أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بياض أحمد - قراءة لقصيدة السياب * أنشودة المطر*/شرفة على ألوان المطر/















المزيد.....

قراءة لقصيدة السياب * أنشودة المطر*/شرفة على ألوان المطر/


بياض أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5349 - 2016 / 11 / 22 - 20:31
المحور: الادب والفن
    


قراءة لقصيدة السياب * أنشودة المطر*
/شرفة على ألوان المطر/
ذ بياض أحمد/ المغرب/
القصيدة لا تبنى هكذا تلقائيا قد تأتي بعرس من المشاعر المتوحدة على محيا لغوي شائك..........
تأتي أحيانا شاملة تحمل في طياتها جميع صور الحياة في شموليتها حين تعانق التجربة أوج الظلال:ذكريات ‚ أوهام‚حزن على معدن الأسى وأبعاد المنفى ......
فتقاسم مع الشاعر وعيه المكتمل على زهرة الذات‚ قد نعانق أيديولوجية من شرفة الحاضر وتوهج الانفعال الذاتي المحض في أوج الغليان كمضمون في سيل اللغة
وبالتالي وميض جديد على نهر الكلمة

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ.. كالأقمارِ في نهر
... يرجُّهُ المجدافُ وَهْناً ساعةَ السحر
كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف


مزيج من الرومانسية التي تبقى عالقة في الذهن ونسمة العواطف كغريزة لبداية تستبيح التواصل في نسيج الكتابة وفيض العاطفة الذي انجلى بقوة والبحث في أغوار اللغة ليصحو هذا التماسك في وقع جديد0
ملحمة الذاتي في توهج الطبيعة.
هذا الابتهال حمل أوج العاطفة في طقوسها بلون الأسطورة, الحنين/ الحب/ والشوق والأسى
السحر يحمل طقوس السكون/ موطن الخلق والانبعاث
ومضة آسرة التحم فيها الشعر بالأسطوري
توازن بين سكون اللحظة وبهاء الوصف
تتسع الأضواء وتبحر في ساعة السحر
فضاء متماسك
على توهج العاطفة‚ تتماسك كل الأشياء وتصب هذا الاندفاع يحيله القاموس اللغوي من نكسة الشعور لتصب الكلمة بريق الأنفاس الوجداني بلون من السراب والعزلة والانفراد والحنين والشوق:
ما بين النخيل والضوء أنين الذكرى الذي يغمر الذات تحت ظلال الحب والمنفى. لِينسكب الأسى في الضباب وتبحث اللغة على عشب التصدي وتصعد المناجاة في رحلة تلثم الواقع ,فالواقع حي لا يموت مترسب في دهاليز القلب ووشم الذاكرة..........

**********************************************************************************************
هذه الرحلة مع المطر
وليدة اليأس
وليدة الإقطاع
وليدة الحزن والجوع
وليدة الفرح
وفي أقصى حد وليدة الموت
ينصهر المطر جوعا ويتآكل صدر الحقول
يتقاطر دموعا على المقل التي ترتشف الضياع ونزيفا في حوض المشاعر اليائسة حين تحمل حلم الموت
يتدحرج المطر تائها بين الخصب الذي هو أصله وأصل المفردة والكلمة(كأصل الحياة
وبين الموت
مرآة مجتمع بائس
قد تحل الذكرى كومضة رائعة تعانق مفردة النشيد كعنوان للشمس
والمطر يبقى دائما وأبدا فرحة الأشقياء
غير أن سحابة المتناقضات من وحي الشعور الذي يبحث عن مخرج
وهذا الشوط المغمور أثناء بناء القصيد
ينفصل بذاته كسحابة
لا يعكس الفردوس
بقدر ما يبحث عن معنى للحياة
بعد أن البس الشاعر للسيل
كل التناقضات والتحامها مع الارتجاج مطر/مطر /مطر..........
*************************************************************************************************
تنبض الذاكرة في الذات ترافق الحميم الذي يستحيل استئصاله

مطر...
مطر.......
مطر.......
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ ..
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .

وحضور الموت يكتسي صبغة خاصة
بين الماء/ الطفولة سيلان الحنين على أوتار العزلة
يحتسي الشعور من فنجان الحزن
والانا الجريح في تفقد دائم لهذه الصلة
بين الوطن الجريح والمنفى وصورة الخليج والتي يعطيها الشاعر وصفا خاصا
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج :
" يا خليج
يا واهب المحار والردى . "
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى



يعود الوقع إلى الواقع
رقصة الروح في استقطاب
الموج الذي ينفضه المطر
فانين الخليج
الغرقى
والجوع
ليصبح الشيء يحمل ضده
هذا التكامل الفلسفي بين الشيء ونقيضه
أقصى المأساة
في بعدها الاجتماعي
وجدلية الذات
المطر والعشب لا يطهران العراق من الجوع
إن حمل المطر حلم الحقول
لا يستوفي فرحة الذات المستأصلة
التي لا تحيا حياتها
في صراع مع الهوية
وعاصفة الإقطاع
يصبح *هو* نصلا
والانا في صراع مع نفسها
المطر الحنين الأول
ويصبح سليل الموت
في الغربة والمنأى والقهر
مطر....
مطر......
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر




بالنسبة للسياب خاصة إذا أردنا نقد قصائده فليس بمنأى عن السيكولوجية
والدارس المتتبع يتبين له هذا الاصطدام
بين الحياة الاجتماعية
المنفى وروح الحزن المستوطنة في خلايا العاطفة
يبقى للذاكرة الشمولية القصوى الترسبات الذهنية والعاطفية كمنحى
مهما بلغ الوعي والرشد السياسي

