أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الكبير الداديسي - البوعزيزي/ محسن فكري... 20 فبراير / 30 أكتوبر : التشابه، والعبر















المزيد.....

البوعزيزي/ محسن فكري... 20 فبراير / 30 أكتوبر : التشابه، والعبر


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 13:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من البوعزيزي إلى محسن فكري
20 فبراير / 30 أكتوبر : التشابه، الاختلاف والعبر
ذ. الكبير الداديسي

قبل حوالي خمس سنوات اهتز العالم العربية على أكبر صخرة تسقط في البركة السياسية / الاجتماعية التي ظلت مياهها آسنة لسنوات، وكرست فيها الاعتقاد باستحالة أن يثور العربي في وجه من يظلمه أو يدوس كرامته... فكان حادث إحراق محمد البوعزيزي (بائع الخضر) لنفسه احتجاجا على إهانته الشرارة التي ألقيت في الهشيم ، والهزة التي زلزلت الأرض تحت كراسي الحكام العرب لم يقف ارتدادها في سيدي بوزيد حيث كان الحادث بل امتد لهب الشرارة ، وارتداد الهزة إلى جميع الدول العربية ولا زال ارتدادها ساريا، ولا أحد يستطيع اليوم التنبؤ بكل نتائج تلك الهزة ....
اليوم وبعد مقتل محسن فكري (بائع السمك ) في مدينة الحسيمة بالمغرب مطحونا في آلة لجمع الأزبال صباح 30 أكتوبر 2016 خرج ألاف المغاربة في الحسيمة وغيرها من المدن المغريبة للتنديد بالحادث والمطالبة بمحاكمة الفاعلين وربط المسؤولية بالمحاسبة مما جعل عددا من المتتبعين يشبهون ما يقع اليوم في المغرب بما وقع سنة 2011 ، ويقارن بين حركة 30 أكتوبر وحركة 20 فبراير .... فهل من علاقة بين الحركتين ؟ وما أوجه التشابه والاختلاف بين أحداث 20 فبراير وتفاعلات 30 أكتوبر ؟؟
تتشابه الحركاتان في كونها حركتان احتجاجيتان شعبيتان عفويتان شارك فيهما الشباب بقوة، وعمت الاحتجاجات عددا من المدن المغربية، بعد مقتل بائعين بسيطين أحسا بالغبن والإهانة (الحكرة) إثر مشادات مع رجال السلطة ، ومصادرتها رزقهما البسيط، فكان ذلك سببا في إشعال فتيل الغضب والاحتجاج الجماهيري، شارك فيه المتعاطفون ، الرافضون للكحرة من الأفراد والجمعيات الحقوقية وبعض التيارات الإسلامية واليسارية ، مع إحجام الهيئات السياسية التقليدية (أغلبية ومعارضة) عن المشاركة في تلك الاحتجاجات، فباستثناء جماعة العدل والإحسان من اليمين وفيدرالية اليسار - وهما الهيئتان اللتان تبنيتا حركة 20 فبراير في بدايتها قبل أن تنسحب جماعة العدل والإحسان في ظروف لا زالت غامضة إلى اليوم- مقابل غياب شبه تام للأحزاب، إنه نفس السيناريو الذي يحدث اليوم تقريبا إذ تقف معظم الأحزاب متفرجة وإن أعلنت استنكارها لطريقة مقتل محسن فكري، فلم يعلن أي حزب مغربي عن مشاركته في احتجاجات 30 أكتوبر بل وجدنا الأمين العام للحزب الفائز بأكبر عدد في مجلس النواب يدعو منخرطيه إلى عدم الخروج في هذه المظاهرات بدعوى الخوف من استغلالها لزعزعة استقرار البلاد، كما يلاحظ أن المحتجين في الحركتين رفعوا شعار (حرية كرامة عدالة اجتماعية) ودعوا إلى محاربة الفساد والمفسدين ، ووضع حد للشطط في استعمال السلطة ... وهو ما يجعل مقتل محسن فكري شبيه بمقتل محمد البوعزيزي من حيث حيثيات الحدث ونتائجه القصيرة الأمد...
لكن رغم التشابه الكبير بين الحدثين والفاجعتين فإن بينهما بونا شاسعا ذلك أن ردة فعل البوعزيزي (بائع الخضار ) كانت إرادية فقد قصد وضع حد لحياته احتجاجا على ما تعرض له، فيما يبدو أن ردة فعل فكري (سماك الحسيمة) لم تكن إلا لاسترجاع سلعة وفي الغالب لم يكن ينتظر أن يقتل بتلك الطريقة... أضف إلى ذلك كون الفاجعة الأولى (محرقة البوعزيزي) تمت خارج المغرب (في تونس)، وعملية القتل فيها تمت بإحراق الذات، بينما الفاجعة الثانية فاجعة داخلية تم القتل فيها بالطحن داخل شاحنة أزبال ...
وطبيعي أن يكون تأثير الفاجعتين مختلف فقد وجد مقتل البوعزيزي تعاطفا في مختلف الدول العربية انطلاقا من تونس مرورا بدول شمال إفريقيا فمنطقة الشرق الأوسط، وكان له الفضل في تكسير جدار الصمت الذي كان سميكا ولم يكن أحد ينتظر أن يكون رد الفعل في مستوى ما كان، إذ كان الحدث مزلزلا أسقط رؤوس حكام وأنظمة وخرب دولا... فيما لم يتحرك الشارع إلا في المغرب لمقتل محسن فكري، بعد أن دخل عدد من الدول العربية الدائرة السوداء ، وأصبح القتل فيها مشرع الأبواب بطرق أكثر وحشية قد تبدو طريقة مقتل محسن فكري رحيمة إذا ما قورنت بصنبور القتل الجماعي في سوريا، العراق ، ليبيا ... لذلك ربما لم يتفاعل الشارع العربي مع الحدث بنفس المستوى الذي تفاعل به مع مقتل البوعزيزي ، رغم التداول الإعلامي الذي لم يحظ به مقتل البوعزيزي فلا تكاد توجد قناة إعلامية إلا أفردت حيزا لطحن محسن فكري لكن قلما سجلت مسيرات في الدول العربية ، ولم يستعل طحنه للمناداة بتغيير النظام في بلد عربي حتى داخل المغرب...
إن للتوقيت والعامل الزمني تأثيره في تأجيج الأوضاع، فأوضاع العالم العربي اليوم (2016) غير أوضاعه سنة 2011 فمعظم الدول العربية اليوم غارقة في أزماتها السياسية والاقتصادية ، والمغرب – المقصود الأول بالحدث والذي كان يفترض أن يكون الاحتجاج فيه أقوى والضحية مغربي – استفاد جيدا من أحداث الربيع العربي ، وقام بخطوات استباقية جعلت ملك البلاد محط إجماع وطني وأكثر حبا في الأوساط الفقيرة ، كما أن الإسراع في اعتقال المشتبه فيهم ، وفتح تحقيق في الحدث وإعلان السلطات بمختلف مستوياتها بجعل التحقيق نزيها قد امتص بعض الاحتقان قبل خروج الأمور عن السيطرة... أضف إلى ذلك مستوى نضج الشعب المغربي واستفادته من تجارب الدول المجاورة ... فالكل يشهد على أن الحركات الاحتجاجية كانت في مستوى عال من التنظيم ولم تخرج عن حدود التنديد بالحدث والدعوة إلى القصاص من الفاعلين وربط المسؤولية بالمحاسبة ... وإن حاول البعض الركوب على الحدث لأغراض سياسوية أو انتقامية...
يستنتج إذن أن كلا من البوعزيزي ومحسن فِكري تعرضا للظلم وكانا ضحية شطط في استعمال السلطة، وأن مقتلهما أجج الاحتجاجات، ودفعت المسؤولين للخروج من مكاتبهم لتقديم الضمانات والتطمينات رغم اختلاف الزمان والمكان ... مع الإشارة إلى أن حادث البوعزيزي استفادت منه الدولة المغربية ، وباشرت بعض الإصلاحات الدستورية والإدارية مما شكل صمام أمان للدولة وجعلها تتعامل مع الاحتجاجات على مقتل محسن فكري كحدث عابر لا يختلف عن معظم التظاهرات الاحتجاجية التي تشهده المدن المغربية كل يوم . وعلى الرغم من كل ما قيل في الحدث، فالأكيد أنه تعبير صادق على أن المجتمع المغربي حي متفاعل، وأن المجتمع المدني أصبح قوة ضاغطة لها وزنها رغم تواطئ المجتمع السياسي ، وأن الرجل المغربي البسيط لم يعد يقبل الصمت على هضم حقوق، وهو ما سيدفع المسؤولين إلى معرفة حدود صلاحياتهم والتزامهم بالقانون، لذلك ستكون الضمانة الوحيدة لعدم تكرار هكذا أفعال هواعتبار القانون المرجع الوحيد في تحديد الحقوق والواجبات في ظل مؤسسات وآليات تضمن أجرأة مفهوم المواطنة وجعله معطى أومبيريقي على أرض الواقع وإتاحة نفس الفرص أمام الجميع، فإذا كانت الأحداث الأولى قد اثمرت دستورا جديدا وتلويحا بالمناصفة .... وهي التي أوصلت بن كيران للسلطة، فإن هذه الأحداث تقع في المغرب وهو يستعد لتشكيل حكومته الثانية برئاسة الحزب المستفيد من الربيع العربي لذا يجب حسن استغلالها وتكريس مبدأ لا خضوع ولا سيادة إلا للقانون لأن في تكرار مثل هذه الأحداث الخاسر الأكبر هو المغرب... وليس كل مرة تسلم الجرة ....



