أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صوما - السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (3)















المزيد.....

السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (3)


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


كل القرائن تقول ان الادبيات الابراهيمية كافة اقتبست اختراع الدين ومفرداته من اساطير الحضارات الفرعونية وما بين النهرين الدينية، وتكاد اسطورة الخلق الواردة في التوراة ان تتطابق مع اسطورة الخلق البابلية التي قالت ان الإلهة "نمو" وهي المياه التي لم يكن احد معها، خرجت منها الحياة. وفي النصوص الفرعونية تقول الاسطورة في البدء لم يكن هناك إلا بحر هائج، وفي هذا البحر كانت توجد قوى الخير والشر. قوى الخير تحوي البذرة لكل ماهو حي، في حين قوى الشر كانت تقطن الحيّة العظيمة، ولكن في لحظة ما خرج الاله آتوم من اعماق البحر رافعا معه الارض من رحم البحر. حتى فكرة الشر المتمثل في الحيّة تكررت في سفر التوراة.
وكما اعتقدت شعوب منطقة الشرق الاوسط القديم ان كل الكائنات على الارض خرجت من الماء، جاءت الادبيات الابراهيمة وأكدت المفهوم نفسه. وكما روت الاسطورة السومرية ان الانسان خُلق من الطين الممزوج بدم الاله، قالت الادبيات الابراهيمة ان الله نفخ في الانسان وخلقه على صورته ومثاله. وكما تحدثت الالواح السومرية عن الموت وفسرته بانه عودة الطين الى التراب، تردد الامر نفسه في الكتاب المقدس بعهديه والقرآن.
ورد في الاساطير الفرعونية خصوصا اسطورة أوزيريس، فعل الموت والبعث بعده، وتردد الايمان بالبعث في الانجيل والقرآن، وقام المسيح من الموت كما قام أوزيريس.
السموات السبع
قصة خلق الكون والسماء (الفضاء) في الادبيات الابراهيمية كافة تتطابق مع اساطير حضارات ما بين النهرين والفراعنة، التي كُتبت بمعلومات عصرها التي لم تتجاوز معرفة المنظومة الشمسية التي تتحرك حول الارض وليس حول الشمس، ولم ترق الى معلومات عصرنا، رغم انها موحاة من العليم بكل شيء كما قالوا، التي قالت اخيرا ان هناك أكثر من عشرين ألف مجرة في الكون. المجرة نفسها منظومة لم تكن معروفة في زمن الادبيات الابراهيمية ولذلك لم ترد في أي منها.
تصور السموات السبع جاء أساسا من نظرية تناغم الكون مع الموسيقى وسُلمها الذي يبلغ سبع نغمات، الموروث عن الفيلسوف فيثاغورث الذي اعتقد أن الكون يتألف من التمازج بين العدد والنغم. وكان البابليون يعتقدون ان السماوات سبع. وكان التصور موجوداً لدى الفرس أيضا في الزرادشتية، وفيها صفة السماء الأولى بين حرّ النار وبرد الثلج، وهي مطابقةٌ لما ورد لاحقا في القرآن. والتصور نفسه اقتبسه اليهود أيضا بدليل أننا نجده في كتبهم الدينية مثل التلمود الذي ذُكرت فيه صورة السموات السبع ومعراج النبي أخنوخ اليها، ويُلاحظ ان السماء كإسم مفرد غير موجود بالعبرية، بل (شمايم) وترجمتها السموات.
لأن المسيحية بُنيت على فكرة مملكة روحانية في السماء، انخطف يوحنا الرسول بالروح وذهب في معراج الى السموات، وعاد وكتب رؤياه وبدايتها غن المسيح الممجد وسط كنيسته، ثم "سبع" رسائل إلى "السبع" كنائس التي في آسيا، ثم روى ما رآه وحَمَل الله بيده السفر المختوم ب"سبعة" اختام وفيه الأوامر الإلهية، ويلي ذلك فتح الاختام في "سبع" رؤى تعلن قصد الله من خروج المسيح ليغلب إلى يوم الدينونة العظيمة، ثم وصف الهول القادم في الضربات "السبع" التي سيضرب الله بها الدنيا قبل اليوم الاخير.
المعراج نفسه حدث مع الرسول محمد لكن بشكل محسوس يناسب تصور البيئة الصحراوية، إذ طار على صهوة دابة اسمها البراق مع الملاك جبريل، وفي بيت المقدس ترك البراق، وعرج مع جبريل على السموات "السبع" الى ان انتهى به المطاف عند الملأ الأعلى في سدرة المنتهى، ثم عاد بالطريقة نفسها وروى ما حدث.
