أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد دزدار - الانتخابات الامريكية و-الظاهرة الترامبية-!!















المزيد.....

الانتخابات الامريكية و-الظاهرة الترامبية-!!


خالد دزدار

الحوار المتمدن-العدد: 5340 - 2016 / 11 / 11 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اخيرا انتهينا من متابعة اخر حلقة من المسلسل الخيالي "حملة الانتخابات الأمريكية" ونبدأ فورا الحلقة الاولى من المسلسل الواقعي "الرئيس الغير متوقع".
لقد اصيب العديد بالذهول لفوز "دونالد ترامب" المذهل في الانتخابات الأمريكية، محققا فوزا غلب جميع التوقعات والمسوح واستطلاعات الرأي المسبقة (والتي اثبتت عدم دقتها في التحضير والتنفيذ وفشلها في استنباط غور اهتمام وتفاعل الجمهور مع امالهم وتوقعاتهم واولوياتهم) ... وبعيدا عن الانفعالات الأولية المتسرعة والغير منطقية، يمكننا أن نعتبر انتخابات 2016 الأمريكية سابقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ السياسية الأمريكية وحتى العالمية، لكون اصحاب حق الاقتراع وضعوا "التغير" كمطلب أساسي، متنازلين عن الأجندة المعهودة للمرشح سابقا.
بداية وقبل الخوض في اسباب ودوافع المنتخبين والمرشحين يمكننا أن نعتبر انتخابات 2016 حركة احتجاجية واسعة، تتشابه مع الحركات الجماهيرية العالمية والمطالبة بالتغيير، اذ أن العوامل والاسباب تأتي كملحقات للسبب الرئيسي والدافع الرئيسي.
علينا أن نبدأ أولا بتحليل واقع قد يبدو مزعجا للبعض وأراه مطلب حق عندما يقرر ٦٠ مليون امريكي حاجتهم للتغير حتى ولو جاءت بيد ترامب ... الرقم رهيب ويعكس تفاعلات الشارع الامريكي مع واقعه وحقيقة واقع المجتمع الأمريكي، وهو امر يبدو مقلقا ويثبت أن المجتمع الامريكي لم يتخلى عن العديد من الشوائب الاجتماعية العالقة منذ عقود طويلة، وقد اثرتها التغيرات الاجتماعية الحديث من هجرات وتحصيل حقوق أقليات وانتخاب رئيس امريكي ذو اصول عرقية غير بيضاء كذلك جميع المعتقدات السلبية والباطنة في عمق المجتمع الأمريكي، خاصة البسطاء منهم والذين يعتقدون أن بلدهم في خطر غزو أقليات أصبحت تطغى عليه وتسلبه مكتسباته، وهي مجموعات كبيرة تعتقد ان الدستور والذي يأصل ويفصل حقوقه وجد اصلا فقط له وليس لغيره، وهو معتقد في باطنه عنصري خطير ولكنه يعكس واقع مرير ... فما أبرزته نتائج الانتخابات الامريكية وفشلت في ابرازه استطلاعات الرأي: أن المجتمع الامريكي مشبع بالحقد والكراهية والعنصرية بجميع اطيافه، وأخطر ما في الموضوع هو تحول الحديث عنها ونقاشه وابرازه، امر مقبول وعادي في مجتمع كان يعتقد أنه يقود الحريات العالمية.
واحدة من أبرز العوامل المؤثرة على تفاعل الشارع الامريكي حقيقة كون المرشح عن الحزب الديمقراطي "إمرأة "، وهو امر ما زال المجتمع الامريكي بعيدا عن تقبله وخاصة الغالبية الغير مثقفة وذات مستوى تعليمي قليل نسبيا ... هذا العامل اوجد قاعدة مسبقة في تبني مسار تفاعل المنتخب الامريكي كما ولحقته اضافات اخرى أثرت في تعزيز فكرة "الغالبية العظمى" المسبقة بعدم أهلية "كلينتون" في قيادة الأمة؛ مثل أهليتها في الأمانة والمحافظة على السرية ... بغض النظر عن عوامل ترجح أهليتها مثل خبرتها في القيادة والسياسة، وهذا يثبت أن رؤية الرأي العام كانت محددة مسبقا ولكن تحتاج دفعة تحفيز.
من العوامل الاخرى والمهمة، وجود لاعبين من الخارج لعبوا دورا مهما في ترجيح كفة "ترامب" عند اللحظات الأخيرة، وبرز هذا في التدخل الروسي بالخفاء عبر توفير أدلة وحجج ضد كلينتون ... ولقد درس الروس طبيعة المجتمع الامريكي وتوجهه وتفاعله وعوامل تأثره، وعليه بنوا خطتهم في إحداث التغيير والتأثير في الانتخابات الأمريكية، وهو أمر قد يسجل كأول تدخل صريح ومباشر وعلني من روسيا في الشأن الداخلي الأمريكي وانتخاب رئيسه.
