أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل














المزيد.....

تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5343 - 2016 / 11 / 14 - 00:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما يلتقي الحقد الطائفي مع الشوفينية القومية، فيجب ان ندرك بأن هناك مراسيم تعد لتحضير ارواح سياسة البعث الفاشي.
نادر ما سمعنا من الانظمة القمعية والدكتاتورية والقوى والاحزاب المتورطة بجرائم حرب، بأنهم سيسعون وسينظرون بشكل جدي الى تقارير حول انتهاكات حقوق الانسان صادرة من المنظمات المعنية مثل هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية. وليس هذا فحسب بل شخص مثل العبادي الذي لم يحرك ساكنا منذ ان قدمت تقارير وادلة مادية اليه حول تورط مليشيات "الحشد الشعبي"، في مدن ديالى وصلاح الدين والانبار بجرائم تعذيب وقتل تصل الى مستوى جرائم حرب، يٌحَمّلْ اي العبادي اليوم العفو الدولية مسؤولية نزوح سكان مناطق الموصل لان تقرير المنظمة التي ادانت جرائم الجيش والشرطة الاتحادية في مناطق الموصل، سيثير الفزع في صفوف سكان المدينة ويدفعهم الى الهروب والنزوح. بيد ان هذا الانتقام الطائفي الذي يجري على قدم وساق في معركة الموصل وتنشر "الى الأمام" نسخة من التقارير الدولية حولها في هذا العدد، يتم بالتزامن مع العقوبة الجماعية التي تقوم بها الحكومة المحلية في محافظة كركوك ضد السكان العرب من خلال هدم منازلهم وطرد اصحابها منها ونفيهم الى مناطق بعيدة، بسبب هجوم عصابات داعش الاخير على مدينة كركوك. وتعيد بنا الذاكرة الى سياسة النظام البعثي الفاشي ضد السكان الاكراد في مدينة كركوك وكل مدن كردستان العراق. وتحت نفس المبررات ارتكبت الجرائم والمجازر ضد الناطقين باللغة الكردية، لمجرد تثوير رصاصة او هجوم تقوم به قوات البشمركة على احدى نقاط او دوريات الجيش العراقي، ويقوم الاخير اي الجيش العراقي بعمليات انتقامية ضد المنطقة او الحي او القرية او البلدة التي انطلق من الهجوم المذكور. وهكذا فلقد رفضت الحكومة المحلية في مدنية كركوك تقارير منظمة العفو الدولية كما رفضتها حكومة العبادي.
وهنا نذكر الحكومة المحلية في كركوك وقواتها الامنية، بعمليات الانفال المجرمة التي اخفت من الوجود اكثر من ١٨٢ الف انسان لمجرد انهم ناطقين باللغة الكردية وتدمير اكثر من ٣٠٠٠ قرية، كتبرير للحيلولة دون حصول البشمركة على دعم لوجستي وحرمانها من حاضنتها الاجتماعية. كما نذكر التحالف الشيعي الذي يقوده اليوم حكومة العبادي، بأن نفس النظام البعثي دأب في تجفيف مياه الاهوار لعدم اتخاذها بؤرة لشن العمليات العسكرية لميليشياتها ضد القوات الامنية.
اليوم تقوم الحكومة المحلية في مدينة كركوك وحكومة العبادي بأعادة انتاج نفس السياسات البعثية الفاشية تجاه السكان العرب وتجاه المصنفين السنة، وتنظم عملية عقاب جماعي ضد سكان تلك المناطق التي انطلقت عصابات داعش منها.
ان المنافسة بالانتقام سواء في الموصل من سكانه او في كركوك ايضا من عربها، هي سياسة تخفي ورائها اجندات سياسية. وعلاوة على ذلك فالحكومة المحلية في كركوك تحاول الانتقام من فشلها الامني والسياسي وتحميلها تارة على كاهل النازحين واخرى على السكان العرب الاصليين في المدينة. وان اخفاقها الامني بالدرجة الاولى والمنافسة والصراع بين الاحزاب السياسية القومية المتنفذة في المدينة، وفشل الحكومة المحلية التي يغلب عليها الطابع القومي في ان تكون حكومة كل سكان