أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح8














المزيد.....

حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح8


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5344 - 2016 / 11 / 15 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح8

اهتم كريم كثيرا بقضية أختفاء صديقته وحاول أن يصل إلى مستويات عالية ومسئولة في الدولة وخاصة هنا في كربلاء، يبدو ألا أحد يملك أجابه ولا أحد يمكنه أن يعط جوابا حاسما وأخبار الأعتقالات تتداول بين الناس بكثرة بعد أنهيار الجبهة الوطنية، هذا ما يؤكده البعض لكريم أن الأمر متعلق بكونها شيوعية وتحمل معها أفكارا تحسب الأن معادية للنظام، طبعا هذا لا يمكن أن يؤكده كريم وينفيه جملة وتفصيلا فهو يعرفها تمام يسارية الفكر نعم.... ولكن لا تؤمن أصلا بالشيوعية، الغريب من كونها وجودية ومن مذهب ديني أخر لا أثر له في واقع كربلاء جعل منها علامة أستفهام كبيرة وكبيرة جدا.
واحدة من الأسباب التي جعلت أم كريم تحاول جاهدة بدفع ابنها بعيدا عن سميرة وعالم سميرة أنها تخشى أن تعترف عليه في أجهزة الأمن من أنه معها أو تحاول أن تجره للتحقيق، هواجس تعرف تماما انها شبه حقيقية فالأجهزة الأمنية في بلدنا لا تفرق بين أحد وأحد فالكل أعداء ما لم يثبت العكس، هذه المخاوف لم يكترث لها ولم يلتف لما تقوله الام، إنه واثق تماما أن سميرة لا تشكل له أي خطر بأي معنى لكن المشكلة الان تتركز على غياب والدتها على فرض أنها معتقلة لأسباب أمنية.
القلق يساور الجميع والأبواب مغلقة وخلف الأبواب تهم جاهزة لمن لا يمضي مطأطأ الرأس للرياح القادمة من بغداد، الخشية من السؤال تجعل الكثيرون يبتعدون عن عالم كريم وسميرة، حتى عندما ذهب للمدرسة الثانوية التي تدرس فيها سميرة ويسأل عن أخبارها، أبلغته إحدى المدرسات التي تتحدث نيابة عن الإدارة أن ليس لديهم مدرسة اسمها سميرة وأغلقت الباب بقوة، الخوف واحدة من المناهج السياسية الناجحة في بلد مثل العراق لجعل الناس أكثر هدوء وأكثر ترددا في أقتحام المجهول، لقد نجح النظام في أن يجعل من الشعب مجرد دمية، يمثل أمامها قوة القانون كالفرس الأعرج حين يسمح لكل من هب ودب أن يركبه دون مقاومة.
أستوقفه أحد الرجال المتربصين بكل قادم بالدربونة التي يسكنها ومعه دفتر سميك، كانت الأم تنظر لما يجري من نافذة الغرفة التي تطل على الطريق الضيق، موقف لا تحسد عليه أبدا مع هواجسها المخيفة، كان المشهد وحده مرعبا بكل التفاصيل حين طلب الرجل من كريم هويته وبدأ يدون في الدفتر، الرعشة الجسدية والعرق المتصبب منها وهول ما كانت تتوقعه جعلها تسقط مغشيا عليها دون أن تعرف ماذا جرى خارجا، ودعه ومضى يسأل عن البيت الثاني ودخل كريم كالعادة وهو ينادي ... يوم ... يوم ... يوم، لا صوت ولا صدى يسمعه دخل الغرفة وجدها شبه جثة ممددة بلا حراك وكأنها خشبة، أسرع برش الماء على وجهها وتدليك أعلى الأنف والجبهة وهو يحتضنها بألم، لقد عرف الآن أن والدته كانت تنظر إليه وهو يقابل رجل الأمن الذي يجمع المعلومات من المنطقة.
لم يركن أحد إلى اليأس لا سيما وأن كريم بدأ وكأنه يقاتل من أجل أن يعرف مصير سميرة، في البيت كما في مكان عمله موظفا بالمكتبة المركزية كمعاون أمين لها الكل يبدي التضامن ولو بشكل تلميح خوفا من المضايقات أو من قدرة الجدران على التنصت ونقل الأخبار، لكن ذلك لا يمنعه من أن يشعر بالسعادة في هذا الجانب، كان أخر من تضامن معه والده الذي حضر ومعه شخص فيما يبدو عليه أنه من رجال الحكومة...
_ سعيد بك يا كريم وأنت رجل بقدر الكلمة مما تحمل من معان.
_أهلا بك سيدي العزيز هذا تشريف لي وللوالد.... أن سعيد أن أبي له معارف وأصدقاء مثل جنابكم الكريم.
