أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - ترامب -الشرق أوسطي-!!















المزيد.....

ترامب -الشرق أوسطي-!!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترامب "الشرق أوسطي"!!
عبد الحسين شعبان

كانت انشغلات الشرق الأوسط بالمرشحَين الجمهوري والديمقراطي للانتخابات الأمريكية (دونالد ترامب وهيلاري كلينتون) تتفاوت بين التأييد والتنديد، إضافة إلى عدم الاكتراث أحياناً، خصوصاً وأن هناك اعتقاد سائد إلى حدود غير قليلة، بأن السياسة الخارجية الأمريكية، ولا سيّما إزاء الشرق الأوسط، لن تتغير ولن تطرأ عليها تبدّلات جوهرية، لأن أمريكا بلد مؤسسات، وبالتالي فإن ذهاب هذا الرئيس ومجيء آخر، سوف لا يغيّر من المسألة شيئاً كثيراً.
وإذا كان مثل هذا الرأي يحمل قدراً من الصواب، فإنه ليس مطلقاً ودائماً، فثمّة متغيّرات وتراكمات يمكن أن تُحدث تغييراً في وجهة السياسة أو في بعض حيثياتها تبعاً لمواقف الرؤساء، فما بالك برئيس مثير للجدل والالتباس والاستثنائية مثل ترامب؟
يمكن للمراقب أن يضع أمامه بعض المعطيات الأساسية لكي يستطيع أن يحلّل مآلات السياسة الخارجية الأمريكية إزاء الشرق الأوسط، مما ترشَّح من آراء وخطب خلال الحملة الانتخابية وحتى قبلها، الأمر الذي خلق نوعاً من التّرقب والحذر، بعدما قام به الإعلام ومؤسّسات قياس الرأي العام والاستطلاع من ضخّ كمية من المعلومات، رجّحت فوز هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي، بل إن البعض رتّب العلاقات معها باعتبارها الفائزة المحتملة أو الأكثر حظاً.
وما أن أعلن عن الفوز غير المتوقّع والمدوّي لدونالد ترامب حتى أصيب الجميع بالدهشة، سواء الفريق المعادي له والكاره لسلوكه وتصريحاته وتوجهاته ذات الطابع العدواني والعنصري، أو الفريق المؤيّد له، لأنه محبط بسبب سياسة آل كلينتون وآل بوش، والتي تمثّل المرشحة الديمقراطية، استمراراً لها، خصوصاً في موضوع استخدام القوة والتدخّل العسكري، ولا سيّما في ليبيا، إضافة إلى الموقف من عموم قضايا الشرق الأوسط، وبشكل خاص القضية الفلسطينية، فعلى مدى العقد الماضي كلّه شنّت "إسرائيل" حروباً متتالية ضد الفلسطينيين وضد لبنان ونكثت حتى بتعهداتها التي لا تمثل الحد الأدنى لحقوق الشعب العربي الفلسطيني، والمقصود بذلك اتفاقيات مدريد – أوسلو العام 1993، والتي وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنّت "إسرائيل" منذ العام 1999 ورفضها المضي في ما سمّي بـ"مرحلة الحلّ النهائي".
وحتى الفريق الذي تمنّى فوز ترامب، ليس حباً به، بل كرهاً بكلينتون، خصوصاً بتصريحاته النارية بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة وتنديده بالراديكالية الإسلامية، والمقصود بها ليس تنظيم داعش والقاعدة وجبهة النصرة وسواهم من المنظمات الإرهابية، بل إن التوصيف يكاد يشمل الإسلام كدين، والمسلمين كأتباع للديانة الإسلامية.
لكن أول تصريح لترامب بعد أن فاز بالانتخابات (8 نوفمبر/ تشرين الثاني العام الجاري 2016) قال فيه: إنه لا يريد أن تستغرق الولايات المتحدة في حروب المنطقة "وعلينا التركيز على داعش" مشيراً أن للتدخل عواقب وخيمة، لأن الأمر قد يفضي إلى حرب عالمية حيث ستكون الولايات المتحدة في مواجهة مع روسيا وإيران وسوريا ، وأن روسيا بلد نووي، وخفّف من المشكلة مع الرئيس السوري، لتأكيده أن مشكلتنا هي مع داعش، ولكنه مانع إرسال عشرات الآلاف من القوات الأمريكية لمحاربة داعش في العراق وسوريا.
