أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - ترامب والخراف الضالة














المزيد.....

ترامب والخراف الضالة


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5341 - 2016 / 11 / 12 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترامب والخراف الضالة
الجموع التي تدفقت الى اوربا رغبة باللجوء تخلصا من الحروب المستمرة التي اتت على المنطقة و بحياة اكثر اطمئنانا . حساباتها تتناقض مع رؤيتها المستقبلية التي تصطدم بعد سنين من المعايشة . اوربا الغربية تعاني من ازمة نمو سكاني وهي تتحرك باتجاه الانهيار المجتمعي فالماكنة الرأسمالية تحتاج دائما الى من يحركها ويعطيها زخم للاستمرار وسط لجاجة الفرد الاوربي بتبني حريته وطموحه الذاتي بعيد عن المتطلبات الاجتماعية للسكان والارادة السياسية ..
وسائل الانتاج الجديدة والرخيصة المتمثلة بجموع المهاجرين بامكاناتهم العضلية او الفكرية هو النسغ الذي سيمد شجرة حياة اوربا المشرفة على الانهيار الوظيفي ولكن هذه الجموع هل ستتوافق رؤاها مع الرؤية الرأسمالية التي تعتمد على حسابات دقيقة وباساليب تجريبية متنوعة . لم يبقى للاسيوي حتى يكون اوربيا غير الخيال لتصورات وهمية انه سيعيش عالم جديد اهم مميزاته الحضارة ومتطلباتها الخلقية والمادية .
بمرور تواجده سيعي ان ما تصوره في عالم يطمح الانسجام معه اخذ يتبدد . فياخذ بالبحث عن كيان جديد يلملم به شتات نفسه واذا كان لايمتلك الحصانة الثقافية اللازمة فسنجده ينخرط بجموع المتدينين اصحاب الرؤى الغيبية .
امريكيا هي بوصلة اوربا ساهمت تاريخيا في زعزعة الافكار التقدمية والمتحضرة في اذهان شعوب المنطقة الغنية بالبترول سحبت معها شعوب اسيا وافريقيا الاسلامية وقضت على كل تطلع فكري يستمد مقوماته من الحركات الفكرية الشيوعية وما ان تمكنت من غسل عقول جماهير المنطقة بايجاد افكار قومية علمانية كبديل موقت حتى التفت لاحقا على هذا البديل واسقطته باحتلال مباشر او غير مباشر كثورات شعبية اسميناها الربيع العربي ثم قامت بادارة البوصلة الفكرية نحو الدين والتدين فانعشت وبمساعدة السعودية الوهابية والايرانية الخمينية النزعات الطائفية الماحقة لكل اساليب الحداثة وتهديم اركانها .
القدرات المادية للحركات الوهابية الممولة من السعودية وقطر تمكنت من احتضان هؤلاء المهمشين في دهاليز جوامع ضخمة بنيت وسط اوربا وما ان شعر الفرد بقدراته على تجاوز معطياته المادية والفكرية حتى اخذ يتسابق بغلوه وعجرفته الى الحد الذي اخذ يفرض اخلاقه الدينية الغير متسامحة ورؤاه المتمثلة بالشريعة الاسلامية على المجتمعات المتحضرة التي يعيش وسطها .
وحينما استنفذت البوصلة الامريكية كل متطلباتها بتدمير شعوب المنطقة وكياناتها بخلق القاعدة وداعش وغيرها من الحركات الاسلامية المتطرفة كالاخوان المسلمين و ولاية الفقيه وتمكنت من بعث الحياة في دولة اسرائيل وديمومتها اخذت على عاتقها الان ان تمارس التغير المباشر الذي يستلزم متطلبات المرحلة اللاحقة فاتجهت بضرورة ازاحة اللوبي السياسي الامبريالي القديم بلوبي اكثر صراحة ووضوح لذا نجد ان انتخاب ترامب لم ياتي من فراغ او ضربة حظ كما يتخيله البعض انها ضرورة متلازمة مع التغيرات التي ستجري على العالم .والمنطقة .
ليس من قبيل الصدفة ان تتفق ويكليس مع المخابرات الامريكية وفي بداية الانتخابات بفضح كلينتون ووضعها في مدارج المسائلة وليس من الهوس الفكري ما يلوح به ترامب انه سيغير السياسة الامريكية ويعيدها قوية كما كانت في اواخر الستينات . انه النموذج الفريد خارج الحلبة الذي سيضع النقاط على الحروف .
في آخر تعليقات الكارديان بينت ان الرابحين بمجيء ترامب هو بوتين وبشار الاسد وعلى الصعيد الاسيوي تكون الصين اكثر الرابحين واليابان اكثر الخاسرين اما الاتحاد الاوربي فالتفكك مصيره المحتوم .



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزر الهوائية /قصة قصيرة
- شيٌ من هذا القبيل / قصة قصيرة
- حية و درج / قصة قصيرة
- بانوراما الزمن بين النكسة والربيع العربي
- النزعة العقلية في القرون الوسطى
- ثلاثة في واحد / قصة قصيرة
- قرنان قبل انشتاين 2-2
- قرنان قبل انشتاين
- هوس النوستالجيا
- سبينوزا و مفهوم الديمقراطية
- اغتيال الثقافة
- حينما تسقط الثقافة
- اخرج من اللعبة ياولدي22
- أخرج من اللعبة ياولدي1/2
- العقل الغيبي والعقل العلمي
- المحقق والدلال
- الثنائيات وازمة ضمير
- التاريخ والرؤية الاحادية
- نوستالوجيا المسلم وبداهة الغرب
- صباح تموزي


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - ترامب والخراف الضالة