أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأرض في قصة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة العيسة















المزيد.....

الأرض في قصة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة العيسة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5337 - 2016 / 11 / 8 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


الأرض في قصة
"رسول الإله إلى الحبيبة"
أسامة العيسة
من يقرأ ما يكتبه "أسامة العيسة في جريدة الحياة الجديدة يجده متعلق بالأرض والجغرافيا الفلسطينية، التي يسعى المحتل للسيطرة عليها وتغيير معالمها، من خلال تزويرها بنقش بعض الكتابات العبرية على حجارة الأبنية، فالكاتب يعطي مسألة الأرض الأهمية الأولى.
من هنا وجدنا الكاتب يستخدم شكل أدبي راقي متمثل بالقصة القصيرة يعمق اهتمامه بالأرض، وهذا يترتب عليه صعوبة بالغة على الكاتب، فكيف يستطيع أن يجمع بين طرح معلومات وأحداث واقعية، أو قريبة من الواقع بشكل أدبي قصصي، وفي ذات الوقت يطرح معلومات وأحداث مباشرة؟
أستطاع القول بأن كاتبنا نجح تماما في تجاوز هذه المعطلة، وقدم لنا قصة أدبية تحمل أحداث ووقائع الصراع الفلسطيني الصهيوني على الأرض، وقدمه بشكل راق يتجاوز فيه المباشرة والخطابة.
القصة تتحدث عن الأرض الفلسطينية التي يسعى "إيال" عالم الآثار والتاريخ لتهويدها، أن كان بتغير اسمها الفلسطيني، أو من خلاها إزالتها تماما من الوجود، مستعينا في بحثه عن أي خيط يربطها بالنص التوراتي، يستخدم "إيال" العمال العرب في عمليات البحث والتنقيب في المواقع، تنشأ علاقة جيدة مع أحد العمال العرب "أبو حصيرة" الذي يكون مرسال الغرام بينه وبين زوجته، وعامل الصلح بينهما، يحدثنا الراوي عن العديد من الأماكن التي تم الاعتداء عليها وتهويدها، لكن المكان الأبرز كان مقام "الشيخ نوران" حيث يجد "إيال" تمثال، دولفين يفترس سمكة، وتبدأ عملية البحث عن أصل هذا التمثال، لكن الاحداث الجارية على أرض غزة تلازم اكتشاف "إيال" للدولفين، وهنا يقدم الراوي صورة ساخرة لهذا الرجل، الذي نذر نفسه في البحث عن غابات في صحراء قاحلة.
إذن هناك العديد من المشاهد التي تتحدث عن كيفية تحريف/تغير اسماء الأماكن العربية الفلسطينية إلى اسماء عبرية، من هذه الاماكن "شارع غزة" في القدس، وكيف حاول العديد منهم تغير اسم "شارع غزة" لكن كانت تواجههم معضلة الواقع الجغرافي لهذا الشارع، "لأنه يقع على الدرب القديمة من مدينة القدس إلى الساحل الفلسطيني الجنوبي" فالاسم الفلسطيني العربي محارب من قبل الصهاينة فهو يشكل لهم مشكلة، ويجعلهم يعيشون في حالة من الاضطراب. " بهذا الشكل
بعد الحديث عن شارع غزة في مدنية القدس يبدأ الحديث عن مقامات وأضرحة الأولياء في فلسطين وكيف يبحث "إيال" عن الإبرة في كوم القش، "لا يعرف إيال، متى أنشئت هذه الأضرحة، والتي تحمل أسماء أنبياء ذكورا في العهد القديم، وشيوخ، وصوفيين، وصحابة... وتكاد تكون معظم القرى والبلدات الفلسطينية أقيمت بجانب أو حول هذا النوع من قبور الأولياء" الواقع يتحدث عن أضرحة ومقامات مقامة داخل تجمعات ريفية أو حضرية وأصبحت جزء من معالم هذه القرى والبلدات، وهذه الحقيقة لا لبس فيها، لكن الصهاينة بكافة السبل والوسائل يحالوا قلب هذه الحقيقة، "ما كان إيال يقوله ضاحكًا، عندما يلتقي مستوطنًا من تكواع.
وأدى بحث إيال إلى اكتشافات بدت مفاجئة، عندما رصد مؤشرات متزايدة على أن المتدينين اليهود لم يكتفوا بقبور الصدِّيقين الموجودة، ولكنهم أخذوا يحوّلون قبور عَلمانيين إلى أضرحة ومقامات تأخذ الطابع اليهوديّ. ومعظم هذه الأضرحة الجديدة تقع على الطرق المؤدية إلى المستوطنات، أو في أماكن قُتل فيها مستوطنون أو جنود، فيتم إنشاء أبنية تشبه الأبنية الفلسطينيّة التقليدية للمقامات، سرعان ما يتمْ تسييج الأَرْض التي تحيط بها، وتتحول إلى مستوطنات صغيرة، وإن كانت شكلاً هيَ مقامات أو قبور." بهذا الشكل كان اليهود يغيرون واقع الأرض الفلسطينية ، مستخدمين طرق الكذب على الذات قبل الكذب علينا، وتزوير واقعهم قبل تشويه الأرض.
