وداعاً أيها العام 2005 ...مرحباً العام 2006 عام الألم .. وعام الأمل ...

جهاد عقل
(Jhad Akel)

الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 09:52
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

نودع هذه الليلة العام 2005 وفي لحظة الوداع التي تكون لحظة ألم ما .. كما هو الوداع عادة ... نستقبل العام الجديد 2006 .. بفرح يشوبه الألم أيضاً ... لأننا نحمل معنا آلام العام الماضي ... الذي كان عاماً شديد الأحداث ..المتسارعة والمتصارعة ..في آنٍ واحد ... وقد تمثل هذا الصراع في العديد من مشارب الحياة اليومية .. من صراع الحروب والقتل .. وحتى الصراع على لقمة العيش الكريم والحق بالبقاء .

لو نظرنا الى العام الذي نودعه الليلة ، سنجد أنه كان زاخرًا بالأحداث المختلفة ..
وعلى رأسها مواصلة النهج الإستعماري من قبل القوى الرأسمالية ... قوى الشر والإستغلال ... قوى العدوان والقتل ...قوى نهب خيرات الشعوب والبطش بحريتها ...الى العديد من الشعوب المُستضعفة في عالمنا . القوى الرأسمالية تختلق الذرائع المُختلفة ، من أجل تبرير عدوانها على سيادة الدول ، ومن هذه الذرائع ..تصدير "الديمقراطية" الرأسمالية ... حِرصاً من هذه القوى على مستقبل الشعوب ... نحن نؤمن حتى النُخاع بالديمقراطية .. وضرورة أن تكون قائمة في كافة انحاء العالم ..لكننا لا نعتقد أن الديمقراطية تُصدر بقُوة السلاح ... قوة الإحتلال الأجنبي .. فهذا أمر منافٍ للعُرف الديمقراطي في كل مكان .

نودع العام 2005 ونحن نتّذكر معاً العديد من الأحداث التي مرت علينا خلاله .. مُعظمها كانت تحمل المآسي والألم ... من كارثة ال "تسونامي " وحتى كارثة "كاترينا" .. حيث راح ضحية هذه الكوارث الطبيعية عشرات آلاف الأبرياء من كرتنا الأرضية ... ولم تستطع تقنيات العصر الحديث منع هذه الكوارث الرهيبة ... نودع العام 2005 ، ونحن نتذكر الصور التراجيدية لعمال أبرياء .. حاولوا الوصول الى دول توفر لهم لقمة العيش الكريم .. عن طريق فرصة عمل ما .. لقد واجه هؤلاء العمال وبصدورهم رصاص قوات امن تلك الدول وسقطوا يصارعون الموت ... وهم يحملون معهم الحلم بالحصول على فرصة عمل ... مات هؤلاء العمال – شهداء العمل ،على حدود اسبانيا والمغرب وفرنسا وتركيا وإيطاليا وغيرها ، مثل زملاء لهم ماتوا غرقاً وهم يبحرون في البحر المتوسط على قوارب غير صالحة نحو الشاطئ الشمالي للمتوسط ... بل مات قسم منهم بعد أن أطلقت عليهم القوارب الحربية لتلك الدول النار وأغرقتهم مع قواربهم ممزقة أجسادهم أشلاء .. لتبكيهم عائلاتهم دون أن تعرف أين ماتوا وماذا حدث معهم ...ودون ان يعلموا أن الأجهزة الأمنية للقوى الرأسمالية "الديمقراطية" جداً، هي التي قتلتهم وعن سبق الإصرار .
نودع العام 2005 ... ونحن نعيش أصداء حوادث القتل والإغتيال ...في كل مكان ..كي يصبح عالمنا غير آمن ... حتى في قلعة الرأسمالية – أمريكا ... نعم لم يعد عالمنا هذا آمناً ...رغم الأسلحة الفتّاكة ..ورغم تقنيات التصنت المتطورة ... الا أن ما نواجهه هو عدم الإطمئنان ..وفقدان الأمن في كل مكان ...