ولكن "ترامب" لم يحقق نجاحات عبر هذه العوامل فقط، فهنالك عوامل اخرى ومنها اخطاء "المعسكر الديمقراطي" في تجاهل العديد من الامور وطبيعة ونسبة أهميتها، والابتعاد عن الطبقة العاملة وتجاهل مطالبها والتركيز على مجتمعات معينة دون غيرها، والتعالي والاستهزاء بأهمية نداءات مجموعات كبيرة من المجتمع ومطالبهم في: العمل وتعديل التامين الصحي والامان الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من المطالب التي اثرت في توجه الناخب الأمريكي ... ولعل ابرز الاخطاء اعتقاد المعسكر الديمقراطي بحتمية تبعية بعد الولايات لنهج الحزب الديمقراطي وضمان تأييدهم، وهو العامل الذي حسم الانتخابات وكان بارزا في ولايات؛ "بنسلفانيا"، "ويسكونسن" و"متشيغن" حيث كانت تلك الولايات شبه محسومة "للحزب الديمقراطي"، ولكن استطاع "ترامب" أن يحولها لصالحه والحصول على مقاعدها وبنسبة حسم ضئيلة في بعضها عدة مئات، وهذا يعود لتجاهل "الحزب الديمقراطي" لهذه الولايات ومطالبها والايمان بالتبعية الحتمية للحزب ولكن "ترامب" استطاع أن يجعلها ممره "للبيت الأبيض".
عامل اخر وأراه مرجحا (خاصة كون نسبة الحسم ضئيلة في بعض الولايات)، وهو وجود طرف ثالث أو مرشح ثالث وهو "جاري جونسون" والذي أثر وجوده بسحب العديد من الأصوات المحتجة من جعبة "الحزب والديمقراطي" لكون خطه ليبرالي.
وجود طرف ثالث او مرشح ثالث تحت النظام المتعامل به في انتخاب رئيس أي اسلوب التصويت "للهيئات الانتخابية غير المباشر" بجمع المقاعد المخصصة الولايات حسب حجمها السكاني، وهذا يعني أن الفائز بالانتخابات عليه جمع تأييد أكبر عدد من "الهيئات الانتخابية" حيث أن الناخب ينتخب أعضاء "هيئات" يمثلون المرشح وليس "المرشح الرئاسي" مباشرة ... وتحت هذا النظام يصبح الطرف الثالث عامل مؤثر في سحب العديد من الاصوات من مرشح قريب في خطه.
الخطأ الجسيم الذي وقع فيه جميع المتابعون والسياسيين والمحللين (وأنا أحدهم) اعتقادهم بغباء "ترامب" وقلة فطانته حيث أثبت عكس هذا الاعتقاد، بانه شديد الذكاء وحاد الفطنة إذ استطاع تحقيق المستحيل وأوجد لنفسه نهجا ومسارا مختلفا عن المعهود، واختلف عن المألوف ورفض نصائح خبرائه ومساعديه مصرا على متابعة أسلوبه ونهجه، والذي بني من أساسه على التعامل مع انفعالات المجتمع والتأثير في انفعالاتهم وتأجيجها على أساس انه يعبر عن تفاعلهم ويحمل رايتهم ويمثلهم في مطالبهم ... يمكننا التأكد من ذكاء ترامب بالرجوع لمسار حملته وقد استطاع فعلا تحقيق بخبرته الشحيحة في السياسة تأييد قاعدة "الحزب المحافظ" رغم عن تحفظ قيادات الحزب واستيائهم وتحويل فظاظته لمآثر لدى مؤيديه. كما أنه اصلا ليس "محافظا" وليس "متدينا" وهي مسائل مهمة في شخصية "المرشح المحافظ" ومع هذا استطاع أن يزيل التشكيك بأهمية وجوب تمتعه بهذه الصفات، ولقد صدق وكان صريحا عندما قال في احدى خطبه "بانه لو أطلق النار على شخص ما علنا لبقي مؤيديه يدعمونه"!! وهو امر أثبت ايضا صحته ... ولقد نجح في الوصول لهذا المستوى من التأييد الاعمى، بالوصول لأعماق نفوس مؤيديه والتأثير فيها ومخاطبتهم بلغتهم واسلوبهم وامالهم ... والمراجعين لخططه ووعوده وأجندته الانتخابية، نجدها تعكس آمال مؤيديه اكثر من معتقده هو، فالعديد من الامور التي كان يذكرها في خططه ليست بالضرورة في صلب معتقده ولكنه نجح في جعلها كذلك، فجميع امانيه ووعوده يستحيل تحقيقها؛ مثل بناء السور مع "المكسيك" ووضع قيود دخول "المسلمين" ونقل وترحيل الملايين ممن لا يحملون حق الإقامة والغاء معاهدات تجارية او تعديلها وخلق فرص عمل بالملايين واعادة صناعات ومعامل لأمريكا وحتى مواجهة طالدولة الإسلامية" والقضاء عليها وحل القضية "الفلسطينية الإسرائيلية" وتعديل التامين الصحي او الغائه ... ولكنه يستطيع تحويل هذه المطالب لاماني قد يمكنه تحقيق جزء بسيط منها ويبقى ناجحا ومقبول من قبل قاعدته العريضة.
هل حقا العالم بخطر مع "ترامب"؟؟ لا اعتقد ذلك، ولا اعتقد بان امريكا بخطر ايضا. والقارئ لخطاب الفوز (لترامب) يستطيع التحقق من الفرق بين الوعود قبل الانتخاب وواقع التعامل مع المسائل مباشرة بعد الانتخابات، فالخطاب يعكس حكمة واتزان وواقعية وجدية تختلف ٣٦٠ درجة عن سابق توجهاته الجماهير.
في النهاية "ترامب" حقق ما اراده وبالطريقة والاسلوب الذي وضعه واستطاع ان يغير معالم في السياسية والنهج على الطرفان "الديمقراطي" و"المحافظ" وأكثر من هذا فقد استطاع أن يكشف ويبرز كنه غور "المجتمع الأمريكي" وحقيقة توجهاته ومعتقداته.



#خالد_دزدار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والديمقراطية


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد دزدار - الانتخابات الامريكية و-الظاهرة الترامبية-!!