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي لقب لبيل كلينتون في حال فوز هيلاري؟
- إصدار جديد حول أزمة الجنس في الرواية العربية بنون النسوة
- فسيفساء الهوية في الغناء والرقصات الشعبية بالمغرب
- الانتخابات ج 3 / أنقذونا من الدعارة السياسية والأمراض المنقو ...
- الانتخابات وكشف الفضائح: هل من خصوصية للشخصية العامة؟ جز2
- احتجاج على أسوأ دحول مدرسي بالمغرب
- الانتخابات التشريعية في المغرب 2016 ج.1
- عيد الأضحى عند المغاربة
- الجداريات تنزل التشكيل من برجه العاجي إلى الشوارع بآسفي
- نظام التفاهة Médiocratie
- الجزء 2 : التناص الدني والغرائبية في رواية (عذراء وولي وساحر ...
- أزمة الجنس بين الخطيئة والتطهير في رواية عذراء وولي وساحر (ج ...
- هروب طالبة مهندسة وعودتها إلى حضن أسرتها يشعل شبكات التواصل ...
- المغرب يعود رسميا للاتحاد الإفريقي
- هل يستنجد الاتحاد الإفريقي بالمغرب بعد أزمة الجزائر المالية
- ليلة القدر بين العادة والعبادة في المغرب العربي
- قانون التقاعد يُسقط القناع عن النقابات في المغرب
- الترمضينة أو سكيزوفرينية رمضان
- عندما تستطيع يسارية فعل ما عجز عنه الحزب والنقابة
- الإنتاجية بين كرم رمضان والأجر مقابل العمل


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الكبير الداديسي - البوعزيزي/ محسن فكري... 20 فبراير / 30 أكتوبر : التشابه، والعبر