أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عقل احمد - نحو جبهة شعبية متحدة















المزيد.....



نحو جبهة شعبية متحدة


محسن عقل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5342 - 2016 / 11 / 13 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحو جبهة شعبية متحدة
محسن عقل احمد - تيار طريق التغيير السلمي-
مقدمة :
الدولة الوطنية (الحديثة) في جميع الأعراف هي محصلة عقد مواطنة ( اجتماعي – سياسي) يعتمد السيادة المطلقة للقانون ضمن معايير، (ولما كانت الدولة السياسية كلية عينية، أي وحدة الحرية الذاتية والحرية الموضوعية، أو وحدة الإرادة الفردية والإرادة العامة، ووحدة المصلحة الخاصة والمصلحة العامة، ولما كانت الكلية أو العمومية هي الماهية الجوهرية للأفراد، الذين لا يسعون وراء مصالحهم الخاصة وحاجاتهم الشخصية فحسب، بل يسعون إلى ما هو عام وكلي مما يتسق وجوهرهم الإنساني، فإن التجلي الواقعي لهذه الكلية العينية هو الدستور والقانون اللذين هما وحدة الحقوق والواجبات، الجدلية، وتجسيد للحرية الموضوعية. حقوق الأفراد هي واجبات الدولة؛ وحقوق الدولة هي واجبات الأفراد. مع ملاحظة أن حق الدولة أعلى من حقوق جميع أفرادها. ويفترض، الحال كذلك، أن تكون واجباتها، تجاه مواطنيها، وتجاه مجتمع الدول، أعلى من واجبات جميع أفرادها. ومن ثم فإن القانون (الدستور وسائر القوانين المشتقة منه والمتسقة معه) هو ماهية الدولة وحقيقتها الواقعية.) وينطلق فهم الدولة الوطنية من أسس ثابتة لتتحول الدولة من الحالة البدائية إلى دولة منتجة وفاعلة أهمها:
1. تحقيق عدالة متساوية وتكافئ الفرص بين جميع المواطنين وإلا تتحول الدولة الوطنية إلى ( أداة قهر طبقية) كما يقول ماركس، بغض النظر عن الانتماءات العرقية أو القومية أو اللااثنية
2. تحقيق المواطنة والحرية والديمقراطية والفرص المتساوية بين جميع المواطنين للمشاركة في جميع مؤسسات الدولة وإلا تغدو دولة بدائية يتم الحنين لأشكال مختلفة للحكم ... الخ
3. تحقيق التداول السلمي للسلطة السياسية والتشاركية بين جميع الشرائح والطبقات الاجتماعية وممثليها في البنى الفوقية للدولة وإلا تغدو دولة قمعية.
4. ضمان الأمن للمواطنين مقابل عدم استخدامهم العنف واللجوء إلى القانون في حل جميع المشاكل والمعيقات..الخ وإلا تفقد المواطنة معناها في الدولة الوطنية ويغدو الانتماء للقبيلة والعشيرة والطائفة والعائلة أمرا محتملا على الدوام.
5. الدولة هي صاحبة الحق الوحيد في استخدام العنف ويتم ذلك عبر وجود جيش وطني وأجهزة أمنية مهمتها استخدام العنف للدفاع عن حدود الدولة و ضمان الأمن والاستقرار للمواطنين ضمن منظومة القوانين المعمول بها والمثل الأخلاقية ولا تتعداها وبالتالي تغدو المعادلة سهلة لكنها دقيقة للغاية. في نظرة المواطن لتلك الأجهزة بين قبولها كأجهزة تعمل لضمان راحته أو أجهزة تمد سيفا مسلطا على رقبته دوما كأجهزة قمعية.
6. مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي لتطوير البنى التحتية والفوقية عموما.وتقديم الخدمات العامة والإنماء المتوازن بين جميع جغرافية الدولة.
في سورية قبيل الحراك كنا نلاحظ أن التطور الاجتماعي – الثقافي السوري يأخذ شكلا بدائيا مرتبطا بالدين والمذهب بداية عموما وفي الوسط البدوي مرتبط بالقبيلة والعشيرة والعائلة وثانيا نراه متأثرا بنحو حساس بالتطور الاجتماعي المذهبي بلبنان والعراق. وبعيد كليا عن فكرة المواطنة المرتبطة أساسا بالعلمانية التي تضمن للفرد الحقوق والواجبات المتساوية تجاه المجتمع- الدولة بالتالي تطور الوعي السياسي- التاريخي كان محدودا ومجاله الوحيد المسموح به من قبل السلطات هي الجوامع.
حركات التحرر الوطني ونهوض التيارات السلفية :
في دولنا العربية شهدت المنطقة منذ مطلع النصف الثاني من القرن المنصرم نهوضا شعبيا واسعا وفكريا قويا لحركات التحرر الوطني )على أساس ايديولوجية قومية- وشبه يسارية) واضحة أدى في محصلته العامة لسيطرة تلك الحركات على السلطات في معظم الدول ( الجزائر –تونس – ليبيا- مصر- السودان-الصومال- اليمن- العراق – سورية....الخ) وقد لاقت تلك الحركات قاعدة شعبية عريضة بدءا مما يعرف تجاوزا بالبرجوازية الوطنية إلى الطبقات الوسطى إلى الأكثرية الساحقة من البرجوازية الصغيرة والعمال والفلاحين إضافة إلى الدعم السياسي والمعنوي والمادي من الاتحاد السوفياتي بصفته قائدا لهذا القطب في الصراع الاممي، لكن سرعان ما تحولت تلك الأنظمة (البرجوازية الصغيرة) إلى ديكتاتوريات مستبدة ومستغَلة بسبب بسيط: قدرتها على إخراج الأجهزة الأمنية من القوانين العامة وإعطائها صلاحيات خاصة خارج القوانين لفرض هيمنتها وهيبتها على المواطنين مما منحها سلطات مطلقة أدى إلى وضع يد أخطبوطية على كافة مؤسسات الدولة المنتجة والفاعلة فبرزت البرجوازية الطفيلية والكومبرودرية وبات الفساد والرشاوي هما الحالة العامة والفاعلة بالمجتمع مما أفقد تلك الحركات التحريرية هالتها السحرية والشعبية،وأفقد الدولة الوطنية حداثتها، ولم يبق للمواطنة أي معنى، وفتح الباب واسعا لنشوء حركات جديدة، وعلى اعتبار أن قوى اليسار في مكونها الرئيسي (الأحزاب الشيوعية الكلاسيكية) كانت حليفا داعما بالعموم لما يسمى بقوى التحرر الوطني.. بالتالي تخلت نسبيا عن آلية التحليل الدقيق (فالماركسية أسلوب في التحليل قبل أن تكون أي شيء آخر على أنها ليست أسلوبا لتحليل النصوص ولكن لتحليل العلاقات الاجتماعية ) فالقوى الصاعدة الفاعلة والقادرة على تحشيد الجمهور بشكل واسع كانت إسلامية صرفة وهو ملاحظ في النصف الثاني من السبعينيات خصيصا أثر سقوط شاه ايران وقدرة الإسلاميين على شد الحبل بأكمله لصالحهم واعتبار الثورة الإيرانية هي ثورة إسلامية ومما أوجد قاعدة متينة للانطلاقة الإسلامية وزاد في ذلك الطنبور نغما مهما أدى لاحقا لتغييرات جذرية في الاتجاهات الشعبية العامة وهو الانقلاب الذي قاده محمد نجيب في بلد عريق بمدارسه الإسلامية (افغانستان) والتدخل السوفياتي به وإطلاق الدعوات الجهادية بين الجمهور العربي الإسلامي مما كون قاعدة من الجماهير واسعة قادرة على إطلاق التيارات الإسلامية الجهادية التي لاتؤمن بالدولة اساسا فما بالكم بالدولة الحديثة وإيمانها فقط بالأمة على أساس مذهبي وكانت ردات الفعل واضحة في مصر ثم سورية والسودان والجزائر والعراق...الخ مع خصوصية كل بلد على حدا،والسلطات في هذه البلدان لم تعالج أساس المشاكل الفعلية بكل دولة، إنما لجأت على الغالب لاستخدام القمع الدموي لقمع الحركات الاسلامية واليسارية (الضعيفة عموما) مع الغياب المطلق للحريات الإعلامية والديمقراطية وغياب مؤسسات المجتمع المدني وغياب للأنظمة والقوانين وغياب العمل بالدساتير الذي أخذت طابعا شكليا ونظريا، مما حول تلك الدول لمناطق بركانية قابلة للانفجار عند أول هزة أرضية بسيطة. .
لقد حدثت انفجارات عديدة في دولنا العربية تمثلت بداية بالصراع الدموي بالجزائر في أواخر ثمانينات القرن الماضي بين تلك القوى السلفية بقيادة عباس المدني وعلي بلحاج والقوى المدافعة عن مكون الدولة ... وفي سورية فشل تنظيم الطليعة المسلح (الجناح العسكري للإخوان المسلمين ) وانتهت صراعاته مع السلطة بانتصار ساحق للسلطة في مطلع الثمانينات ... ولكن كل ذلك ترك جمرا مشتعلا تحت الرماد، ...