نودع العام ونحن نطرح السؤال الكبير الذي ما زال بدون جواب ...وهو هل إحتلال العراق كان بسبب وجود أسلحة كيماوية ؟؟؟ أم أنه جاء من أجل ترسيخ قواعد الإستعمار الأمريكي ..والأوروبي الجديد للشرق الأوسط بالتعاون مع اسرائيل ؟؟... ومواصلة تصفية كل صوت يحاول مناهضة قوى الإستعمار ...في الشرق ، والسيطرة على منطقة إستراتيجية في العالم ... تُرى هل سيحمل لنا العام 2006 ...أخبار وأحداث تؤدي الى مواصلة تنفيذ المشروع الأمريكي – الإسرائيلي ...عن طريق تصفية الدول التي ما زالت ترفع صوت المعارضة لهذه السياسة ، وإيجاد تواصل بري وجوي وبحري بين المناطق التي تسيطر عليها قوى الإستعمار الأمريكي ،،، من أفغانستان وحتى لبنان ؟؟؟؟.

نودع العام 2005 ونحن نتذكّر الفيض من الأحداث .. التي تتعلق بالطبقة العاملة أيضاً ... بالفقراء والمُستضعفين ...ففي ظل هذا الإستعمار والسياسة الحربجيّة التي يقودها الرئيس بوش من البيت الأبيض مع طاقمة من خلية المحافظين الجدد ... الذين يواصلون فرض رأسماليتهم بقوة السلاح والتهديد ... لاحظنا أن الطبقة العاملة كانت مُستهدفة طيلة الوقت ضمن هذه السياسة من خلال فرض أنماط لسياسة إقتصادية تؤدي الى إستغلال ابناء الطبقة العاملة في كل مكان ... ومحاولة تكريس ظواهر الإستغلال والظُلم طيلة الوقت ..من خلال فرض سياسة ذات لون واحد الا وهو الإستغلال والإفقار للعمال لا غير... الشركات العولمية ...التي يُسيطر عليها المقربون من المحافظين الجدد هي شركات الإستغلال للعمال .زللطبقة العاملة ...للمستهلكين ...للأطفال ... إنهم يتغنون ليل نهار ب"العولمة السعيدة" لكننا نعيش بؤس هذه العولمة ...بؤس سياستها الإستغلالية ... ونجد أن نتاج هذه العولمة هو : المزيد من الفقر والفاقة ... المزيد من الإستغلال والظُلم في جميع أنحاء الكرة الأرضية ... حتى القمة العالمية التي عقدت في اواسط ايلول 2005 في الأمم المتحدة ... لم تستطيع نكران نتائج هذه السياسة ...المتمثلة بانتشار الفقر والفاقة والإحتلال والظُلم والإستغلال الغير محدود لشعوب عديدة ... لم تستطيع نكران حقيقة التزايدالمتواصل في إستغلال ملايين الأطفال والنساء .. بما في ذلك إنتشار ظواهر الإتجار بالأطفال والنساء .... في دول تدّعي "الديمقراطية " ... هل هذه هي " العولمة السعيدة" يا هؤلاء ... التي وعدتم بها شعوب الكرة الأرضية ..؟؟؟

