكلة الشباب العاطل المتعاطي للمخدرات واليائس من مجتمع غريب يعيش فيه والمعاني من خيبة أمل لأنه لم يولد في بلد ابائه الذي لا يعرفه الا في العطل السنوية. فحلل هذا التشدد الديني وحرم وأطفئ كل نور مستقبل لكي يقنع ان الحل هو الاسلام. فتكونت مساجد كثيرة وظهرت مظاهر غريبة واختلطت العادات بالدين واقتنع الشباب المسلم بانه خير امة اخرجت للناس

في فرنسا، كل إحصائيات متعلقة بالدين فهي ممنوعة. لكن هناك إنفلاتات صدرت في 2015 من مرشح الشعب جورج فينيش اكدت ان هنالك ما يناهز 60 في المائة من السجناء في سجون فرنسا هم مسلمون. ربما لابد ان اذكر هنا بان القضاء في فرنسا يعد من أنزه الانظمة هنا في اوروبا.

المرأة المسلمة وهنا لا اعمم بل الاغلبية من المسلمات التي نصادفهن في المحلات التجارية والشوارع، ترتدي الحجاب والنقاب ولاتتكلم الفرنسية حتى وان كانت لهن الجنسية الفرنسية. المرأة المسلمة هنا لا تمارس الرياضة ولا تذهب للمسرح. لا تقرأ كتابا وتلد العشرات من الاطفال من اجل الاستفادة من الدعم الذي تقدمه لها وللملايين من غيرها الحكومة الفرنسية الكافرة في اعين الكثير من الأئمة هنا في فرنسا. حتى حينما تذهب للسوبرماركت، فإنها تجد عنائا ليس بالهين لمعرفة الاثمنة والتحدث للموظفين.

همهم الكبير هو كثرة البنين، وبناء المنازل في بلدانهم التي جاؤوا منها، والتكثير من اوكار العبادة غير المسموح بها ومن غير ترخيص.
النظام الفرنسي قائم على الثقة. فالإدارة الفرنسية سستثق بك حين ستقول لها أنك بدون وظيفة فتعفيك إذن من الضرائب. هذه الثقة هي محل هجوم شرس من المسلمين القائمين او المولودين هنا. فهناك من ينظر على ان استغلال ونهب الادارة على انه جهاد...

اخلاق اولادهم سيئة جدا لدرجة ان الفرنسيين يفضلون ان اولادهم يدرسون في مدارس بعيدة عن الاماكن الحساسة المذكورة سابقا او كاثوليكية اوخاصة من اجل ان لا يندمج البعض بالبعض فتفسد اخلاق ابنائهم.

حسب بعض الاحصائيات غير الرسمية، في 2016 هنالك أكثر من 5 ملايين مسلم في فرنسا. هذا مبني فقط على احصائيات اناس ارادوا ان يفصحوا عن دينهم. هناك احصائيات اخرى تقول بان عدد المسلمين في فرنسا أكثر من 10 ملايين. من الطبيعي ان لا نخلط الكل ونصب اللوم على كل المسلمين. حيث ان هناك العديد من الجنسيات في العدد الاجمالي للمسلمين. هناك مثلا الهنود والافارقة والفرنسيون الذين تحولوا للإسلام، اغلبهم يعيشون بتحضر ويحترمون قوانين الجمهورية. المشكل يكمن في المغاربيين الذين حسب جريدة البييس الاسبانية في 2013 كانوا يمثلون 30% من 12 مليون مهاجر او ابن مهاجر يعيشون في فرنسا. هؤلئك المغاربييون هم من يختزل في مشكل الاسلام بفرنسا. حيث انهم حسب جنسياتهم لهم حسابات مختلفة وتاريخية بالأساس. فمثلا الجزائريون وما اغلبهم في مرسيليا، لديهم هاجز انتقام من فرنسا التي استعمرت الجزائر من 1830 إلى 1962. فلا تجد مناسبة وطنية او مباراة كرة قدم محلية حتى يخرج الجزائريون الشباب لكي يدمروا المقاهي والمحلات، هم الذين لم يقرأوا حتى التاريخ لكي يعلموا كيف كانت الجزائر كالجنة في عهد الاستعمار. زد على هذا تأثر هؤلاء الشباب بالخطاب الديني المتشدد والسائد في مآبر ومخابئ المساجد غير المصرح بها. فهنا تتضخم المشكلة بين ما يعتقد انه جهاد حين يحطم كراسي المقاهي وبين ما يعتقد انه ينتقم لأجداده...

لقد وقع اختلاط بين عادات المغرب وتونس والجزائر وعادات التخلف الاسلامي المؤثر بعادات بدوية جاءت ومازالت تحل علينا من الجزيرة العربية وتطل علينا في المآت من القنوات الفضائية. لقد اختلط فهم العالم للشباب المسلم فأصبح يريد ان ينتقم من حضارة اعطته جميع امكانيات العيش الكريم من صحة وتعليم وحرية. كل هذه الامتيازات بالمجان. فبين أحاديث وآيات مترجمة وآيات هي في الاصل متخلفة وبين عادات وتقاليد اكل عليها الدهر وشرب، ترى المسلمين في فرنسا يتخبطون في عالم متحضر لا يستطيعون ان يعيشوا فيه خوفا من الذهاب الى النار في آخر المطاف.

ان فرنسا ومع العدد المتزايد من المسلمين الذين يولدون فيها والذين يحلون بها كل سنة هربا من الحروب او راغبين في عمل او عيش كريم، ستعرف في العشر سنوات القادمة ازمة اجتماعية سيكون العنصر الاساسي فيها هو الاسلام. فمارين لوبيين زعيمة اليمين المتطرف والمتشددة ضد الاسلام حشدت اصواتا عديدة في انتخابات 2012 (المركز الثالث)، والخبراء يتنبؤون انها قد تحسن مركزها في انتخابات الرئاسة ل 2017.

ان مسلمي فرنسا اليوم وبالأخص المنحدرين من اصول مغاربية يلعبون وسيلعبون دورا أكثر تأثيرا في الاعوام العشر القادمة. فبانعزالهم من المجتمع الفرنسي وبأخلاقهم البديئة وحياتهم الرجعية ولباسهم الغريب وابتعادهم كل البعد عن الحضارة واصولها، يقومون بإجبار الفرنسيين لإصدار قوانين في بعض الاحيان لا انسانية كمشروع قانون حظر البورقيني من الشواطئ في 2016 والذي تم الغاؤه نظرا لأنه يتدخل في الحرية الفردية التي ينص عليها القانون والدستور الفرنسيين. لكن الى متى؟ الى متى سيبقى المسلمون عالة على هذا المجتمع؟ فلا انتاج ولاثقافة ولا حوار متمدن ...

في مقالي الثاني سوف أركز على الخطاب الديني المتشدد والسائد في فرنسا. وكيف ان هذا الخطاب له دور سلبي كبير في تقسيم ال مجتمع الفرنسي بين مسلم وكافر.

مصادر

http://www.courrierinternational.com/article/2013/05/29/les-immigres-toujours-dans-leurs-ghettos
http://www.inegalites.fr/spip.php?article312
http://www.francetvinfo.fr/replay-radio/le-vrai-du-faux/60-des-detenus-francais-sont-musulmans_1770701.html





#يوسف_العلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط دولة فبراير


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف العلوي - خطورة الاسلام في فرنسا وتأثيره السلبي على مستقبلها