التأثر بالعوامل الخارجية القريبة
من سوء حظ السوريين المعاصرين أنّ بعض دول المجاورة تعاني من انقسام طائفي ومن صعود شديد للطائفية وحكومات طائفية وأحيانا حروب طائفية.. فانعكس ذلك بسرعة على بعض المكونات الاجتماعية السورية، وبالأخص أن المجتمع السوري الذي يبدو متلاحما شكلا، يحمل في داخله هشاشة اجتماعية تاريخيا، على الأقل منذ عام 1850 وما تلا ذلك، هذه الهشاشة تتمثل في الدرجة العالية من الحساسية تجاه الأخر ويضاف لذلك غياب أي تجربة ديمقراطية فعلية وما المراحل الديمقراطية التي شهدنها سوى أطياف أحلام ( 1954- 1956 ) لم تترك أثرا ديمقراطيا أو شعبيا يذكر،بسبب حالة اللاستقرار ( تعاقب خمس حكومات خلال العامين ) بالتالي حقيقة الأمر غياب أي تجربة ديمقراطية فعلية، والأثر الوحيد بقي فقط في عقول الانتلجيسيا السورية لاحقا بغية إضاءة شمعة وهمية في ظلام دامس، بالتي عانى السوريون الكثير من الاستبداد والديكتاتورية وحكم العسكر منذ الاستقلال وحكم الأجهزة الأمنية وهيمنتها الكلية على مقدرات الدولة عبر ما اتيح لها من تسلط وصلاحيات تتجاوز القوانين السائدة،هذا الاستبداد أفقد السوريين إحساسهم بالحرية وزرع بداخلهم الخوف والرعب المستمر، فاستشرى الفساد السياسي والإداري والخداع والدجل، وبالتالي تحول الانتماء الوطني للمواطنين إلى انتماءات مذهبية وسلفية وعشائرية وقبلية .. لايمكن الحديث عن الحراك المنطلق عام 2011 دون فهم جميع العوامل السابقة مجتمعة، إن أنصار فكرة أن ما حدث في سورية هي ثورة، يتجاهلون كليا كل ماسبق ويبنون على فرضية (وهمية) خاطئة بأن النظام وصل لمرحلة اجتماعية بات معزولا عن أي قاعدة شعبية له، في حين الوقائع الملموسة قبل الحراك وبعده أثبتت وبما لايقبل أي نوع للشك بأن النظام لازال يرتكز لقاعدة اجتماعية واسعة تأمن استمراره، ولا تقبل بديلا عنه ، وجزءا منها مستعدا للموت من أجل بقائه، صحيح بأنه لايحوز البناء على ماترد نسب الاستفتاءات العامة ولكنه قادر على حصد الأصوات التي تؤهله للفوز ديمقراطيا قبيل الحراك، إن الشرائح الكبرى من البرجوازية الكومبرادورية والتجارية والصناعية والبرجوازية الوسطى ومراكز المدن الكبرى شكلت القاعدة المركزية للنظام بما يحقق لها من مصالح حقيقية، لذلك نرى كيف أن درعا المحطة بقيت في صفه والمدن الكبرى بغالبيتها مثل دمشق وحلب لم تدعم هذا الحراك ، عدا عن ورقة الأقليات المرتبطة به بحكم تطور المسار العنفي للإخوان في مطلع الستينيات ثم نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي، وبالأخيرة مارس الإخوان عبر تنظيم الطليعة المسلح إرهابا طائفيا ومذهبيا أدى إلى تشنج طبيعي للأقلية ، وخلق لديهم ذاكرة جماعية مرتبطة بمسألة تهديد وجودهم وحياتهم تجاه أي تحرك ديني وطبع صورا لاتنسى لديهم بأنهم مستهدفون بوجودهم ( وهو أمر حاليا عززه التنظيمات المسلحة الاسلامية) ، وكان الحراك السوري الذي انطلق من الجوامع،قد نشط تفعيل الذاكرة الجمعية للأقليات فوقفت بغالبيتها المطلقة ضده، وبالتالي حدث الشقاق الاجتماعي من جديد، على المدعين بالثورة وشروطها التاريخية بيان طبيعة التموضع العام لذلك، فالثورة بالمفهوم التحولي لبنية المجتمع وأدوات نموه لم تكن شروطها قائمة ،لذلك أؤكد على رومانسية الأحلام لديهم، هذه الرومانسية تحولت لطاقات قاتلة عبر التحول للسلاح بذرائع متعددة لتبدأ منذ الشهر الأول للحراك في حرق الممتلكات العامة ( قصر العدل بدرعا البلد وباصات النقل الداخلي وبعض المباني الحكومية وسكك القطارات عدا عن العنف المذهبي ...الخ ) ،لقد تبين للجميع أن تطور المسار السلمي للحراك لن يؤدي لأي نتيجة واضحة، فكان الانتقال للعنف، مما ادخل سورية في نفق مظلم ومجهول غير واضح نهايته، فلم يعد الحديث عن الحراك أو عن الثورة ممكنا،لقد باتت القضية برمتها قضية أزمة وطنية شاملة ومستعصية تهدد مستقبل بقاء وحدة الدولة السورية. ..
