امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5350 - 2016 / 11 / 23 - 16:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليلة أمس الساعة العاشرة والنصف ، دُقَ جرس باب منزل الداعية ورجُل الدين الإسلامي الدكتور " هُشيار إسماعيل " في أربيل .. وفور فتحه الباب ، إنهالَ عليهِ الرصاص من قِبَل مجهولين ، واُردِيَ في الحال ، وبعد نقله الى المستشفى بدقائِق فارَق الحياة .
ليلة 5/12/2013 ، دُقَ باب منزل الصحفي الشاب " كاوة كرمياني " في مدينة كَلار ، وحال خروجهِ ، تعرَضَ لوابلٍ من الرصاص من قِبَل مجهولين ، وقُتِلَ على الفَور .
ليلة 22/7/2008 ، قامَ مجهولون ، بإطلاق الرصاص على الصحفي الشاب " سوران مامه حه مه " ، أمام بيته في محلة الشورجة الشعبية في كركوك ، وأردوه قتيلاً .
نهاراً جهاراً في 7/5/2010 ، تَمَ خطف الصحفي الشاب " سردشت عثمان " في وسط أربيل ، من قِبَل مجهولين ، ورُمِيَتْ جثته المُشّوَهة بعد يومَين في أحد شوارع الموصل .
نهاراً جها راً ، في 13/8/2016 تمَ خطف الصحفي الشاب " ودات حسين " في وسط دهوك ، من قِبَل مجهولين ، ورُمِيَت جثته المُشّوَهة بعد ساعات في شارع قُرب سُميل .
.......................
ما أسهل ما يقوم به " المجهولون " ! ... مُراقَبة بسيطة للضحية المُستَهدَف ، ومعرفة تحركاته ووجهاته ، ثم تحديد ساعة الصفر ، وتَوّجُه بضعة أنفارٍ مُسّلَحين ومعهم سيارات ، لمنزل الضحية وقتلهِ أمامَ بيته ، ثم الإنسحاب سريعاً ، أو خطفهِ وتعذيبه والتمثيل بجثته ورميها في الشارع . عملية " نظيفة " بِلُغة العصابات والمافيات . وبالفعل هي سهلة وبسيطة : فالضحايا أعلاه كُلهم ، شبابٌ غير مُسّلَحين / غير عنيفين أصلاً / مُسالمين آمِنينَ في منازلهم ليلاً أو منهمكين في حياتهم اليومية نهاراً ... بينما المجهولون ، قُساة لايعرفون الرحمة والإنسانية ، وبلا أية قِيَم ، لا يعرفون غير العُنف وإراقة الدماء .
....................
هل ستنتهي هذهِ السلسلة من الجرائم الوحشية التي يقوم بها مجهولون ؟ .. لا أعتقد بأن ذلك وارد حالياً ولا في السنوات القليلة القادمة أيضاً . إذن ما العمَل ؟ أن أكثر شئٍ يريدهُ المجهولون ومَنْ وراءَهُم ، هو أن ( ينسى ) الناس تدريجياً ، هذهِ الأفعال المُجرِمة ، ويُراهنون أن الزَمن كفيلٌ ، أن تصبح هذهِ الأحداث مُجّرَد شئٍ من الماضي ويلفها النسيان .
بالمُقابِل علينا نحنُ الذين ما زُلنا على قَيد الحياة ، التنديد المُستمِر بهذه الجرائم المُشينة ، والتذكير المتواصل ، بضرورة التحقيق الجدي النزيه ، لكشف الجُناة ومحاسبتهم والقصاص منهم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