التعاطي مع نص كتب قبل أكثر من ألفين وخمسمئة عام وبطريقة مشكوك في صحتها، وأخضع للعديد من التغيرات والتبديلات من قبل نساخه على مر العصور، ثم يؤتى به ليكون واقعا على أرض فلسطين هذه هو الجنون بعينة، فالأرض الفلسطينية تعاقب عليها العديد من الأقوام والشعوب، ولكنهم جميعا خضعوا لها، لثقافتها وحضارتها، ومن ثم كانوا جزء من الثقافة والحضارة الفلسطينية السائدة.
إذن اليهودي يتعامل مع الماضي، مع أشياء ميتة، أنتهى زمنها، هذا ما قاله "أوري" صديق "إيال": "“في القُدْس والأراضي المُقدَّسة، يحكم الأمواتُ الأحياءَ، وربما لا يوجد مكان في العالم يضاهي فيه تأثير الأموات على الحياة المعاصرة مثل ما يحدث في أرضْ إسرائيل، الَّذين امتد تأثير ما يثيرونه من إشكالات إلى مختلف دول العالم، واستطاعوا مِن قبورهم تقسيم العالم إلى قسمين: مؤيد أو معارض لطرفي الصراع." هذا واقع الصهاينة، يبحثون في المجهول، في الفراغ عن مكان للجغرافيا التوراتية، لكنها غير موجودة مطلقا في فلسطين، هي موجودة فقط في كتبهم، لكن ليس لها أي أثر على الأرض. "
يسرد لنا "أوري" العديد من الحقائق عن أرض فلسطين، فهو على يقين بأنها أرض فلسطينية وليست توراتية، من هنا يحدث "إيال" عن "قبة راحيل" الفلسطينية وليس التوراتية قائلا : "“ليس بعيدًا عن جبل الهيكل، وعلى مشارف مدينة بَيْت لَحْم، يقع ضريح يسمى (قبة راحيل)، يُقدّس من قبل المسلمين والمسيحيين، الَّذين تبنوا جَدتنا راحيل، وأدخلوها في موروثهم الديني، على طريقة إعادة التدوير الدينية، والثقافية، والأسطورية، التي تُعرف بها الأَرْض المُقدَّسة، ولم يكونوا يدركون أنَّهُ سيأتي يَوْمٌ تتحوّل فيه راحيل، إلى مثار خلاف سياسيّ يتخذ شكلاً دمويًا. “ستنا راحيل” كما يسميها السُّكَان المحليون هيَ بالنسبة لنا أم يوسف وبنيامين، وزوجة النبي يعقوب. يقال بأنها توفيت في هذا المكان عند الكيلو 5،7 على طريق القُدْس-الخليل، وهي الطريق التاريخية التي تربط جنوب البلاد بشمالها، عندما أتاها المخاض، لتنجب بنيامين، الَّذي يقول جيراننا العَرَب، بأنه سُمي بذلك، لأنه كان “ابن يومين” عندما توفيت أم"” " استخدم الراوي في حديثه عن الحقيقة، عن الواقع، عن الأرض الفلسطينية وليس التوراتية صوت "أوري" اليهودي النير، الذي يتحدث عن الواقع الذي يعيشه، وليس عن خيال أو عن كلمات تمت صياغتها من قبل أشخاص متوهمين يعيشوا في عالم غير موجود، وهذا الشكل من الاستخدام حرر الراوي من المباشرة في الطرح.