كركوك الناطقين باللغات العربية والكردية والتركمانية والسريانية، والتعامل بمساواة مطلقة مع ساكنيها ساهمت وما تزال تساهم في غياب الامن التي وفرت الارضية لفيروسات مثل داعش ان تنمو فيها، وبالتالي هي وراء الهجمة الارهابية لعصابات داعش على مدينة كركوك.. اما الحكومة المركزية في بغداد، التي تواجه مقاومة شرسة من عصابات داعش في الموصل، تحاول مثل عصابات داعش عن طريق التعذيب والاعتقال والقتل بعيد عن اعين القضاء والمحاكم، بنشر الرعب في صفوف سكان الموصل. لقد تحول الشعار الحكومي لمعركة الموصل "قادمون يا نينوى" الى "قادمون للانتقام والتطهير الطائفي"، وليس لتحرير سكان الموصل الذين تم تسليمهم بتواطؤ محلي ومؤامرة اقليمية ودولية كرهائن الى عصابات داعش.
ان سياسة الانتقام القومي او الطائفي لن تقض على داعش، بل ستعيد انتاج داعش مثلما تكيف الفيروسات نفسها مع البيئة الجديدة. ان القضاء على داعش وعلى كل الارهاب الاسلامي يتم عن طريق الكف عن سياسة الانتقام الطائفي والقومي، والتعامل مع سكان المدن التي تتخلص من داعش بمعاملة انسانية ليس على صعيد تأسيس السلطات المحلية التي يجب ان تكون سلطات علمانية غير دينية وغير قومية فقط، بل ايضا على صعيد التعامل الانساني مع النازحين وتوفير كل مستلزمات الحد الادنى للسكن الانساني. ومن الجانب الاخر محاكمة المسؤولين في القوات الامنية والمليشيات المتورطين بجرائم انتهاكات لحقوق الانسان وعلى مسمع ومرأى المجتمع كي يشعر سكان تلك المناطق بالأمن والامان. وبموازاة ذلك محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم من عصابات داعش الى القضاء والمحاكم العلنية ايضا.
ان الخطوة العملية لدفع حكومة العبادي والحكومة المحلية في كركوك بالكف عن السياسات النازية والشوفينية البعثية، هو ان تقوم الشخصيات والاحزاب والقوى والمنظمات العمالية والتحررية في شجب تلك السياسات، وتنظيم احتجاجاتها في داخل العراق وخارجه امام السفارات. يجب ان يعلم سكان الموصل وكركوك وكل المناطق التي تتخلص من داعش، بأنهم ليسوا وحدهم في المعركة ضد داعش وضد كل الممارسات اللاإنسانية للقوات الامنية والمليشيات والحكومات التي ورائها، بل هناك جبهة انسانية عريضة تساندهم وتدعمهم.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين
- سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري
- حثالة البرجوازية والموازنة
- هل هو التملق ام الخوف من الاسلاميين؟
- الاوغاد لا يقضون على داعش
- سكان الموصل ومصير دولة الاسلام الشيعي
- الاوضاع السياسية في العراق.. ملاحظات اولية حول تقسيم العراق ...
- فاشية الدولة التركية والاستحقاق السياسي في العراق
- انهم يذرفون الدموع على حلب! ما امس الحاجة اليوم الى اممية ما ...
- سمير عادل -عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العرا ...
- الطبقة العاملة وحرامية الخضراء ومناسبة العاشوراء
- تقسيم العراق نحو تقسيم الكعكة
- مجلس السياسات الاستراتيجية بين معركة الموصل وصك الاسنان
- مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية
- اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء
- عصابات العشائر وعشائر العصابات
- دفاعا عن ناهض حتر..في الدفاع عن حق الرأي والتعبير
- عام على مهزلة اصلاحات العبادي.. عام من نشر الاوهام
- ترامب لم يقفز من السماء
- العامل وعضو البرلمان


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل