أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد يوسف عطو - حديث حول الحداثة في العراق














المزيد.....

حديث حول الحداثة في العراق


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 20:33
المحور: المجتمع المدني
    



ارتبطت الحداثة في الغرب بتطور الفكر والفلسفة والصناعة في ظل الراسمالية والثورة الرقمية لاحقا , وبالانتقال من العقل الجماعي الدائري الى العقل الفردي .ادركت الدول المتخلفة في العالم العربي والاسلامي والتي تسميها الناقدة والباحثة فاطمة المحسن في كتابها( تمثلات الحداثة في ثقافة العراق )ب( البلدان الطرفية ) التمدين العمراني واستيراد التكنولوجيا من الغرب دون الحداثة الفكرية .
تطرح فاطمة المحسن السؤال التالي :( هل يمكن ان نطلق على الزمن الذي بدا فيه التحديث المديني في هذه البلدان بانه زمن حداثي ؟ ).اجيب بقولي : كلا . الحداثة ارتبطت بالغرب بظهور الراسمالية والصناعة والفلسفة وبالعقل الفردي وبتحرر العقل من وصاية الكنيسة والاقطاع والقبيلة والى اعلان ولادة الانسان – الفرد , وانا اتكلم خارج نظام العولمة النيوليبرالية الاقتصادية التي اعادت عبودية الانسان بطرق حديثة حيث يتم اليوم تهميش الحريات والديمقراطية في الغرب وفي الولايات المتحدة الامريكية

تستخدم فاطمة المحسن المصطلحات بحذر وهي تقول ان التمدين وفق ارتباطه بالحداثة يعني الجغرافيا الثقافية التي تتجاوز مفهوم المكان الى مفهوم الفضاء .واضيف الى قولها انه الفضاء الرقمي الذي تجاوز الفضاء الحقيقي الى الفضاء الافتراضي والمعولم والذي يقوم على الهوية المركبة وليس على الهوية البسيطة .

رافق تشكل الدولة العراقية في العام 1921 الاهتمام بالعاصمة بغداد . بدات النهضة باعادة الاعتبار الى بغداد عاصمة الخلافة العباسية والتطلع الىى هوية جامعة لكل العراقيين .ظهرت ثمار هذا المشروع في ثلاثينات القرن الماضي واكتملت ملامح التطور في اربعينات وخمسينات القرن العشرين .

سكن الهندس المعماري محمد مكية في حي الكرادة بعد انتقاله من احياء بغداد القديمة . لفت انتباهه كثافة اشجار النخيل مع نخلات مستوردة تسمى بنخيل الواشنطونيا .انحدر مكية من عائلة شيعية سكنت محلة ( صبابيغ الال )حيث جاورهم في السكن المسيحيون . وفي الكرادة بقيت الكرادة حيا شيعيا بمشاركة المسيحيين .لقد ظهر من محلة صبابيغ الال الزعيم الوطني جعفر ابو التمن مؤسس الحزب الوطني الديمقراطي .

لم يكن محمد مكية يملك مشروعا سياسيا قدر ايمانه بالجغرافيا الثقافية . عند عودة الفنانين والمعماريين من خارج العراق خلقوا مجتمعا ينتج حداثته الخاصة به ويطمح ان يكون حلقة الوصل بين الثقافة الغربية في احياء بغداد الحديثة وبين الاكثرية التي تسكن بيوت الطين .وسيكون ذلك التفاوت الطبقي والاجتماعي وخصوصا بين الريف والمدينة احد اسباب الصراعات وحركات الاحتجاج التي سادت خلال حقبة الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي

لاترتبط الحداثة بالرخاء الاقتصادي

يكتب حامد عبد الصمد في كتابه (سقوط العالم الاسلامي : نظرة في مستقبل امة تحتضر )ان الانفتاح والحداثة لاعلاقة لهما بالرخاء الاقتصادي .فقد لاحظ خلال زياراته الى مدينة دبي وجود تمييز عنصري ضد المهاجرين الاسيويين .يكتب حامد عبد الصمد :
(على الرغم من الثراء الذي جلبه البترول لدول الخليج ,لم تنجح دولة منها في خلق مجتمع ديمقراطي يكون قدوة لباقي الدول العربية . لم تخلق واحدة منها مجتمعا مدنيا يحترم كل مواطنيه ويعاملهم بالتساوي مهما كانت اصولهم او اعراقهم . بل على العكس تماما ,فقد ادى هذا الثراء الى توطيد فكر القبيلة والى الغرور الثقافي ..فما ان فرغت المدينة من بناء برج الخليفة العملاق الذي يعد اعلى بناء في العالم حتى اكتشف الجميع ان المدينة مفلسة تماما .

ولم تكن نتيجة هذا الافلاس ان توقف اثرياء المدينةعن شراء السيارات الفارهة والاسلحة المتطورة وقضاء العطلات في سويسرا وفي لبنان , بل قرر اولوا الامر الغاء المشاريع الثقافية كافة بلا استثناء وطرد جميع الخبراء القائمين عليها فورا .ولم يكن افلاس دبي درسا لدول الخليج الاخرى للتقليل من البذخ , بل اعلن احد الامراء السعوديين بعد افتتاح برج الخليفة مباشرة انه يعتزم بناء برج اعلى منه ).

والحديث ذو شجون ..



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمار لايشرب الخمر
- بداية العلاج الاعتراف بالمرض
- جذور جريمة ختان النساء في مصر
- ايران والطريق الى العلمانية
- برلمان الحمير هو الحل !
- وهم الحرية والعدالة
- الحمير لاتنافق
- صناعة الاستبداد والاوهام وتزوير الوقائع
- معازل الفكر : العودة الى كهوف الماضي
- المسلمون في اوربا : ازمة هوية وعدم اندماج
- الفصام الفكري والنفسي عند المثقفين والاحزاب الشمولية
- صراع عبد الناصر مع العراق
- عبوات فكرية : العمالة نموذجا
- الكتلة البشرية بين الانقياد والتمرد
- ارتباط التاريخ بالذاكرة الجمعية
- الاتحاد العربي بين العراق والاردن
- مظفر النواب شاعر العامية المثقفة
- طه باقر : رائد الاركيولوجيا في العراق
- بغداد وصوت الحداثة
- الهجنة وصراع القيم في المجتمع العراقي


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد يوسف عطو - حديث حول الحداثة في العراق