أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - في أي زمن نعيش؟















المزيد.....

في أي زمن نعيش؟


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




شكّل انهيار مرحلة الحرب الباردة، إضافة إلى تراجع المنظومة الاشتراكية على المستوى العالمي، وظهور انزياحات فكرية وسياسية وأيديولوجية، وأخرى تتعلق بالعقائد العسكرية، مدخلاً إلى تحولات عالمية تفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات تتعلق بمستقبل الملامح السياسية للقرن الحالي، واتجاهات النظام العالمي بعد «تصدع الشمولية» وانهيار بعضها، وهبوب «رياح الديمقراطية».

وجميعها تحولات تقض مضاجع الحكام والشعوب في أربع جهات العالم. في الإطار ذاته، فإن تسارع التحولات التي نشهد بعضاً من تجلياتها في عالمنا العربي. وتعاظم تأثير الثورة الرقمية والعلمية والتكنولوجية. يجعلنا ندرك أننا في سياق لحظة عالمية تسودها تحديات مختلفة ومتباينة.
وعليه فإن المعرفة الدقيقة لأوضاعنا العربية السياسية منها والاقتصادية وأيضاً الاجتماعية، وارتباطها بالتحولات العالمية، تشكل تحدياً كبيراً للسياسيين والمثقفين وبشكل خاص الجهات البحثية المتخصصة، فيما يشكل البحث في التساؤل عن: «هل نعيش نحن العرب، الزمان العالمي؟ أم أننا نعيش زماناً عربياً مفارقاً»؟. مدخلاً لتحديد ملامح اللحظة العربية الراهنة، وبالتالي الإجابة عن التساؤلات المفصلية.
فإذا قارنا أوضاعنا العربية الراهنة مع التقدم الغربي الناتج عن تراكم تاريخي شامل وعميق. نلحظ أن الأوضاع في عالمنا العربي تتسم باستمرار تفاقم التخلف الاقتصادي والتصدُّع الاجتماعي والتراجع الثقافي. وجميعها عوامل ساهم في تكريسها الاستبداد السياسي. ويندرج في ذات الإطار اشتغال أنظمة الاستبداد على تجويف المجتمع وتفريغه من طاقاته البشرية الإبداعية، وتجفيف منابع الفكر السياسي، وبشكل خاص المعارض، وصولاً للجم وتقييد وقمع حوامله الشعبية، وفي أدنى الأحول تهميشها، أو استتباعها وتحويلها لأدوات تدور في فلك السلطة. وتجلى ذلك سورياً في إلحاق السوريين من مختلف الأعمار إلى المنظمات الشعبية منها والسياسية الرسمية. وجميعها أسباب وعوامل ساهمت في وصولنا إلى اللحظة الراهنة.