بضحكة تحمل أكثر من معنى قال بخبث..
_يا رجل مالك أتعبت قلب الوالد فهو يستحق منك أكثر من هذا الأهتمام.
_يا سيدي لا أظن الوالد يشعر بتقصير من جانبي وأنا مهما أكن فصناعته وإبداعه وأنا ظله لا أكثر.....
تدخل الوالد وطلب من كريم أن يخرجا قليلا إلى الحديقة في أمر خاص.. أستأذن مسئوله ووضع بعض الكتب التي كان يحملها على أحد الرفوف ولحق بوالده والضيف...
_نعم كريم ما المشكلة التي أزعجت فيها والدك وأنت قلق منها.
تدخل أبو كريم ليشرح له أن الأستاذ يحاول متفضلا أن يساعده في تقصي قضية أختفاء سميرة وأمها منذ فترة.
_ يا سيدي لي صديقة غريبة من محافظة أخرى وتعمل مدرسة في ثانوية البنات وقد أختفت فجأة من دون سابق أنذار هي ووالدتها العجوز، وحيث أني أقرب الناس لهما وعلى علاقة ما أحاول أن أجد تفسير أو سبب لهذا الغياب، حاولت أن أطرق أكثر من باب لكن الجميع جوابهم واحد لا معلومات لدينا عنهم.
_وأنت ما تقدر من أسباب على الظن أو قد تكون علة مرجحة لهذا الغياب.
_لو كنت أعلم أو أعرف لم ابحث، أخر مرة شاهدتها وتكلمت معها هنا في المكتبة بعد أن أنهت دوامها في المدرسة، كانت تخطط لرسم لوحة شخصية لوالدتي داخل البيت وقد هيأت لها مستلزمات الرسم وكان الموعد في اليوم الثاني للمباشرة، هذا كل ما أعرف....
_طيب هل لديها مثلا عداوة أو مشكلة مع أحد أو لربما متورطة في قضية ما.
_يا سيدي الأستاذة سميرة امرأة عصامية ومنغلقة على نفسها يكفيها أنها تناضل لتعيش بعد أن فقدت زوجها وأبنها في حادث سير، لا أظن أنها من النوع الذي يختلق المشاكل.
تدخل الأب ليشرح لصديقه أن سميرة وأمها من محافظ البصرة وليس لهم معرفة عائلية بأحد وأن كريم مجرد صديق ويعتبرها مثل أخته لأنها غريبة ومقطوعة من شجرة، إنها مجرد امرأة مسكينة.
_لا يا أبي سميرة ليست مسكينة بالمعنى المتعارف أنها سيدة من حديد واجهت الظلم والتعسف بحقها وتتمسك بوجودها وتناضل لتكون أكثر من امرأة بل هي سيدة تعمل من أجل الناس...
أنتهى الحديث بوعد البحث عنها في كل مكان بعد أن أخذ أسمها الكامل وعنوان عملها وصورة صغيرة كان يحتفظ بها كريم في محفظة الجيب، لم يكن الرجل حسب تقاسيم وجهه مقنعا لكريم بأنه سيساعد بل توجس خوفا من نوعية الأسئلة التي تشبه التحقيق الجنائي بعدما أنفرد به بعيدا عن أسماع الأب.












#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الأربعين وواقع العراق الحزين ح1
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح7
- الجنة ومفهوم الكهنوت الديني للفرصة المتاحة للفرد بنيلها
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح6
- محذور ...... من أن تحب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح5
- المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (2)
- المقدمات والنتائج في قراءة مبكرة للانتخابات الأمريكية (1)
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح4
- وكل شيء أحصيناه ..... تراب
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح3
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح2
- حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح1
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح 3 (راهنية التجربة في الواقع ...
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2
- الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح1
- إختلاجات الموت في موسم الحياة _قصة قصيرة
- غناء للموت والحياة والمطر
- الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء
- اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين يحزن القمر ...تغني البحار_رواية_لعباس العلي ح8