أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الفردوسُ الخلفيّ: الكاف 2














المزيد.....

الفردوسُ الخلفيّ: الكاف 2


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


" لو أنّ المسيو غوستاف ليسَ مسافراً، لكان قدّم الكاتب الضيف بشكل أفضل "
كذلك قالت لي مخدومتي، آنَ عودتنا ليلاً. وكنا قد تركنا رواق الفنون، عند إنتهاء حفل تكريم الكاتب الأمريكي " فريدريك بوول ". ذلك جرى بعد عيد ميلاد الخانم بأسبوع واحد، وكانت شقيقتي آنذاك قد رافقت مخدومها في سفرة إستجمام إلى أغادير. ثم أستدركت " سوسن خانم " وهيَ ترمقني بنظراتٍ متمعّنة في ملامحي، المنطلسة حتماً بسبب عتمة الدرب والسماء المتجهّمة: " مع أنّ المسيو لم يكن ليجد وقتاً للحضور حتى لو دٌعيَ للحفل، وذلك لنفوره من الفعاليات الثقافية أياً كانت "
" لم أكن أعلمُ قبلاً، أنه على معرفة بالكاتب؟ "، تساءلتُ بدافع الفضول وعلى الرغم من حرصي المعتاد على تجنّب سيرة صهري المقبل. في الأثناء، كنا قد تجاوزنا الأسوار المحدقة بأطلال القبة المرابطية، المفتوحة على الساحة السماوية المترامية الأطراف وتيارات ديسمبر الباردة. فبدا دربنا على الأثر مُناراً نوعاً بفضل الأضواء الخافتة، المتسللة من نوافذ المنازل المشرفة على المداخل المؤدية إلى سوق السمارين.
" بلى، إنهما صديقان قديمان.. وأعني أنهما كانا كذلك، لما جمعهما الأدبُ تحت سقفه "، أجابتني وكنا عندئذٍ قد أضحينا تحت سقف أحد الدروب، المشغول بجريد النخيل. وأستطردت قائلةً: " مع أنّ الأمريكيّ يكبُرُ غوستاف بلا أقل من عشرين عاماً، إلا أنهما كانا يُحسبان على البيت غينيريشين... "
" أتقصدين، جيل الستينات؟ "
" بل هوَ جيلٌ أمريكيّ بدرجة أساسية، تألّف من أدباء وفنانين أختار بعضهم العيش في باريس ومنهم من إنتقل إلى المغرب ودول أخرى في الشرق. هذا الجيل، كان يستمدّ إلهامه من التوق إلى حياة الإباحة والشذوذ والهلوسة والتغرّب، كردّ فعل على مجتمعهم المغرق بالمادية والجشع والإستغلال... "، قالتها ثم توقفت لوهلةٍ قبل أن تخاطبني بشيءٍ من الضيق: " ولكن، أراكَ كمن يكبتُ ضحكة متهكّمة؟ ". وكنتُ فعلاً قد وجدتني أتبسّم حينَ ضبطتني مخدومتي، كونها تكلمت عن مساوئ الرأسمالية بلسان غيرها. قلت لها في الحال، مرتبكاً: " لا، سوى أنني رأيتُ أفكارهم غريبة ومثيرة "
" آه، نعم! والملاحظ، أنّ هؤلاء الكتّاب حُمِّلوا مسؤولية مجتمعٍ لطالما محضوه كراهيتهم، لدرجة هروبهم منه إلى آفاق أخرى.. "
" بأيّ طريقة تمّ تحميلهم المسؤولية؟ "
" على سبيل المثال، عدم معرفتك بالكاتب الضيف وجيله الأدبيّ.. وفيه أسماء أخرى لا تقلّ أهمية؛ كوليام بروز وجاك كرواك وألن غينسبرغ وكين كيسي.. "
" أعتقد أنّ جيلنا لا يعرف سوى أرنست هيمنغواي وجون شتاينبك.. "
" تماماً، لأنهما حازا على جائزة نوبل! وهذا ما قصدته من المسؤولية.. إذ حمل الأدباء الأمريكان إنتماءهم كخشبة صليب. وكان ذلك، لإنتشار فوبيا الأمريكان بين المثقفين في العالم منذ بداية الحرب الباردة. فهذا هوَ فريدريك بوول، يعيش أيضاً في المغرب منذ تلك المرحلة ولكنه مجهولٌ لدينا في المشرق.. "
" بل يبدو إنه كذلك في هذا المغرب ذاته..! مع أنّ الكاتب نذر له كينونته كإنسان، كما وإستلهمَ من وحي إقامته فيه العديد من الأعمال الروائية والقصصية وغيرها. هذا ما فهمته من كلام صديقنا، المهدي "، فلما قلتُ لها ذلك فإنها تذكّرت ربما ملاحظتها الأولى عن تقديم الضيف. إذ أشارت إلى الأمر عَرَضاً، على مألوفها حينما تود الإنتقال إلى موضوع مختلف: " جيّد أنّ ثمة أدباء محليين يقدّرون زميلهم العجوز، خصوصاً وأنه يستعمل الإنكليزية، بطبيعة الحال، لا الفرنسية أو الإسبانية. حفل التكريم، كان لفتة مؤثرة من لَدُن الأستاذ الشاعر. ولكنهم أتعبوا الضيف بطلبهم منه إلقاء محاضرة؛ هوَ الممعن في الشيخوخة علاوة على معاناته من المرض "
" هل قرأتِ شيئاً من أعماله الأدبية ؟ "
" فقط بعض القصص القصيرة، قرأتها ضمن كتاب بطبعة إنكليزية، وكان أغلبها مستمداً من البيئة المغربية. وأصارحك، بأن القصص لم ترق لي بسبب مواضيعها المتسمة بالعنف والقسوة، فلم أكمل الكتاب... "، ثم سكتت فجأة بعدما أجفلها ظهورُ شخصٍ مرقَ من جانبنا كالشبح. على أنها أستعادت رونقها سريعاً، وكنا عندئذٍ قد تجاوزنا أحد المداخل المفضية لسوق الرحبة الكبيرة. فما لبث المكان أنّ ضجّ بالمتسوقين والمتسكعين، المعهودة حركتهم حتى ساعة متأخرة من الليل بالنظر لقرب الأسواق من ساحة جامع الفنا. فيما روائح الأعشاب الحرّيفة، المتصاعدة من محلات العطارين، تجعلُ المرءَ تائه الفكر ـ كما المسرنم، الهارب من حلمٍ قصيّ.







#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفردوسُ الخلفيّ: الكاف
- الفردوسُ الخلفيّ: الياء 3
- الفردوسُ الخلفيّ: الياء 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الياء
- الجزء الأول من الرواية: الطاء 3
- الجزء الأول من الرواية: الطاء 2
- الجزء الأول من الرواية: الطاء
- الجزء الأول من الرواية: الحاء 3
- الجزء الأول من الرواية: الحاء 2
- الجزء الأول من الرواية: الحاء
- الجزء الأول من الرواية: زاء 3
- الجزء الأول من الرواية: زاء 2
- الجزء الأول من الرواية: زاء
- الجزء الأول من الرواية: واو 3
- الجزء الأول من الرواية: واو 2
- الجزء الأول من الرواية: واو
- الجزء الأول من الرواية: هاء 3
- الجزء الأول من الرواية: هاء 2
- الجزء الأول من الرواية: هاء
- الجزء الأول من الرواية: دال 3


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الفردوسُ الخلفيّ: الكاف 2