أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم حبيب - خدام المستبد الخائب يفضح نهج حكم السوري إزاء لبنان! أو - مأساة ومهزلة حكام سوريا في ظل البعث الحاكم















المزيد.....

خدام المستبد الخائب يفضح نهج حكم السوري إزاء لبنان! أو - مأساة ومهزلة حكام سوريا في ظل البعث الحاكم


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 09:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خدام المستبد الخائب يفضح نهج حكم السوري إزاء لبنان! أو [مأساة ومهزلة حكام سوريا في ظل البعث الحاكم]
مع بدء توديع عام 2005 واستقبال عام جديد عرضت القناة الفضائية "العربية" بتاريخ 30/12/2005 مقابلة صحفية طويلة نسبياً مع عبد الحليم خدام, نائب رئيس الجمهورية السورية منذ منتصف الثمانينات حتى الأمس القريب, جرت في باريس بعد أن غادرها لكتابة مذكراته! من تابع المقابلة الصحفية بإذن صاغية ومعرفة جيدة بالأوضاع السورية, يخرج باستنتاجات حزينة جداً تجسد بؤس وقسوة الحياة السياسية في سوريا ومرارة المجتمع الذي تهيمن عليه مثل هذه المجموعة من البشر المستبدين وتدخلهم الفظ في حياة الإنسان الفرد السوري غير المشروع وفي الشؤون اللبنانية. ورغم محاولة عبد الحليم خدام الدفاع عن نظام حافظ الأسد, الذي كان نائباً له ومسؤولاً أساسياً فيه, إلا أنه فضح حقيقة أن النظام الذي يقوده بشار الأسد حالياً هو امتداد سيء وطبيعي للنظام الاستبدادي الفردي الذي قاده الأسد الأب. والغريب أن هذا السياسي الخائب الذي ساهم في حكم البلاد طوال 35 عاماً على الأقل شكا في هذه المقابلة من الأمور التالية:
أولاً: في الشأن السوري الداخلي في فترة بشار الأسد:
• الانفراد بالسلطة, أو الفردية والمركزية في الحكم.
• غياب المؤسسات الدستورية.
• غياب الحرية والديمقراطية والحياة الحزبية.
• هيمنة جهاز الأمن والمخابرات على الحياة السياسية في سوريا.
• الفساد السائد في البلاد.
• الفقر الذي يشمل 50/ من السكان حيث يعيشون تحت خط الفقر المعروف دولياً ويبحثون عن الطعام في القمامة, وبقية الـ 50% تعيش على خط موازٍ لخط الفقر, في حين تتراكم الثروة عند البعض القليل بشكل غير مشروع وبسبب غياب القانون.
ثانياً في الشأن اللبناني في عهد بشار الأسد:
• التدخل الفظ في شؤون لبنان من قبل القيادة السورية.
• تهديد غير معقول لقادة لبنان وأصدقاء سوريا.
• تحكم الأمن والمخابرات السورية, وعلى رأسها رستم غزالة الذي كان يعتبر حاكماً مطلقاً على لبنان, على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية اللبنانية.
• الفساد المنقطع النظير الذي ساد تلك الأجهزة العاملة في لبنان.
• أشارة خدام إلى التعاون بين حكام سوريا من جهة, وحزب الله وجماعة أمل الشيعيتين من جهة أخرى, وهو يريد تأكيد العلاقة الطائفية القائمة دون أن يسميها بالاسم.
كل هذا حصل في زمن بشار الأسد! هذا ما يدعيه عبد الحليم خدام, الذي كان ولفترة غير قصيرة مسؤولاً عن ملف لبنان وعن العلاقات بقادة لبنان. فهل هذا صحيح؟
من يعرف الوضع في سوريا قبل مجيء بشار الأسد إلى السلطة أولاً, ومن يعرف ما كانت تقوم به سوريا الدولة والحكومة في لبنان ثانياً, يعرف أيضاً بأن الرجل يمتلك قدرة عالية على الديماغوجية وعدم قول الحقيقة كلها. إذ إن المصداقية ترتبط باعتراف الإنسان بذنوبه ومشاركته التامة في كل ما حصل في سوريا خلال العقود المنصرمة أمام الملأ, عندها يحق له أن يوجه الاتهام للآخرين . من الحكم الجميلة تلك القائلة بأن حبل الكذب قصير!
لقد عاشت سوريا منذ أكثر منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد في ظل:
• الدكتاتورية الفردية المطلقة التي فرضها حافظ الأسد على البلاد, وكان المساعد الأول له عبد الحيم خدام ورفعت الأسد وعبد الله الأحمر وغيرهم.
• مصادرة الحريات الديمقراطية والحياة الحزبية الحقيقية ووجود أحزاب لا تشكل في أكثرها سوى بيادق بيد الحاكم بأمره, وإذا ما تجرأ أحدهم على ممارسة النقد, فلن يجد نفسه إلا وسيف الأمن والمخابرات يتحرك صوبه لينتهي في مقبرة ما من المقابر الجماعية التي سوف تكتشف في سوريا أيضاً لا في لبنان فقط, أو في سجن المزة. وكانت هناك بعض القوى السياسية التي كانت تعمل بالسر وهي التي تعرضت إلى الملاحقة والاضطهاد والعقوبات الجائرة.
• لقد غابت المؤسسات الدستورية والديمقراطية عن سوريا منذ قيام الوحدة مع مصر وتواصلت بعد إسقاط الوحدة والانقلابات المتتالية, وإذ بدأت محاولات قليلة في فترة صلاح جديد ويوسف زعين حتى حصلت حركة تشرين 1970 لتطيح بالانفتاح النسبي البسيط الذي عرفته تلك الفترة. وقد وضعت جمهرة كبيرة من السياسيين من شيوعيين وبعثيين وديمقراطيين ومعارضين مدنيين في السجن طوال ثلاثة عقود وفي ظل وجود خدام مع حافظ أسد على رأس السلطة وعضو في القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم. فهل كان بيدقاً بيد حافظ الأسد وجزمة للدكتاتور, أم سياسياً مسؤولاً عن كل ما كان يحصل في سوريا؟ إنه القائل بأن على يوسف زعين والأتاسي وورياض الترك وفائز فواز وغيرهم أن يسعدوا إذ دخل اسمهم في التاريخ لوجودهم أكثر من ربع قرن في السجون السورية.
• هل بدأ الفساد في سوريا في زمن بشار الأسد أم أن الفساد قد ساد الدولة كلها منذ السبعينيات وتفاقم في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وامتد حتى الوقت الحاضر, وازداد بطبيعة الحال عبر التراكم في هذا الفساد الذي أصبح نظاماً معمولاً به في سوريا؟ ومن جمع 4 مليارات دولار (المثل الذي أورد عن مدير شرطة سوري كان يتسلم في عام 1970 200 ليرة سورية) أو الشخص الآخر الذي يمتلك اليوم 8 مليارات دولار أمريكي في سوريا, لم يتم ذلك خلال سنة أو سنتين أو حتى خمس سنوات بل عبر عقد أو عقدين من السنين, أي منذ فترة حافظ الأسد والفترة التي كان هو الآخر فيها في السلطة. وهذا الأمر يعرفه خدام جيداً ويعرفه أيضاً كل سوري, كما يعرفه كل من كان وما يزال يمر في مطار دمشق أو على الحدود أو في أي دائرة سورية. لم يكن الفساد (الرشوة) وحده السائدة, بل كان النهب والسلب لأموال الدولة جارٍ على قدم وساق في زمن الدكتاتور الأب وما يزال سارياً في زمن الدكتاتور الابن والجماعات التي كانت تحيط بهما أو التي تحيط الآن بالابن. أليس من حق الشعب السوري أن يطالبه ويطالب من حكم معه أن يطرحوا أما الشعب حساباتهم المصرفية الموجودة في الخارج وأموالهم غير المنقولة ليتبين للناس مصداقية كل فرد يتهم الآخرين بالإثراء غير المشروع؟ أتمنى أن يكون نظيفاً, ولكن لا يمكن القبول بذلك ما لم تطرح كل الحسابات, وإلا فالناس ستقول عن حق "من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر", رغم أن بيوت كل هؤلاء زجاجية, كما يبدو.
• لم يكن عبد الحليم خدام جزءاً من النظام فحسب, بل كان ضمن رأس النظام العفن الذي هيمن على سوريا طوال عدة عقود حيث ساد الفقر والعوز غالبية العوائل السورية, ولم يكن هناك من هو قادر على العيش في بحبوحة وكرامة من راتبه أو من دخله, وقا شاهدت هذا بأم عيني. لقد كانت وما تزال الثروة تتكدس بيد مجموعة صغيرة من الحكام والمرتبطين بهم في الجيش والحزب والدولة. وقد كتب الكثير عن ذلك, ولهذا لا أجد ما يبرر أن أطرح أمثلة على فقر الإنسان في سوريا وغنى جمهرة من الحكام الفاسدين. لقد قال حكماء الصين القدامى (لاوزي في يان تاي لون) الحكمة التالية: "لا تكون الأمة أكثر فقراً إلا عندما تبدو مكتظة بالأثرياء", ولا تختلف حالة الشعب في سوريا في زمن حافظ الأسد وعبد الحليم خدام عن حالة الشعب في سوريا في زمن بشار الأسد ومن هم حوله.