حينما نأخذ المطر
هذا الرمز
الذي يحمل في طياته كل التناقضات
الموت/ الخصب
الحزن/الفرحة

في تمحيص الذكرى
مند الصبا
لكن مسيرة التاريخ
في موطنها تغلغلت
روح الكلمة
لتوحي
أيضا بالبؤس والشقاء
هناك صور كثيرة تدل على ذلك
هذه القصيدة كبداية للشعر الحديث
إن أخذت المطر كرمز
كينبوع في مجرى سيل الكلمات والإحساس
ترسم بوتيكا الواقع المباشر
أي لا تحمل تلك الطقوس
المستمرة للانزياح
والدهشة والغموض
يكبح ذلك وجة الواقع
الذي يسيل مع الومض
بطبيعة الحال
فالأسلوب يعكس القراءة الشيقة
ومتعة الرحيل مع الكلمة
تراكمت فيها عدة أشياء
الحاضر/الماضي
الأمل
البؤس
ونعش الذكرى المسترسل جليا كشعاع
بين الأزقة المكبوتة بريح الظلام
وكآبة الوجع في غمرة الإقطاع
ترتج وهاد النفس كأرجوحة
فالخليج في الذات العربية
ينبض في كياننا
بالنسبة للسياب موطن الغربة كذلك
يتقاطر سيل الحنين
من صحراء الوحشة
والمدن الضريرة
فالمطر غيم
في صراع مع الانجراف
حلة قشيبة
تزيد الجوع جوعا
وتنصهر الفرحة فيه بحزن مظلم
لكن هناك تماسك ذاتي قوي
من روح العزيمة
فالمواقف السياسية والانتماء يقوي ذلك
لكن القصيدة الحديثة في أوجها تعالج متاهة الأشياء
تبحت عن معنى في فضاء التفسخ
يبقى نضج التنظير
ليستوي مع خفقان الذات
التي تعاني من نكبة التاريخ المتواصلة
والعقل ليس في جمود
يعاني
يتولد الانصهار الكلي فينا
نحمل ما نحمله
في وقت راهن
ما نحمله كلنا
لكل كاتب عالمه
مرآته
في وقتنا الحاضر
كيف نعبر عن الخلل
عن التناقضات
على الرصيف نطرح السؤال
لهذا يصبح للكتابة
صدر آخر
تبني عليه ممارستها
تنحت في رواق الأنين
عرسها المخصي
كتمرد
وانتفاضة
لتشيد سوالف اللغة من جديد
من جرح لا يندمل

فنرجسية الواقع مفروضة من هذا التبني
نشيد الاتساع/ الانفصال على أساطيل مجروحة
يستبيح الأنا أولوية الخروج ليبيح الفراغ
لا نكتب شيئا بقدر ما نسعى للبديل بكشف الواقع المزري من خيام الصمت من جلاء وعينا
لهذا كل الكتابات تتسم بالرفض وجذر الحنان في مسعى وراء يرقة الشمس
ورؤيا لتغيير العالم تنبثق من حلة مكنونة في ذاتنا

الواقع المكشوف في أنشودة المطر
واقع يرسم الشوق والحنين وغربة بطعم أشياء لم تعد كما كانت عليه
والهم العربي في الإنسان الذي تعتصر حلمه أنياب الضجر والجوع والقهر
يسيل الزمان منهمرا يحمل الرحيل والدموع ولكمة الجوع وشذرات من الذكريات الخجولة واجترار المسافات التي تشق الضلوع
تنغمس الرؤيا كرعشة ماء للتواصل تنعكس في المحنة
زفير الأمكنة بطقوسها سيلان منهمر
النخيل كأصل حين يشرب المطر يرمز إلى الظمأ الجفاف في ذروته القصوى
وكثافة الجوع
يبقى الرحيل فقد ابتعد المطر عن ولاية الخصب
و الأمل حلم متمرد في الجفون الكسيحة
يضمه التاريخ
ليعود المطر برمز الخصب
لا بد من فجر جديد
مطر....
مطر........
مطر.......
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَر.ْ
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة!


******************************************************************
هذا العزف الايقوني للمطر
لتماسك النص في موسيقى أو سيمفونية
لالتحام المقاطع في أسطول موحد
والذي يستوحي أيضا العزف الطبيعي لقطرات المطر
وسيل الزمان بين الرفات المخصية ووميض الاشراق
وصيحة الوجدان المترامية
من النقيض إلى النقيض
فالمشاعر تطفو
كاستمرارية لحلم ابدي
كرعشة الطفولة
كإقصاء
كانبعاث
ويلوح التضاد
المسكون بالهوس والانتظار
في رحى الأمل المتشعب في طقوس الحياة
المطر بروح تموز
المطر بمحيا الحبيبة
المطر كموت حين يُكسّر أحضان الأرض
المطر كنبوءة حلم منفرد على أعين طفل
يعكس مجاعة أُمة
حزن الفراق
وليمة المأساة والمعاناة
ويبقى رمز الخصوبة كبداية
لكن مع صيرورة الحياة
فالإقصاء
والتمرد
يكسو هذا الرمز جملة من الأشياء
تتباعد عن قرص البداية
ومحطات الرحيل
الملتهبة
تترجم طقوسه
في أبعادها
المتناثرة في حوض الحياة



#بياض_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت كف على غسيل نجمة/نثر/
- قصيدة نثر
- أديم قصيدة
- قراءة ل حفنة ضوء للشاعرة الأمريكية إميلي ديكنسون (1830-1886)


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بياض أحمد - قراءة لقصيدة السياب * أنشودة المطر*/شرفة على ألوان المطر/