|
التّحكّم بمصير النّساء
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5349 - 2016 / 11 / 22 - 23:00
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لن أدخل في تفاصيل، وروحانيات تدعو للخلاص من الواقع الذي نعيشه. باختصار شديد يتحكم بنّا أناس لا يفقهون شيئاً في العلم أو الحياة. يتحكّم رجل الأمن بالمواطن، فيسلبه ماله، ويعتدي عليه جسدياً، ونفسياً، وقد يدخله السّجن ويجلب ابنه المراهق ليتفنّن في تعذيبه بينما يشرب الخمر أو يتناول طعام العشاء، وهو راض. هذا ليس في سوريّة فقط بل في الشرق عامّة. أتحدّث عن سوريّة قبل الثّورة وبعد الثورة، وبما أنّ العائلة هي اللبنة الأساسية ، وتشكلّ أساساً هاماً، لذا فإنّ هذه العائلة المفكّكة سوف تعطي وطناً مليئاً بالدّم كما هو الحال في سوريّة. لاحظت اهتمام الغربيين بعوائلهم إلا بعض الاستثناءات فأدهشني بين ماكنت أسمع، وما رأيت. "إن لم تكن ذئباً أكلتك الذّئاب " قيمة سوريّة يتباهى بها جميع القنّاصين، والقتلة، فقد عبّوا من المال قبل الثورة عن طريق تلك القيمة وما زالوا يعبّون. طبعاً استمرت الثورة بضعة أشهر، ثم انفلت العقال من سجن صيدنايا إلى دول المنطقة فأمطروا سورية تحكّماً وموتاً. التّحكم وراثة اجتماعيّة، فالشخص على ما تربى عليه من قيم، وقيم التربية الأولى القائمة على الغش، والسرقة ، وأخذ فرص الغير هي قيم من يساهمون في القتل اليوم. من هي العائلة؟ العائلة السورية غائبة عن نفسها، فهناك امرأة وأولاد. أغلب النّساء السوريات عازبات لأنّ الزّوج زائر كريم يخشى الجميع وجوده، مع عدم التّعميم طبعاً. السّجن الزوجي للمرأة أصعب من المنفردة فهي ليست مطلّقة، ولا معلّقة تستر نفسها من الفضيحة، ومهما بلغت معارفها تبقى شروط المجتمع هي التي تخيفها أكثر من مغادرة عشّ فارغ. لماذا تقبل المرأة أن تذلّ أمام أطفالها؟ منذ يومين، وفي ألمانيا أمسك رجل زوجته المطلّقة، وربطها بحبل من رقبتها وجرّها خلف سيارته وحتى أمّه لم تستطع تخليصها، وهي في العناية المشددة حالياً، وإمعاناً في إذلالها أجلس ابنه في المقعد الخلفي من السّيارة كي يسجل عذاب أمّه. هذا الرّجل شرقيّ حتى النّخاع، ولم تستطع زوجته الانفكاك منه رغم الطّلاق، وحتى ألمانيا بقوانينها المتقدّمة لم تستطع حمايتها. فالمتحكّم لا يردعه قانون ولا ضمير. لن تنشأ أسرة متوازنة إلا إذا احترمت المرأة نفسها، ولم تتحدّث باسم الرّجل. هناك شروط للحياة الزوجيّة معروفة في كلّ شرائع الدنيا فالمرأة بحاجة إلى الحبّ، وإلى الشّعور بالحياة العائلية، إضافة إلى أمور أخرى تعتبرها هامّة. أكثر الفئات السّورية ظلماً من النّساء هنّ المتنوّرات ذهنياً بمعنى أنّهن لا يحملن الشّهادة الجامعية فقط بل يحملن البصيرة، ويرغبن في مساعدة أطفالهنّ على النّجاح، هؤلاء النّسوة يعانين الأمرّين، ويستغل أزواجهنّ منبتهنّ المنفتح ، وتمسّكهنّ بقيم الإنسان ، ومفهوم التّضحيّة لديهنّ بعيداً عن مفهوم الإلزام. هو مفهوم يتبنيّنه عن قناعة، وفي المقابل يفهم الزّوج هذه القيم عند زوجته فينّكل بها، وأحياناً تتجاهلها عائلتها فتبقى وحيدة. إلا أن بعض العائلات تقدم الدّعم المادي والمعنوي قدر إمكانها فتخلق فرصاً للقاء، وممارسة بعض الفرح، وتقدم للأطفال ما تستطيع للتعوّيض عن النّقص، لكنّها عائلات قليلة. الكلمة الأسهل عند الأهل. أعطه أولاده، وتعالي. ليس جميع الرّجال متحكّمين. فقط البيئات المنتفعة، أو كما تسمى الفئات الطّفيليّة التي ترصد مصالحها الدنيئة، وتقنصها. وهم نفس الفئات الذين يقتلون أهل سورية منذ خمسين عاماً، وهذا هو الجيل الرّابع من المتحكّمين ، وهو أسوأ جيل، وربما آخر جيل سوف يكون. ألا تتحمّل المرأة مسؤوليّة؟ نعم. تتحمّل مسؤوليّة كبيرة لأنّها لا تدافع عن حقّها في العيش الكريم، وتقبل الإهانة من شخص ربما لا تعرفه سوى لبضعة أيام. ليس جميع النّساء سواسية، ومع أنّ الرّجل الشّرقي يقتل أخته تحت عنوان الشّرف لو كانت فقيرة، أمّا إن كانت صديقة رجل أمن، وتاجر، ولديها المال، والقوّة ، فيصادقها، وتكون في منتهى الذكاء عندها. لا بأس . لا أحد قال بأنّ علينا أن لا نحترم المومس. هي في النّهاية إنسان. فقط نطلب من الرّجل أن يكون واضحاً في خياره. هل يريدها من هذا الصّنف أو ذاك؟
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلام عبثيّ خارج الحدود
-
ألبوم الصّور
-
ثقافة الزّيف، والنّفاق
-
أعود إلى زمني
-
اعتذار
-
عتاب
-
لا تنتظر موعدنا الليلة
-
المرأة تسمع بأذنيها، والرّجل يرى بعينيه
-
الفكر الدّيني والقومي في سوريّة
-
كلّ ذلك الألم
-
هل كان عمر متين مثلي الجنس؟
-
تزوير التّاريخ في سوريّة
-
مناضلات بفساتين سهرة حمراء
-
آثار هجرة العائلة السّورية
-
رويدة -6-
-
رويدة -5-
-
رويدة-4-
-
رويدة -3-
-
رويدة-2-
-
رويدة -1-
المزيد.....
-
بعد أيام من وفاة امرأة في حادث مماثل.. دبّ يصيب 5 أشخاص في
...
-
أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة
...
-
منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات
...
-
المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا
...
-
الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان
...
-
مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
-
الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان
...
-
لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
-
اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
-
تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي
...
المزيد.....
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
-
اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019
/ طيبة علي
-
الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
/ إلهام مانع
-
النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول..
/ طلال الحريري
-
واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا
...
/ سلامه ابو زعيتر
المزيد.....
|