موقفنا ورؤيتنا للأحداث منذ انطلاق الحراك:
منذ البداية كنا في طريق التغيير السلمي نعي بشكل دقيق طبيعة الحراك الشعبي المنطلق في 2011 وندرك ميزات هذا الحراك والتي كان أهمها (اقتصار الحراك على الطابع المذهبي العمودي) واللجوء المباشر للعنف (وفي وقت مبكر،استخدمت فعاليات من داخل الحراك السلاح والعنف،خاصة في بعض الأرياف) وقد أدرك تيارنا أن تنامي العنف والتدخل الخارجي أدى إلى أزمة وطنية معقدة ومتشابكة أدت حتى الآن لنتائج كارثية خطيرة فاقت كل التصورات الممكنة على المستوى الإنساني والأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي،والاهم أدت لانحدار جلي على المستوى الثقافي – الاجتماعي وانتشارا للسلفية الجهادية وأحياء للذاكرة الجمعية للتراث الديني بجانبه العفن (الجهادي)، أدت الأزمة إلى انقسام وطني- سياسي واجتماعي ثلاثي جلي ، حيث استطاعت السلفية الجهادية بالانتشار كالنار في الهشيم وسط الكتلة الاجتماعية التي ترى أن هناك ثورة وتطمح لبناء إدارة إسلامية صرفة وتخوض حربا مميتة لكسب هذه الجولة، ضمن حربا ترى فيها أفقا لفرض الحاكمية الإلهية وإعادة نشر فكرة الإمارات الإسلامية والاقتناع بالعودة إلى القرون الأوسطية وتراث أبا رغال وبدو الجزيرة وأعادت الاعتبار لهيمنة الفكر الجهادي الأحادي، واستمرت الأزمة بفعل العامل الخارجي وتدخله المباشر بالأحداث، والمستوى التوازني الدولي من دعم المعارضة المسلحة ودعم السلطة مما عكس ميلا للتوازن الداخلي جعل هذه الأزمة الوطنية مستعصية على الحلول العنفية, ( على الرغم من التقدم الملموس للجيش السوري في أماكن عدة ، لكنه تقدم غايته تحريرية لتأمين مناطق آمنة ) مما يستدعي تضافر كافة الطاقات الوطنية الصادقة والجادة والسعي الحثيث للدعوة لمؤتمر حوار وطني لكافة أطراف الصراع ، حوار يكون ملزما بنتائجه لجميع الإطراف لتأكيد مصداقيته هذا الإلزام يكون عبر هيئات ضامنة للتنفيذ ومراقبة له.
وفي حرب عنفية داخلية دراماتيكية ساهمت بتأجيجها واستمرارها الامبريالية ودول الناتو والخليج العربي ، وفي ظل تاريخية هشاشة الوضع الاجتماعي والتسلط الأمني وبعد مايقارب الخمسة أعوام على بدء الحراك، اتضح للقاصي والداني استخدام العنف المسلح ،بطريقة لا إنسانية وخارجة عن المألوف والأخلاق في سورية منذ الشهر الثاني به، وفي ظل تقدم فكر الأسلمة الجهادية وهيمنتها الكلية ( بالمناسبة هذا ينطبق على الجيش الحر بدءا من أسماء كتائبه إلى تأسيسه الهيئات الشرعية في قياداته ) إن استمرار الصراع العنفي ناتج عن الحشد الدولي الذي يبذل أقصى طاقاته ( المالية واللوجستية والعتادية ) من أجل استمرار هذه الحرب المجنونة بما تمثل له من دمار مستمر لبنية الدولة وتفتيتها عدا عن تشريد الملايين وتدمير موارد الرزق وتدمير المدن والمؤسسات الفاعلة في الدولة واستمرار نزيف الدم السوري اليومي ، وهكذا تم إعادة تموضع الحلف الرجعي الأسود بها الذي يريد من سورية أنموذجا صوماليا أو أفغانيا، فتكاثرت الفصائل المسلحة بطريقة فطرية وشكلت قوى محلية لايستهان بقدرتها وأهمها الجيش الحر والنصرة وداعش وأحرار الشام والجبهة الشامية والجبهة الإسلامية (التي تحظى برعاية سعودية وتركية خاصة لتحل تدريجيا محل الحر الذي بدأ بالاندماج في صفوفها في مواقع تواجدها) ..أما أوهام الائتلاف الوطني ( القطري – السعودي ) الذي يطلب المزيد من السلاح للجبهة الفاشية ، ويستدعي التدخل الأجنبي لتكرار التجربة العراقية، أوهامه بأن الجبهات الإسلامية لن تستطيع الحكم لأنها تفتقد القاعدة الشعبية لها، ولأنها لاتنسجم مع طبيعة السوريين لهو أمر مضحك فعلا، أوهامه تزول برؤية قدرة المتشددين على الحكم والاستبداد باسم الشرع الاسلامي وعلى التجيش المذهبي الواسع ، فإن نماذج الرقة وادلب وإعزاز والباب ودوما وجزء من حلب يسقط كل الادعاءات في ذلك.