النص والمراجع
ورد في القرآن ما ذُكر في جميع الاديان والمذاهب وجاء ذلك صراحة في النص "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك"، لكن المسلم يعتقد انه هو وحده على صواب والاخرين على خطأ، رغم ان الاخرين هم المراجع الاساسية حسب القرآن نفسه!
الصلوات الخمس والصلاة على الميت بلا ركوع او سجود وتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير كانت من احكام الصابئة الدينية، وفُرضت على المسلم في القرآن كما هي. ورد في الاساطير الفرعونية "السراط المستقيم" الذي يعبر عليه الميت ليصل الى الحياة الاخرى، وجاء في القرآن كما هو وبالاسم نفسه. كان عرب ما قبل البعثة النبوية يصومون شهرا قمريا، ويحجون البيت ويطوفون ويسعون ويقفون المواقف كلها ويرمون الحجارة ويغتسلون من الجنابة، وكان اهل قريش إذا صلوا قالوا "لبيك اللهم لبيك.لا شريك لك إلا شريك هو لك وما لك". الامور نفسها جاءت في السُنة النبوية والقرآن كما هي. مواضيع الشريعة والاحكام والتوريث وردت في القرآن حرفيا كما جاءت في العهد القديم، وهناك مقولة مشهورة بين رجال الدين اليهودي والاسلامي: إذا استعصى عليك فهم شيء في الشريعة اليهودية ارجع الى القرآن والعكس بالعكس.
سمّى كعب بن لؤي يوم العَروبة يوم الجُمعة لاجتماع الناس فيه للصلاة، ثم اختاره الرسول لقومه يوم اجتماع صلاة ايضا عندما سألوه عن يوم خاص بهم مثل اليهود والمسيحيين. كما كان عرب ما قبل الاسلام يكبرون في بعض الاحوال قائلين "الله أكبر". واقتبس الاسلام التكبير نفسه كما هو.
قول العرب ان القرآن يشبه سجع الكهان لم يأت من فراغ فالكُهان طبقة من الرجال كانوا في العصر الجاهلي يشغلون الوظائف الدينية في اماكن العبادات وبيوت الالهة، وكانوا يرددون صلوات تشبه طريقة كتابة وتجويد القرآن، وكان منهم اكثم بن صيفي، والمامور الحارثي، ومن النساء وزبراء كاهنة بني رئام التي انذرت قومها بالغارة عليهم فقالت: واللوح الخافق، والليل الغاسق، والصباح الشارق، والنجم الطارق، والمزن الوادق.
طريقة صياغة القرآن نفسها تكاد ان تتطابق مع الميامر (كلمة أشورية تعني قصائد) التي كان يؤلفها كهنة المسيحية باللغة السريانية للصلوات وتعظيم مريم العذراء، والميامر هي الشتلة التي خرج منها في ما بعد ميمر الشعر العراقي الشعبي، والاستماع الى "إن البرايا بأسرها" على سبيل المثال على "يو تيوب"، وهي تسبيحة باللغة العربية لكن على الطريقة السريانية، يوضح للقارىء مدى التطابق حتى في طريقة تجويد السطور المقفاة التي لا هي شعر أو نثر.
ما يسترعي الانتباه ان الادبيات الابراهيمية اقتبست ما يناسبها من تراث المنطقة ونسبته الى وحي سماوي، ولم تقتبس من "أسطوانة قورش" التي نُقشت بعد نصر بابل وتعتبر إحدى مواثيق حقوق الإنسان الأولى في العالم، فحقوق الانسان في الادبيات الابراهيمية تتعلق بالميراث والاحكام والعبادة والطاعة لله وللمؤسسة فقط، وليس في حرية الفكر والمعتقد كما ورد في ميثاق الملك العظيم قورش.
كما كانت الادبيات الابراهيمية بعيدة كل البعد عن الوعي البيئي. لم تمتلك رؤية مستقبلية عنه. نظرت الى البشر على انهم موارد لها في الدنيا ماليا وعدديا، ولم تعط أي قيمة الى الارض نفسها التي تأوي الانسان. ولا يملك المرء سوى الاحترام العميق للديانة الفرعونية التي جعلت المنُتقل للحياة الثانية يقول امام الاله: "انا لم ألوث النهر". جعلوا تلويث نهر النيل من الخطايا التي يستحق الانسان ان يذهب الى جهنم من اجلها!
سرقات دينية
مارس عضو مجلس الامة الكويتي الدكتور السلفي وليد الطبطبائي السرقة الدينية، فأخذ على سبيل المثال مقالات "الفن الذي نريد" من "نظرة في جماليات القرآن" لفهمي هويدي و"مراجعات في الفكر والدعوة" لعمر عبيد حسنه، و"نعم هناك تطرف إسلامي" من " فصول من السياسة الشرعية في الدعوة إلى الله" للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، و"الشريعة ليست شعارا بل الموت دونها" من "التشريع الجنائي في الاسلام" للدكتور عبد القادر عودة.
اقتبس الكاتب الاسلامي فهمي هويدي بعض افكار الشيخ يوسف قرضاوي في كتابه "الاسلام والفن"، كما نقل استاذ الشريعة الاسلامية عبد الرزاق الشايجي مقاله "إسرائيل واختراق العلاقات العربية والاقليمية" من "العامل الاسرائيلي في الازمة العراقية" للكاتب د. عماد جاد و"معارضة سياسية وحياد عسكري" لحامد محمود، ومقاله "الاستراتيجية إسرائيلية والتنفيذ اميركي والمصلحة مشتركة" من "العامل الاسرائيلي في الازمة العراقية" لعماد جاد، و"العالم العربي بن شخصنة الدولة ومأسسة القرار" من "مراكز الفكر الاميركي- سماسرة الافكار" و"مراكز الفكر الاميركي- نموذج للتفاعل من المؤسسة العسكرية" للكاتبة اميمة عبد اللطيف.
سرق الشيخ حامد العلي مجموعة مقالاته "المحافظون الجدد – القصة الكاملة" من "كيف يعمل المحافظون الجدد" تأليف جيمس الزغبي، و"لاهوت البيت الابيض " لكمال الجازولي، و"هيمنة المحافظين الجدد" لمحمد ماضي، كما سرق مقاله "من جديد حسابات اميركا الخاطئة" من "اسلحة الدمار الشامل الاسرائيلية" لحازم غراب.
ما يسترعي الانتباه ان السرقات الادبية والفكرية والدينية ليس لها حكم صريح عند الفقهاء والمشرعين الاسلاميين، وتناقض بعضها بعضا، مثل العبارة المبهمة التي قالها آية الله علي خامنئي عن السرقة الادبية "لا تجوز على الاقوى"، أو فتوى لجنة الازهر "تفيد اللجنة بأن الاقتباس بكل انواعه جائز شرعيا، ولا شيء فيه بشرط ان يُنسسب إلى مصدره وصاحبه عند الكتابة والتسجيل".
***
اُقيم معرض في برشلونة ضم أشهر السرقات الادبية والفنية عبر التاريخ، ومنها رواية "دون كيخوت" التي كتبها مرة ثانية ألفونسو دي ابيانيدا سنة 1614، ولوحة الموناليزا التي رسمها مارسيل دو شامب كما هي عام 1919، ومزيج موسيقى مايكل جاكسون مع ستوكهاوزن، وهي اعمال قد لا يتخيل البعض ان تُسرق لشهرتها، وقال خوردي كوستا وأليكس مينديبيل منسقا المعرض: " هناك عدة امثلة من التاريخ تدّل على ان السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة".




#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (2)
- السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (1)
- الذات الإلهية لم تطلب من احد الدفاع عنها
- الاغتيال العقائدي والاغتيال السياسي
- الهوية وقانون الحريات والعلمانية
- المواطنة المتساوية وانفصام الشخصية
- البوركيني وثقافة الملابس
- عالم كيمياء وفقيه كلام
- البابا فرنسيس يؤسس اخلاقيات تخالف الموروثات الابراهيمية
- أتنادون باالخلافة وتبخلون على خليفة رسولكم بجزيرتين؟!
- في معضلة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم
- يعيش يعيش حكم المرشد
- هل أفلست الاديان شكلا ومضمونا؟
- افراط البطش الذي يتجاهل القرآن والاحاديث
- تعدي مؤسسة على صلاحيات الله المطلقة
- -موال الهوى-: رواية تعبق بثقافات البحر المتوسط
- المسلمون المتنورون والصم المسيحيون
- ختان العقل ووأد الروح واستهجان الاستنارة
- تحت خط الفقر العلمي
- التمييز والعنصرية والتقية ومصادر التمويل


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صوما - السرقة الادبية والفنية تعد جزءا حيا من الثقافة (3)