بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5342 - 2016 / 11 / 13 - 18:40
المحور:
القضية الكردية
بير رستم (أحمد مصطفى)
إننا نسمع كثيراً مقولة يرددها البعض على أسماعنا؛ بأن القائمين على الإدارة الذاتية وقوات الحماية الشعبية "يضحون بأبنائنا في سبيل مشاريع الآخرين وبأنهم جنود تحت الطلب وإن التحالف الدولي تستخدمهم عسكرياً دون أن تكون هناك سياسية لهم ولمشروعهم السياسي". إننا لن نقول بأن الحديث السابق يندرج تحت بند العداء والكيد الحزبي فقط، بل يفتقد كذلك لأي رؤية وقراءة عقلانية؛ كوّن الغرب والأمريكان يدركون بأن خير من يقدر أن يكون حليفاً إقليمياً لمشاريعهم السياسية والإقتصادية في المنطقة هم الكورد حيث ورغم أهمية الآخرين؛ مكونات مجتمعية ودوّل إقليمية، إلا إن الغرب يدرك بأن لهم -أي العرب والترك والفرس- لهم مشاريعهم الطائفية المذهبية وذلك بعد إطلاق ذاك المارد من قمقمه التاريخي.
وبالتالي فإن أفضل المرشحين ليكون البديل عن تلك القوى السياسية القديمة وكجزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد هم الكورد وذلك إلى جانب الحليف الإستراتيجي لهم في المنطقة -ونقصد الدولة الإسرائيلية- أما بخصوص إشكالية؛ أن الأمريكان والغرب لا يوفرون الحماية الدولية للكورد ومشروعهم السياسي في المنطقة فيمكننا التأكيد، بأن لولا توفر تلك الحماية لمشروع الإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب، هل كانت وفرت تركيا وقبل النظام السوري الفرصة لكي تقضي على أي بادرة ومشروع ترى فيها بداية التأسيس لكيان كوردي جديد على غرار إقليم كوردستان، ناهيكم عن هجوم "داعش" أو دفع مرتزقتها للهجوم على المناطق الكوردية.
وأخيراً وبخصوص المعارك والتضحية بالأبناء ورغم إنني شخصياً ضد قضية التضحية بالإنسان في سبيل أي قضية سياسية أو مذهبية دينية أو تحت أي ذريعة وحجة كانت، إلا وللأسف فإن واقع الحرب والأحداث الداخلية فرضت شروط الدفاع الذاتي وحتى تلك الحروب والمعارك التي يشارك بها المورد في بعض المناطق التي تعتبر غير كوردية؛ كوّن الحماية أحياناً تتطلب حروب استباقية لإبعاد خطر العدو وكذلك فإن قضية التحالف مع الآخرين تفرض عليك تقديم بعض الواجبات لتنال بعض الحقوق والإمتيازات حيث لا يعقل أن يُؤْمِن الغرب والأمريكان الحماية الدولية لك وذلك من دون أن تقدم لهم أي خدمات عسكرية ولوجستية على الأرض.
وإعتباراً مما تقدم يمكننا القول؛ بأن روج آفاي كوردستان ستكون جزء من الخارطة السياسية الجديدة لسوريا والمنطقة، إننا لا نقول دولة مستقلة لكن وبكل تأكيد فهي لن تعود إلى سابق عهدها كجزء من دولة "سوريا العربية"، بل ربما سوريا الدولة التوافقية التشاركية .. وإلا فإن التقسيم والتفتيت وربما الحروب لآجال أخرى تكون هي "الحلول البديلة".
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