أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اتريس سعيد - ليالي القمر الدامية














المزيد.....

ليالي القمر الدامية


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 01:13
المحور: الادب والفن
    


مساءات لا متناهية ليوم كان صباحه يرتدي قناع الكسوف.
في حقولنا البريصة بالظلام تتمخض عاصفة الجياع.
على هاته الأرض الحبلى بالوباء السقيمة بعلل الطغيان.
تحصد العاصفة رأس الطاعون إبان قدوم الربيع.
ماعسى أن أفعل في وطن جردني من أسمال الهوية.
ثمة لجّة الوقت حيث البؤس يتبّجح تحت كمامة الجور.
أرى أفول الطغيان الوشيك في مرايا الهزائم المهشمة.
إشراقة الخيال المتألق كما الدرّر السّاطعة في سماء الروح.
يحتسي الطاغية كؤوس الغيظ والفجيعة خلسة في حانة اللهب
يبعث الثأر من رميم الذاكرة السوداء وما تبقى من هشيم الملحمة
في مقبرة صخرها يستنشق الهِوّاء والوعّيد يكبّل أجراسها بالقيّود
في كفِّ الضّغينة أقرأ حروف الخلاّص يكبر وشم ولادة ثانيْة كَالاُخدود
تحت سنديانة الأساطير تعمْدني كاهنة الشتّاء ثم توّدعني بقبلة وثنيّة
تناولني الرّاهبة قطرة من دماء السّر الممزوج بالمّر في كأس العفرة
أشرب نخب العودة في أحضان الجليد ثم أصلي للمرح الأبدي
أنا كنّه الروح الشارد في معابر الظلمات والقدر بين الموج والرياح
في علْين الكلمات كنت أحوم حول نفسي في رقصة مخمليْة هوجّاء
علّها سرمّدية الكلمات المقدسة حيث ينتهي سحر البهاء في خفّة الروح
في متون الأشواق المألهة التي تعّج برموز الخليقة والأشياء
أختلس الشعلة الأبدية للأتهجى رقيم الخلق ثم أصحح كتاب الشمس
أخطاء الظلام والنور تعني نزوّة بلاّ خطيئة وموت شجاع
أنا صرخة الرّوح المذوية في قلب الأعاصير المضجِّر بالنّقم
في الظلام الدامس أرتل أحجيتي القاتمة ليّرردها معي صدى اللْيل
لا باب لي حتى يقرعه كف اليأس كما لا عنوان في مقبرة الأحياء الميّتون
يحج الضوء زنازن مدينة محاصرة برصاص الأغتيالات وأشباه الموتى العالقون
كبّل عرّاف الرّيح المطر ليسرق أغنيات الطّير في هاته المواسم العجيفة
أنا أسطورة المرح الممّددة تحت ظلال الأقحوان المّوغل في قيْامة الصّمت
ها أنذا أمشي بين الأنغام والأطياف للأنام بين سّحر الزهور وفّتنة العبير
أردد ترانيم العصيّان في كنيسة دهريّة كفراشة نجمية تراقص لهب الحاضر
كان الأريج طرب الزهور يشْق رئتي المتّحجرة ليدّب في عروقي نشوة الثّالوث
عبق الأغنيات زاد الروح المكابر وأشلاء الكوابيس تحت أنقاض ماض مدّرج بالرماد
بعدما أسقط أقنعتي الهمجيّة أدرك أن ذْروة الشّبق فجور مباح في شرائع الأنوثة
يتفجر ينبوع الألهام في جلمود الظّلام على ضفاف العدم الذي أوجد الأشياء
أشرب نخب السعادة بين الوسائد منزّويا في أحضان تسلب الرّوية ّرويتها
يؤرق مقلتي السهاد لأنام على مهد النعيم تحت وجنّة معشوقتي المتّوهجة
الموت قهقهة عابرة في ثغر الجمجمة كوميض الفجرعلى محيى غجريّة عذراء
تتساقط وريقات الحزن القديمة في مناحة خريف كان يصادر ذاكرة الأشجار
برص الخنوع يَصِْلي وجوه العميّان على إمتداد طريق المتاهة اللولبي
وجذام المهانة يرخي أعراش المغيب على قافلة كسيحة يعبث بها القيظ والسراب
صحاري السحت تحت إبط الخديعة التي تجلد قمر الطفولة في ماخور الوطن
يرحل كل شيء إلا صمتي وحيدا يقبع تحت أجنحة الأوهام الناعمة
أداعب نفسي لأعبر متاهة الفراغ إلى المجهول بعدما تناثر لحن الأمسية
لا أجد سوى أضلعي التي أسكنها حيث وميض الضوء الذي يشل الصور
يزمجر الألم المنتّكر ولظْة الروح العذب لا تستجدي سطوة الحطام
في الأيقوانات السماوية يتبدى الشكل كما الأحاسيس حيث يتردد صدى السقوط
تحثني زمردة الروح أن التمرد يثير أهداب البحيرة الغارقة في الحلم
إن العقوق مقدس في أناجيل النفس التي تحّرم الخنوع عن نفسها
وأن التملق خطيئة مميّتة في فراديس المروؤءة حيث لا مكان للصفقاء
يا سيد الكينونتين أنت جوهر الروح الموسوم بالسقوط والعصيان
في وحدة النقائض أراك متْوجا بالحكمة المتوّهجة في شعلة الخلاص
معا سنأجج الحرائق في الطين لنستخلص معدن الصفاء من براثن الحثالة الخبيثة



شاعر الجمجمة

الأهداء
إلى كينونتي الروحانية التي تقاوم الوهم والعبث



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (6)
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (4)
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (3)
- بيان الكرامة
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (2)
- مأثورات مترجمة عن اللغة الاسبانية رقم (1)
- ظهيرة الشغف الشاغرة
- انا اقرع جدران الخزان اذن انا موجود
- شذرات مشعة في رماد البوهيما الغاربة
- في هذا الجحيم سطعت شمس الجمجمة على العصر
- مدخل إلى مبادئ الإزدهار أو فلسفة الرخاء الكوني
- بعض التصورات الوجودية لمذهب الراستافارية
- مواعظ الحكمة من أقوال الجمجمة
- القمة العربية السابعة والعشرون مؤشر ينذر بتخلي العملاء العرب ...
- (مقاطعة الانتخابات التشريعية المخزنية الفاسدة ليوم السابع من ...
- المشهد الراهن للازمة التركية .... سيناريو الفوضى الخلاقة وبو ...
- ما يحدث في تركيا انقلاب عسكري للعناصر الاسلامية التابعة لكول ...
- قراءة هادئة في عملية نيس النوعية (رولاند ابتلع الطعم والفرحة ...
- (الحملة الدولية للتشهير بفضائع القمع والاضطهاد الديكتاتوري ا ...
- خواطر من وجدان الحكمة


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اتريس سعيد - ليالي القمر الدامية