• إن الشعب السوري باختصار يعيش في دولة مخابرات وأمن داخل دولة استبداد مطلقة. واليوم ما تزال السجون السورية تطبق بظلامها الأسود على عدد غير قليل من الناس الذي يختلفون في اتجاهاتهم الفكرية والسياسية, ولكنهم يتفقون أنهم يعيشون في مثل هذه الدول الاستبدادية التي يفترض أن تنتهي وتحل الدولة الدستورية والديمقراطية الحرة.
• لم يبدأ بشار الأسد ممارسة السياسة الطائفية في سوريا, بل بدأها والده, وهي التي ميزت السياسة السورية طيلة العقود المنصرمة. ولم تكن هذه السياسة موجهة ضد السنة فحسب, بل كان سياسة فيها تمييز ديني إزاء المسيحيين أيضاً. عندما كنت أعمل أستاذاً للاقتصاد في جامعة الجزائر العاصمة بين 1979-1981, بعد هجرتي القسرية من بغداد, التقيت بعدد غير قليل من الأساتذة السوريين الممتازين, وكان أغلبهم من المسيحيين أو الديمقراطيين المستقلين الذين تركوا أعمالهم هناك لأنهم تعرضوا للتمييز, رغم أنهم انتموا لحزب البعث من أجل الخلاص من التمييز, ولكن هذا الانتماء لم ينفعهم كثيرا. وكانت شكواهم أنكم تعانون من صدام حسين ولكنكم لا تعرفون معاناة الشعب السوري من دكتاتورية حافظ الأسد. ويمكن أن أذكر الأخوة بالنكتة المتداولة بين الأوساط السورية والعربية حول القنينة والقراعة والحفلة الخاصة التيب يسمح بها للعلويين فقط أو من يقول "قنينة" وليس "إنينة" على طريقة الشوام وهم في أغلبهم من أهل السنة. وعندما حضر أحدهم ونسى الموضوع وقال بدلاً من قنينة "قراعة", قيل للحارس أدخله إنه علوي مثقف, إذ كان يمنع دخول من يقول "إنينة" باعتباره ليس علوياً. وهي التعبير الشعبي الصارخ عن موقف التمييز بين العلويين وبقية السكان لصالح العلويين.
أما مواقف سوريا من لبنان فهي حالة فريدة يصعب تصورها والقبول بها وإليكم بعض النماذج من سياسات سوريا في لبنان والتي يسعى عبد الحليم خدام رمي المسؤولية على عاتق بشار الأسد, في حين كان وما يزال يتحملها كل الحكام السوريين وحزب البعث وكبار المسؤولين في القوات السورية والأمن والمخابرات السورية على امتداد الفترة الواقعة بين 1976 حتى الوقت الحاضر على الأقل, ومعهم وعلى رأسهم دون أدنى ريب حافظ الأسد ورفعت الأسد وعبد الحليم خدام وعبد الله الأحمر وغيرهم.
• كان النظام السوري منذ عام 1970 يتدخل بشكل فظ وشرس في شؤون لبنان الداخلية, ولكن بشكل خاص منذ دخول القوات السورية إلى لبنان في العام 1976, وأن الحاكم والمستبد بأمره في سورية كان يفرض على اللبنانيين من يجب أن يكون رئيساً للوزراء في لبنان ومن يجب أن يكون وزيراً وكيف يفترض أن تسير الأمور, فكانت كلمة "يجب" هي التي يطرحها الأسد الأب والابن على اللبنانيين المقهورين بوجود القوات السورية والأمن والمخابرات السورية, إذ أن "يد الثورة" كانت وما تزال طويلة وتصل لمن تشاء بالتهديد والقتل, وهو ما يبدو أنه نفذ في عهدي الأب والابن بطرق شتى. ولم يكن التعبير الذي استخدمه بشار بصراحة مع الحريري حين قال له حسب تعبير خدام "سأسحق من يحاول أن يخرج عن قرارنا", هي ليست سوى الممارسة الفعلية التي كان يمارسها حافظ الأسد في لبنان دون أن يقولها, وهو الفرق بين سياسة الأب معاوية بن أبي سفيان والابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان, إلا أن الحصيلة واحدة!