وبالعودة إلى لبّ قضية الشرق الأوسط "القضية الفلسطينية" فقد كتب ترامب عشية الانتخابات (أكتوبر/ تشرين الأول 2016) على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك): إنه سيعترف بأن القدس هي العاصمة الوحيدة والحقيقية لـ"إسرائيل"، وجاء مثل هذا التأكيد في حملته الانتخابية بأن "القدس العاصمة الأبدية للشعب اليهودي منذ أكثر من ثلاث آلاف عام".
وقال ترامب خلال لقائه مع بنيامين نتنياهو (في سبتمبر / أيلول 2016) بنيويورك: إن "إسرائيل" ومواطنيها عانوا منذ وقت طويل، وأضاف أن السلام لن يكون إلاّ حين يتخلّى الفلسطينيون عن الكره والعنف ويقبلون بأن "إسرائيل" دولة يهودية.
وسبق له أن صرّح قائلاً: إنه إذا أصبح رئيساً سيقيم تحالفاً قوياً بين بلاده و"إسرائيل" متهماً الأمم المتحدة بأنها ليست صديقة "لإسرائيل"، (مارس/ آذار/ 2016) وذلك في حديث خاص إلى منظمة ايباك (المؤتمر السنوي للمنظمة الأمريكية – "الإسرائيلية"). وبعد لحظات من فوزه لاحظنا استبشاراً وفرحاً في "إسرائيل"، ويتبيّن ذلك من العدد الهائل من التعليقات المرحّبة بفوزه، والمهنئة بعهده والمتمنّية علاقات متميزة "إسرائيلية" – أمريكية.
إن فوز ترامب، حسب "الإسرائيليين" يعني "موت خيار الدولتين"، الذي قد تبنّاه الرئيس بيل كلينتون، في آخر عهده، وواصله بفتور الرئيس جورج دبليو بوش، وتحدّث عنه باراك أوباما في أول عهده العام 2009، ولكن هذا الخيار تم وضعه في الأدراج، خصوصاً منذ فرض الحصار على غزة من العام 2007، والعدوان على لبنان الذي دام 33 يوماً العام 2006، ومن ثم شن ثلاث حروب عدوانية على غزة الأول – الذي دام 22 يوماً في أواخر العام 2008 وأوائل العام 2009 وأطلق على العملية العسكرية اسم عمود السحاب.
وكانت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قد بشّرت بقيام "شرق أوسط جديد"، ولم يكفها الحديث عن شرق أوسط كبير، ولكن صمود الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني فوّت على واشنطن وحليفتها فرصة استكمال مخططاتها العدوانية. والعدوان الثاني – كان تحت اسم عملية الرصاص المصبوب في العام 2012، أما العدوان الثالث – فهو عملية الجرف الصامد في العام 2014.
ودعت "إسرائيل" ترامب إلى الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لها، كما طالبته نقل السفارة الأمريكية إليها، وهذا يعني التجاوز على جميع القرارات الدولية، بما فيها قرار عدم شرعية ضم القدس الذي اتخذه الكنيست "الإسرائيلي" العام 1980.
لقد انتظرت "إسرائيل" هذا اليوم للردّ بقوّة على قرار اليونيسكو، ببطلان نظرية الهيكل، التي اعترفت أن المزاعم "الإسرائيلية" بشأن عائدية الأماكن المقدسة في القدس لا أساس لها من الصحة، وأن هذه الأماكن هي من تراث الشعب الفلسطيني.
وفي ردّ على الدّعوة للمفاوضات المباشرة الفلسطينية – "الإسرائيلية"، قال محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وبحضور رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف: "نحن نريد من بنيامين نتنياهو أن ينطق بعبارة واحدة هي قبوله بخيار الدولتين وبحدود العام 1967".
ترامب أصبح رئيساً، والأمر الواقع واقعاً، فكيف سيبني العرب استراتيجياتهم وسياساتهم معه؟ أعتقد أن هناك ثلاث قضايا ينبغي وضعها في حساب أصحاب القرار:
القضية الأولى - لا ينبغي التوقّف عند الخطاب الشعبوي الذي تبنّاه ترامب عندما كان مرشّحاً، بل عليهم مراقبة الخطاب النخبوي عندما أصبح رئيساً، والذي يمكن أن يتغيّر خارج نطاق الوعود الانتخابية، خصوصاً إذا ما عرفنا أن مجمّع العقول "تروست الأدمغة" سيلعب دوراً غير قليل في صياغة توجهات السياسة الخارجية الأمريكية، ويقدّم الآراء والمقترحات للرئيس، وهي سياسة معتمدة بشكل خاص منذ عهد الرئيس كينيدي وحتى الآن، وقد برز عدد من العاملين في تروست الأدمغة وغالبيتهم الساحقة جاؤوا من خلفيات أكاديمية، مثل هنري كيسينجر وزبغينيو بريجنسكي ومادلين أولبرايت وكونداليزا رايس وستيفن هادلي، وغيرهم.
القضية الثانية – الحاجة إلى حوار على نحو جديد، تشارك فيه حكومات وبرلمانات ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني، وهو حوار ذا شقّين. الشق الأول – معرفي وثقافي، بيننا وبين أنفسنا من جهة، وبيننا وبين الآخر جهة ثانية. والهدف منه هو محاولة المواءمة بين مصالحنا ومتطلبات المجتمع الدولي والقوى الكبرى والبحث في السبل الكفيلة بوضع أولوياتنا موضع التطبيق، ثم تشخيص عناصر القوة التي نملكها، وكذلك عناصر الضعف التي نعاني منها، ويعتمد ذلك على التنسيق والتعاون بين دولنا ومؤسساتنا. والشق الثاني – له علاقة بالحوار السياسي، وهذا يحتاج أيضاً إلى حوار داخلي وخارجي مع النفس ومع الآخر، لا سيّما الأمريكي.
القضية الثالثة – بين الثابت والاستراتيجي، ثمّة تكتيكي وظرفي، فينبغي إخضاع الثاني للأول، وبقدر ما يمكن إبداء مرونة وتواصل في الثاني، يمكن التمسك بالثاني، إلى الحد الذي لا يقبل التنازل، فحقوق الشعب العربي الفلسطيني والحقوق العربية بشكل عام غير قابلة للتصرّف.
وبهذا المعنى لا ينبغي بناء استراتيجيتنا على ردود الفعل، وخصوصاً لترامب المرشح، وعلينا انتظار سياسة ترامب الرئيس، علماً بأن الاختلاف، بل الافتراق بدا واضحاً وجلياً منذ خطابه الأول بعد الفوز، فضلاً عن أنه سارع لرفع دعوات منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، من موقعه الألكتروني بعد فوزه مباشرة (قبل أن تعود ثانية)، والأمر لا يقتصر على هذه القضية، وإنما قد يشمل عدداً من المواقف الشعبوية التي اتخذها والتي كانت "ملحاً" في مواجهة غريمته كلينتون، وكان يمكن للمواجهة أن تكون "بلا طعم" يُذكر، انطلاقاً من بعض خصائص شخصيته الاستعراضية.
والسؤال بقدر ما سيواجه الرئيس، فإنه سيواجهنا أيضاً... وماذا بعد؟



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق العدالة الدولية
- نزع سلاح الآلهة: المسيحية والإسلام من منظور فريضة اللاعنف
- ترامب بين الشعبوية والنخبوية!!
- معركة الموصل و-الاخوة الأعداء-
- الأمل.. في الطريق إلى لياج
- شعبان في مؤتمر سوون - كوريا
- فضل الله وإدمون رزق وشعبان في محاضرة عن الطائفية والإرهاب
- في مغزى الانتخابات المغربية
- تركيا والموصل والخرائط
- وميض نظمي - الحالم الذي قتلته النزاهة!
- جائزة نوبل والدرس الكولومبي
- اليونيسكو و-نظرية- الهيكل
- صفاقس وتجديد الفكر
- الدولة العراقية والسيناريوهات المحتملة
- تضاريس التنوع الثقافي
- عن قانون جاستا
- قانون -جاستا- غير القانوني
- الطائفية فيروس خطير ضرب المجتمعات العربية
- حوار مع عبد الحسين شعبان لصحيفة المغرب
- عن الديمقراطية والسوق


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - ترامب -الشرق أوسطي-!!