ومن هنا نرى استجداء وتوسل زعيمه الفعلي ميشيل كيلو( السيء الصيت) لغير المأسوف عليه زهران علوش من أجل الإفراج عن (الليبرالية) رزان زيتونة وبعض راهبات معلولة .. وتعهده له بالرضوح لقرار الشعب لاحقا.. وفي ضوء ممارسات هذه القوى العنفية ليس ضد السلطة والجيش السوري أو المدنيين ألآمنين ، بل في مناطق تسلطها على جمهورها وأنصارها وسعيها لتطبيق الشريعة كما تراها وفقدانها لآي منطق إنساني وأخلاقي، ومنعها النساء والفتيات من مزاولة أعمالهن وتعطيل فعالية المجتمع واعتبار الحكم بالموت أمرا طبيعيا ( لاحظ الرقة حيث اعدموا فتاة لوجود حساب لها على الفيس ) كل ذلك يدفعنا لجمع كل القوى السابقة في جبهة واحدة بالمعنى الايديولوجي والفكري والثقافي والسياسي والممارساتي العنفي.. هذه الجبهة الجهادية الاسلامية تحمل كل صفات الفاشية ( العنصرية بالنظرة المذهبية ، عدم وجود حق للآخر المختلف بالحياة بالتالي الموت الفعلي له أفرادا أو مجموعات . ارتباطها بالمركز المالي الامبريالي العالمي وإخراج هذا المركز من أزمته المالية ..والتوسع الجغرافي للسيطرة على مناطق من غير المتوافقين معهم بالمذهب.. عدم حرمة الدم بالعموم.. الخ ) .. هي التي تفرض أجندتها الخاصة في أماكن تواجدها الفعلي. فلو انتصرت هذه الجبهة الأصولية الفاشية فإننا سنحتاج لمائة عام أو أكثر للخلاص من استبدادها وحكمها وسنحتاج لقرون عدة للخلاص من أثارها العنفية والفكرية ولن تبقى سورية دولة واحدة/ وهذا أخطر مافي الأمر.
جبهة فاشية اسلامية ...
تبدو هناك جبهتان في الصراع المسلح السوري.. إحداهما هي الجبهة الأصولية الجهادية الفاشية والمكونة من التنظيمات الفاشية المسلحة تتسم بما يلي:
• . المنظمات الفاشية هي منظمات واسعة الجمهور في مكونها العام حيث تضم حثالة المجتمع (طبقيا )عموما بمختلف اصنافه وعليه فإنها ترتكز لقاعدة اجتماعية تضمن استمرارها ( بيئة حاضنة ) ، إضافة لمكونها وهو ما يميز كل التنظيمات ( الجهادية) المسلحة.

• المنظمات الفاشية تمثل قوة فاعلة في ممارسة العنف الدموي ( القتل المباشر ) دون رادع إنساني أو أخلاقي ودون عودة لأي قانون بذرائع الغيرة على الدين والإلحاد والانحراف وعدم تطابق مع المذاهب وعدم تطبيق الشريعة أو بذريعة تقديم المنافع على المضرة..الخ.
• الغياب المطلق للوعي الوطني أو القومي، حيث يؤدي الانزياح بالوعي لتدمير (الوطن كليا) باعتباره ليس هو الجامع، إنما الجامع لديها: الفكرة الأحادية ( الدينية ) ويكون الارتباط العضوي بها، أمرا طبيعيا. وعليه فإن تدمير البلد أو تهديد استمرار وحدته لايحمل أي أهمية فكرية أو معنوية أو مسؤولية تاريخية لدى هذه المنظمات..
• هيمنة المركزية الشديدة أو المطلقة على هذه المنظمات وتكريس لإلوهية الامير فيها الذي يعد كلامه منزلا وقراره لارجعة فيه.
• . اختيار الايديولوجية ( الانتقائية) التي تعطي لذاتها الصحة والحق الوحيد وفي الحياة وتلغي هذا الحق على الآخرين ، فالجميع على خطأ وهي الوحيدة الصحيحة بالتالي تعمل على تصفيتهم بكل الأشكال والأساليب الدموية.

• اعتناق العمل المسلح والدعائي والايديولوجي لهذه المنظمات يحقق شرخا اجتماعيا ويهدد بعودة دوران عجلة التاريخ إلى الخلف، وعليه فإن عمل هذه المنظمات يمثل خطوة إلى الوراء، وليست إلى الأمام حتى لو كانت المعركة في مواجهة الاستبداد الامني. حيث يغدو الاستبداد الأمني كحمامة سلام مقارنة بأفعال تلك المنظمات..
والأخرى هي جبهة النظام وهي الوحيدة التي تواجه بالمعنى العسكري الجبهة الفاشية.. إنّ الخطر المحدق حاليا يأتي من الجبهة الأولى الفاشية والدموية التي تهدد الكيان السوري بأكمله ، والمطلوب مواجهتها وإسقاطها بكل الأساليب الممكنة، فعلينا الانتباه إلى أنّ الإسلاميين المتطرفين والمتشددين الجهاديين هم من يقبضون بقوة على الحراك المسلح منذ البداية ومعهم المجاهدين من كل إرجاء المعمورة، وهم من يشكلون العمود الفقري للجيش الحر والجبهة الإسلامية وداعش وجبهة النصرة (وهي الفصيل الأقوى والأوسع انتشارا في طرف المعارضة المسلحة وكذلك هي من تقبض على القرار والهيئات العامة والشرعية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها وعليه ترتكب جرائم موثقة ومنظمة بالمعنى الإنساني والقانوني والأخلاقي، فهي تولّي شيوخا كقضاة، فيحكمون بطريقة تدعو للمسخرة ، لكنهم يجزون الكثير من رقاب الأبرياء في الكتلة الشعبية الأوسع وهم يملكون باعا طويلا وخبرة استراتيجية في القتال وإن أي نصر لهم يعني نصرا صريحا لتنظيم القاعدة، فلينتبه الجميع لذلك ولاأحد يزاود علينا بقصة الثورة وماشابه ممن يدعي السلمية الوهمية، هذه الجبهة لا تتطلع للسلمية بشيء ولا لبناء دولة ديمقراطية أو مدنية أو حتى دولة إسلام معتدل وفق النموذج التركي أو غيره إنما تتطلع لإقامة الخلافة الإسلامية في إمارات عديدة مستقلة داخل الوطن ( إسلامية جهادية ) بعد أن يقوموا بقتل وتهجير طائفي ومذهبي لملايين السوريين مما سيخلق حالة من الفوضى العارمة بالمنطقة وسيحدث ذلك اختلالا بالتوازن الاجتماعي والثقافي السوري ويشكل لوحة أفغانية مسخة عن أفغانستان السابقة، وسيبقى نزيف الدم والدمار والقتال إلا مالا نهاية.... إن الخطورة الأشد حاليا هي الآتية من الجبهة الفاشية – الجهادية مما يستدعي إعادة النظر من كل القوى الوطنية واليسارية المعارضة المؤمنة بوحدة الدولة السورية في تكتيكاتها السياسية، من أجل مواجهة الخطر و التمدد الكبير للقوى الجهادية الفاشية. . وأن نقوم بالدعم الملموس للجيش السوري في مواجهة هذه الجبهة.
أما جبهة قوى النظام التي ترى الموضوع برمته على أنه مؤامرة، فهو سياسيا مستمرا في متاهتة الأمنية ويقدم آلاف الشهداء من أنصار كتلته الاجتماعية، (بصفته نظاما اجتماعيا،) وعلى الرغم من قناعتنا بعدم قدرته لاحقا على إعادة إنتاج نفسه كما الماضي كنظام أمني وأحادي وديكتاتوري ، إلا أن إيغاله في ممارساته الأمنية والفساد وبالأخص ضد الأبرياء من الكتلة الشعبية الواسعة مؤكدا في ذلك على طبيعته الاستثنائية التاريخية. فإنه يمتلك قناعة بالحسم الميداني وبقدرته على ذلك، وهو أمر نتمناه لكنه مستحيل في ظل توازن قوى الصراع الداخلية والخارجية (التوازن الدولي )ولو حدث ذلك فهو أمر مؤقت، لذلك لابديل عن الحل السياسي للأزمة الوطنية عبر الحوار الوطني، وفي ضوء الانقسام الوطني الثلاثي فإنه يتوجب على الكتلة الشعبية التي تقف بوضوح ضد العنف وترغب في التغيير السلمي الديمقراطي بالسلطة ويناضل ممثلوها السياسيون لعقد مؤتمرا للحوار الوطني ،ويدعمون مؤتمرات جنيف كمداخل إلزامية ووحيدة للخروج من الأزمة الراهنة، فإنه يتوجب على القوى الداعية للتغيير السلمي والتي تنبذ العنف ( ائتلاف قوى التغيير السلمي والأحزاب اليسارية التي يجب أن تخرج من عباءة ما يعرف بالجبهة الوطنية وتحرر من القيود التي كبلت نفسها بها لعقود عديدة) وبعض القوى من هيئة التنسيق التي تناضل لتحقيق الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة بشكل سلمي صادق ، والتي تناضل لإفشال وإسقاط الأهداف الفكرية والاجتماعية والثقافية والعسكرية للجبهة الأصولية الفاشية والعمل من أجل التغيير الديمقراطي السلمي.