لكنَّ ذلك لا يعفينا من التساؤل عن ارتباط أوضاعنا الراهنة، بالتحولات العالمية، وسياسات دول كبرى، ما زالت حتى اللحظة وبغضِّ النظر عن مستوى ارتباط الأنظمة العربية بها. تمارس سياسات معولمة لا تمت للديمقراطية بصلة. ويتقاطع ذلك مع سياسات لها، اقتصادية استتباعية احتوائية أساسها الاحتكار والنهب والسيطرة. ما يعني أن استمرار دعم أنظمة سياسية بعينها. أو محاولات إسقاط أخرى بالقوة العسكرية، كالذي نشهده في سوريا. ليس لها علاقة بطبيعة وبنية النظام السياسية، حتى وإن أظهرت الحرب الإعلامية ما يخالف ذلك. ما يعني أن أوضاعنا الراهنة ترتبط بشكل مباشر بتحولات وتغيرات بنيوية سياسية واقتصادية عالمية تتسم بالاستقطاب والاضطراب.
من جانب آخر، فإن ارتفاع مستوى التخلف العربي وتنوع تجلياته، مقابل تصاعد وتيرة التطور الغربي يدفعنا للتأكيد على أننا نعيش لحظة مفارقة للزمن العالمي تتجاوز في أبعادها أنماط التفكير وأشكال المعيشة. ولا يكفي في هذا المجال اتهام أنظمة الاستبداد بما آلت إليه أوضاعنا من بؤس وتخلف. رغم إدراكنا للعلاقة التاريخية البنيوية والعضوية بين الاستبداد والتخلف. لكن الحكومات الغربية تتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية. فالأخيرة اشتغلت على مدار عقود سابقة وما زالت، على تعميق التخلف والتفتت العربي. ولم يتجلَّ ذلك فقط من خلال دعمها أنظمة أمر الواقع، أو حتى محاربة بعضها لأسباب ليس لها علاقة بالقيم «الديمقراطية الغربية». لكن أيضاً من خلال استمرارها في اعتماد سياسيات استعمارية نيو ليبرالية عمقت من إقصائنا كشعوب ودول عن لحظة التطور والحداثة. وما نشهده حالياً من فوضى واضطرابات وتناقضات وحروب في غير دولة عربية، يشكل امتداداً للفوضى والاضطراب والتناقض، التي تتسم بها اللحظة العالمية الراهنة.
إن ما يمر به عالمنا العربي، وبشكل خاص سوريا من أزمات اقتصادية وسياسية وأخرى اجتماعية. إضافة إلى الأزمة البنيوية لنظام الحكم. يكشف عنه تفكك اجتماعي، وتحلل للقيم السائدة، وتنافر مختلف ضروب السلوك السياسي والاجتماعي سواء لدى النخبة أو الجماهير. وهو يرتبط كما أسلفنا باضطراب يشكل سمة العصر العالمي. لكننا من جانب آخر ما زلنا نعيش لحظة ذاتية خاصة تتسم بالتناقض والتداخل والتفارق بين: وعي مشيخي سلفي يقوم على النقل، واعتماد التكفير بديلاً من التفكير. ثانياً تفكير إسلامي يدعو إلى قراءة عصرية للتراث الإسلامي، ويؤكد أصحاب هذا التيار عدم تناقض الفكر الإسلامي مع التطورات العلمية، ثالثاً: وعي ليبرالي يدعو إلى القطع مع التراث وتبني الفكر الغربي بالكامل سياسة واقتصاداً وثقافة. رابعاً: هياكل سياسية شيوعية ينطبق على بعضها مصطلح «محنطات». وأخرى متلبرلة فقدت علاقتها بالمجتمع، بعدما أضاعت أدوات التحليل الماركسي العلمي وبشكل خاص الطبقي منه. أما الأحزاب القومية العربية الحاكمة منها، وأخرى خارج السلطة، فإنها تعاني تناقضاً بين أهدافها الوحدوية والتنموية من جهة، وبين واقع جيو سياسي يزداد انقساماً. ويتزامن ذلك مع تفاقم حدة الشرخ بين الدولة «السلطة» والمجتمع. وابتلاع السلطة «الحاكم» للدولة والمجتمع.
في السياق فإن عالمنا العربي يعاني بشكل عام، وتحديداً بعد اندلاع «ثورات الربيع العربي» من فوضى، تساهم في زعزعة أسس مجتمعاتنا، وتهدد وجودها الذاتي. ويتزامن مع ذلك تصدع النظام العربي، وأيضاً الدولة القطرية. ويتجلى ذلك بتراجع وتلاشي تأثير النظام العربي في التحولات العالمية الراهنة. وذلك لا يتعلق فقط ببنية مجتمعاتنا، وتحول أنظمتنا السياسية إلى أدوات لنظام العالمي يزداد اضطراباً وتناقضاً. لكنه يرتبط بالغزو الأميركي للعراق الذي شكل فاتحة للانهيار العربي. فالتناقض الذي تعاني منه مجتمعاتنا العربية، إضافة لطبيعة النظام السياسي، وتقاطعه مع لحظة اضطراب عالمي. شكَّل مناخاً مناسباً لانتشار وتمدد ظاهرة إرهاب معولم لم تقف تجلياته الصارخة في سورية والعراق بشكل خاص، إذ تأثرت به دول أوروبية متعددة منها فرنسا وبلجيكا، وأيضاً الولايات المتحدة الأميركية، تحديداً بعد ظهور تنظيم «داعش» وقيامه وأخواته بمذابح مروعة تذكرنا بفظاعات القرون الوسطى. وأيضاً بتنبؤ نيتشه بأنَّ القرن الواحد والعشرون سيكون قرناً عدمياً، وكذلك بتوقّعات أندريه مارلو بأنّه سيكون قرناً دينياً. فاللحظة الراهنة يجتمع فيها الديني والعدمي. ما يعني التقاء العدم بالمطلق، والعبث بالمُقدّس. وجميعها عوامل تشير إلى أنَّ النظام العالمي يعاني من فوضى واضطراب بنيوي.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا عن أطفال سوريا؟
- في خيارات السوريين
- سوريا في قلب الاستقطاب الدولي
- حرب المواقع والأدوار الوظيفية في سوريا
- «السلطة» وعلاقتها بالعنف الرمزي والمادي
- أسئلة الديموقراطية في سياق «الربيع السوري» المُتعثّر
- فشل الأيديولوجيات الكبرى: النظام القومي نموذجاً
- في إشكالية خطاب المظلومية
- عن نهايات «داعش» في سوريا
- إلى اليمين دُرْ
- تصعيد الحرب السورية
- ... عن مصير السوريين وشكل دولتهم المستقبلية
- سوريا على عتبة انهيار الدولة
- السوريون أمام أبواب الجحيم
- الصحافة وتحديات التغيير: هل تختفي النسخة الورقية كلياً؟
- في تحوّلات طبيعة الطبقة العاملة السورية وتركيبتها
- مقدمات انهيار الدولة المركزية في سوريا
- من تداعيات الأزمة السورية
- بحث في الهويات: العدميات القاتلة
- سوريا: مقاربات ودلالات


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - في أي زمن نعيش؟