قما قلنا هناك العديد من هذه الطرح الذي يتناول الطرق التي يتبعها الصهاينة لتغيير الأرض الفلسطينية إلى أرض توراتية، وسنكتفي بها القدر لننتقل إلى جانب آخر من قصة "رسول الإله إلى الحبية". "
يحثنا الراوي عن شخصية "أبو حصيرة الفلسطيني" الذي كان له دور استثنائي في العلاقة بين إيال" وزوجته "راحيل"راحيل التي رأينا كيف تكون متزمتة إزاء أي فُحش لإيال، تحب مكالمات أبي حَصِيرة، وكلماته الغريبة والعجيبة، هو ليس بالنسبة لها الصديق الَّذي تتوق لسماع رأيه أو تطمئن إليه، وتسمح له بالتدخل في شؤونها الخاصة، أو الشخص الَّذي يمكن أن يكون مُرَطّب العلاقة بينها وبين إيال الَّذي تحتاجه، رغم زواجهما المديد، ولكنه ذلك الشيء الغامض، الوظيفي، الَّذي يمكن أن يقول أي شيء، تُريد أن تسمعه هيَ أو إيال، ولا يؤخذ على محمل الجدية، هو الشيء الاعتراضي في حياتها مع إيال، العربي الطيب، الَّذي يُثير الشفقة والحنو مِن قِبلها وإيال عليه، ليربي أولاده، ويُعَلمهم. هو الشيء الَّذي لا تستطيع تحديد كنهه، ولكنه الموجود في حياتهما، حتّى في فُحْش سرير النَّوْم، ما دام ليس ضارًا، هو الشيء الَّذي لا تفكر راحيل وإيال بفقدانه. وإن فُقد، لن يكون غيابه حاسمًا في حياتهما. "هذا هو الرجل الذي يشير عنوان القصة، فهو رسول إلى الحبية، هو فلسطيني، لكنه يقدم خدمات جلية "لراحيل ولإيال" حتى الخدمات/الاحتياجات الجنسية يقوم بها، فهو عنصر فاعل وحيوي بالنسبة "لراحيل" هناك اشارة تؤكد هذا الأمر، فعندما طلبت راحيل من الحضور عدم الحديث في المحرمات، السياسة والدين، لم تكمل المحرم الثالث الجنس، "وتدخلت راحيل، طالبة عدم الحديث في السياسة، ومذكرة بالاتفاق غير الرسمي والمعمول به، بأن لا يتحدثون في السياسة أو الدين، وكادت تقول في الجنس أَيضًا، لولا أنها تذكرت ما سمحت لأبي حَصِيرة بالتدخل فيه." لكن هل كان "إيال" زوج "راحيل" يعرف بهذه العلاقة بين أبو حصيرة الفلسطيني وبين زوجته؟ هذا السؤال يجب عنه "إيال" نفسه عندما بدأ البحث عن أصل وطريقة وصول تمثال الدولفين إلى مقام "الشيخ نوران"“قد تعتقد أن اثني عشر ميلاً في اليابسة من البحر الأبيض المتوسط، هو آخر مكان يمكن العثور فيه على دُلْفِين يمسك سَمَكةً بين فكيه، يمكن أن يكون جزءً من تمثال لافروديت آلهة الحب والجمال، التي وُلدت من زبد البحر، أو لبوسيدون إله البحر، ما هو أصل التِّمْثَال؟ مَن دَمَّره؟ ومتى؟ وتحت أي ظروف؟ ومَنْ أحضر الدُّلْفِين قريبًا من الشيخ نوران؟”.
كان يقول ذلك، وهو يتذكر دون سبب موجب، أبا حَصِيرة، الَّذي قال له يوْمًا بانه رَسول الحب بينه وبين راحيل. الجميع يحتاجون إلى رُسل حب، حتّى الآلهة." بهذا الشكل تم حل الكيفية التي وصل بها التمثال إلى مقام "الشيخ نوران" وكأن الراوي أراد أن يحسم المسألة التوراتية بشكل قاطع، بشكل لا لبس فيه، ليس هنا في فلسطين أي وجود/تطابق بين النص التوراتي والواقع على الأرض.
القصة منشورة على موقع كيكا الأدب العالمي.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السواد في قصيدة -مديح متوحش- كاظم خنجر
- الأديب المفكر الصهيونية في كتاب -بيان الوعي المستريب- إلياس ...
- المقدس الفني
- الضياع الادبي في رواية -أوديستي- أحمد سليمان العمري
- رواية السماء قريبة جدا (كاملة) مشهور البطران
- النص الملحمي في قصيدة -صدى الإنسان- منصور الريكان-
- القبيلة والتنوع في رواية -السماء قريبة جدا-
- جمالية النص في رواية -السماء قريبة جدا- مشهور البطران
- حيوية النص في ديوان -خربشات على جدار ميت- منصور الريكان
- حضور المرأة في ديوان -88- خالد درويش
- الكتابة النادرة -سيرة مدينة- عبد الرحمن منيف
- القيامة في المنطقة العربية
- الماء والمرأة في قصيدة -السراب- سليمان دغش
- الشيطان والمرأة في قصة -سيوف خشبية- علي السباعي
- الجلد باللغة الدينية في قصة -مقامات العصفور- سهيل الخالدي
- تعدد الشخصيات والصوت الواحد في رواية -تفاصيل الحلم القديم- خ ...
- القصة مرآة الواقع -السيد عباس فاضل الاعتيادي- سهيل الخالدي
- امسية قلائد القوافي
- المرأة والطبيعة في ديوان -حروف على أشرعة السحاب- نعيم عليان
- النص المخصب في ديوان -هكذا تكلم الغريب- معتز أبو مصلح


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأرض في قصة -رسول الإله إلى الحبيبة- أسامة العيسة