يساريون منقسمون في سورية:
أكتر ما يؤلم في الحدث السوري هو موقف القوى اليسارية وغيابها عن الفعل المباشر بالحدث ... فترى بين أعضاء الحزب الواحد ( الشيوعي السوري والشيوعي السوري الموحد مثالا) آراء متباينة وحادة ومتناقضة بين من هو متمسك بالتحالف غير المجدي مع السلطة، إلى من هو مع المطالب الشعبية ويعلم أين يكمن الداء والدواء، إلى طرف ثالث يدافع عن الثورة وأسلمتها ويعتبر أنّ الأمور مطابقة للظروف الموضوعية وطبيعية جدا بهذا المنحى،وهذا عائد لعدم قدرة الأحزاب على صياغة برامج قادرة على التفريق بين الحد الادنى لسياستها ضمن ظروف موضوعية محددة وبين الحد الأعلى الذي يمثل طموحاتها الإستراتيجية في حال ظهرت الحركات الشعبية، إنّ ارتباط هذه الأحزاب العميق مع السلطة السياسية ضمن تجربة ما يعرف بالجبهة الوطنية التقدمية آلت إلى السلبية وهي تجربة غير مفيدة على تاريخية هذه القوى، ودفعت بها إلى الخلف والتراجع وخسرت الكثير من كوادرها، مما أدى إلى نبذها وتراجع كبير في الأوساط الاجتماعية الداعمة لها، فهي اكتفت بحصة لا تذكر من الكعكة العامة ، بالتالي لم تقدم المفيد على صعيد القاعدة الشعبية ولم تحقق انجازات تذكر، مما ادخلها حالة من الموت السريري، وقلل من دورها وأظهر عجزها في ساحة الفعل السياسي، إن الفشل التام لحركات التحرر الوطني منذ نشؤها لتاريخه بتحقيق أي انتصارات مباشرة وباتت أهدافها تمثل ديماغوجية شعوبية في أفضل الأحوال، وتحالف قوى اليسار معها أدى إلى تلك النتيجة السلبية، ولذلك نرى كيف أن حزب الإرادة الشعبية الذي لم يكن ضمن قوقعة الجبهة وكعكة السلطة (وهو بالأساس مجموعة منشقة عن الحزب الشيوعي =بكداش= ) أصبح له دورا فاعلا ومهما منذ بداية الأحداث بسورية لتاريخه واكتسب مع حلفائه في جبهة التغيير والتحرير المعارضة، بعدا واسعا على المستوى العام والدولي، وعلى المستوى الاعلامي وهو ممثل في مفاوضات جنيف كطرف معارض و مفاوض باسم الجبهة (مع باقي حلفائه) أما لو كان الحزب المذكور داخل الجبهة الوطنية لوجدناه يغرد كباقي الجوقة ويكون قد أصيب بداء السلطة وبالمرض السريري نفسه...
في الحراك السوري سعى يساريون معارضون للانخراط بهيئة التنسيق الوطنية (مستقلون وحزب العمل الشيوعي وبعض الأحزاب الكردية)وكان اعتقادهم بأن السير خلف العشوائية الجماهيرية في نقاط الحراك وركوب موجة ما يسمى زورا بالثورة (لعدم توفر الشروط الموضوعية لها) قد يضعهم على سدة قيادتها ، لكن سرعان ما غابت فعاليتهم السياسية وبدأت عنعنات التطرف وتبريره احيانا، ودعمه أحيانا أخرى تهيمن عليهم، حتى اكتمل ذوبانهم النهائي في الهيئة المذكورة التي تعمل لتلبية أهداف حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يضع قدما في اليمين ونصف قدم باليسار من التبرير لدول الخليج التي هي شريكة فعلية مع تركيا بالعدوان على سورية وتأجيج العنف عبر الجماعات المسلحة ، وإلى رفض العنف وتحميل مسؤوليته للسلطة السياسية فقط وإيجاد التبريرات الدائمة والمستمرة للقوى العنفية وتأيد بعضها (الجيش الحر في مؤتمر القاهرة صيف 2012 ) ثم في مؤتمر الإنقاذ الوطني 23-9-2012 .
أما المجلس الوطني فحقيقة الأمر كان الغالب به القوى الدينية مقابل الغياب التام لليساريين ووضع الشخصيات والأحزاب الليبرالية والقومية بالواجهة (حزب الشعب/ الهيئة الكردية..الخ) لايعبر إلا عن خديعة للسيطرة التامة والفاعلة لتلك القوى وارتباطها الصريح والوقح بدول الخليج وبالمراكز الامبريالية الدولية.
في المعارضة السورية خارج تلك الأطر تجد الكثير من اليساريين كشخصيات مستقلة أو تيارات سياسية صغيرة وناشئة في مجملها العام غير فاعل إلا بمقدار إنتاجها للوعي المعرفي ولتحليل الحدث السياسي وفق رؤى وطنية جامعة. ونرى أنموذجا عليها جزءا من وفد منصة موسكو.....