• إن النظام السوري في فترتي آل الأسد (حافظ ورفعت وبشار وماهر وعاطف وغيرهم), وحتى قبل ذاك, لا يعترفون باستقلال وسيادة لبنان, بل يعتبرون لبنان محافظة من محافظات سوريا, كما هو الحال مع محافظات القامشلي والحسكة أو حلب أو دمشق أو أي محافظة أخرى في سوريا, وبالتالي لا يحق لحكام لبنان أن يتحركوا إلا بأذن من حكام سوريا المستبدين ووفق إرادتهم.
• إن النظام السوري قد ترك الحكم في لبنان بيد أجهزة الأمن والمخابرات بشكل خاص, سواء أكان ذلك بيد علي دوبة أو بيد رستم غزالة أو غيرهما. وهؤلاء هم الذين حكموا باسم حافظ الأسد ومصطفى طلاس (وزير الدفاع السابق المخضرم وعضو القيادة القطرية) وحكموا, حتى طردهم من لبنان, باسم بشار الأسد. وهؤلاء هم الذين ساهموا بإفقار الغالبية العظمى من الشعب اللبناني. لقد كانت غالبية القوى السورية العاملة في لبنان تتعامل بالتهريب والنهب والسيطرة على أموال الدولة, وما حكاية 35 مليون المسحوبة من البنك السوري من قبل رستم غزالة, سوى خردة (فراطة) بالقياس إلى الأموال المنهوبة من قبل تلك الجماعات السورية في لبنان الذي استبيح من قبل القوات السورية وحزب البعث العربي الاشتراكي.
• من استمع إلى حديث عبد الحليم خدام يخرج بانطباع متكامل لا يحتاج إلى وضع النقاط على الحروف, كما أرى, فهي مثبتة, تقول بصوت مرتفع, يمكن العثور على القتلة في القوى السورية اللبنانية المتحالفة, رغم رفضه القول صراحة بذلك. ولكن هناك أسئلة مهمة وأساسية في هذا الصدد: من كان المسؤول عن تنفيذ اتفاق الطائف, ومن الذي راوغ ورفض الخروج من لبنان طيلة العقدين والنصف المنصرمة, ومن قام بقتل اللبنانيين الآخرين في لبنان في فترة الحرب, بمن فيهم السياسي اللبناني المتميز كمال جنبلاط ومهدي العامل وحسين مروة ... الخ.
• يتحدث عبد الحليم خدام عن المجرم رستم غزالة, حسب تعبير خدام ذاته في حديثه مع بشار الأسد. والسؤال الذي يطرح نفسه علينا جميعاً هو: هل حقاً أن رستم غزالة هو وحده المجرم, كما يقول خدام, أم أن المجرمين كل أولئك الذين مارسوا تلك السياسات ومنذ أكثر من عقدين ونصف العقد من السنين في سوريا؟ أعتقد إن من حق كل إنسان سوري وعربي أن يطرح هذا السؤال على نفسه ويجيب عنه بضمير حر ونظيف وعقل سليم.
• إن القوى السياسية في لبنان, ورغم خروج القوات السورية من لبنان, ما تزال تعاني من الحقائق التالية:
- وجود رئيس جمهورية في لبنان يجسد سياسة سوريا الرسمية ومصالحها في لبنان, وهو ليس سراً غير معروف للجميع.
- كثرة من الجواسيس الذين يعملون في جهاز المخابرات والأمن اللبنانيين لصالح سوريا, إضافة إلى جمهرة من الجماعات العاملة في الأحزاب السياسية اللبنانية, ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي التابع لسوريا.
- بعض الأحزاب السياسية المتحالفة مع الحكم السوري لأسباب وأهداف متباينة.
- المصالح المشتركة التي تشد بعض القوى التي انتفعت من سوريا خلال وجو القوات السورية في لبنان, والتي ما تزال ترى في تلك الفترة فترة ازدهار لمصالحها وغناها غير المشروع.
والغريب أن عبد الحليم خدام يهدد من يتخذ إجراءات ضده, سيكون مستعداً للمجابه وفتح كل الملفات. لا أشك في أن لديه الكثير من الملفات التي يمكن أن يفتحها ويفضح بها كل الذين ساهموا بحكم سوريا وإفقارها واضطهاد شعبها ونهب حرية المواطن طيلة عقود, ولكن الرجل ينسى أو يتناسى أنه كان جزءاً أساسياً ورئيسياً من هذه الملفات التي إن فتحت ستفضحه أيضاً. ويتمنى كل إنسان أن تفتح تلك الملفات لتطلع الشعوب العربية وشعوب المنطقة ما عاناه ولا زال يعاني من الشعب السوري.
ذهبت في عام 1981 إلى سوريا في طريقي إلى كردستان العراق بعد أن تركت التدريس الجامعي في الجزائر للالتحاق بقوات الأنصار الشيوعيين للنضال مع قوات الپيشمرگة ضد نظام صدام حسين. اطلعت عن قرب على الوضع السوري طيلة شهرين وتكونت لي صورة واضحة عن الوضع, ولم أجد مناسباً أن نبقى في ظل حكم دكتاتوري لنقاوم دكتاتورية أخرى. اتصلت في حينها بسكرتير الحزب الشيوعي العراقي, عزيز محمد, وكنت عضواً في اللجنة المركزية, ورجوته بحرارة أن نعمل لإخراج كل الشيوعيين العراقيين من سوريا, ثم كررت ذلك مع عزيز محمد بعد عودتي إلى الشام من كردستان في نهاية عام 1984. وقلت له في حينها أنا مستعد أن أعمل من أجل أن أجد مواقع للحزب الشيوعي وكل الشيوعيين العراقيين في أوروبا الغربية, إضافة إلى دول أوروبا الشرقية, والسبب في مطالبتي كانت تتركز, وكما قلته للرفيق عزيز محمد في حينها, وهو ما يزال حي يرزق, ما يلي:
• إننا هربنا من دكتاتورية صدام فلا يجوز أن نعيش في دكتاتورية حافظ الأسد, إذ أن مصداقية نضالنا ضد الدكتاتورية في العراق ستكون فاقدة لمصداقيتها.
• إن الأمن السوري يختطف بين فترة وأخرى عدداً من المناضلين ويحولهم إلى جواسيس في داخل الحزب, والنظيف والمخلص منهم يأتي ليبلغ الحزب بأنه أعطى كلمة للأمن السياسي السوري بالتجسس على الحزب وعلى الحزب أن يساعده في الخروج لأنه لا يستطيع أن يتحمل الضغط. وكان الحزب يساعده طبعاً في الخروج.
• إن سوريا أبعد نقطة عن العراق لأنها مراقبة ويمكننا أن نتحرك على العراق من أوروبا بشكل أفضل.
• يمكن إبقاء قلة قليلة من الرفاق لكي يعملوا على خط القامشلي لنقل الرفاق والأسلحة إلى كردستان العراق.
وما أريد أن أقوله من هذا المثل هو أن الحكم الفردي التسلطي في سوريا لم يبدأ مع بشار الأسد, بل بدأ مع حكم البعث وطريقته في الحكم ورغبته في فرض خيمته الفكرية والسياسية على الجميع, بدأ مع حافظ الأسد وأسرته. لم يعد العالم يقبل بذلك ويفترض أن ينتهي بسرعة, إذ أن الظلم إن دام دمر!
31/12/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة تثيرها عملية اختطاف وإطلاق سراح السيدة أوستهوف!
- صدام والإرهاب الجاري في العراق!
- مرة أخرى مع اختطاف المواطن السويدي العراقي الأصل شاكر الدجيل ...
- ماذا يجري في هذا العراق؟
- كيف يفترض أن تتطور العلاقات العراقية – الإيرانية؟
- من أجل تجديد حملة الكشف عن مصير شاكر الدجيلي
- من هم البرابرة المجرمون الذين احتلوا وأحرقوا مقر الحزب الشيو ...
- هل هناك من له مصلحة في اغتيال السيد مزهر الدليمي؟
- لنساهم جميعاً في دعم موقع الحوار المتمدن في الذكرى السنوية ل ...
- هل الأوضاع السياسية في العراق تتطلب مقاومة مسلحة؟
- ليبقى الإنسان في العراق يشكل مركز ثقل الحملة الانتخابية ونتا ...
- لنتجنب منح أصواتنا لمن يمثل الطائفية السياسية والتمييز الطائ ...
- هل من جديد في مواقف السيد السيستاني سوى كشفه موقفاً كان مكشو ...
- هل من علاقة بين الإرهاب المتفاقم في مدن غربي بغداد وهيئة علم ...
- هل من علاقة بين الإسلام السياسي والتعذيب: العراق نموذجاً؟ & ...
- أليست هناك من ضرورة لتعاون دولي لمواجهة الإرهاب في العراق؟
- الهجرة المغاربية وواقع العنصرية والعداء للأجانب في بعض بلدان ...
- هل من تكالب شرس لقوى الشر في العالمين العربي ,الإسلامي ضد شع ...
- ملاحظات أرجو أن تصل إلى أسماع السيد رئيس الوزراء! ما الجديد ...
- ملاحظات أرجو أن تصل إلى أسماع السيد رئيس الوزراء! ما الجديد ...


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كاظم حبيب - خدام المستبد الخائب يفضح نهج حكم السوري إزاء لبنان! أو - مأساة ومهزلة حكام سوريا في ظل البعث الحاكم