أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - التشيع والتوهب ... البقاء للاصلح














المزيد.....

التشيع والتوهب ... البقاء للاصلح


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 19:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التشيع بمعناه اللغوي هو النصرة والمؤازرة لجماعة من الجماعات او فرد من الافراد او حتى فكرة من الافكار اما التشيع بمعناه الاصطلاحي فيقصد به تلك الجماعة التي وجدت في شخص الامام علي بن ابي طالب مثالها الابرز بعد رسول الله والتشيع الذي نود ان نتناوله في هذا المورد ليس المقصود منه ما يقف ازاء التسنن بل هو التشيع الذي يقف ازاء ما اسميته (التوهب) اي الفكر الوهابي وممارساته وتطبيقاته على الارض وذلك لنرى ونستبين اي منهما اصلح للبقاء سواء على صعيد الفكر او الممارسة على اختلاف وتباين ظروف ونشأة وتبلور كلا الاتجاهين في فضاء الفكر الاسلامي .
الحقيقة ان التشيع منذ مراحله التاريخية الاولى قد اعتمد مبدا الرفض وسلك سبيل المطالبة بحقوق الامة وانصافها اجتماعيا وسياسيا ,التشيع منذ بواكيره الاولى كان عبارة عن حركة اجتماعية احتجاجية ضد انظمة الجور وسلطات الاستبداد اما التوهب فانه بدا وما يزال يتجسد كحركة سياسية كل همها فرض انموذجها في الحكم والتمدد عبر اليات الغزو وما يسمى بالفتح بقوة السيف كما حصل على يد (عبدالعزيز بن محمد بن سعود ) عندما استعان بالحركة الوهابية لضرب الدولة الاسلامية وبسط نفوذه قهرا بمباركة بريطانية مسبقة ومدروسة ,التشيع يناىء بذاته عن مراكز القوة (السياسة ) ما استطاع الى ذلك من سبيل الا بمقدار ما يتعلق باصلاح امور المجتمع الاسلامي وسلامته واستقراره , اما التوهب فهو يعتمد منهج التحالفات والتفاهمات والصفقات السياسية البراغماتية (قبيلة ـ في الاعم الاغلب ) لغرض الوصول الى مراكز القرار السياسي وبالتالي فرض سيطرته على الارض من خلال التنفير والتكفير وقطع الايدي والارجل والرؤوس
التشيع يمتلك ارث تاريخي نقدي تغييري مضمخ بالتضحيات والدماء والمواقف الانسانية النبيلة اما التوهب فيكاد يخلو من هكذا مقومات تحدد مدى دوام ومقبولية اي توجه من التوجهات المذهبية والعقائدية
التشيع يمتلك خزين هائل من استدرار العواطف وتثوير الاحاسيس والمشاعر باتجاه الاصلاح تحت مظلة اكبر مأساة انسانية (واقعة كربلاء) التي ما تزال تجد لها صدى ودوي داخل الكيان الفردي والجماعي والمجتمعي لا سيما داخل تلك المجتمعات التي تنشد التحرر من نير العبودية والاستغلال الطبقي والاجتماعي
التشيع يمتلك فلكلور وطقوس تشحذ الهمم وترتقي بالنفوس فضلا عن احتوائه على استفهامات عدة حول تاريخ اريد له ان يكتب وفق روية الانظمة التي تعاقبت على حكم المجتمع الاسلامي منذ قرون , اما التوهب فهو على العكس من ذلك لا يمتلك اي ذخيرة حية تؤهله للبقاء سوى ما يعتمده من مال سياسي يتدفق بشكل مهول عبر موردين اساسيين داخل مملكة ال اسعود (الثروات الطبيعية (النفط)
الثروة الدينية (بيت الله )
التشيع يستطيع العيش دون ان يعتمد على عوامل مالية او مادية خارجية او داخلية فهو توجه ينبثق من داخل النفس البشرية بعكس التوهب الذي لا يستطيع الاستغناء عن الدعم المالي والسياسي محليا واقليميا وعالميا
التشيع له تاريخ طويل مع العمل خارج نطاق الأنظمة والحكومات فهو يمتلك سر بقائه وصموده اما التوهب فهو لا يستطيع العمل الا ضمن مضلات حكومية رسمية تمده بالدعم والتمويل
لذلك كله وغيره من الاسباب والخصائص فان التشيع كما نرى سوف يكتسح التوهب ويقلص من مساحة انتشارة التي ما تمددت الا بفضل اموال ال اسعود الذين اصبحوا اليوم يتخبطون وسط دوامة الخسارات العسكرية والاقتصادية ناهيك عن تشوش واضطراب هذا النظام الذي اصبح العالم اليوم ينظر اليه على انه نظام دموي يثير الفتن ويقلق الاوضاع السياسية داخل اهم منطقة ستراتيجية في العالم (منطقة الخليج) اما تحالفه القديم الجديد مع التوهب فقد اخذت المؤشرات تتزايد يوما بعد اخر على انفصام كثير من العرى التي شكلت المادة الاساس لذلك التحالف البغيض .
ان ما يشهده العراق من كل عام خلال زيارة العاشر من المحرم والزيارة الاربعينية والتي تشهد حضورا مكثفا لشتى الجنسيات من مختلف بلدان اسيا وافريقيا واوربا وهم يقطعون الاف الكيلو مترات مشيا على الاقدام قاطعين الفيافي والقفار والمفازات , وقد بلغ بعضهم من العمر عتيا , دون اي ترغيب او اغراءات او عمليات غسيل للعقول والادمغة لهو دليل قاطع على ان التشيع كعملة عقائدية جيدة سوف تطرد العملة الوهابية الرديئة في المستقبل القريب او المتوسط .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مقارنات العراقيين الظالمة ايهما افضل زمن صدام ام ما بعد ذ ...
- الفتنة الكبرى
- الراحل علي الوردي والنزعة الطائفية عند الفرد العراقي
- رواسب نظام البعث في شخصية الفرد العراقي
- العراقيون والشيخ زايد
- المثقف بمواجهة السلطة ام المجتمع ؟
- الزوج ام النقال
- منزلة الادب بين سائر الرتب
- سالفة ام جبار
- وماذا عن (المطيرجية)؟
- ذا فويس كيدز وذائقتنا الفنية
- هل يصلح العبادي ما افسدته المحاصصة ؟
- من سرق الديك ؟
- مقهى الناصرية
- عندما يموت المثقف مرتين
- الحكومة وعيون المدينة
- اتحاد القوى
- القطار والسينما
- قسمة ضيزى
- احتفالات العراقيين بمناسبة العام الجديد ...دلائل ومعطيات


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - التشيع والتوهب ... البقاء للاصلح