إن القوى اليسارية في عمومها لن يكون لها دورا ناهضا إذا بقي كل طرف في عباءته الراهنة بالتالي يجب الدعوة إلى إعادة استنهاض دورها التاريخي، يبدو ضروريا إذا ما استطاعت تلك القوى بالخروج من قوقعتها والأحزمة التي كبلت بها حركتها (حل مايسمى الجبهة الوطنية / خروج حزب العمل من هيئة التنسيق- حل جبهة التغيير والتحرير) وعقدت مؤتمرا لجميع تلك القوى ودعوة اليساريين المستقلين وجميع التيارات اليسارية لرسم سياسات حدها الأدنى موقف موحد من الجبهة الأصولية الفاشية وطرق المواجهة والبت في المطالب الشعبية المشروعة الواردة
إن تطور الأحداث الدراماتيكي أدى إلى فاعلية واسعة للجبهة الفاشية الأصولية ولاتساع قاعدتها الاجتماعية، ولابد لقوى اليسار أن تعيد ترتيب أوراقها لمواجهة هذه الجبهة.
كيف تبدأ : نحو جبهة شعبية متحدة
• منذ البداية أدركنا أنّ ظاهرة الأحزاب لم ولن تترك أثرا فاعلا على الحياة السياسية العامة، في حين برز الميل ألانقراضي للأحزاب القديمة بسبب تعقيدات الحدث وخروج عدد كبير من الكوادر السياسية منها بسبب التناقض بالمواقف السياسية، مما عقد الخارطة السياسية وتوزعها، وعليه برزت ظاهرة الجبهات والهيئات منذ بدء الأزمة، لتبدو هي الواجهة الوحيدة على الأرجح والأبرز للعمل السياسي حاليا، لمواجهة المعضلات القائمة (المجلس الوطني، هيئة التنسيق..بداية ) ثم الائتلاف الوطني.. ولتأخذ صيتا محليا ودوليا ، كجهات معارضة وكان ذلك بسبب تفاعل الحدث السوري وتشابكه وتداخل العوامل الخارجية بكثافة به لتضاف للعوامل الداخلية..، ثم برزت قوى ائتلاف التغيير السلمي التي تطورت لاحقا لتشكل جبهة التغيير والتحرير ... وأخيرا هيئة العمل الوطني الديمقراطي، وعليه لم يعد هناك أي دور فاعل أو هام للعمل الحزبي كأحزاب أو تيارات بمفردها خارج هذه الهيئات ، فالمواقف السياسية في المفاوضات الداخلية وفي التعامل الدولي يتم مع الجبهات أو الهيئات ، وقد لعب تيارنا دورا مفصليا ومميزا في إنتاج وثائق ائتلاف قوى التغيير السلمي ثم لاحقا جبهة التغيير والتحرير، هذا ليس تقليلا من عمل الأحزاب بمفردها. إنما إيضاحا بأن وجود أي حزب خارج التحالفات يقلل كليا من عمله، ويفقده أي فاعلية، أو نتائج ايجابية ومؤثرة في المسار السياسي العام، بالتالي علينا أن ندرك الأهمية التاريخية لمثل هذه التحالفات ضمن الظروف الموضوعية التي نمر بها.
من المهم جدا أن تتحرر جميع القوى السورية (أحزاب ومنظمات مدنية) واليسارية خصيصا من الارتباطات الخاصة بها ،والاقتناع بأن مواجهة الجبهة الفاشية لايمكن أن يتم دون النضال بشكل مواز من أجل التغيير الجوهري في طبيعة السلطة الراهنة بدءا من إنهاء حالة الاستفراد بالسلطة، نحو تشاركية فعلية وليست شكلية وإنهاء حالة الاستبداد السياسي والأمني نحو ديمقراطية جدية ودستور عصري حقيقي، أن تجتمع القوى السياسية وبالأخص اليسارية منها وأن تعمل في بوتقة واحدة جامعة هي جبهة متحدة ضمن اتفاق على الحدود الدنيا في مقدمته مواجهة الفاشية الصاعدة. والتغيير الديمقراطي حينها فقط تكون السلطة وحلفائها جزءا لايتجزء من الجبهة المتحدة في مواجهة الفاشية.
علينا جميعا العمل الجاد والسريع لتكوين جبهة شعبية متحدة عريضة ( موحدة ) تعكس طاقات الكتلة الشعبية الأوسع ، وطموحات اليساريين ، فالمهم في ذلك أنه سيقوي حشدها الشعبي ويوحد رؤيتها ويعطي فاعلية لطاقاتها النضالية ، وسيجعلها أكثر فاعلية في الحياة السياسية السورية .. إن هذه الجبهة المتحدة تبدو كضرورة تاريخية ملحة حاليا وستنطلق رؤيتها المركزية بأن الخطر على سورية ومستقبلها الراهن والبعيد، وبعد مرور خمسة أعوام على بدء الحراك ، يتمثل بمواجهة خطر قوى الجبهة الجهادية – الفاشية أولا وحشد كل الطاقات الممكنة لتحقيق النصر على هذه الجبهة دون أن يلغي نضال هذه الجبهة في تحقيق التغيير الوطني الديمقراطي المنشود ...



#محسن_عقل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن عقل احمد - نحو جبهة شعبية متحدة