قبل نهاية العام 2005 بأيام شاهدنا معاً التحرك العالمي لمناهضي العولمة ... في هونغ كونغ ... خلال إنعقاد الدورة السادسة لمنظمة التجارة العالمية .... هذا التحرك كاد ان يؤدي الى إفشال مخططات هذه المنظمة .. التي نعتبرها الذراع الأسود لسياسة العولمة .... سياسة البطش والإستغلال الرأسمالي ... عن طريق "إتفاقيات تجارية" تتم عملية فرض إستعمار رأسمالي لصالح الدول الغنية .... لقد تعرض مناهضو العولمة الى عدوان متواصل من قبل قوى الأمن في هونغ كونغ .. لكنهم واصلوا التظاهر والإحتجاج ... رافعين صوت المظلومين من شعوب الأرض جراء هذه السياسة التي تقودها الدول الغنية – دول الإستعمار الجديد .... لم تكن هذه الحلبة النضالية هي الحلبة الوحيدة ... فقد خرج ملايين العمال في مظاهرات من أجل الدفاع عن حقوقهم ... من أجل ضمان العيش الكريم .. من أجل التضامن وضمان الحق بالتقاعد .. خرج هؤلاء الأبطال في العديد من الحملات النضالية .. منها حكلة التضامن مع فقراء العالم .. حملة "السوار الأبيض" ... من أجل التعبير عن غضبهم من سياسة العولمة القائمة ... ناضل أبناء الطبقة العاملة بقيادة حركتهم النقابية .. من أجل حماية حقهم بالتنظيم النقابي ... قاموا بالعديد من الحملات دفاعاً عن زملاء لهم يتعرضون للإستغلال ... مثل شركة "وول مارت" الأمريكية التي يتعرض عمالها للإستغلال الفظيع ويُمنعون من الحق بالتنظيم .. في دولة تدّعي بانها ديمقراطية .. بل تريد تصديرهذه الديمقراطية الى دول أُخرى..وقد تمكن أبناء الطبقة العاملة من الوقوف في وجه التهديد الرأسمالي الذي قامت به قوى الإستعمار الجديد وعلى رأسها الولايات المتحدة ... من خلال حماية حكومات تمثل مصالحها ... مثلما حدث في العديد من دول امريكا اللاتينية مؤخراً .. حيث صعد الى السلطة هناك عدد من القادة المرتبطين بمصلحة الطبقة العاملة وحلفاءها ..ووقفوا ضد عنف التهديد الرأسمالي المحلي والعولمي ...كي يُشكلوا بارقة أمل بالتغيير المنشود .

في العام 2005 تعرض مئات النقابيين الى القتل وعمليات الإغتيال ... وزج عدد كبير منهم في غياهب السجون .... لدى حكومات تحظى بالحماية الأمريكية ... في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ... ورغم هذا القتل والعُنف السلطوي الا ان هؤلاء النقابيين يواصلون معركتهم العنيدة دفاعاً عن حقوق العمال الذين يتعرضون للإستغلال من قبل أصحاب العمل والسلطة الحاكمة ...حتى في "معقل الديمقراطية" امريكا تعرض عمال النقل في نيويورك في الشهر الأخير من العام 2005 الى العٌنف السلطوي ... حيث فرضت المحكمة على قادة الإضراب من النقابيين غرامة بمبلغ مليون دولار عن كل يوم إضراب ... وهددتهم بالسجن "لأنهم يخلفون القانون " والسبب أنالقانون الأمريكي يمنع حق العمال بالإضراب ... لكنه لا يفرض العقاب بالسجن على ارباب رأس المال الذين يقومون بإستغلال العمال ...لكن عمال النقل في نيويورك حققوا النجاح في نضالهم وتم توقيع اتفاق يضمن لهم علاوات اجور وضمان التقاعد والتامين الصحي ... وسبق هذا النضال نضالات عديدة لعمال النقل في فرنسا وبلجيكا وايطاليا وغيرها تكللت معظمها بالنجاح ..

لن نستطيع سرد كافة الأحداث الكفاحية العمالية التي حدثت في العام 2005 في هذه العُجالة ...لكننا نؤكد أنه كان عام ألم للطبقة العاملة ...لكننا لن ننسى أولئك العمال الذين فقدوا حياتهم في حوادث عمل أليمة ومنها إحتراق 250 عامل وعاملة في إحدى مصانع النسيج في بنغلاديش ...وامراض العمل ومنها التعرض لمادة الإسبستون ... التي أدت الى فقدان مئات العمال في مصر حياتهم أو الى إصابتهم بعاهات مُزمنة ...

إننا نتوحى من الحركة العمالية العالمية المزيد من النضال ...المزيد من التضامن ..المزيد من الكفاح .. على أمل ان تتطوربوادر التغيير التي بدانا نلمسها في نهاية العام 2005 ... وأن تصبح ثورة عالمية للطبقة العاملة نفرض من خلالها أنماط العدالة الإجتماعية ... والعيش الكريم ... أنماط الأمل وليس الألم كما كان في العام 2005 ...كي يكون عام 2006 عام الأمل للجميع ...الأمل بالحرية والسعادة والعدالة والقضاء على الفقر والفاقة والإستغلال ...وهيمنة الحرية على جميع الشعوب ..لتنعم بالحرية والإستقلال .

#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات