لم يفز ترمب ولكن خسرت كلنتون

عمر مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بدءا لم يوفق الحزب الديمقراطي في الدفع بترشيح هيلاري كلنتون لسباق الرئاسة لانه في تقديري مبني على توازنات وترضيات سياسية بجانب صراعها مع التيارات الداخلية للمؤسسة الحزبية والتي قادها المرشح الاخر الاكثر ليبرالية بيرني ساندرز، وبرغم اعلان كلنتون عن قبول ساندرز المشاركة في تقويم ومعالجة خطة اوباما للتأمين الصحي (اوباما كير) الا ان انصاره من الشباب عبروا عن امتعاضهم من كلنتون واعلنوا عن عدم مساندهم لها في اكثر من مناسبة
قادت كلنتون حملة انتخابية ضخمة وصاخبة حشدت فيها قطاع كبير من الشباب والمتعلمين وتركزت بشكل اساسي علي تلميع شخصيتها معتمدة على تاريخها السياسي الطويل كي تصنع تاريخا يمجد انجازها كأول إمرأة رئيس للولايات المتحدة، ولكن اعتقد جانبها التوفيق في ملامسة القطاع الاكثر اغلبية من انصاف المتعلمين وسكان الاطراف و الارياف والمدن الصغيرة من ذوي البشرة البيضاء
فقدان هذا القطاع الكبير والمؤثر ادي الى نزيف الكثير من النقاط والاصوات الانتخابية التي استثمر فيها المرشح الجمهوري دونالد ترمب وجيرها لصالحه واحدث الفارق
اسطع دليل على زعمي هذا انها أهدت احد اهم الولايات (ويسكانسن 10 اصوت انتخابية) ذات الولاء التقليدي للمرشح المنافس ولم تقم حملتها الانتخابية بزيارة الولاية منذ آخر مؤتمر للحزب، حتى ان حملة ترمب الغت زيارة تعبوية للولاية لاعتقاده الجازم بولائها للديمقراطيين
خسرت ايضا ولاية (ميتشيجان 16 صوت) الديمقراطية تاريخيا وتركزت الاصوات التي حازتها في مناطق الوعي في ديترويت، كلامازو، وهما من مقاطعات الولاء التاريخي للديمقراطيين واللبراليين، ولعب ترمب على تكثيف حملته في الاطراف والارياف ليحشد اصوات المحافظين اليمينيين وذوي البشرة الحمراء من المتشددين عرقيا
فقدت ولاية (فلوريدا 29 صوت) المتأرجحة بين الحزبين وراهنت علي حشد اصوات الاقليات من الافارقة الامريكيين واللاتينيين والناطقين بالاسبانية وكانت على ثقة كبيرة من الفوز بها متجاهلة حقيقة ان الملياردير ترمب يمتلك استثمارات كبيرة في المنطقة ويعتبرها موطنه الثاني بعد نيويورك
الخسارة الاكثر ايلاما كانت (بنسلفانيا 20 صوت) وتتمتع بثقل ديقراطي كبير، خسرها الديمقراطيون آخر مرة عام 1988 لمصلحة الرئيس جورج بوش الاب، ثم استعادها بل كلنتون الزوج، وكذلك فعل اوباما واحتفظ بها علي مدي فترتي حكمه
فقدت أيضا ولاية (أوهايو 18 صوت)
كانت قاب قوسين او ادنى من خسارة (فيرجينيا) والتي ان حدثت لاعتبرت فضيحة سياسية نسبة لانتماء مرشح نائب الرئيس السناتور (تيم كاين) لهذه الولاية
حقائق:
رغم رهانها على اللاتينيين الا ان مجموع ماصوت لها لم يتجاوز 69% فقط، علما بانهم يشكلون 11% فقط من مجموع سكان امريكا.
اهدرت عدد مقدر من أصوات الشباب الليبراليين الداعمين للمرشح السابق (بيرني ساندرز)
65 صوت انتخابي قومي على الاقل فقدتها كلنتون كانت كفيلة بحسم السباق
كلنتون فازت بالمقاطعات التي يتركز البيض فيها باقل من 50% وحازت علي 83.8%، بينما حاز ترمب على 16.2%
فازت ايضا بالمقاطعات التي تصل فيها نسبة الافارقة الامريكيين 45% وحازت 85%، بينما احرز ترمب 15%

#عمر_مجيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات